لماذا جعل الله الولادة مؤلمة

لماذا جعل الله الولادة مؤلمة؟ ولماذا الحمل تسعة أشهر؟ على الرغم من الألم الشديد الذي تعاني منه الحامل طوال أشهر الحمل أو الولادة؛ إلا أنها من أحب الأمور إلى كل السيدات، فكل سيدة تتطلع إلى أن تصبح أمًا، لذا من خلال موقع الملك نقدم لكم إجابة سؤال لماذا جعل الله الولادة مؤلمة.

لماذا جعل الله الولادة مؤلمة على المرأة

لم يجعل الله المرأة تشعر بألم شديد مثل هذا إلا وكان هناك حكمة وراء هذا الفعل نعلم منها ما نعلمه ونجهل منها ما نجهله، لقد كرم الله المرأة في الإسلام في آيات عدة في كتابه الكريم سواء كانت أم مازالت بنت.

فقد جعلها تنال هذا الأجر العظيم لتصبح أماً مسؤولة تربي مولودها كما أمرها الله ورسوله وتنال الثواب والأجر نتيجة لولادتها التي تشعر فيها بأكبر ألم ممكن أن يشعر به الإنسان، والذي أجرت الصين أبحاث على الرجال ليشعروا بما تشعر به المرأة الحامل ولكن لم يستطع أحد تحمله إلا المرأة الحامل.

ففي تلك اللحظة التي تشعر فيها المرأة الحامل بطلق ولادتها تكون أصعب لحظة تمر عليها من شدة الألم التي تشعر به ولا تحتاج في هذه اللحظة إلى توتر أو قلق حتى لا يزيد ذلك من صعوبة ألمها.

فقد جاء في الحديث الذي يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه (أنَّ سلامةَ حاضنةَ إبراهيمَ بنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالتْ يا رسولَ اللهِ تبشرُ الرجالَ بكلِّ خيرٍ ولا تبشرُ النساءَ قال أصُوَيْحِبَاتِكِ دَسَسْنَكَ لهذا قالتْ أجلْ هُنَّ أَمَرْنَنِي قال أَفَمَا تَرْضَى إحْدَاكُنَّ أَنَّها إِذَا كانَتْ حَامِلًا مِنَ زوجِها وهو عنها راضٍ أنَّ لَها مثلُ أجرِ الصائمِ القائمِ في سبيلِ اللهِ فإذا أصابَها الطَّلْقُ لم يَعْلَمْ أَهْلُ السماءِ وأهلُ الأرضِ ما أُخْفِيَ لها من قُرَّةِ أَعْيُنٍ فَإِذَا وَضَعَتْ لم يَخْرُجْ مِنْهَا جُرْعَةٌ مِنْ لَبَنِهَا وَلَمْ يمصَّ مصةً إلا كان لها بكلِّ جرعةٍ وبكلِّ مصةٍ حسنةٌ فإنْ أسهَرَهَا ليلةً كان لها مثلُ أجرِ سبعينَ رقبةً تُعْتِقُهُنَّ في سبيلِ اللهِ سلامةً يعْني لِمَنْ أَعْنَى بِهَذِهِ الْمُتَنَعِّمَاتِ الصَّالِحَاتِ المطِيعَاتِ اللَّاتِي لَا يَكَفُرْنَ العشيرَ).

فحين تضع مولودها وتعطيه من لبنها يكون لها حسنة بكل مصة يمصها المولود من ثدي أمه كما أوضح الحديث الشريف على ذلك.

لماذا جعل الله الولادة مؤلمة على المرأة؟ بالتأكيد لم يكن ذلك لتعذيبها ولكن هذا الألم يكون نتيجة لانقباض وانبساط عنق الرحم عند الولادة بسبب قلة الأكسجين فيه ومن ثم يسهل خروج الجنين إلى الحياة.

اقرأ أيضًا: الجنين في الشهر السادس الذكر

لماذا جعل الله الحمل تسعة أشهر

لأسباب عدة ومنها أنها مراحل تكوين الجنين ليكون كامل النمو عند وضعه، ومنها أنه اختبار من الله سبحانه وتعالى لقوة المرأة وصبرها وتحملها هذه المشقة عند حملها وعند ولادتها لصغيرها وعند تربيتها له أيضا فيكون جزاء ذلك ثواب عظيم.

مراحل الولادة لدى المرأة

لنفهم لماذا جعل الله الولادة مؤلمة وجعل أجرها كبير لهذه الدرجة يجب أن نتطرق إلى مراحل الولادة لدى المرأة وما تمر به من أول الشعور بالطلق إلى خروج الجنين والخلاص من المشيمة.

تبدأ المرحلة الأولى باتساع عنق الرحم حيث ينقبض الرحم عند المرأة كل 30 ثانية تقريبا وقد تمتد هذه المدة الى 16 ساعة كما قال الطب الحديث ولا تستطيع الأم التحكم في هذه الانقباضات.

من رحمة الله سبحانه وتعالى أن هذه الانقباضات تحدث متقطعة لأنها إن كانت متواصلة تمنع وصول الدم إلى المشيمة بسبب قوتها، وفي هذه اللحظة خاصة تحتاج المرأة إلى الدعم النفسي من كل المحيطين بها فيجب ألا تشعر بالقلق حينها حتى تكون ولادتها سهلة ميسرة.

أما المرحلة الثانية من مراحل الولادة فهي مرحلة خروج الجنين من عنق الرحم، ولا تستغرق هذه المرحلة سوى عدة دقائق، فأكبر مدة يمكن أن تستغرقها هي نصف ساعة، وبسبب هذه الانقباضات التي تحدث للأم أثناء الطلق تخرج رأس الجنين الى المهبل ويقوم الأطباء بإخراجه وهنا يكون الألم أكثر شدة على الأم.

هناك حالات قد تحدث أثناء الولادة وهي أن رأس الجنين لا تخرج من فتحة المهبل فعندئذ يقوم الطبيب المختص بفتح بطن الأم وإخراج الطفل منه بمهارة.

المرحلة الثالثة من مراحل الولادة هي مرحلة انفصال المشيمة من جدار الرحم، حيث تنفصل المشيمة تدريجيا من الرحم بسبب الانقباضات التي تحدث في عنق الرحم ثم تطرد خارج الرحم.

اقرأ أيضًا: متى يمكن ممارسة العلاقة الزوجية بعد الولادة القيصرية

ثواب المرأة الحامل في الإسلام

في سياق الإجابة عن سؤال لماذا جعل الله الولادة مؤلمة، نجد أن الثواب الذي تحصل عليه المرأة من حملها إلى ولادتها إلى تربية طفلها تربية إسلامية صحيحة فهذا كافي؛  كي تتحمل كل أم هذا التعب لأن جزائه كبير عند الله عز وجل.

من أهم وأعظم الثواب الذي تأخذه المرأة الحامل إذا ماتت، هو أنها تأخذ أجر الشهيد كما في قول النبي-صلى الله عليه وسلم- الذي روى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ لِلْمَرْأَةِ فِي حَمْلِهَا إِلَى وَضْعِهَا إِلَى فِصَالِهَا مِنَ الأَجْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ هَلَكَتْ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ فَلَهَا أجر شَهِيدٍ).

لعل من ألطف الأشياء أيضًا التي تحدث عنها العلماء في فضل المرأة الحامل أن يكون لها دعوات مستجابة أثناء ولادتها، لأنها تكون حينها في موضع اضطرار كما قال الله في كتابه الكريم: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)

اقرأ أيضًا: كم ملعقة حليب للرضع حديثي الولادة

مضاعفات الولادة عند المرأة

لعل ما يحدث للمرأة الحامل من مضاعفات في الحمل وتأثيره عليها أو على جنينها يكون من عظيم ثوابها عند الله فبالرغم من التقدم العلمي الكبير الذي تشهده البشرية في مجال الطب إلا أنه من الممكن حدوث مضاعفات للمرأة الحامل أثناء ولادتها.

فمن هذه المضاعفات أن الحمل يكون خارج الرحم عند الأم مما قد يؤدي إلى وفاتها أو يحدث تمزق بعنق الرحم أو التهابات في جدار المهبل، كل ذلك يؤثر على المرأة حتى بعد ولادتها لأن هناك نساء لا تنسي آلاَم ولادتها حتى وإن مرت السنين عليها خاصة إذا كانت ولادتها معقدة.

بجانب ذلك قد يحدث مضاعفات للجنين أيضًا مثل التشوهات الخلقية ومع ذلك فإن الله يسر للجنين خروجه من رحم الأم، حيث قال في كتابه العزيز في سورة عبس: ﴿قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾.

ينصح السلف الصالح الأم إن كانت ولادتها عسيرة عليها أن تقول: “لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ، فهل يهلك إلا القوم الفاسقون“.

ثواب الأم كبير ونعرفه جيدًا فقد وصى الرسول بالأم، وبالتالي فالحمل أيضًا يكون له جزيل الثواب على ما تتحمله المرأة برغم ضعفها، فنسأل الله الجنة لكل أمهاتنا.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.