نواقض الوضوء عند المالكية
نواقض الوضوء عند المالكية متعددة، فالمالكية أصحاب منهج متبع للشريعة والسنة والأحاديث الصحيحة مثلهم مثل باقي المذاهب كالشافعية والحنابلة والحنفية، ومعرفة نواقض الوضوء أمر مهم، لأن صحة الوضوء تعتمد عليها صحة الصلاة، وفيما يلي سنذكر كل النواقض في مذهب المالكية وسنوضحها تفصيلاً من خلال موقع الملك.
نواقض الوضوء عند المالكية
هناك الكثير مما يبطل الوضوء في مذهب المالكية، ولكن يجب معرفة أنه يتفق أغلب الفقهاء في الكثير من نواقض الوضوء، ولكن لكل مذهب بعض الأمور التي يختلف فيها، فالأصحاب المذهب المالكي العديد من الأفعال والأشياء التي تنقض الوضوء المتمثلة فيما يلي:
- أول وأبسط أمر وهو الشك، أن يشك الأنسان في أنه توضأ أم لا يعد هذا نقضاً للوضوء ولا تجوز الصلاة بعده وعلى الشخص التوضؤ من جديد، وهو أحد أهم أسباب إفساد الوضوء في مذهب المالكية.
- الجمل التي تحمل معاني الكفر أو سب الدين والعياذ بالله، حيث إن هذه الجمل تحمل معنى الارتداد عن الدين والشرك وذلك حتى وإن كان غير قاصدا”.
- أن يلامس الشخص شخصاً أخر وفي داخله شهوة يعتبر أيضًا هذا من نواقض الوضوء عند المالكية.
- أحد الأسباب الأخرى الرئيسية أيضًا في نقض الوضوء عند المالكية هي غياب أو ذهاب عقل الإنسان حتى ولو كان لفترة صغيرة، من أمثلة ذلك فقدان الوعي والإغماء أو النوم في قيلولة، ومن الأسباب الأكيدة بالفعل هو شرب الخمر، وبالنسبة لحالات ذهاب العقل الدائمة مثل المصاب بالجنون أو الأمراض العقلية تدخل هي الأخرى في نواقض الوضوء.
- إذا قام الإنسان بالإحداث من أحد السبيلين وهو أمر أساسي وواضح في كل المذاهب نظراً للحديث الشريف ” لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ”.
اقرأ أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة
بعض الأفعال المكروهة عند الوضوء
بعد تعرفنا على نواقض الوضوء عند المالكية، علينا أن نعلم باتفاق جميع الفقهاء على الكثير من الأفعال المكروهة والغير مستحبة عند الوضوء متخذين المصدر من هذه الأفعال ما ذُكر في الشرع والسنة بصورة واضحة، أما الاختلاف فيما بينهم فيكمن في الفروع والأشياء المستجدة التي لا يوجد عليها نصاً واضحاً في القرآن أو السنة المؤكدة.
سنذكر الآن بعض أهم الأفعال المكروهة على سبيل المثال لا الحصر، وهم كالآتي:
- وصى الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم إهدار الماء والحفاظ عليه وعدم الإسراف في أي شيء، لذلك يعتبر إهدار الماء أثناء الوضوء -حتى ولو كانت متوفرة- من الأفعال المكروهة.
- عدم الالتزام بالسنة مثل عدم غسل أي من أجزاء الجسم بعدد المرات المذكورة كما وردت في السنة يعتبر هو الآخر من الأفعال المكروهة.
- استعانة الشخص بأي شخص آخر لمساعدته على إتمام الوضوء وذلك رغم قدرته على الوضوء بنفسه يعتبر من الأفعال المكروهة في الوضوء ويجب الابتعاد عنها، ويستثني من ذلك المرضى ممن لا يستطيعون إتمام الوضوء بأنفسهم.
أهمية الوضوء في الدين
بعد معرفة نواقض الوضوء عند المالكية وبعض الأفعال المكروهة عند الوضوء، يجب أن نذكر ماهي أهمية الوضوء في الدين، فهو بالطبع الفعل الواجب قبل الصلاة ولا تصح إلا به، هناك أسباباً أخرى تظهر أهميتها للمسلم في التالي:
- الوضوء هو أحد الأفعال التي تجعل المسلم قلبه معلق بالصلاة دائمًا، وذلك لكون الوضوء مرتبط بالصلاة.
- إحسان الوضوء يجعل المسلم يحصل على حسنات ومكانة رفيعة بين الناس يوم القيامة.
- كما أن الوضوء يجعل المسلم يتخلص من الوساوس التي عقدها له الشيطان.
- هناك بعض العلماء يقولون استناداً إلى الأحاديث أن الشخص الذي يحسن الوضوء يبعث يوم القيامة مشرق الوجه.
- بالإضافة إلى كون الوضوء اغتسال مادي لجسم الإنسان يعتبر اغتسال معنوي أيضًا من الذنوب والخطايا التي قد يرتكبها الأنسان وهو لا يدري على مدار اليوم، فلقد أخبر الرسول فيما معناه أن مياه الوضوء التي تتساقط تتسبب في تساقط الذنوب معها.
الماء الذي يجوز منه الوضوء
ليس كل الماء يمكن الوضوء به، فقد يتغير في الماء أحد أوصافه التي تغير من صفاته وشكله مما يجعله غير صالح للوضوء.
مثال الماء المختلط بالنجاسة لا يصح الوضوء منه وهو من نواقض الوضوء عند المالكية، ويقول بعض الفقهاء أن الماء قليل النجاسة يصح الوضوء به لكنه مكروه.
أما أن يكون الماء مختلط بشيء طاهر مثل الورد أو العجين أو أي من المكونات الطبيعية الطاهرة يمكن اعتبار الماء طاهراً، ومما لا شك فيه أيضًا أن الماء الطبيعي الموجود في النهر أو ماء المطر غير المختلط بأي شيء يعتبر طاهراً ويمكن التوضؤ به.
عندما لا تتواجد الماء في المكان مثل الصحراء، يلجأ المسلم إلى التيمم، ولبدء التيمم يجب أن يبدأ المسلم بنية استباحة الصلاة، وذلك لأن التيمم علي عكس الوضوء لا يرفع الحدث على المشهور.
سنن الوضوء
اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والسير على سنته هو أحد أسباب دخول الجنة، لذا يسعى المسلم دوماً في تطبيق سنن الرسول في كل شيء حتى يكتمل دينه وترتفع درجاته في الجنة، ومن سنن الوضوء سنذكر الآتي.
- التسمية هي من السنن الأساسية في الوضوء، فعند بداية الوضوء وغسل الكفيين يستحضر المسلم النية ويبدأ في قول “بسم الله الرحمن الرحيم” وإذا نسي في البداية ثم تذكر يقول “بسم الله أوله وآخره” مع استحضار النية أيضاً.
- السواك من سنن الوضوء، ويستعمل قبل بداية الوضوء أو قبل المضمضة.
- مراعاة عدم الكلام أثناء الوضوء واستحضار نية الوضوء والصلاة بعدها من أهم السنن في الوضوء.
- البدء بالأعضاء اليمنى عن الأعضاء اليسرى مثال غسل اليد أو الرجل اليمنى قبل اليسرى.
- كما أن غسل الكفين إلى المفصل والمضمضة والاستنشاق وتكرار الغسل لكل عضو ثلاثاً وتخليل أصابع اليدين والرجلين بالماء ومسح كامل الرأس بالإضافة إلى مسح الأذن من الداخل والخارج كلها تدخل ضمن سنن الوضوء.
- آخر الوضوء يقوم المسلم بالذكر والدعاء فيقول “أشهد أن لا إلهَ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المُتطهِّرين” فتفتح له أبواب الجنة الثمانية ويدخل من أي باب يختاره كما ورد في الحديث.
- كما تدخل أيضا صلاة ركعتين بعد الوضوء وقبل الصلاة من سنن الوضوء التي تثيب فاعلها ويكون متبعاً لسنن النبي صلى الله عليه وسلم.
الأمور التي يجب لها الوضوء والطهارة
نواقض الوضوء عند المالكية أوضحناها كاملة، أما الآن فماذا عن الوضوء في حد ذاته، سنتحدث عن أحد أهم الأفعال التي يجب لها الوضوء والطهارة، فقد يعتقد البعض أن الوضوء واجب فقط للصلاة، ولا يعلم الأشياء الأخرى الواجب الوضوء لها مثل:
- حمل المصحف أو لمسه هو أحد الأفعال التي تستوجب الوضوء لها.
- الطواف بالكعبة بالطبع هو من الأفعال التي تستوجب الوضوء والطهارة.
- الصلاة سواء السنن أو الفروض كما هو معروف طبعاً لكل المسلمين.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الصلاة النارية
أحاديث تدل على فضل الوضوء
لا يكمن ثواب الوضوء فقط في أنه واجب للصلاة، بل أنه الوضوء في حد ذاته له العديد من الأفضال والمزايا المذكورة في الكتاب والسنة، ومن أمثلتها:
- جعل الله عز وجل الوضوء ليكون سبباً في الطهارة وسبباً أيضا من أسباب محو الذنوب، فكما ورد في الحديث الشريف ” مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً” رواه أبو هريرة.
- فيخبرنا رسول الله في هذا الحديث عما يرفع المسلم الدرجات ويحط من السيئات لمجرد سيره إلى المسجد متوضئاً.
- يرفع الوضوء الدرجات ويمحو السيئات كما ذكرنا فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي رواه أبو هريرة يقول ” أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ” وهو تصريح واضح من النبي محمد على أهمية الوضوء وما تمحوه من خطايا.
- كل مسلم يتمنى أن يورد على حوض النبي في الجنة وهذا يحصل عليه المتوضئ و تبيين واضح لجزاء المتوضئ المستعد للصلاة ، فكما ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
” أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتَى المَقْبُرَةَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا قالوا: أوَلَسْنا إخْوانَكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أنتُمْ أصْحابِي وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فقالوا: كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ“ - كما أن الوضوء قبل النوم له فوائد عديدة، فهو سبب من أسباب استجابة الدعاء وتجنب الشياطين، واستعداده لملاقاة الله متوضئاً دائماً، وكما ورد في الحديث عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “ما من مسلمٍ يَبِيتُ على ذِكْرٍ طاهرًا فيَتعارَّ من الليلِ فيسألُ اللهَ خيرًا من الدنيا والآخرةِ إلا أعطاه إياه“
- الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه ” من بات طاهراً بات في شعاره ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهراً ”
مما يبين ثواب وفضل وسعة رزق من ينام متوضئاً.
نواقض الوضوء عند المالكية وباقي الأئمة هو أمر يجب أن يعرفه كل مسلم، كما أن على كل مسلم معرفة الفروق بين المذاهب واختيار ما يرتاح إليه قلبه وعقله ويسير عليه.