شعر في مدح الرسول للشافعي
شعر في مدح الرسول للشافعي يعبر عن معان شتى تظهر من خلال أبيات القصيدة، منها فصاحة قول الشافعي وصدق حبه للرسول، وعظمة قدر نبينا محمد في قلوبنا جميعًا، ومن خلال موقع الملك سوف نعرض شعر في مدح الرسول للشافعي ونتدارس جميل معناها، مع المرور على السيرة الذاتية للإمام الشافعي، ونعرف أعظم القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
شعر في مدح الرسول للشافعي
الإمام الشافعي هو ثالث أقمار مشكاة نور المسلمين فهو صاحب المذهب الشافعي عند أهل السُنة والجماعة، ومؤسس علم أصول الفقه، فقد كان الإمام الشافعي نورًا نزل على أمة الإسلام في زمان الفتنة واستبداد أصحاب الرأي والكلام على أصحاب العلم والسُنة.
فكما كان الإمام الشافعي عالم وصاحب رأي وفقه وإمام ومُعلم للمسلمين الخير كان شاعرًا فصيحًا من أفصح شعراء عصره، فكانت أبياته كلها تحمل الصدق والحكمة والأثر النفسي الإيجابي لكل من يسمعها، فنجد في طيات كلمات أشعار الشافعي الحكمة والموعظة الممزوجة ببساطة الأسلوب.
فكانت أهداف أشعار الإمام الشافعي متنوعة لكن تصب كلها في ملتقى واحد وهو القيمة الأخلاقية والتوبة لله -عز وجل- وطهارة النفس.
نجد شعر في مدح الرسول للشافعي قد وصف رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- بأرق وأسمى الألفاظ فقال به أبيات من أعظم الأبيات التي قيلت في مدح الرسول وهي:
من مثلكم لرسول الله ينتسب ليت الملوك لها من جدكم نسب
ما للسلاطين أحساب بجانبكم هذا هو الشرف المعروف والحسب
أصلٌ هو الجوهر المكنون ما لعبت به الأكفّ ولا حاقت به الريب
خير النبيين لم يُذكر على شفةٍ إلا وصلّت عليه العجم والعرب
خير النبيين لم تُحصر فضائله مهما تصدت لها الأسفار والكتب
خير النبيين لم يُقرَن به أحدٌ وهكذا الشمس لم تُقرَن بها الشهب
واهتزت الأرض إجلالاً لمولده شبيهةً بعروس هزّها الطرب
الماء فاض زلالاً من أصابعه أروى الجيوش وجوف الجيش يلتهب
والظبي أقبل بالشكوى يخاطبه والصخر قد صار منه الماء ينسكب
نلاحظ ما ذكرناه في بداية الفقرة عن أشعار الإمام الشافعي متجليًا في أثناء أبيات المقطع الأول من قصيدة مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيعد كل بيت من أبياتها هو تحفه أدبية بحد ذاته فلا يخلو بيت من المحسنات البلاغية البديعة وحسن استخدام الخيال واختيار الألفاظ.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن اختيار الزوجة
استكمال أبيات قصيدة مدح الرسول للشافعي
كانت أبيات الإمام الشافعي خير دليل عن فصاحة قائلها ومدى اعتزازه بدينه الإسلام ورسوله محمد -صلاة الله وسلامه عليه- فكان جمال أبياته المتلاصقة لتُشكل بُنيان أبيات شعرية هي خير دليل على هذا، فأكمل الإمام الشافعي ليقول:
ساداتنا الغرّ من أبناء فاطمةٍ طوبى لمن كان للزهراء ينتسب
مِنْ نسل فاطمةٍ أنعمْ بفاطمة من أجل فاطمة قد شُرّف النسب
محمد زينة الدنيا وبهجتها فاضت على الناس والدنيا عطاياه
محمد رحمة الرحمن نفحته محمد كم حلا في اللفظ معناه
المصطفى المجتبى المحمود سيرته حبيب ربك يهوانا ونهواه
نور الوجود ووافي بالعهود سناً لولاه ما ازدانت الأكوان لولاه
فجر الأنام ومصباح الظلام ومن أدناه خالقه منه وناجاه
سل عن يتيم قريش عن مواقفه كم قاوم الشرك فرداً كم تحداه
طفل يتيم أتى الدنيا فأنقذها من الضلال فلا مال ولاجاه
طفل يتيم أتى الدنيا فحررها من الجحود وكان الملهمَ الله
يهدي إلى الرشد والأيام شاهدة ما خاب في دعوة الإصلاح مسعاه
فتكون تلك الأبيات من أعظم ما قيل في شعر في مدح الرسول للشافعي، فيكفي ليكون مدخلنا لمعرفة شخص جليل مثل الإمام محمد بن إدريس الشافعي المرور على جميل كلماته، فتكون هي بابًا لبحر العلوم الشافعية لإمام المذهب الرابع من مذاهب السُنة والجماعة.
سوف نتناول خلال الفقرة القادمة نبذة عن حياة الإمام الشافعي لنتأمل عظيم أثره وجلال علمه بعد أن تأملنا جمال عباراته في الشعر في مدح الرسول للشافعي.
سيرة الإمام الشافعي
في مدينة غزة من دولة فلسطين الحبيبة ولد إمام المذهب الثالث للمسلمين وهو محمد بن إدريس الشافعي، ليقضي عامين على أراضي فلسطين الشريفة.
بعد ذلك انتقلت عائلته لتقيم في مدينة مكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية، ليستقي محمد بن إدريس الشافعي العلوم الربانية والشرعية من أهله الكرام في شبه الجزيرة العربية.
امتلأ قلب الشافعي بنور القرآن الكريم في سن الرابعة، فقد أتم حفظ القرآن كاملًا في هذا العمر، وشرع في طلب العلم بين علماء مكة المكرمة قبل بلوغه سن العشرين، حتى أكمل في الحياة العشرين عامًا وانتقل للمدينة المنورة لإكمال رحلته التي نظرها للعلم الرباني، فسعى لطلب العلم على يد الإمام مالك بن أنس.
تنقل الإمام الشافعي بين العلماء الأجلاء في شتى المدن ليستقي العلم من كلًا منهم، فكان من تلاميذ الإمام مالك بن أنس في المدينة المنورة، قبل أن يكمل الطواف لطلب العلم حيث انتقل لليمن ثم بغداد ليدرس المذهب الحنفي على يد القاضي محمد بن الحسن.
عندما عاد الإمام الشافعي لمكة المكرمة كان من العلماء المُنظرين لنشر العلم بين كل أهلها فقام بنشر العلم في شتى أرجائها، ليكمل ترحله بين المدن والبلدان ساعيًا لنشر العلم الرباني بين كل البشر.
قام الإمام الشافعي بصياغة علم الأصول الدينية ونسجه في كتابه الرسالة، وسافر لبغداد ليكمل رحلته في نشر العلم، فانتقل بعدها لمصر لينشر مذهبه الشافعي لتنتهي رحلة جهاده في نشر وطلب العلم، ليفنى جسده ويبقى أثره يستكمل الترحال في بقاع الأرض.
فكان ميلاد الإمام محمد بن إدريس الشافعي عام 150 هجريًا ومماته 203 هجريًا، ليقضي 54 عامًا على الأرض نظرها كلها لطلب ونشر العلم النافع بين أهلها.
أشعار مدح الرسول
إن الشعر هو التعبير وإظهار ما في باطن القلب بفصاحة اللسان وجمال القول وحسن التعبير وبلاغة الألفاظ، فمادام ما في القلوب ليس فسق أو معصية للخالق -عز وجل- فلا ضير من التعبير عنه بكل صدق وأريحية.
فنجد من ينسج الأشعار ليعبر عن عزته وانتمائه لوطنه ولأهله ولأشخاص أعزاء على قلبه، فيكون مدح البشر عن قيمة وخُلق وأثر هم أصحابه ففي مدحهم إعلاء لقيمة أثرهم وأخلاقهم.
فعند ذكر الأثر والخلق، فمن قد يكون أعز من سيد البشر وصاحب الرسالة ومُعلم الناس الخير رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فلا شك من تهافت الشعراء وأصحاب البلاغة على جلالته ببلاغة أشعارهم، فنجد الكثير من أبيات الشعر البليغة في مدح نبينا محمد.
مثل بردة كعب بن زهير وبردة البوصيري ومن أشهر الشعراء في عصر الإسلام مدحًا للرسول -صلى الله عليه وسلم- هو حسان بن ثابت الملقب بشاعر الرسول، فنجد من أبياته قوله فيمد الرسول:
أَغـــرّ عليه للنبوة خاتم ….. مـن الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه….. إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشق لــه من اسمه ليجله…….. فـذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعــد يأس وفترة مــن الرسل…… والأوثانُ في الأرض تعبد
فأمسى سراجاً مستنير أو هادياً …….. يلـوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا ناراً وبشّــر جنةً ……. وعلمـــنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي …… بذلك ماعـمّرت في الناس أشهد
فبعد ذكر شعر في مدح الرسول للشافعي كان لابد من المرور على التراث الشعري لشاعر الرسول حسان بن ثابت.
الإمام الشافعي هو نورًا نزل على أمة الإسلام ليجاهد لنشر العلم الرباني النافع بين أفرادها، فكانت كلماته في مدح الرسول دلالة على ما يبطن من شدة إيمان وعقيدة جليلة.