إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف

إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف؟ وماذا كان يتم بها؟ فهي من الرحلات التي كانت تتم بالجاهلية، وذكرت بالقرآن الكريم في سورة قريش، وكان الهدف منها هو التجارة بسبب افتقار مكة المكرمة لعدة أشياء أهمها الزراعة، وتم سنها من قبل هاشم بن عبد مناف، لذلك نجيب لكم عن تساؤل موقع رحلتي الشتاء والصيف عبر موقع الملك.

إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف

اشتهر أهل مكة المكرمة بالبراعة في التجارة، لذلك قام هاشم بن عبد مناف بجمع الناس في رحلتي واحدة بالشتاء وأخرى بالصيف بعد المعاناة من الفقر والجوع والقحط، وكان أول من أتى بالسمن إلى مكة هم الإبل.

أما عن إجابة سؤال إلى أين كانت رحلتي الشتاء والصيف؟ ففي الصيف كان يتم الاتجاه إلى اليمن بسبب دفء المناخ بتلك الفترة خاصة مدينة حمير فيها، أما بالصيف فكانت إلى الشام خاصة مدينة البصرة بسبب المناخ المعتدل عن مناخ مكة المكرمة في تلك الفترة.

السبب بالذهاب لتلك الرحلات هو معاناة مكة المكرمة من الفقر الشديد على السكان، بسبب خلوها من الزراعة، فقام الآباء بأخذ العائلات إلى مكان معين بمكة للاختباء به إلى الموت من الجوع، فعند علم هاشم بن عبد مناف بذلك رفض أن يكون هناك من العرب جائعًا بسبب اتصافهم بالشهامة والمروءة والدفاع عن الضعفاء.

لذلك كي لا يقل عدد العرب بسبب الموت، أمر إخوانه بالذهاب برحلات تجارية يقوم فيها الأغنياء بمقاسمة الربح مع الفقراء كي لا يموت أحد من جوعه بمكة المكرمة.

اقرأ أيضًا: السورة التي تشفي من الأمراض النفسية

رحلات التجارة لليمن والشام

في إطار الإجابة عن سؤال إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف، نوضح أنه ترأس رحلتي الشتاء والصيف أربعة إخوة من قبيلة بني عبد مناف، وهم: عبد شمس وهاشم الذي كان في مكانة ملك مكة المكرمة، والمطلب ونوفل، وكانت رحلات الشام في رئاسة هاشم، أما رحلات الحبشة كانت برئاسة عبد شمس.

الأخ المطلب كان يذهب إلى اليمن، ولكن نوفل كانت رحلاته لبلاد فارس، ولم يتعرض لهم خلال طرق السفر بسبب اشتهارهم بأنهم أهل بيت الله الحرام، كما أنهم لم يتعرضوا للمضايقات من تجار البلدان الأخرى بالرغم من الانتشار الواسع لقطاع الطرق بتلك الفترة وسلبهم للقوافل.

من الأمور التي حسنت من عملية التجارة وارتفاع مستوى المعيشة لأهل مكة هو حصول أهل بيت الله الحرام على الاحترام، ففي الشتاء كانت الرحلات التي تسير على اليمن تمر على الحبشة والحصول على العطور والتوابل التي لم تكن متوافرة في مكة وكانت تأتيهم من الخليج العربي والهند، أما بالصيف فخلال المرور الشام كان يتم الذهاب إلى بلاد الفرس للحصول على المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية التي لم تكن متوفرة بذلك الوقت.

ظلت الأمور على تلك الحالة إلى أن بعث الرسول –صلى الله عليه وسلم-، فتم نزول سورة قريش والتي تقول:

(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) [سورة قريش الآية 4].

لماذا عملت قريش في التجارة؟

بدأت التجارة في مكة المكرمة من بلاد الشام بعد أن تمكن هاشم بن عبد مناف والذي يعد جد الرسول –صلى الله عليه وسلم- بالحصول على وثيقة الأمان من قيصر الروم بحمل التجارة إلى مكة المكرمة.

كذلك حصل على عهد من أشراف القبائل التي توجد بطريق التجارة بالأمان لقوافله خلال رحلات الشام التجارية، اعتبرت التجارة مصدر الرزق الواسع لأهل مكة؛ بسبب إحضار الثياب والطعام منها ثم بيعها في مكة والتربح منها.

نجحت قبيلة قريش في التجارة بسبب براعتهم بها، حيث استفادوا من الاضطرابات باليمن حيث استيلاء الحبشة عليها، ومن بعد ذلك ترسخ نفوذ القبيلة بشبه الجزيرة العربية.

بعد ذلك استطاعت مكة السيطرة على التجارة حيث انتقالها من فلسطين إلى بلاد الشام، وبعد فترة أصبح التجار من أغنى العرب، وباتت مكة بمكانة هامة من قبل الثورات والمال في شبه الجزيرة العربية.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الطارق

لماذا ذكرت تلك الرحلات في القرآن الكريم؟

ذكر الله تعالى رحلتي الشتاء والصيف في القرآن الكريم بسورة قريش، لكي يذكر أهل مكة بنعمته عليهم بعد أن بعث النبي الكريم، فإلى جانب الأمور التي كانوا يحصلون عليها من التجارة، فإنهم كانوا يعودون منها في أمان من كل شر بسبب فضل الله عز وجل.

بالإضافة إلى الأمان فقد كسبوا المال الطائل الذي اكسبهم المكانة القوية بين العرب في شبه الجزيرة العربية؛ لأنهم كانوا يسكنون بأرض بيت الله الحرام.

كلمة إيلافهم لها المعنى الكبير عندما ذكرت بالسورة للتأكيد على أنهما كانتا رحلتين واحدة بالشتاء والأخرى بالصيف، ولأنه صاحب الفضل عليهم، فيجب عليهم التعود على عبادته وحده لا شريك له مثل التعويد على تلك الرحلتين، كذلك تذكير بأنه الذي أطعمهم بعد فترة كبيرة من الجوع، مع توفير الأمان بعد القلق والخوف من المستقبل.

فلولا فضل الله تعالى العظيم على أهل مكة لكانوا من الأموات بسبب عدم قدرتهم على العيش من شدة الفقر والجوع.

المدة الزمنية لرحلتي الشتاء والصيف

بعد معرفة إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف، نوضح لكم أنه لم يتم تحديد الفترة الزمنية الخاصة بتلك الرحلات، ففقط من الله تعالى على قوافل تلك الرحلات بالأمن والأمان لأنهم من أهل بيت الله الحرام، وكان لا يتم الذهاب إلى الشام بالشتاء بسبب بردها القارس لذلك تم تفضي اليمن عليها والسفر إليها صيفًا بسبب الجو الحار لليمن بتلك الفترة.

ما معنى الاعتفار؟

هو الهرب من الجوع إلى مكان مخبئ لكي يموت الناس في الخباء، كما ببعض الأحيان يسمى بالاعتفاد حيث تبديل الراء بالدال، فبعد أن أصيب بالاعتفار قوم بني مخزوم وصلت الأخبار بني هاشم بسبب أن أحد أبنائهم كان ترب لأسد بن هاشم، وبالتالي خطبة هاشم بن عبد مناف في قبيلة قرش حيث قال لهم بأنهم أهل بيت الله الحرام ويتبعهم الناس وقد يحضر الاعتفار عليهم.

بعد ذلك سن رحلتي الشتاء والصيف لتقسيم ربحهما مع الفقراء من نفس القبيلة إلى أن تساوى الجميع وأصبح الفقير كالغني، وفي ذلك الأمر قال مطرود الخزاعي الأبيات التالية:

يا أيها الرجل المحول رحله ……  هلا نزلت بآل عبد مناف

الآخذون العهد من آفاقها ………  والراحلون لرحلة الإيلاف

والخالطون غنيهم بفقيرهم ……  حتى يصير فقيرهم كالكافي

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الرحمن 21 مرة

مكة المكرمة محطة القوافل التجارية

إلى جانب اشتهار مكة برحلتي الشتاء والصيف، اشتهرت أيضًا بالموقع الجغرافي المميز بشبه الجزيرة العربية، وبالتالي أصبحت محطة القوافل التجارية بالقدم، ومن أبرز القوافل التي مرت عليها الخاصة ببلاد القوقاز.

احتلت ذلك الموقع المميز بسبب تداخل طرقها التجارية مع بلاد العراق واليمن وفلسطين والشام، كذلك كانت من أبرز الأماكن باستقبال الحجاج، وبعد القرن الخامس من الميلاد اكتسبت الموقع الهام بعد أن تحول الطريق التجاري المار ببلاد الهند والصين إلى العراق، والمرور باليمن ومن بعدها مكة ثم فلسطين وبلاد الشام، وكان بديلًا خلال نشوب الحرب بين الساسانيين والروم.

كذلك كانت محطة القوافل التجارية بسبب اشتهارها بعيون المياه المتعددة التي تقف لديها القوافل للاستسقاء منها هي والدواب، ومن أبرزها آبار بدر.

إن رحلتي الشتاء والصيف كانت إلى بلاد الشام واليمن للحصول على الغذاء والمحاصيل الزراعية والتوابل والعطور والثياب بعد معاناة مكة المكرمة من الفقر والجوع الذي لجأوا بسببه إلى الاعتفار.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا