سبب نزول سورة الطارق

ما سبب نزول سورة الطارق؟ وما سبب تسميتها؟ حيث تشتمل سورة الطارق على أكثر آيات القرآن التي تجلب الراحة لمن يقرأها، وهي واحدة من السور المكية أي نزلت في مدينة مكة، وهي السورة رقم السادس والثمانون في آيات المصحف وتوجد في الجزء الثلاثون في القرآن، وسنتعرف على سبب نزول سورة الطارق وفضلها في هذا المقال من خلال موقع الملك.

سبب نزول سورة الطارق

هناك آراء لبعض المفسرين حول سبب نزول سورة الطارق وهي:

  • قال القرطبي إن الله سبحانه وتعالى أرسل نجمًا إلى الأرض وكان الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- وأبي طالب جالسين فقام فجأة أبي طالب وفزع من قوة الضوء الذي جاء به هذا النجم ثم سأل الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن هذا النجم والضوء، فأخبره الرسول قائلًا له أن هذا النجم هبط من السماء ليكون آية من آيات الله سبحانه وتعالى.
  • قال الواحدي في كتاب أسباب النزول أن أبي طالب جاء إلى الرسول وكان يحمل خبز ولبن وجالسان يتناولان الطعام، ثم ظهر فجأة نجم على الأرض وملأ المكان بالنور الشديد، ففزع أبي طالب وسأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأجابه وقال له أن الله سبحانه وتعالى رمى هذا النجم إلى الأرض ليكون آية من آيات الله العظمية، ثم نزلت الآيات.
  • قال الفرّاء أن الطارق هو الكوكب الوحيد في السماء السابعة، يهبط إلى السماء الدنيا عندما تأخذ البشر أمكنتها في السماء في الليل، ثم يرجع مكانه إلى السماء السابعة عندما تغيب النجوم، هذا النجم يطرق عندما ينزل إلى السماء الدنيا ثم يطرق مرة أخرى عندما يصعد إلى السماء السابعة.

يقول إن هذا النجم هو كوكب زحل وقد وافقه في هذا بعض الصحابة منهم عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

اتفق جميع المفسرين على أن الطارق نجم، ولكنهم اختلفوا حول اسم النجم فهناك البعض يعتقد أنه كوكب زحل أو الثريا، والبعض الآخر لم يتفق معهم وذهب مذهبًا آخر.

اقرأ أيضًا: فضل سورة البقرة لتحقيق الأمنيات

مقاصد سورة الطارق

تُعتبر مقاصد سورة الطارق من أسباب نزولها، ومقاصد السورة واضحة في معانيها فهي تتكون من سبعة عشر آية حيث تُقسم مقاصدها إلى قسمين وهم:

  • من الآية 1 حتى 9: يقسم الله تعالى في أول آية بالسماء ويقسم بالنجم الطارق الذي يطرق ويصدر صوت مُخيف للبعض وهو صوت المطرقة، ويُقال إن الثاقب يعني النجم المُضيء في السماء، أما النفس فالمقصود بها هي كُل نفس خلقها الله تعالى منذ بدء البشرية وخلق آدم وحواء.

أما عن الحافظ فيُقصد بها أن كُل نفس خلقها الله منذ بدء البشرية تحفظها الملائكة، كذلك يقومون بكتابة أعماله، ثم تشرح الآيات خلق الإنسان فهو مخلوق من ماء من ظهر والده ووالدته، والترائب هي عظام الصدر عند الرجل والمرأة، هذا التذكير يؤكد قدرة الله سبحانه وتعالى على البعث والحساب من جديد.

  • من الآية 10 حتى 17: هذه الآيات تصف الإنسان يوم تبلى السرائر، ففي هذه اللحظة لن تتمكن قوة الإنسان في دنياه أو نصره في أمرًا ما من نجاته، ثم يقسم الله سبحانه وتعالى بالسماء ذات الرجع أي ذات المطر، والأرض ذات الصدع أي ذات الشقوق التي يُنبت منها النباتات الزراعية.

إنه هذا القول لا شك فيه وما هو قول باطل وإنما هذا الوقت هو إمهال للكافرين.

اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

فضل سورة الطارق

هناك بعض الأحاديث التي تُشير إلى فضل سورة الطارق، غير ذلك فهي جزء في القرآن الكريم، وينال قارئها ثواب كبير في حال كانت النية للتعبد أو غيرها، ومن هذه الأحاديث الواردة في فضل سورة الطارق:

“روى خالد بن أبي جبل أنه أبصر النبي -صلى الله عليه وسلم- في مشرق ثقيف، وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغي النصر، فسمعته يقرأ: والسماء والطارق حتى ختمها، قال: فوعتيها في الجاهلية وأنا مشرك، ثم قرأتها في الإسلام، قال: فدعتني ثقيف، فقالوا: ما سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم، فقال من معهم من قريش: نحن أعلم بصاحبنا، لو كنا نعلم ما يقول حقًا لاتبعناه”.

حين علم النبي صلي الله عليه وسلم أن معاذ بن جبل يطيل في الصلاة، قال له أفتان أنت يا معاذ اقرأ بـ “السماء والطارق”، “والسماء ذات البروج”، “والشمس وضحاها”، “والليل إذا يغشى”.

ثم قال جابر بن سمرة: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر بـ (والسماء ذات البروج)، (والسماء والطارق) ونحوها، قال عفان: ونحوها من السور”.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع حسبي الله ونعم الوكيل

سبب تسمية سورة الطارق

هناك عدة آراء حول تسمية سورة الطارق:

  • إن سبب تسمية سورة الطارق بهذا الاسم هو أنها تبدأ بآية والسماء والطارق وهذا ما قاله وهبة الزحيلي في كتاب التفسير المنير.
  • في عصر الصحابة والسلف قد أطلقوا عليها اسم “والسماء والطارق”، وقد نقلت هذه التسمية عن أبي هريرة رضي الله عنه، وذلك الحديث الذي يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ “بالسماء والطارق، والسماء ذات البروج”، لذلك أطلق عليها أبو هريرة رضي الله عنه اسم “السماء والطارق”.
  • ذُكرت السورة باسم سورة الطارق في مختلف كتب السنة وكتب التفسير والمصاحف بسبب وقوعها في مطلع الآيات.
  • تفسير الطبري وأحكام ابن العربي أطلقوا عليها “والسماء والطارق”.

سورة الطارق من أفضل السور التي تُساعد على جلب الراحة والرزق، لذا يجب المحافظة على تلاوة آياته الكريم.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا