تجربتي مع العلاج الإشعاعي
لم تكن تجربتي مع العلاج الإشعاعي تجربة سهلة أبدًا، وذلك ليس لسبب الألم؛ لأن العلاج الإشعاعي لم يكن من العلاجات المؤلمة لكن بسبب ما اضطرني لخوض هذه التجربة، ولكن بعد شفائي أصبحت أستخدم معلوماتي وخبرتي عن العلاج الإشعاعي لإفادة الناس خاصة أولئك الذين في بداية معركتهم واليوم أشاركها معكم من خلال موقع الملك.
تجربتي مع العلاج الإشعاعي
كبقية الناس عندما تم تشخيصي بسرطان الرئة فزعت وفكرت أنني ربما أموت خلال العلاج وعندما تحدث إلى طبيبي عن أساليب العلاج كل ما استطعت أن أفعله لمدة أسبوع هو التفكير في الألم الذي سوف يصيبني جراء كل تلك العلاجات.
في الزيارة الثالثة للطبيب بعد تأكد الطبيب من إصابتي بسرطان الرئة واستبعاده للأمراض الأخرى استجمعت شجاعتي لأسأله عن أساليب العلاج التي في الغالب ما أسمع أنها مؤلمة ومرعبة، تفهم الطبيب خوفي الشديد من مراحل العلاج وطمأنني.
مع بداية التجهيزات للعلاج قام الطبيب بعرض أسلوب العلاج الإشعاعي والكيميائي لي، وأخبرني أنني سوف أقوم بالمواظبة على هذا العلاج لمدة قد تصل إلى سبعة أسابيع إلى جانب العلاج الكيميائي.
لم يكن العلاج الإشعاعي مؤلمًا بالنسبة لي ولم تكن الجلسة تستغرق أكثر من 4 ساعات أسبوعيًا وكان يجدي نفعًا في علاجي كما كان طبيبي يخبرني وبعد قضائي عدة دورات علاجية واستمراري على الجلسات الإشعاعية ومواظبتي على العلاجات الأخرى شفيت تمامًا من مرض السرطان.
اليوم أنقل لكم من واقع تجربتي مع العلاج الإشعاعي وما تعلمته عنه لعلي أكون سببًا في نشر التوعية.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع العلاج الهرموني
العلاج الإشعاعي
من خلال تجربتي مع العلاج الإشعاعي عرفت أنه أحد أنواع العلاجات المستخدمة لعلاج جميع أنواع الأورام، الخبيثة منها والحميدة ويعد من العلاجات التي أثبتت فعاليتها في تقليص الأورام والقضاء عليها ويتم العلاج بالإشعاع من خلال نوعين:
1- الإشعاع الخارجي
يعد هذا النوع من العلاج فعالًا في القضاء على الخلايا السرطانية ويوجه للجسم عن طريق جهاز يسلط الحزم الإشعاعية على جزء معين في الجسم ويكون هذا الجزء هو المصاب بالسرطان أو الورم.
2- الإشعاع الداخلي
وقد يسمى أيضًا هذا النوع من الإشعاع بالمعالجة الكثيبة حيث يقوم هذا النوع بتوجه الحزم الإشعاعية للمنطقة التي بها ورم من داخل الجسم، ويعمل العلاج الإشعاعي على تدمير الخلايا السرطانية عن طريق القضاء على المادة الوراثية التي تحملها الخلية المسرطنة والتي تجعلها تنقسم وتنمو.
من الوارد أن يقوم العلاج الإشعاعي بتدمير بعض الخلايا السليمة أو غير المصابة عن طريق الخطأ لكن في الغالب تقوم الخلايا السليمة بإعادة تصليح التلف الواقع عليها عكس الخلايا السرطانية فلا تقدر على ذلك وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى ولطفه بالبشر.
لماذا يتم إجراء العلاج الإشعاعي؟
من خلال تجربتي مع العلاج الإشعاعي عرفت أن العلاج الإشعاعي مستخدم من قبل حوالي نصف الأشخاص المصابين بالسرطان أو الذين أتموا الشفاء ولا يريدون عودة الورم مجددًا وقد يستخدم العلاج الإشعاعي كعلاج مكمل لعلاج السرطان، كما يمكن استخدامه في معالجة الأورام غير السرطانية حول الجسم.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع نقص كريات الدم البيضاء
أسباب استخدام العلاج الإشعاعي
قد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في علاج الحالات التالية:
- كعلاج أساسي لمرض السرطان حيث يعمل على تدمير الخلايا السرطانية بشكل كلي في المراحل الأولى.
- يتم استخدامه لتخفيف أعراض السرطان في المراحل المتأخرة
- يستخدم في علاج جميع أنواع السرطانات.
- يستعمل العلاج بالإشعاع في الحد من نمو المرض وتقليصه قبل التدخل الجراحي.
- قد يتم استعماله للتخلص من أي خلايا سرطانية بعد الجراحة.
- قد يستخدم كعلاج مساعد إلى جانب علاجات أخرى مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الهرموني لمرضى السرطان.
أخطار العلاج بالإشعاع
كانت الأخطار جزءًا مما تعلمته من خلال تجربتي مع العلاج الإشعاعي حيث تعرفت على الآثار الجانبية للعلاج وفي الغالب ما تعتمد تلك الآثار على مكان تلقي المريض للإشعاع وعلى مدى امتصاص جسمه لهذا الإشعاع وتعتبر أغلب الآثار التي يسببها العلاج بالإشعاع مجرد أثار مؤقتة، قد تتغير الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي حسب تغير مكان التلقي مثل:
- يعد تساقط شعر المنطقة التي يتم عليها العلاج بالإشعاع أحد التأثيرات التي يتسبب بها العلاج الإشعاعي.
- قد يكون ضيق التنفس أحد التأثيرات الجانبية لتوجيه العلاج الإشعاعي لمنطقة الصدر
- تعد صعوبة البلع أحد الآثار الجانبية لتوجيه العلاج بالإشعاع لمنطقة الصدر.
- السعال الحاد يعد من الآثار الجانبية لتوجيه العلاج الإشعاعي لمنطقة الصدر.
- الغثيان والقيء يعدان من الأعراض التي يسببها توجيه العلاج بالإشعاع لمنطقة البطن.
- ظهور تقرحات في الفم أو جفافه نتيجة لتوجيه الأشعة لمنطقة الفك أو الرقبة.
- الإسهال من الأعراض الجانبية لتوجيه العلاج بالإشعاع لمنطقة البطن أو منطقة الحوض.
- تهييج المثانة من الآثار الجانبية لتوجيه الإشعاع لمنطقة البطن.
- قد يؤدي الإشعاع على منطقة الحوض إلى الضعف الجنسي عند الرجال.
- ظهور الورم في الخلايا اللمفاوية أو وذمة في الأنسجة حول المنطقة الموجه لها الإشعاع.
- كثرة التبول قد تعد نتيجة من نتائج الإشعاع على منطقة البول.
- وجع الأذن يعد إحدى نتائج توجيه العلاج الإشعاعي لمنطقة الدماغ.
تكون أغلب الآثار الجانبية مؤقتة حيث تزول بعد انقضاء حوالي شهرين من توقف العلاج الإشعاعي وفي بعض الحالات قد تظهر هذه الأعراض بعد مرور فترة من العلاج بحد أقصى ستة أشهر، وقد يتسبب العلاج الإشعاعي في حالات قليلة ونادرة جدا في تطور بعض الخلايا السرطانية مما قد يؤدي إلى الإصابة بنوع سرطان مختلف تمامًا ومنفصل عن الأول.
تنفيذ العلاج الإشعاعي
يتم تحديد عدد جلسات العلاج الإشعاعي حسب نوع الورم ومكانه وفي المعتاد تكون دورة العلاج الواحدة حوالي 5 أيام في الأسبوع على مدار عشرة أسابيع ولا تستغرق جلسات العلاج بالإشعاع وقتًا حيث تتراوح مدة الجلسة من عشر دقائق لثلاثين دقيقة حسب مكان الورم وحجمه ونوعه.
أثناء الجلسة يطلب منك الطبيب الاستلقاء بشكل معين قد اعتمده الطبيب أثناء المحاكاة عن طريق قالب يكون الفريق الطبي قد جهزه للمريض، وبعد استلقاء المريض يقوم الطبيب بتشغيل جهاز التسريع الخطي وهو الجهاز الذي يعمل على تسليط الأشعة على المنطقة المصابة بالسرطان حسب الاحداثيات التي قام الطبيب برصدها قبلًا.
يبدأ الجهاز بالدوران حولك أو حول الطاولة أو القالب الذي تستلقي عليه وقد يصدر الجهاز بعض الأصوات التي تشبه الأزيز لكن هذا طبيعي تمامًا فلا تقلق.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التهاب المريء
متابعة العلاج بعد الإشعاع
بعد عدة جلسات من العلاج الإشعاعي سيحتاج الطبيب لمقارنة حال الورم ومتابعة تغيراته ولمتابعة حالتك الصحية بشكل عام وتكون هذه المتابعة عن طريق عمل أشعة تصويرية مقطعية جديدة كل فترة ليتمكن الطبيب من طمأنتك على صحتك، وعليك بالطبع إخبار طبيبك عن أي آثار جانبية من المذكورة سابقًا أو الأعراض التالية:
- جفاف الجلد في المنطقة التي تتعرض للعلاج الإشعاعي.
- إصابة المنطقة الموجه لها الإشعاع بالاحمرار أو الحروق.
- تقشر الجلد في المنطقة التي يكون الإشعاع موجه لها.
- تصلب الجروح في منطقة معينة هو إحدى نتائج تسليط الأشعة على تلك المنطقة.
من خلال تجربتي مع العلاج الإشعاعي تعلمت أنه من أهم العلاجات المستخدمة في محاربة الأورام السرطانية الخبيثة والأورام الحميدة حيث يعد علاجا معتمدًا عالميًا وفعالًا.