فوائد سورة الحشر الروحانية
فوائد سورة الحشر الروحانية تتعدد، لاسيما أن كتاب الله عز وجل تحصل به السكينة للفؤاد، والطمأنينة للقلب، كما يحصل به الشفاء للقلوب والأبدان، وقد خُصصت بعض السور بأفضال وفوائد وأسرار لا توجد في غيرها، والتي ينبغي على العبد المسلم أن يكون على دراية بها ليكثر من تلاوتها فتحصل له المنفعة ويعظم له الأجر، وعبر موقع الملك نوافيكم ببيان أهم فوائد السورة.
فوائد سورة الحشر الروحانية
تتضمن سورة الحشر العديد من الموضوعات، وتشتمل على كثير من المقاصد والفوائد، منها:
- افتتحت بتنزيه الله تعالى عمّا لا يليق به، وإظهار عزّته وبيان حكمته في تصريف الأمور.
- فيها الحديث عن بني النضير، ووصفهم، ووصف المنافقين بالجبن، كما أن فيها تشبيه لما يحدث للمنافقين من تغرير الكافرين، بما يحدث من تغرير الشيطان لمن يكفر بالله عز وجل، وتبرُئه منهم يوم القيامة.
- بينت غزوة بني النّضير من خلال الحديث عنها، وما يسّر الله عز وجل من إجلائهم، بالرغم مما كانوا عليه من العدّة، والمنعة والحصون.
- فيها الحديث عن تقسيم أموال بني النّضير، وبيان حكمة الله تعالى وإرشاده للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى هذا التّقسيم، من خلال إظهار أحكام الفيء.
- الثّناء على المهاجرين والأنصار.
- أمرت المؤمنين بتقوى الله عز وجل، والنهي عن التّشبه بالفاسقين، والتّذكير بتفاوت حال الفريقين، وبينت عاقبة كلٍ منهم.
- فيها بيان لِعظمة القرآن وجلالته، وما يجب على المؤمنين من الخضوع والعمل بما فيه.
- من أسباب عقاب الله – سبحانه تعالى – للعبد في الدنيا قبل الآخرة هي معصيته، والإصرار على ذلك.
- على المسلم ألا يغفل عن الاستعداد للآخرة، وذلك من خلال تقوى الله، والعمل الصالح.
- ذكرت السورة في خاتمتها جانب من أسماء الله تعالى وصفاته.
- بينت أن نقض العهد أمر لا يستهان به، فمن فعل ذلك فإنه يستحق العقاب.
- بيان أن طريق الدعوة إلى الله محفوف بالمكاره، والمنافقين، والمعاندين، وأن الواجب عليه حيال ذلك هو المضي قدمًا في سير الدعوة.
- بيان استحباب هجرة العبد المسلم من الذنوب والمعاصي، أو هجرته من كل مكان يُعصى فيه الله -تعالى-، ويستحق العبد بذلك الثناء من الله -تعالى-.
- أظهرت كيف أن النظام الاقتصادي الإسلامي قائم على مساعدة المتعثرين، ويظهر ذلك بشكل جليًّا في توزيع غنائم غزوة بني النضير على المهاجرين فقط دون الأنصار؛ وذلك بسبب كونهم أغنياء.. كما أن فيها تحفيز على الملكية الفردية، والتي تساعد على العمل والإنتاج.
اقرأ أيضًا: فوائد سورة النمل الروحانية
فوائد سورة الحشر الروحانية من تجاربكم
تشتمل السورة على العديد من الأمور والتي تساهم في زيادة إيمان العبد، وتعينه على العبادة، والتي لامسها العديد ممن تدبر معانيها وفسّر آياتها، من تلك الفوائد:
- يقال إن لها فضل كبير في قضاء الحوائج، وتسهيل الأمور، ما إن قرأها العبد مرة كل يوم، ولمدة 40 يومًا.
- فيها حثّ على التسبيح، وهذا في بداية السورة ونهايتها، وبيان أن التسبيح من أجمل العبادات.
- الترغيب في خلق الإيثار، من خلال مدح الله عز وجل لمن يتصف بتلك الصفة.
- فيها بيان لأهمية الدعاء لأهل الإيمان.
- عظمة القرآن الكريم، وأثره في دواء القلوب والأرواح.
- اشتملت على العديد من أسماء الله الحسنى، والتي لها بالغ الأثر في قرب العبد من ربه، والعلم عنه.
- اشتملت على القصص والآيات، والتي لها بالغ الأثر في تقوية الإيمان، حيث يعتبر قارئها بما حدث للأمم السابقة، لاسيما المكذبين، وما حدث لهم من الخذلان والخسران.
فضل سورة الحشر
تظهر فوائد سورة الحشر الروحانية من خلال أفضالها، ذلك سورة الحشر فضلها فضل سائر سور القرآن الكريم، يُثاب المسلم على قراءتها وتدبرها، كما أنها تعود بالنفع على المرء في الدنيا والآخرة.
بيد أنه لم يرد في القرآن الكريم ما يخصص سورة الحشر بأفضال أخرى، فالقرآن الكريم كله خير، وسورة الحشر سورة من سور القرآن، يتعين على المرء قراءتها، وتدبر معانيها، وتفسيرها والعمل بما فيها.
لم يرد من صحيح الحديث أحاديث تبين فضلها إلا ما ورد هذا الحديث، وما كان غير ذلك فقد أتى بعضها غريبًا والآخر ضعيفًا، وعلى الرغم من ذلك فإن كثير من العلماء يقولون بجواز العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال.
اقرأ أيضًا: فوائد سورة الزمر الروحانية
أسباب نزول سورة الحشر
تظهر فوائد سورة الحشر الروحانية جلية من خلال بيان أسباب النزول، فإنها تُساعد على فهم الآيات وتدبرها، مما يفيد العبد في الدين والدنيا، ولاسيما حين يبصر مقاصدها، وبعمل بما فيها.
1- سبب نزول “ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا…”
نزلت تلك الآية في بني النضير حينما صالحهم رسول الله على ألا يقاتلوه أو يقاتلوا معه، فحينما حدثت غزوة بدر اعترفوا أنه رسول الله الذي وجد في التوراة عندهم، ولما كانت غزوة أحد وكانت هزيمة المؤمنين نقضوا العهد مع رسول الله، فنزلت الآية.
2- سبب نزول الآية (5)
قال تعالى: “ مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ”
نزلت الآية حينما حاصر المسلمون بني النضير وقاموا بقطع نخيلهم وإحراقها، حينها قال الأعداء: ” زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح، أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر وقطع النخيل”
حينها خشي المسلمون أن كون هذا فسادًا، واختلفوا فيما بينهم منهم من قال لا تقطعوا وأعدّوه فسادًا، ومنهم من قال بل اقطعوا، لذا أنزل الله عز وجل تلك الآية ” ما قطعتم من لينة” وفيها تصديق لمن قال بالنهي، وتحليل لمن قطع، من خلال الإخبار بأن القطع والترك إنما هو من عند الله.
ما يدلل على ذلك ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ حرَّقَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ نخلَ بَني النَّضيرِ وقطَّعَ، وَهيَ البوَيْرةُ، فأنزلَ اللَّهُ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ”
اقرأ أيضًا: فوائد سورة الغاشية الروحانية
3- سبب نزول آية (9)
قال تعالى: “ وَالَّذِينَ تبوؤوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”
يبين سبب نزول تلك الآية ما رواه جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم أنه قال: ” أن الأنصار قالوا: يا رسول الله، اقسم بيننا وبين إخواننا من المهاجرين الأرض نصفين قال: ” لا، ولكنهم يكفونكم المؤونة وتقاسمونهم الثمرة، والأرض أرضكم “، قالوا: رضينا، فأنزل الله تعالى: (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم) الآية.
سورة الحشر واحدة من السور المدنية بالإجماع، تسمى بسورة بني النضير؛ بسبب الحديث عن غزوة بني النضير لها من الفوائد والدروس والعبر ما يزيد في نفس العبد المؤمن من الإيمان ويحثه على القرب منه.