الطلق الصناعي والرحم مقفل
الطلق الصناعي والرحم مقفل هو إجراء يلجأ بعض الأطباء إلى اتخاذه عندما يرون أن حدوث عملية الولادة أفضل من استمرارية الحمل، فهناك العديد من الحالات التي تتطلب الحصول على المساعدة الخارجية لضمان الحفاظ على صحتها وصحة جنينها، فمن خلال موقع الملك سوف نوضح لكم بالتفصيل أهم المعلومات عن الطلق الصناعي.
الطلق الصناعي والرحم مقفل
يمتد عنق الرحم تهيئًا لحدوث الولادة ولخروج رأس الطفل منه في الفترة التي تتراوح بين الأسبوع 36 حتى الأسبوع 39 من الحمل، ومن الجدير بالذكر أنه من الممكن أن يمتد بشكل بطيء ويستغرق عدة أسابيع أو مرة واحدة وذلك يوم الولادة.
لكن هناك بعض حالات الحمل التي يظل فيها الرحم مقفل وذلك لعدة أسباب منها ولادة المرأة بقصور طبيعي في عنق الرحم، أو تعرضه للإصابة خلال حمل مسبق، أو لإجراء الجراحة فيه، أو ربما بسبب التوتر والقلق، وغيرها.
كما قد يكون للاضطرابات الهرمونية دورًا في انغلاق الرحم، فمن هذا المنطلق ومع تحسس الطبيب لوجود خطر على صحة المرأة الحامل أو على صحة جنينها يعرض عليها الطلق الصناعي والرحم مقفل.
ذلك لأن الولادة بالنسبة لها أمرًا جيدًا مقارنةً بالاستمرار في الحمل، فمن المعروف أن الطلق الطبيعي أفضل ولكن هناك بعض النساء التي تستلزم الحصول على المساعدة حتى تتم عملية الولادة بسهولة.
يُجدر بالإشارة إلى أن وظيفة الطلق الصناعي تكمن في تحفيز انقباضات الرحم، وهو يتوفر على هيئة حقن وتحاميل، وإليكم فيما يلي المعلومات عن استخدامهما:
- يعطي الطبيب أولًا للحامل تحاميل الطلق الصناعي والتي تحتوي على مادة دينوبروستول المسؤولة عن تليين وتوسيع عنق الرحم قبل حدوث الانقباضات.
- بعدما يصبح عنق الرحم بالفعل لينًا بشكل كافي وطريًا يقوم الطبيب بمنح إبرة الطلق الصناعي والتي تؤخذ وريديًا حيث إنها تحتوي على مادة الأوكسيتوسين المُحفزة لانقباضات الرحم.
اقرأ أيضًا: لماذا الشهر الثامن خمس أسابيع
متى يظهر مفعول الطلق الصناعي؟
إلى جانب التساؤل عن هل يمكن الحصول على الطلق الصناعي والرحم مقفل؟ ظهر تساؤل آخر وهو متى يظهر مفعول هذا الطلق؟
ففي حقيقة الأمر ومن المفترض أنه عقب حصول الحامل على تحاميل الطلق الصناعي واستلقائها على أحد جانبيها دون حركة لمدة نصف ساعة حتى يتسنى للجسم امتصاصها من المتوقع أن يبدأ مفعول هذه التحاميل في فترة تتراوح من 6 إلى 24 ساعة.
حيث إنه بمجرد إعطاء الأوكسيتوسين تبدأ بعده الانقباضات على الفور، ففي حالة إن لم يحدث ذلك ولاحظ الطبيب نبض الجنين داخل الرحم ضعيفًا فإنه يتجه إلى اقتراح إجراء الولادة القيصرية على الفور.
يُجدر بالإشارة إلى أن الطلق الصناعي يمر بمرحلتين، وهما كالآتي:
- المرحلة الأولى وهي مرحلة بداية تمدد عنق الرحم وتكون أطول مقارنةً بالمرحلة الأولى في الطلق الطبيعي، وفيها تمنح الحامل بالأدوية والتحاميل كل 6 ساعات حتى يتم ارتخاء عضلات الرحم وتوسعها بسهولة.
- المرحلة الثانية، وهي المرحلة التي يتوسع فيها عنق الرحم لأكثر من 6 سم وتبدأ الانقباضات وهي مشابهة لمرحلة طلق الولادة الطبيعية والانقباضات الطبيعية.
حالات تستدعي الطلق الصناعي
لا يُعطي الطلق الصناعي والرحم مقفل فقط، بل إنه هناك العديد من الحالات التي تتطلب الحصول عليه، وفيما يلي سوف نذكرها لكم بالتفصيل:
- في حالة إن تم تجاوز 40 أسبوع من فترة الحمل أي أنه مرت الفترة المعروفة للحمل ولم يبدأ الرحم في الانقباض.
- إذا نزل السائل الأمينوسي بسبب تشقق كيس الحمل وذلك دون بدء انقباضات الرحم من تلقاء نفسها لمدة 24 ساعة، حيث إن هذا السائل هو الذي يحيط بالطفل ونزوله يدل على أن هناك عدوى أصيبت الأم أو جنينها.
- لو كانت الحامل مريضة بالداء السكري ولم يكن معدل نمو الجنين داخل رحمها طبيعيًا بل كان حجمه أكبر من المفترض، فهنا سيقترح الطبيب الحصول على الطلق الصناعي بعد الأسبوع 38 من الحمل.
- إن كان الجنين ميتًا داخل الرحم وهو عمره 3 أشهر فتعطي الحقن الصناعية حتى ينزل.
- النساء الحوامل اللاتي تم اصابتهن بأي مرض مزمن كمرض في الكلى أو الأمراض الحادة مثل تسمم الحمل.
- الشك في وجود خطر حول ولادة جنين ميتًا وذلك في حالة إن كانت المرأة الحامل عمرها 40 عام أو أكثر.
- عندما تكون انقباضات الرحم ضعيفة أو تتوقف كليًا بشكل مفاجئ يكون الطلق الصناعي مناسبًا لتسريع عملية الولادة في حالة إن كانت بدأت.
- انفصال أو تمزق المشيمة المسؤولة عن نقل التغذية للجنين.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الولادة في الشهر الثامن
أنواع الطلق الصناعي
في سياق ذكرنا لكم فوائد الطلق الصناعي والرحم مقفل، فمن الجدير بالذكر أن هناك أنواع عديدة لهذا الطلق، فهو غير مقتصرًا على تحفيز الأوكسيتوسين في الجسم، لذا في السطور التالية سوف نذكرها لكم بوضوح:
1- هرمون البروستاغلاندين
من الممكن في الطلق الصناعي أن يتم تزويد جسم المرأة بهرمون البروستاغلاندين، حيث إنه يساهم بفاعلية في تسريع نضج عنق الرحم، وذلك الهرمون يُعبر إدخال جل أو هلام منه إلى داخل المهبل أو تناول قرص واحد منه بواسطة الفم.
على الأرجح يحدث ذلك الإجراء في المساء وفي المستشفى حتى يتم جعل الرحم مهيأ بشكل جيد لعملية الولادة، فبحلول الصبح يدخل سريعًا في مرحلة المخاض.
من الجدير بالذكر أنه يمكن منح البروستاغلاندين وحده لكي يتم تحفيز حدوث الطلق الصناعي، أو يمكن منحه ثم يتم الحصول على الأوكسيتوسين.
2- حقن الأوكسيتوسين
تساعد حقن الأوكسيتوسين والتي تعد شكلًا من أشكال الطلق الصناعي على تحفيز انقباضات الرحم، وهي كما أسلفنا ذكرًا تؤخذ عبر الوريد، ولكنها تتطلب تعديل جرعاتها من وقت لآخر حتى تصبح انقباضات الرحم منتظمة إلى أن يتم ولادة الطفل.
كما أنها تستغرق عدة ساعات لإظهار مفعولها، ومن الجدير بالذكر أن الطلق الصناعي بواسطة الأوكسيتوسين من الممكن أن يجعل الانقباضات مؤلمة مقارنةً بانقباضات الطلق الطبيعي.
مما يدفع الأم إلى طلب الحصول على الوسائل الآمنة لتخفيف الحمل، كما أنه يلزم مراقبة الطفل طوال الوقت عبر وضع جهاز حول بطن الأم تجنبًا لحدوث أي مشكلات له.
3- التمزيق الصناعي للأغشية AROM
أحد الوسائل التي قد يتبعها بعض الأطباء عند أخذ قرار منح الطلق الصناعي والرحم مقفل هو التمزيق لأغشية الكيس الأمنيوسي حتى يتم زيادة إفراز هرمون البروستاغلاندين في الجسم وبالتالي تعجيل حدوث الانقباضات.
يتم ذلك الإجراء من خلال وضع الطبيب خطاف معقم ويتميز بكونه رقيقًات ومصنوع من البلاستيك على هذه الأغشية التي توجد داخل عنق الرحم، فيعمل على تحريك رأس الطفل بسهولة إلى الأسفل بالقرب من عنق الرحم.
مما يترتب عليه زيادة عدد وقوة الانقباضات وبالتالي خروج السائل الأمينوسي بسهولة عبر المهبل وانزلاق الطفل.
4- استخدام القسطرة
يُوجد نوع من القسطرة يستخدم لتحفيز الطلق الصناعي والرحم مقفل وهي قسطرة بالون عنق الرحم، والتي تكون عبارة عن بالون متوسط الحجم متصل بأنبوب صغير.
حيث يتم تمرير البالون إلى داخل عنق الرحم ومن ثم نفخه بواسطة استعمال المحلول الملحي، وعلى الأرجح هذا الإجراء يضع الضغط الكافي على الرحم حتى يتسع عنقه.
من الجدير بالذكر أن القسطرة تبقى في مكانها لمدة طويلة قد تبلغ 15 ساعة، ففي خلال هذه المدة يقوم الطبيب بفحص حالة المرأة الحامل للتحقق ما إذا كانت القسطرة غير مُريحة أو مؤلمة أم لا.
5- اجتياح الأغشية
آخر نوع من الطلق الصناعي هو اجتياح الأغشية، وهو إجراء يقوم فيه الطبيب المختص بارتداء قفاز طبي في يده ثم يمرر أحد أصابعه إلى داخل المهبل مرورًا بعنق الرحم.
ثم يبدأ بتحريك أصبعه بلطف للأمام تارة وللخلف تارة أخرى حتى يتم فصل الغشاء الرقيق الذي يساهم في ربط الكيس الأمنيوسي وهو كيس الجنين بجدار الرحم.
حيث إنه في حالة إن فُصل هذا الغشاء سيبدأ الجسم على الفور بإفراز هرمونات البروستاغلاندين مما يجعل الرحم مستعدًا للولادة وتبدأ الانقباضات، ولكن هذا النوع لا يمكن تطبيق على جميع حالات الحمل.
اقرأ أيضًا: سور لتسهيل الولادة وفتح الرحم
طريق تخفيف ألم الطلق الصناعي
إن ألم الطلق الصناعي والرحم مقفل يفوق بشكل كبير الألم الذي ينتج عن الطلق الطبيعي والرحم مفتوح، لذا تكون الحامل بحاجة إلى الحصول على المسكنات الطبيعية أو الطبية لتخفيفه، والتي تتمثل في الآتي:
- قد يصف الطبيب الحقول على حقنة التخدير النصفي التي تُعطي في آخر الظهر، أو قد يمنحها حفنة الإيبدورال وهي حقنة التخدير الكلي.
- التنفس بشكل عميق بمجرد بدأ انقباضات الرحم وتكرار الأمر عدة مرات حتى يتم الحصول على الهدوء والراحة.
- يمكن لمن يرافق المرأة الحامل أن يملأ زجاجة بالماء الدافئ ويمررها على أسفل منطقة الظهر والبطن لتسكين الألم.
الفرق بين الطلق الصناعي والطلق الطبيعي
هناك بعض الفروقات تتجلى بوضوح بين الطلق الصناعي والطلق الطبيعي ففي النقاط التالية سوف نذكرها لكم:
- حركة الأم، فالطلق الصناعي يعيق حركتها لأنه يتطلب توصيها بجهاز المونيتور حتى يتم مراقبة الجنين في حين أن الطلق الطبيعي لا يتطلب ذلك.
- مخاطر الجنين، قد يتسبب الطلق الصناعي في عدم وصول المشيمة للجنين وهو الأمر الذي يؤدي إلى نقص الأكسجين لديه، ولكن في الولادة الطبيعية يحدث العكس إذ يعمل هرمون الولادة على تعزيز أداء المشيمة.
- النزيف، لا يزيد الطلق الطبيعي خطر النزيف، ولكن في الطلق الصناعي من الممكن أن يحدث النزيف لعدم خروج المشيمة من تلقاء نفسها.
- خروج الجنين، يتطلب الطلق الصناعي عقب حدوث الانقباضات تدخل الطبيب لخروج الجنين، بينما في الطلق الطبيعي تؤدي الانقباضات إلى انزلاقه بسهولة إلى خارج الرحم.
- الألم، فالطلق الطبيعي يكون الألم طفيف لتحفيزه لإنتاج مادة الإندروفين المخدرة للجسم، ولكن في حالة الطلق الصناعي لا تطلق هذه المادة بل يمكن الحصول عليها بالطرق الطبية وهو الأمر الذي يزيد خطر الشعور بالألم الشديد.
اقرأ أيضًا: كيف أعرف الحمل بدون أعراض
الأضرار المحتملة عن الطلق الصناعي
هناك مجموعة من المخاطر قد تحدث عن إجراء الطلق الصناعي والرحم مقفل، وهي كالآتي:
- اللجوء للولادة القيصرية وذلك إن لم يساعد بفاعلية على توسع عنق الرحم.
- إصابة الطفل بعض المشكلات التنفسية وهذا في حالة إن تم الحصول عليه في وقت مبكر من الوقت المتوقع لحدوث الولادة.
- قد تؤدي أدوية هذا الطلق إلى جعل التقلصات الرحمية شديدة للغاية مما يترتب عليه نقص إمداد الأكسجين للجنين وبالتالي ستنخفض معدلات نبض قلبه.
- من المحتمل أن يزداد خطر إصابة الأم وجنينها بالعدوى.
- في بعض الأحيان يتسبب في انزلاق الحبل السري أولًا قبل خروج الجنين من فتحة المهبل.
- بعض المشكلات الخطيرة والغير شائعة في الرحم مثل تمزقه.
- التعرض للنزيف الحاد عقب الولادة لا سيما إن لم تنقبض عضلات الرحم بشكل كافٍ.
عندما يكون الرحم مقفلًا يُفضل اللجوء للطلق الصناعي لتحفيز توسعه وحدوث الانقباضات لتسهيل الولادة وتقليل خطر إصابة الجنين بأي مكروه، فهو إجراء آمن ويفضله الأطباء في الحالات المستعصية.