حديث الرسول عن اختيار الزوجة

حديث الرسول عن اختيار الزوجة معيار لكل مسلم عند اختياره لزوجته، الزواج من سنن الحياة، ولكن هناك بعض المعايير التي يجب أن توضع في الاعتبار عند اختيار شريك العمر.

حثنا الإسلام على ذلك من عدة مواضع كثيرة في القرآن والسنة النبوية الشريفة، وسنعرض لكم من خلال موقع الملك حديث الرسول عن اختيار الزوجة.

حديث الرسول عن اختيار الزوجة

لم يترك لنا الإسلام شيئًا من كبائر الأمور أو صغائرها إلا وقد أرشدنا إليها، ومن الأمور التي حثنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم هو الزواج حيث قال صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح رواه عبد الله بن مسعود:

يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ

كما قال أيضًا: أمَا واللهِ إنِّي لأخشاكم للهِ وأتقاكم له لكنِّي أصومُ وأُفطِرُ وأُصلِّي وأرقُدُ وأتزوَّجُ النِّساءَ فمَن رغِب عن سنَّتي فليس منِّي حديث صحيح رواه أنس بن مالك.

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الشاب المسلم بأن يختار زوجة صالحة لها حيث قال صلى الله عليه: الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ حديث صحيح رواه عبد الله بن عمرو، فالمرأة الصالحة هي التي تعين الرجل على مشاق الحياة وأعبائها، وتكون له عونًا على طاعة الله، وتكون سبب الخير في حياته.

وهناك الأدلة الكثيرة التي تحث المسلم على الزواج من المرأة الصالحة أو اختيار شريك الحياة الصالح عمومًا حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِدِينِها، وجَمالِها، ولِحَسَبِها، ولِمالِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ حديث صحيح رواه أبو هريرة.

ففي الحديث السابق ذكر النبي صلى الله عليه وسلم معايير اختيار الزوجة الصالحة، ومن الأهم الأمور يختار على أساسها الرجل زوجته الصالة هي دينها وخلقها وهي التي ستكون سبب في سعادته أيضًا حيث قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثٌ من السَّعادةِ: المرأةُ تراها تعجبُك، وتَغيبُ عنها فتأمنُها على نفسِها ومالِك، والدابَّةُ تكونُ وطيئةً، فتُلحقُكَ بأصحابِك، والدَّارُ تكونُ واسعةً كثيرةَ المرافقِ.

اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل عن الزوجة الصالحة

مواصفات الزوجة الصالحة

توجد العديد من النساء التي يمكن للرجل الزواج بها ولكن في الإسلام وضع بعض المواصفات التي ستجعل الرجل سعيدًا موفقًا في اختياره لزوجته إذا سار على تلك الأمور الأساسية لاختيار شريكة حياته وهذه المواصفات تكون كالتالي:

  • أن تكون الزوجة مطيعة لزوجها، ممتثلة لأوامره فيما لا يغضب الله تعالى، فطاعتها لزوجها يجعلها تنال رضى الله تعالى، ورضى زوجها، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “لا طَاعَةَ في مَعْصِيَةٍ، إنَّما الطَّاعَةُ في المَعروفِ” وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ.
  • أن تحب زوجها وتظهر له ذلك الحب، حيث جعل الله تعالى بين الزوجين المحبة فطرية، قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، فالحب أساس استمرار العلاقات الزوجية ونجاحها.
  • ألا ترفض الزوجة طلب زوجها إن طلبها في الفراش؛ فرفضها إياه يجلب غضب الله وسخطه عليها، وتلعنها الملائكة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا دعَا الرَّجُلُ امْرأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فلَمْ تَأْتِهِ فَبَات غَضْبانَ عَلَيْهَا؛ لَعَنتهَا الملائكَةُ حَتَّى تُصْبحَ” وعدم تلبية الزوجة لطلب زوجها من الأسباب التي تهدم المحبة بين الزوجين، وذلك يؤدي إلى تفكك الحياة الزوجية.
  • الزوجة الصالحة لا تخرج من بيتها إلا بموافقة زوجها، وكذلك لا تخرج للعمل إلا بإذنه، ويجب ألا تخرج من بيتها وهي متبرجة، كلباسها زي ملفت غير الزي الشرعي الذي يدل على سمتها، فهذا مكروه في المرأة المسلمة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا شهِدت إحداكُن العشاءَ فلا تَمسَّ طيبًا“.
  • الزوجة التي تتقي الله في طاعة زوجها وتلبي رغباته، وتربي أبناءهما تربية سليمة على الدين الإسلامي، وتحفظ بيتها ونفسها في وجود زوجها أو غيابه، فهي مسؤولة عن هذا أمام الله تعالى.
  • الزوجة الصالحة يجب عليها ألا تطلب من زوجها ما ليس من طاقته أو مقدوره أن يلبيه لها، فيجب أن تتسم بالصبر على حال زوجها إذا كان فقيراً، وألا تحمله فوق طاقته، وعليها أن تعينه على صلة رحمه وبر والديه.
  • كما أن الرجل عندما يختار زوجته عليه أن يختار عذبة اللسان، جميلة الروح والكلام، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالأبكارِ فإنَّهنَّ أعذَبُ أفواهًا وأرحامًا وأرضى باليسيرِ.

اقرأ أيضًا: متى يضعف الرجل في الحب

الدليل من القرآن على اختيار الزوجة الصالحة

أمر ربنا عز وجل في كتابه العزيز الرجال بالزواج من الزوجات الصالحات، كي يتعفف الرجل عن الفواحش، وتكون زوجته سكنه في الدنيا، ورفيقة الفردوس له في الآخرة، ومن تلك الآيات التي ذكر الله سبحانه وتعالى فيها آيات الزواج هي:

  • “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[سورة الروم، آية 21]، وتلك الآية الكريمة يوضح فيها المولى عز وجل المعنى الحقيقي للزواج، ألا وهو السكون والراحة مع الطرف الآخر، والمودة والرحمة التي تكون بين الزوجين.
  • “هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَ[سورة الأعراف آية 189] هنا تأكيد وإثبات من الله عز وجل على الراحة والأمان التي يجدها الرجل مع زوجته والعكس.
  • “هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ[سورة البقرة، آية 189] هذه الآية الكريمة من الآيات التي تحث الرجال على الزواج من المرأة الصالحة التي تكون له العفاف عن الزنا.
  • “وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ[سورة النور، آية 132] في تلك الآية الكريمة يأمر الله تعالى الرجال بالزواج من النساء الصالحات حتى وإن كانوا فقراء فمن المهم صلاح نفس المرأة لا مالها.

اقرأ أيضًا: تفسير رؤية أهل الحبيبة في المنام للرجل

أحاديث النبي عن الزوجة الصالحة

ذكرنا الأحاديث التي أرشدنا فيها النبي لكيفية اختيار الزوجة الصالحة، والآيات التي ترشدنا إلى ذلك، وفي السطور القادمة نعرض لكم الأحاديث التي ذكر فيها الزوجة الصالحة.

“ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، وزوجة صالحة تعينه على أمر الآخرةتلك الأمور الثلاث التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هي عوامل سعادته في الدنيا، والنبتة التي سيجني ثمارها في الآخرة، ومن أحد أهم هذه الأمور هي الزوجة الصالحة التي تعين زوجها على طاعة الله.

” إذا دَعَا الرجلُ امرأتَهُ إلى فراشِه فلْتُجبْ، وإنْ كانتْ على ظهرِ قَتَبٍ” يلفت هذا الحديث الشريف عن صفة مهمة من صفات الزوجة الصالحة، ألا وهي صفة الطاعة، الزوجة الصالحة تطيع زوجها وتنفذ أوامره، وإذا دعاها إلى الفراش تلبي له رغبته في الحال.

“ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ودود ولود إذا غضبت أو أسئ إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضىيرشد حديث الرسول عن اختيار الزوجة هذا عن صفات الزوجة الصالحة التي تكون رفيقة زوجها إلى الجنة بإذن الله، فذكر أنها “ودود” أي أنها لطيفة، ودودة، رحيمة بزوجها، وإذا غضب عليها أو غضبت هي عليه لا تتركه وتهجره، بل تتمسك به وتبقى بجانبه.

إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا في هذا الحديث الشريف يلفت النبي صلى الله عليه وسلم نظر الرجل المسلم إلى أهم صفة من صفات الزوجين ألا وهي حفظ السر، فمن أشر الناس هم فاضحي السر، فلا يجب أن تخرج المرأة سر زوجها ولا يجب على الزوج فعل ذلك أيضًا.

الزوجة ليست فقط من ينجب الأولاد، بل هي الراعية، المسؤولة، والصاحبة لزوجها، وهي قرة عينه، ومصدر الخير في حياته، لذلك يجب عليه أن يختار شريكته بعناية، كي يسعد في الدنيا والآخرة

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا