فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة كبير، لكن مع الأسف هناك الكثير ممن يهملون قراءتها في هذا اليوم، فلو يعلمون أهميتها العظمى ما فعلوا ذلك، ومن خلال موقع الملك سوف نوضح لكم فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وتأثيرها البيّن في الدنيا، والآخرة.
فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
تتمتع صورة الكهف بالفضل العظيم على قارئها، ومن المعروف أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد أنعم علينا بالقرآن الكريم لكي نعلم كيف نسير في أمور حياتنا، وكيف نقي أنفسنا من الفتن.
أما عن سورة الكهف فقد وضعها الله في مكانة خاصة، وخصص لنا اليوم الذي نتوجه إلى قراءتها به، وكان هذا اليوم هو الجمعة، وذُكر في الحديث الشريف:
“عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: من قرأ سورةَ الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاء له من النُّورِ ما بينه وبين البيتِ العتيقِ” [الراوي: قيس بن عبادة، المحدث: البيهقي].
خص الله فضل هذه السورة بقراءتها في الموعد المحدد لها، حيث قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن قراءتها يوم الجمعة، وتبدأ ليلة الجمعة من وقت غروب شمس يوم الخميس، حتى غروب شمس يوم الجمعة، أضاء الله له نورًا إلى البيت العتيق، ويقصد به الكعبة المشرفة.
هناك العديد من الأقاويل التي دارت حول النور المذكور في الحديث، حيث إن كان لكل شيخ تفسيره الخاص، ولكن جميع التفسيرات كانت تصب نحو أهمية قراءة هذه السورة في نفس الشخص، وكانت التفسيرات كالآتي:
- هذا النور يكون في الدنيا فيكون علامة للملائكة بقبول عمل القارئ، ودفع الشياطين بعيدًا عن طريقه.
- هناك بعض التفسيرات أن هذا النور يكون في قلب القارئ نفسه، أو في بصيرته، أو في أمور حياته، بحيث إنه يعلم الصواب من الخطأ، والحلال من الحرام، ويتبع ما أمرنا الله به، وما نهانا عنه.
- كما كان هناك تفسير للنور على أنه دليل على الإضاءة التي سوف ينير بها الله طريق القارئ في الآخرة زيادة عن غيره، فيكون هذا النور صاعدًا مع أعماله في السماء.
على الرغم من اختلاف الأقاويل، إلا أن الحديث يحث على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، لما فيها من خير عائد على القارئ في جميع الأحوال.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن اختيار الزوجة
قراءة سورة الكهف تقي من الدجال
من أعظم ما يمكن ذكره عن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، الاسترشاد بما قاله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديثه الشريف:
“مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ” [الراوي: أبو الدرداء، المحدث: مسلم].
اشترط الله سبحانه وتعالى للوقاية من الدجال، حفظ 10 آيات من سورة الكهف، ولم تعتمد الوقاية منه فقط على قراءتها يوم الجمعة.
الدجال هو الذي يخرج آخر الزمان ويدعي أنه الله والعياذ بالله، وهو في الأصل من يُكثر من الكذب، وفي حفظ هذه الآيات عصمة من تصديق الدجال، وما سوف يحث عليه الناس عند ظهوره.
فمن حفظها لم يتعجب من أمر الدجال، ولم يعنيه شأنه عند ظهوره، ولم يتوجه نحو تصديقه والإيمان به كما سوف يقع بعض الناس في ذلك، وتجعل هذه الآيات الصبر على فتن الدجال أقوى، وسوف يرزقه الله العصمة من أمره إذا حفظ 10 آيات من سورة الكهف.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن معاشرة الزوجة
تفسير الآيات 1-10 من سورة الكهف
يجب قبل أن يتوجه الإنسان إلى حفظ القرآن يتعلم طريقة النطق الصحيحة، كما أنه يلزم عليه الفهم الجيد قبل الحفظ، من أجل أخذ الثواب كاملًا، ونظرًا لضرورة حفظ هذه الآيات، سوف نوفر لكم تفسيراتها الصحيحة من أجل تحقيق الاستفادة الكاملة من فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وحفظ الآيات.
قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا) [سورة الكهف: الآية رقم 1].
بدأ الله سبحانه وتعالى سورة بالحمد، وهي الكلمة التي قال عنها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنها خير الكلمات، وقد بدأت الآية بها لما فيها من ثناء وشكر على عطاء الله وكرمه على عباده.
الله سبحانه وتعالى محمودًا على كل شيء، وهنا يتم حمده على انتشال عباده من الظلمات إلى النور، من خلال كتابه العزيز، حيث إنه جعله كتابًا مستقيمًا لا اعوجاج فيه، ولا زيغ عن حق الله.
بل هو كتاب أنعم الله به علينا من أجل السير على الطريق المستقيم، سيرًا واضحًا بينًا، يُنذر الكافرين، ويبشر المؤمنين.
(قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا، مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا) [سورة الكهف، الآية 3:2].
أرسل الله سبحانه وتعالى، كتابه العزيز لكي يوضح لمن خالفه، وكفر به، ما ينتظره من عقوبة عاجلة في الدنيا، وعقوبة آجلة في الآخرة، وهذا ما أوضحه في كلمة بأسًا شديدًا، هذه العقوبة سوف ينالها الكافر من الله الذي لا يعذب عذابه أحد، ولا يوثق وثاقه أحد.
كما أنه قد بشر المؤمنين في المقابل الذين آمنوا به وصدقوا بآياته، وعملوا الأعمال الصالحة، أن له ثواب جميل عند ربهم، ينتظرهم في الآخرة، سوف يكونوا خالدين في الجنة خلودًا أبديًا لا انتهاء له، ولا زوال.
تفسير الآيات 4 – 10 من سورة الكهف
في نطاق حديثنا عن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة سوف نُقدم تفسيرات الآيات 4-10 من سورة الكهف من أجل أخذ الحكمة، والحفظ المبني على الفهم، والقدرة على الوقاية من فتنة المسيح الدجال.
(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) [سورة الكهف: الآيات 4-6].
استكمالًا لحديثنا عن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، فقد أوضح الله في هذه السورة أن المشركين من العرب الذين قالوا نعبد الملائكة وهم بنات الله، أن هذا القول ما هو إلا افتراء على الله ولا يوجد علم لإثبات ذلك، ولا علم لأسلافهم بذلك.
قيل على التعجب من أمرهم بأنهم طلبوا من رسول الله أن يأتي لهم بدليل على عدم صواب هذا الأمر، ولكن الله سبحانه وتعالى لم يأتِ إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالوحي على ذلك، وقد حزن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على المشركين الذين يصرون على شركهم بالله.
كان قول الله سبحانه وتعالى للرسول بكلمة باخع يقصد بها أنه يهلك نفسه في الحزن على المشركين، ويأمره الله بأن لا يهلك نفسه في الحزن عليهم، ولا يذهب نفسه في الحسرات عليهم مما فعلوه بأنفسهم.
(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) [سورة الكهف، الآيات 6-10].
أوضح الله سبحانه وتعالى في آياته، أنه قد جعل الدنيا للمشركين الذين لا يؤمنون به جميلة، لكي تحلو لهم في نظرهم.
كما أن الله سوف يفني جميع ما عليها، وسوف يجعله زائل، ويُصيبها بالخراب والفناء، ويقصد ب “صعيدًا جذرًا” أن مصير الدنيا بعد الزينة سوف تصبح خراب ودمار، ويصبح كل ما عليها هالكًا لا ينبت ولا ينتفع به.
الصعيد تعني الأرض التي لا يوجد بها نبات ولا زرع، وهنا تفسيرات أخرى تدور حول أن الصعيد تعني الهلاك والموت، موت الحياة، وموت النبات، والبيد الذي سوف يصيب كل ما تحتوي عليه الدنيا.
اقرأ أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة
فوائد قراءة سورة الكهف
جميع ما ذكره الله في كتابه العزيز يُفيد البشر من جميع الجوانب، ولكن خص الله سورة الكهف بفوائد عديدة، منها فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، ومنها فوائد في الحياة بوجه عام، والتي تتبين في النقاط التالية:
- تضمنها حكم ومواعظ تمنح الإنسان القدرة على فهم ما ينتظره في الآخرة بناءً على عمله.
- توضح الوعي من فتنة الدين والتي قد تبينت في قصة أصحاب الكهف، وكيفية اعتصام الفتية بالله، ونتيجة لذلك نجاهم الله من غرق قومهم.
- تقديم العظة من قصة صاحب الجنتين، وضرورة الاعتصام من فتنة المال، لما بينته السورة من الفشل الذي أُصيب به الرجل في الاختبار.
- قصة الخضر وما قدمته السورة عن طريقها من وعظ وحكمة من فتنة العلم.
- توضيح فتنة الملك والسلطة، وذلك من خلال قصة ذي القرنين، وكيفية نجاحه في الابتلاء.
لا تهجروا قراءة القرآن، واستعينوا به في قضاء حوائجكم، فقد وضع الله فيه ردًا على جميع استفساراتكم، ووقاية من جميع ما ترهبون.