لماذا يفك رباط الميت أثناء وضعه في القبر
لماذا يفك رباط الميت أثناء وضعه في القبر؟ وما حكم الشرع في ذلك؟ الموت حق على كل الكائنات بلا استثناء، وقد أكرمنا الله عز وجل بأن علمنا طريقة دفن الموتى لسترهم.
بالرغم من اختلاف أسبابه وأوقاته إلا أنه سنة من سنن الحياة يجب حدوثها، كثيرًا من الناس يتساءلون عن كيفية تغسيل الموتى؟ ولماذا يفك رباط الميت أثناء وضعه في القبر؟، وهذا ما سنعرضه لكم من خلال موقع الملك.
لماذا يفك رباط الميت أثناء وضعه في القبر؟
يجب عند دفن الميت إتباع الإرشادات والتعليمات التي أوصانا بها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- واتفق عليه الأئمة الأربعة، ومن المتفق عليه من الأئمة الأربعة أنه عند إدخال الميت إلى قبره يجب وضعه على الجانب الأيمن ويكون رأسه باتجاه القبلة، ويتم دفن الميت تحت الأرض لا فوقها لأن الأرض بها عناصر تمنع رائحة التعفن من الانتشار.
يتم ربط الميت من خمس مواضع وهم الرأس والقدمين والبطن والفخذين والصدر، ويكون هذا الرباط الذي يتم ربط الميت به مصنوع من شاش وهذه الخطوة مهمة جدًا لا يجب الإغفال عنها حتى يتم تثبيت عضلات الميت لأنه من الممكن تحريكه أثناء حمله في الكفن، أما فك الرباط فهو أمر مستحب ويجب القيام به لأن الميت بعد دفنه ينتفخ بسبب الغازات التي تسببها البكتيريا.
اقرأ أيضًا: تفسير ضرب الميت للحي
المباح والمحظور عند دفن الموتى
استكمالًا لموضوعنا لماذا يفك رباط الميت أثناء وضعه في القبر؟ يجب معرفة أنه قبل وفاة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان قد أدى رسالته وعلّم أصحابه كل شيء في الحياة الدنيا ومن الأشياء التي تعلمناها من رسول الله هي أحكام دفن الموتى، والتي منها:
- من المحبب فك رباط الميت بعد دفنه، وإذا كان الميت امرأة يدخل أحد محارمها لفكه.
- كل شيء يجوز دخوله مع الميت ما عدا المصوغات والذهب والأحجار الكريمة وغيرها.
- يجب صلاة الجنازة على الموتى فهذا من حق كل مسلم ومسلمة، وتكون صلاة الجنازة أربع تكبيرات يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب، والثانية التشهد، والثالثة الدعاء للميت، والرابعة الدعاء للنفس ولموتى المسلمين ثم التسليم.
اقرأ أيضًا: ماذا يحدث لجسد الميت بعد 40 يوم من وفاته
حكم فك رباط الميت بعد دخوله القبر
الأربطة التي يتم ربط الميت بها يجب فكها جميعًا بعد دفن الميت، فمن أقوال ابن قدامة ردًا على سؤال لماذا يفك رباط الميت أثناء وضعه في القبر؟ في كتاب المغني ” وَأَمَّا حَلُّ الْعُقَدِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ، فَمُسْتَحَبٌّ ; لِأَنَّ عَقْدَهَا كَانَ لِلْخَوْفِ مِنْ انْتِشَارِهَا، وَقَدْ أُمِنَ ذَلِكَ بِدَفْنِهِ، وَقَدْ رُوِيَ (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أَدْخَلَ نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيَّ الْقَبْرَ نَزَعَ الْأَخِلَّةَ بِفِيهِ).
كما تعرض الشيخ ابن عثيمين في كتاب (مجموع فتاوي ابن عثيمين): ” حل عقد اللفائف ورد فيه أثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إذا أدخلتم الميت القبر فحلو العقد).
حكم تغطية الوجه
تكملةً للرد على سؤال لماذا يفك رباط الميت أثناء وضعه في القبر؟ ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأمر الناس بتغطية وجه الميت وفك أربطة الجسم الموجودة في جسد الميت ماعدا ما يربط به الرأس، وهذا إكرامًا لحرمة الميت خاصة إذا كانت امرأة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَمِّرُوا وُجُوهَ مَوْتَاكُمْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» رواه الطبراني في “المعجم الكبير”، والدار قطني في “السنن”، والبيهقي في “السنن الكبرى”، ومن الحديث نعرف أن ستر الوجه وتغطيته أولى من ستر القدمين، وكان معروف عند اليهود أنهم لا يغطون وجه الميت سواء كان رجل أو امرأة.
أهمية الدفن وكيف تعلمناه
دفن الميت واجب وتركه محرم ففيه سترة وتكريم للميت، نظرًا لأن الموت سنة من سنن الحياة، فالدفن من الأمور التي يجب فعلها مع كل الموتى، أشار إليها الله عز وجل في كتابه الحكيم في سورة عبس الآية رقم (21) قال تعالى: (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ).
تعلمنا طريقة الدفن من قصة قابيل وهابيل أولاد سيدنا آدم -عليه السلام- المشهورة، حيث قام قابيل بقتل أخيه هابيل بسبب الغيرة منه لأن الله قبل أضحية هابيل ولم يقبل أضحية قابيل، وبعدها احتار قابيل كيف يواري سوءة أخيه بعد أن قتله، وعندما رأى غرابين يتقاتلون أمامه وقام واحد منهم بقتل الآخر ثم حفر له حفرة في الأرض ووضع فيها أخيه أحس قابيل بالندم من فعلته المشينة، ومن بعدها أصبح دفن الميت سنة وحق لكل الناس.
أشار الله سبحانه وتعالى لهذه القصة في القرآن الكريم في سورة المائدة آية (31) في قوله تعالى:
“فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)“
اقرأ أيضًا: رؤية الميت في المنام يتكلم معك
خطوات دفن الميت
في دفن الميت تكريمًا للميت، وله خطوات تعلمناها من كتاب الله الحكيم من خلال قصة أولاد سيدنا آدم –عليه السلام- والغراب، كما وضحها لنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في السير النبوية ونقلها لنا الصحابة، والتي تشتمل على:
- قول دعاء دخول القبر، عن ابن عمر –رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إذا وَضَعْتُم موتاكم في القُبورِ فقولوا: بِسْمِ اللهِ، وعلى ملَّةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم)).
- وضع الموتى على جانبهم الأيمن، بشرط أن يكون الرأس باتجاه القبلة وكأنه مصلي، ويستحب تقريب الميت من حائط القبر حتى يظل على جانبه الأيمن ولا ينكب على وجهه بعد خروج المدفنين.
- حل العقد والأربطة التي كانت تربط الميت
- وضع التراب على رأس الميت 3 مرات، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: ((صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم على جِنازةٍ فكبَّر عليها أربعًا، ثمَّ أتى القَبرَ فحَثَى عليه مِن قِبَلِ رأسِه ثلاثًا)).
- ثم يتم قفل القبر أو ما يسمى (اللحد) بالطوب ثم نضع التراب مرة أخرى.
- توضع طوبة محل رأس الميت ويكره وضع شاهد على القبر باسم الميت لكن معظم الناس يقومون بهذا الآن.
- الدعاء للميت بالمغفرة، والدليل من السنن
عن عثمانَ بنِ عفَّانَ رَضِيَ الله عنه، قال: ((كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، إذا فَرَغَ مِن دَفْنِ المَيِّت وَقَفَ عليه، فقال: استغْفِروا لأخيكم، وسَلُوا له بالتَّثبيتِ؛ فإنَّه الآن يُسْأَلُ)).
كل الأوقات صالحة للدفن ماعدا ثلاث أوقات وهما عند شروق الشمس ووقت الظهيرة وعند غروب الشمس
عن عُقبَةَ بن عامرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: ((ثلاثُ ساعاتٍ كان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ينهانا أن نُصَلِّيَ فيهنَّ، وأن نَقْبُرَ فيهِنَّ موتانا: حين تَطْلُعُ الشَّمْسُ بازغةً حتى ترتفِعَ، وحين يقومُ قائِمُ الظَّهيرةِ حتى تزولَ، وحين تَضَيَّفُ الشَّمْسُ للغُروبِ)).
الدفن من حق كل مسلم على اختلاف عمره أو فئته أو جنسه وأقل حق للميت هو دفنه في ثنايا الأرض حتى يتوارى يتم ستره وحمايته من الحيوانات ومنع انتشار رائحته.