الفرق بين السنة والشيعة في الزواج

الفرق بين السنة والشيعة في الزواج وعلة جواز زواج المتعة لدى المذاهب الشيعية، في العصر الحديث نجد الكثير من الخلافات الفقهية بين أهل السنة والشيعة التي قد تصل إلى صراعات محتدمة في بعض المجتمعات، وعبر موقع الملك نعرض لكم بحثًا حول مسألة زواج المتعة عند الشيعة والفروق في المذهب الفقهي بين المذهب السني والشيعي.

الفرق بين السنة والشيعة في الزواج

  • الزواج عند الشيعة هو عقد بين الرجل والمرأة يبيح العلاقة الزوجية، وهو منقسم إلى نوعين: زواج دائم، وآخر مؤقت.
  • النكاح المنقطع أو المؤقت هو عقد يتضمن ذكر أجل معين أو فترة انقضاء له، ويتم التفرقة بين الزوجين بدون طلاق.
  • المذهب الشيعي هو الوحيد الذي يحل الزواج المنقطع، وذلك استدلالًا بتحليله خلال زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وأنه لم يحرم على السنة إلا في زمن الخليفة الثاني.

شروط الزواج عند الشيعة

  • الزواج مستحب في كل الأحوال، لكنه واجب على من وجد في نفسه ميلًا إلى الوقوع في الحرام.
  • تقرأ صيغة العقد في الزواج، سواء كان دائمًا أو مؤقتًا.
  • يحق للزوجين إجراء صيغة العقد بأنفسهم، أو من خلال وكيل ينوب عنهم.
  • إذا استطاع الزوجين القراءة باللغة العربية فيكتب لذلك العقد بالعربية.
  • زواج الفتاة البكر لا يكون إلا بإذن أو الولي (الأب أو الجد).
  • لا يجوز الزواج من ذمي أو غير مسلم.
  • الزواج يكون من المرأة المسلمة أو من امرأة من أهل الكتاب.

اقرأ أيضًا: هل يحق للوالدين رفض زواج ابنتهم

زواج المتعة عند الشيعة

يتفق كلًا من أهل السنة والشيعة الإماميين على وجود زواج المتعة في زمن النبي، وأنه عليه الصلاة والسلام رخّص به.

يختلف الفريقان في إن الإماميين أقروا بإباحتها زمن الأولياء مثل أبو بكر وعمر، وبذلك تكون مباحة إلى يوم الناس هذا، فيما يرى السنة أن المشروعية المنسوبة للفقهاء الأربعة منسوخة وغير معترف بها.

 مقدمة عن الفروق بين الشيعة والسنة في الزواج

زواج المتعة هو عقد بين الرجل والمرأة على فترة زمنية محددة وبمبلغ محدد يكون هو المهر، وفي حالة ذكر المهر دون ذكر الأجل المسمى للعقد فذلك يكون زواجًا دائمًا.

عند عدم وجود مهر يكون الاتفاق باطلًا، حيث أن كلمة المتعة تدل على المال الذي يدفعه الرجل لجواز النجاح.

نكاح المتعة لدى المالكية، الشافعية، والحنابلة هو عقد مؤقت، أما لدى الحنفية فلا يختلف عن الزواج العادي إلا باقترانه بوقت محددة، كأن يقول المتزوج: زوجيني نفسك سنة، أو أن تقول المرأة: زوجتك نفسي شهرًا.

في الحالتين، وسواء كان نكاح المتعة مختلفًا عن النكاح المؤقت لدى الحنفية أم كان هو عينه، فهو باطل باتفاق، ولكن إذا أثبت على أحد زواجه بالمتعة أو زواجه بعقد مؤقت فلا يطبق عليه الحد وإنما يستحق التعزير.

ورد عن الرسول أنه سكت عن زواج المتعة بعد أكثر من غزوة، ولكن ثبت عنه أنه نهى عنها ست مرات بعدها، مما يؤكد نسخ الحكم بالجواز.

شروط زواج المتعة لدى الشيعة

فيما يلي نوضح أن زواج المتعة عند الشيعة لا يختلف عن نظيره الدائم إلا في قليل الاختلافات والفروق في الشروط والأحكام.

  • يدرج في العقد أحد الألفاظ الثلاثة؛ الزواج، النجاح، المتعة، وذلك حتى يحل له الانعقاد.
  • أن تكون المرأة إما مسلمة أو كتابية أو مجوسية، ولا يجوز الرجل أن يكون غير مسلم.
  • ألا يجمع بين الأختين مثله مثل ازواج الدائم، ولا تدخل عليها بنت الأخ أو بنت الأخت.
  • أن تكون المرأة محلة للزواج، غير قاصر ولا محرمة على زواج بصورة مؤقتة أو مؤبدة، ومن ذلك أن تكون محصنة.

اقرأ أيضًا: فوائد الزواج من خمسينية

أحاكم الزواج المتعة عند الشيعة

  • أن يفترق الزوجين متى انقضت المدة أو هبة ما تبقى منها.
  • تلتزم الزوجة بعدتها متى تم الطلاق أو انقضاء المدة، والعدة هي خمسة وأربعين يومًا إذا لم ترى حيضًا، أو حيضتان بالمعدل الطبيعي، وأربعة أشهر وعشرة أيام إذا توفى الزوج عنها.
  • زواج المتعة يثبت به النسب حتى بعد أن يعزل عن الزوجة، وإذا نتج عن الزواج إنجاب يكونوا أبناءً شرعيين لهم نفس الحقوق الواجبة في حالة الزواج الدائم.
  • يتحكم العقد في إثبات الميراث واستحقاقه للأبناء من زواج متعة، كما يثبت في العقد نفقة الزوجة إذا تم التعدي على أحد الشروط المنصوصة.
  • زواج المتعة يفرض على الرجل حرمة المصاهرة، ومن ذلك حرمة زواج أم الزوجة أو بنتها وعمتها وخالتها.
  • قال الإمام الصادق عن زواج المتعة: “أمرها شديد فاتقوا الأبكار“، ولذلك يشترط على الزوجة ألا تكون بكرًا حين الزواج.

مشروعية الزواج عند السنة والشيعة

قبل الإسلام كان ينتشر في عرب الجاهلية أنواع من الزيجات الفاسدة مثل زواج الرهط، الاستمضاع، وزواج الشغار والبدل، وهي كلها أنماط من الزواج التي أبطلها الإسلام.

بقي من هذه الأنواع زواج المتعة، وهي تمسية اصطلح عليها فقهاء السنة، وأسمته فقهاء الشيعة الزواج المنقطع.

أصل المشروعية واستبقاء الفقهاء له هو الصعوبات التي كان المسلمون يواجهون في صدر الإسلام، فكان يصعب عليهم تكوين الأسرة وتدبير أمر المعالين، حيث عاش المسلمون الأوائل حياة نضال وعداء.

أضف على ذلك أن المسلمين في صدر الإسلام كانوا حديثي عهد بسلوكهم الجديد وكان يجب تنظيمهم وتوجيه رغبتهم في الزواج حتى لا ينتكسوا إلى خلق الجاهلية الأولى.

اقرأ أيضًا: حكم الزوجة التي تطلب الطلاق بدون سبب

تحريم السنة وتحليل الشيعة لزواج المتعة

تواتر عن الرسول بإباحته لزواج المتعة، ولكن يجري الاختلاف على الوقت الذي أصدر فيه أمر التحريم، فيقال حرمها يوم خيبر، ويقال يوم الفتح، ويقال تبوك.

كما لا تنحصر الأقوال والروايات في الغزوات، فيقال إن الرسول حرمها في عمرة القضاء، ويقال حرمها بحجة الوداع.

1- تحليل ابن عباس لزواج المتعة

في كل الأحوال فقد أجمع الصحابة على التحريم إلا ابن عباس فقد أحلها، واتبعه في ذلك أصحابه وتابعيه في مكة واليمن.

يروى في ذلك أن ابن عباس اتخذ من الآية حجة له: (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً﴾ سورة النساء- الآية 24.

يروي ابن جابر عن ابن عباس أنه كانَ يَأْمُرُ بالمُتْعَةِ، وَكانَ ابنُ الزُّبَيْرِ يَنْهَى عَنْهَا، قالَ: فَذَكَرْتُ ذلكَ لِجَابِرِ بنِ عبدِ اللهِ، فَقالَ: علَى يَدَيَّ دَارَ الحَديثُ؛ تَمَتَّعْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ قالَ: إنَّ اللَّهَ كانَ يُحِلُّ لِرَسولِهِ ما شَاءَ بما شَاءَ، وإنَّ القُرْآنَ قدْ نَزَلَ مَنَازِلَهُ، فَـ{أَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، كما أَمَرَكُمُ اللَّهُ، وَأَبِتُّوا نِكَاحَ هذِه النِّسَاءِ، فَلَنْ أُوتَى برَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةً إلى أَجَلٍ، إلَّا رَجَمْتُهُ بالحِجَارَةِ.

بذلك نهى عمر بن الخطاب عن زواج المتعة أو الزواج بآجل، وهو ما ينفي تحريمه لدى زمن الرسول، على كل حال فإنه لا خلاف بين السنة والإماميين على وجوده أيام النبي.

2- هل الزواج المنقطع كان موجودًا قبل الإسلام؟

يرى فريق من الباحثين أن الزواج المنقطع كان أحد أشكال الزواج في أزمان ما قبل الرسالة، وأن الإٍسلام عندما جاء استبقاء وتخيره نظرًا للظرف التاريخي.

يذهب فريق آخر أن المتعة عرفت في صدر الإسلام وأبيحت نصًا في الكتاب والسنة، وأن الصحابة رضي الله عنهم عرفوها وألفوها بينهم حتى بعد وفاة النبي في عهد أبو بكر وعمر.

يري الفريق الثاني أن الزواج المنقطع لم يحرم إلا في عصر خلافة عمر، وهو من حرمها تمامًا بقوله: فلا أقدرُ على رجلٍ تزوَّج امرأةً إلى أجلٍ إلا غيبتَه في الحجارةِ.

يكمن الفرق بين السنة والشيعة في الزواج هو إتاحة المذهب الشيعي للزواج المنقطع أو زواج المتعة الذي يحرمه أئمة السنة، ويبقى الحكم في المسألة بناءً على صحة الروايات التي تبين متى حرّم زواج المتعة في الإسلام.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا