الجنابة عند المرأة غير المتزوجة

ما حكم الجنابة عند المرأة غير المتزوجة؟ وما هي موجبات الغسل؟ فتلك من أهم الأحكام التي يجب على المرأة الإلمام بها، نظرًا لأن الأمر برمته يختلف من كونها فتاة أو متزوجة وما إلى ذلك، كذلك على المرأة المسلمة ألا تتغافل عن حد من حدود الله عن قصد منها في ذلك حتى لا تكون آثمة، من هنا كان علينا من خلال موقع الملك أن نشير إلى التفاصيل المتعلقة بالجنابة عند المرأة غير المتزوجة.

الجنابة عند المرأة غير المتزوجة

هناك أمور معينة تتعرض لها الفتاة البكر وجب عليها معرفة الأحكام من ورائها لتستوجب شرط الطهارة، فمثلًا إن تعرضت الفتاة لكلام يثير فيها الشهوة وقد تسبب في نزول ماءً شفافًا وهو ما يُطلق عليه “المذي” فهنا نكون بصدد الحدث الأصغر، أي الذي لا يستوجب الغسل، فقط يكفيه تغيير الثوب والوضوء، وعليها بالصلاة.

بيد إن كانت الفتاة تمارس العادة السرية، وقد صاحب الأمر نزول المني، وهو ماء ليس بشفاف لكنه يميل إلى الأصفر ويعد سائل خفيف، يكون مصاحبًا لوصولها إلى الرعشة الجنسية جراء تلك الممارسة، عليها في تلك الحالة الاغتسال، لا الوضوء فقط، وإن صح القول عليها بالاستغفار عما حدث نظرًا لأن تلك الممارسة في حد ذاتها غير جائزة لأي سبب، على أن نزول المني يعد من قبيل الحدث الأكبر، الأمر الذي يستوجب الغسل.

إذًا من هنا فإن ما تتعرض له الفتاة غير المتزوجة من أمور تستوجب الغسل تُسمى في تلك الحالة الجنابة، ما نعني به أن الاحتلام أو ممارسة العادة تجعل الفتاة جُنبًا وجب عليها الطهارة، امتثالًا إلى قول الله تعالى: وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (6) سورة المائدة.

فالطهارة التي يحققها الغسل هي النظافة التي على نقيضها تأتي النجاسة المنافية للإيمان، لذا كان الماء الطهور هو الذي يزيل تلك النجاسة، بأنواعها، فالوضوء أو الغسل بالماء الطاهر هما المزيلان للحدث الأصغر والأكبر.

كذلك نستند هنا إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا” (صحيح البخاري).

اقرأ أيضًا: هل تقبيل الزوجة يبطل الوضوء

كيفية الغسل في الإسلام

كما ذكرنا أحكام الجنابة عند المرأة غير المتزوجة نشير إلى أن الغُسل هو الطهارة من الجنابة، وهو عند الرجال والنساء على السواء، والغسل لا يقتصر على الجنابة فقط بل هناك حالات أخرى تستوجب الغسل، على أن شرط الغسل الأساسي هو أن يكون بالماء دونما منظفات أخرى، فهو يعرف بأنه تعميم للماء الطاهر على الجسم بأكمله حتى يكون المرء طاهرًا.

إن الغسل له شروط وآداب، فمن المفترض أن يقوم المرء -مسلم أو مسلمة- بالعزم والنية قبل الغسل، وهنا نعني توافر شرط النية من الحالة التي تستوجب الغسل سواء كانت جنابة أو حيض أو نفاس، على أنه يتم على النحو التالي:

  1. غسل الفرج بالماء بشكل جيد، هذا ضمانًا للتخلص من أي عوالق تنفي الطهارة.
  2. غسل اليدين ثلاثًا.
  3. غسل ما بين الأصابع وهو ما يعرف بالتخليل.
  4. الوضوء الكامل كأنه وضوءًا للصلاة.
  5. من الممكن ألا يغسل المرء قدميه أثناء الوضوء، لأنه سيقوم بغسلها في إتمام الغسل.
  6. غسل شعر الرأس ثلاثًا، هذا مع مراعاة وصول الماء إلى أعماق فروة الرأس زيادةً في صحة الطهارة.
  7. البدء بغسل الشق الأيمن من الجسم، يليه الشق الأيسر.
  8. تعميم الماء الطاهر على الجسم بأكمله.
  9. لا يجب ملامسة العضو التناسلي بعد شرط الغسل السابق.

هنا يكون الاغتسال قد تم، ومن الممكن أن يعوض الاغتسال عن الوضوء، أي بعد الاغتسال إن أراد المرء أن يصلي فعليه أن يصلي دون أن يتوضأ ثانية، ونفرق هنا بين الاغتسال والاستحمام، فمجرد الاستحمام لا يُغني عن الوضوء.

امتثالًا إلى منهاج رسولنا الكريم: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا…، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ” (صحيح مسلم).

اقرأ أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة

موجبات الغسل

هناك حالات وجب فيها على المسلم أو المسلمة الاغتسال، وهي ما وجب علينا الإشارة إليها في حديثنا عن الجنابة عند المرأة غير المتزوجة، وتلك الحالات هي:

  • عند بداية اعتناق الإسلام.
  • حالة الاستمناء، سواء كان ذلك من الرجل أو المرأة عند النوم أو في اليقظة.
  • الجماع، حتى إن لم ينزل ماء الرجل فعليهما الغسل، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ومَسَّ الخِتانُ الخِتانَ فقَدْ وجَبَ الغُسْلُ” (صحيح مسلم).
  • عند انتهاء الحيض، فقد قال الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (222) سورة البقرة.
  • بعد انتهاء فترة النفاس.
  • إن الميت يجب غُسله.

ليكون الأمر أكثر تفصيلًا بصدد الجنابة عند المرأة غير المتزوجة، نشير إلى موجبات الغسل بالنسبة لها:

  • بعد انتهاء فترة الحيض.
  • في حالة الاحتلام.

اقرأ أيضًا: هل يجوز ذكر الله على جنابة

على الفتاة المسلمة أن تصون نفسها بالعفة والطهارة، حتى لا تخالف حدًا من حدود الله، ولا تفعل ما حرم الله من أجل شهوة مؤقتة لا تجني من ورائها خيرًا، وأن تتقي الله في نفسها حتى تُرزق بالزواج الصالح الذي يعفها عن الشبهات.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا