لماذا خلق الله الدورة الشهرية

لماذا خلق الله الدورة الشهرية؟ وما الحكمة من انقطاعها؟ منح الله الذكور بعض الخصال التي لا تمتلكها الإناث، وقد ميز أيضًا الله الإناث بخصائص وصفات غير موجودة بالذكور، لذا فإن أهم ما منحه الله للمرأة دونًا عن الرجل هو الحيض أو ما يعرف باسم الدورة الشهرية، التي تبدأ عند المرأة بعد سن البلوغ وتنتهي بالوصول إلى سن اليأس وهو موعد انقطاعها، لذلك فمن خلال موقع الملك سنتعرف على أسباب خلق الله للطمث عند النساء.

لماذا خلق الله الدورة الشهرية

فترة الطمث أو موعد الدورة الشهرية لدى النساء هو وقت نزول دم الحيض في فترة زمنية تتراوح بين أربعة أيام حتى سبعة أيام، ومن منطلق الدراسات والأبحاث الطبية فإن معدل الدورة الشهرية من 23 يوم حتى 35 يوم.

تبدأ الدورة الشهرية بمجرد الوصول إلى مرحلة البلوغ وهو من عمر تسعة أعوام حتى خمسة عشر عام، وتنقطع الدورة الشهرية عند الوصول إلى سن اليأس.

جدير بالذكر مراعاة الفروق الفردية التي تختلف من امرأة إلى أخرى فيما يخص الأعمار، والحالة الصحية والجسدية ومدى تغير الهرمونات بجسدها.

أما فيما يخص الفترة التي بين سن البلوغ وبين سن انقطاع الطمث، هي المرحلة التي يطلق عليها مرحلة الخصوبة، أي أن المرأة في تلك المرحلة تكون مؤهلة للتخصيب أو ما يعني أنها مؤهلة للحمل وإنجاب الأطفال.

للإجابة على سؤال لماذا خلق الله الدورة الشهرية، فإن الدورة الشهرية بالرغم من الآلام والأوجاع التي تصاحب المرأة في هذه الفترة والتقلبات المزاجية وتغير الهرمونات، إلا أن الإحصائيات الطبية قد أثبتت أن هناك منافع عديدة لنزول دم الحيض، وتندرج أهم هذه المنافع فيما يلي:

1- تحسين التغيرات النفسية

العوامل النفسية أكثر ما يمكن أن يؤثر على المرأة في فترة الدورة الشهرية، حيث إن آلام وأوجاع الطمث تتسبب لها في الشعور بالاكتئاب والإحباط والإحساس الدائم بالاضطراب والقلق والتوتر مما يدفعها في هذه المرحلة إلى العصبية غير المعتادة.

لذا فمن أهم العوامل التي تساعد الدورة الشهرية في تحقيقها هو تعديل الحالة المزاجية وزيادة معدل هرمون الاستروجين بالجسم، نظرًا لأن هرمون الاستروجين هو المسؤول عن تعزيز هرمون السعادة بالجسم، فعند زيادة معدل هرمون الاستروجين تتم زيادة معدل هرمون السعادة مما يؤدي إلى تحسين التغيرات النفسية التي طرأت على المرأة في هذه الفترة.

اقرأ أيضًا: أضرار الجماع أثناء الدورة الشهرية للرجل

2- التخلص من السموم الموجودة في الجسم

نظرًا لأن هناك العديد من الملوثات المحيطة بنا فإن الجسم يتعرض بشكل يومي إلى الإشعاعات والغازات والسموم التي تلحق به أضرار بالغة، فضلًا عن الأطعمة الغذائية غير الصحية التي تساعد في خفض معدل الهرمونات داخل الجسم.

لذلك فإن نزول دم الطمث هو بمثابة التخلص من الأمراض والبكتيريا التي من شأنها أن تتراكم داخل الجسم، لذلك فإن خروج دم الحيض هو شفاء للمرأة وما بداخلها، لذا فيمكن القول إن الدورة الشهرية هي تنظيف وتعقيم كامل لكافة الملوثات الداخلية التي تخرج في صورة الدم.

حيث إن الدورة الشهرية تساعد في تنظيم إنزيمات الجسم وإنتاج الهرمونات بمستويات معتدلة.

3- تأخير مرحلة الشيخوخة

قد أشرنا فيما سبق إلى أن الدورة الشهرية بمثابة تطهير كامل لجسم المرأة من السموم والملوثات فمن هذا المنطلق نجد أن التخلص من الأمراض وتجديد مجرى الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم في الجسم، جميعها هي وظائف الدورة الشهرية، مما يؤكد لنا أنها تزيد من القوة البدنية والصحية وبالتالي تؤخر مرحلة الشيخوخة.

4- التنبيه من الإصابة بالأمراض

من أهم الفوائد التي تحققها الدورة الشهرية هو الانتباه إلى وجود أمراض صحية، يمكن التعرف من خلال مقدار الدم الذي يتسبب في الطمث بالحالة الصحية للمرأة وإن كان هناك أي أمراض عضوية أو جسدية يمكن أن تلحق بها، حيث إن كميات الدم المعتدلة هي دلالة على عدم وجود فقر الدم.

أما في حالة زيادة معدلات الدم عن الحالة الطبيعية، فإن هناك اضطراب في إنتاج الهرمونات، وهو ما يساعد في سرعة اتخاذ القرار لاستشارة الطبيب، أما في حالة انخفاض مستوى الدم عن الطبيعي فيمكن أن يكون إشارة لاحتمالية الإصابة بالسكر أو الأمراض السرطانية.

لذلك ينبغي الانتباه للتغيرات التي تطرأ على المرأة في هذه المرحلة، إن كانت تغيرات فسيولوجية أو نفسية أو صحية، وذلك حتى نتمكن من اكتشاف الأمراض قبل أن تتوغل بأعضاء الجسم.

اقرأ أيضًا: أيام الدورة الشهرية للرجال

5- التعرف على ميعاد التبويض

لمتابعة الإجابة على سؤال لماذا خلق الله الدورة الشهرية، فإن الإجابة المثالية عليه هو أن الدورة الشهرية تساعد في معرفة موعد التبويض، حيث إنها تساعد في تهيئة الرحم لحدوث الحمل، نظرًا لأن الفترة التي تلي الانتهاء من الدورة الشهرية هي أكثر الفترات التي تتميز فيها المرأة بزيادة الخصوبة.

لذلك فإن الفترة التي تلي فترة الطمث يكون فيها فرصة الحمل أكبر بكثير من الفترات الأخرى، فعند تأخير موعد الدورة الشهرية فهو علامة على حدوث حمل، فينبغي إجراء الفحوصات الطبية للتأكد على صحة المرأة.

مراحل الدورة الشهرية

لاستكمال الإجابة على سؤال لماذا خلق الله الدورة الشهرية، نشير إلى أن هناك العديد من الفوائد التي قد تعرفنا عليها بشأن وجود الطمث لدى المرأة، إلا أن هناك مراحل للدورة الشهرية يجب أن نتعرف عليها، وهي كما يلي:

1- مرحلة الطور المبيضي

هي المرحلة التي تبدأ الغدد النخامية الموجودة بالجسم بإفراز الهرمونات الأنثوية مثل البروجسترون والاستروجين، ثم بعد ذلك تكون وظيفة المبيض في إنتاج بويضة واحدة، وبعدها تنتقل هذه البويضة إلى قناة فالوب حتى تتمكن من التخصيب بواسطة الحيوان المنوي، وبعد إتمام عملية التخصيب يقع الحمل، وفي حالة عدم التخصيب فإن البويضة تتجهز تلقائيًا للدورة الشهرية القادمة.

اقرأ أيضًا: أسباب عدم رغبة الزوجة بزوجها

2- مرحلة الطور الرحمي

هي المرحلة الثانية من مراحل الدورة الشهرية، فتتم في هذه الحالة التخلص من بطانة الرحم مما يتسبب في زيادة اضطرابات الأوعية الدموية، ومن ثم يتجمع الدم داخل رحم المرأة ونزوله من فتحة المهبل في صورة دم الطمث.

في هذه المرحلة يقل مستويات هرمون البروجسترون والاستروجين، ومن ثم تنتهي فترة الدورة الشهرية وتبدأ بطانة الرحم في التجهيز مرة أخرى لفترة الطمث الجديدة من الشهر التالي، وتكرار ما تم في مرحلة الطور المبيضي.

الحكمة من تحريم الصلاة على المرأة في فترة الطمث

نستأنف الإجابة على سؤال لماذا خلق الله الدورة الشهرية، فكما ذكرنا أن هناك أسباب وعوامل أودعها الله -عز وجل- في المرأة للاستفادة من فترة الدورة الشهرية، وبناءً على ذلك فإن هناك موعظة وحكمة من الله في عدم اقتراب المرأة من الصلاة في هذه الفترة.

فقد أشار الله -سبحانه وتعالى- إلى العلة من تحريم الصلاة في وقت الدورة الشهرية، وذلك في سورة البقرة:

“وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)”.

تشير الآية الكريمة بأن الله -سبحانه وتعالى- أكد أن فترة الحيض هي فترة خروج الأذى والضرر من الجسم، لذلك فينبغي على الرجل أن يعتزل المرأة في هذا الوقت، ويقصد به عدم ممارسة العلاقة الجنسية في تلك الفترة إلى أن تنتهي أيام الحيض وتتطهر المرأة.

كما أن الآية الكريمة هي دلالة على أن الله يحب المتطهرين ويقصد بها أن الصلاة هنا تقع على الطاهر فقط وفترة الحيض تصبح المرأة غير طاهرة، لذلك فهو منع قطعي من الصلاة ومن الصيام ومن ملامسة المصحف الشريف، وذلك على أن تنقضي الدورة الشهرية وتتطهر.

أما فيما يخص الناحية العلمية فقد أكدت الدراسات أن الأنشطة الحركية الكثيرة يمكن أن تتسبب في هبوط حاد لدى المرأة أثناء فترة الطمث، ورأفة من الله بالنساء فقد أسقط عليهم فريضة الصلاة، لرفع المشقة عنهم.

اقرأ أيضًا: حكم نزول دم بعد العلاقة الزوجية بعد انتهاء الدورة

إرشادات ينبغي اتباعها في فترة الطمث

نستكمل الإجابة على سؤال لماذا خلق الله الدورة الشهرية، فقد تعرفنا على أهم الفوائد التي تحققها الدورة الشهرية لدى المرأة، ومن هذا المنطلق نذكر أن هناك بعض النصائح والتوصيات التي ينبغي أن يراعي الزوج تلك الإرشادات، وأهم هذه الإرشادات فيما يلي:

• الابتعاد عن تناول المشروبات الغازية أو المنبهات التي تحتوي على الكافيين.
• الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم فترة تصل إلى 8 ساعات.
• استخدام بعض المسكنات للتخفيف من حدة الآلام ولكن يتم ذلك بعد استشارة الطبيب، حتى يرشد بالمناسب للحالة الصحية للمرأة.
• الحصول على المشروبات التي تحتوي على الأعشاب مثل القرفة والزنجبيل والنعناع وغيرهم من المشروبات التي تحقق الاسترخاء والتخفيف من الألم.
• الحرص على تناول الأطعمة الغذائية التي تحتوي على عناصر متعددة، لأن الجسم في هذه الفترة يكون بحاجة شديدة إلى الغذاء الصحي.
• تجنب الأمور التي من شأنها أن تثير العصبية أو القلق والتوتر، وذلك للتقليل من الآلام التي تصاحب الدورة الشهرية.
• تجنب إقامة العلاقة الجنسية أثناء هذه الفترة.

كرم الله الإنسان وعززه في أبهى الصور الخلقية، فقد خلق الله كل ما هو في الوجود لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه، لذلك فقد ميز الله النساء بفترة الحيض للكثير من الحكم.