قصتي مع قول يا ذا الجلال والإكرام

قصتي مع قول يا ذا الجلال والإكرام من القصص التي أو أن استعرضها معكم وأخبركم بمدى فضل هذه العبارة الساحرة وما أملكه من تجارب عديد مع هذه العبارة وتأثيراتها، حيث حلت لدي مشاكل عديدة بفضل ذكر الله والتمسك بالعبادات والدعوات، وهذا ما نسرده عبر موقع الملك.

قصتي مع قول يا ذا الجلال والإكرام

بدأت قصتي بالاكتئاب الشديد الذي صاحب الفترة الأخيرة من الامتحانات، حيث كنت قد أخفقت في الإجابة عن الكثير من الأسئلة في امتحانين من أصل ثلاثة امتحانات وكنت أشعر أني على شفى الرسوب، وكانت والدتي كبيرة في السن تعاني من مرض القلب ويصعب عليها سماع مثل هذا الخبر.

لم أكن أملك إلا أن أنسى ما حصل في الامتحانين وأركز على الامتحانات القادمة، لكن كانت عملية المذاكرة عسيرة، فلم أكن أستطيع التركيز والتغاضي عن أدائي في الامتحانين.

في المساء بعد ليلة طويلة من محاولة التركيز وجدت ومقطع فيديو لشيخ على اليوتيوب يتكلم عن فضل قول يا ذا الجلال والإكرام في الدعاء، مستندًا إلى قول الرسول “ألِظُّوا بياذا الجلالِ والإكرامِ

الراوي: ربيعة بن عامر | المحدث: ابن باز | المصدر: النكت على تقريب التهذيب، الصفحة أو الرقم: 83 | خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد.

عندما أكثرت من الذكر في هذه اللية ودعوت الله أن يوفقني في الامتحانين السابقين ويسهل لي أمر الامتحانات القادمة استشعرت قدرة على الدراسة والاستيعاب، واستيقظت نشيطًا مع مطلع فجر اليوم التالي.

في بداية اليوم بحثت على الإنترنت عن الأدعية التي تتضمن عبارة يا ذا الجلال، ووجد مجموعة من الأدعية التي حفظتها في كافة الأوقات الصعبة.

“اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم أسألك باسمك الأعظم الطيب المبارك، الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت، أن تجعلنا في هذه الدنيا من المقبولين والى أعلى درجاتك سابقين، واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا وجميع المسلمين”.

كان قد تبقى يوم واحد على الامتحان القادم، وكنت أنظر إلى أمي وحالها السيء فيلهج لساني بذكر الله، وكنت أقضي الليالي في تأنيب ضمير لكنني كنت كلما تذكرت الدعاء قلت رهبتي وازدادت حماستي على العمل، ومن بين الأدعية التي تعلق بها قلبي في هذه الفترة.

“اللهم يا ذا الجلال والإكرام اغفر لي وعافني واعفُ عني واهدني إلى صراطك المستقيم وارحمني يا أرحم الراحمين برحمتك أستعين سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد، وأستغفر الله عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك”.

في يوم الامتحان، وكانت مادة الكيمياء، وخلال توزيع ورقة الأسئلة أخذت أردد في نفسي: يا ذا الجلال والاكرام، وعندما تطلعت إلى الورقة وجدت أن أغلب الأسئلة الواردة كنت أعرفها وكنت قد ذاكرتها بالفعل.

اقرأ أيضًا: دعاء للبركة في الوقت

فضل قول يا ذا الجلال والإكرام

خرجت من الامتحان سعيدًا راضيًا وأمنت أن الله يوفقني لما يحب ويرضى، وبالفعل تأكدت ظنوني مع الامتحان التالي، حيث كانت مادة الفيزياء من أعسر المواد، ظللت طول الطريق أردد قول: يا ذا الجلال والاكرام، ومع جرس نهاية الامتحان خرج الطلبة جميعًا ووجوههم تعلوها الكدر والضيق بسبب صعوبة الأسئلة، أما أنا فقد أجبت عن المسائل الخمسة في الامتحان بكل سهولة ويسر.

مع العلم أن الفيزياء لم تكن من المواد التي أنبغ فيها بأي حال، فكانت فرحتي كبيرة وكنت استبشر موعد النتيجة في ترقب وأنا أدعوا الله بمختلف الدعوات التي تتضمن ذكر جلاله وإكرامه، فالله له الجلال كله والكمال كله قادر على كل ما يريد، وأما كرمه فهو بمداد البحر يمنع على من يشاء من فضله.

“اللهم يا ذا الجلال والإكرام اغفر لي ذنبي كله، كبيره وصغيره، عظيمه وحقيره، اللهم لا تجعل ذنبي حائلًا بيني وبين رحمتك، ولا تحرمني الوقوف بين يديك، رب أنت أعلم بحالي وما يؤول إليه مآلي فافتح قلبي وعقلي للخشوع بين يديك وفهم آياتك والتدبر في كتابك وافتح لي فإنك أنت الفتاح العليم”.

“اللهم يا ذا الجلال والإكرام ثبّت قلبي على دينك، اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلبي على طاعتك، اللهم إني أعوذ بك من سوء القضاء ومن درك الشقاء ومن شماتة الأعداء ومن جهد البلاء برحمتك يا أرحم الراحمين”.

“اللهمّ يا ذا الجلال والإكرام إنّ رحمتك وسعت كلّ شيء، فارحمني رحمةً تطمئنّ بها نفسي، وتقرّ بها عيني، اللهمّ احشرني مع المتّقين إلى الرّحمن وفداً، اللهمّ احشرني مع أصحاب اليمين، واجعل تحيّتي سلامٌ لك من أصحاب اليمين، اللهمّ بشّرني بقولك: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [سورة الحاقة: 24]،

اللهمّ اجعلني من الّذين سعدوا في الجنّة، خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض، اللهمّ لا أزكي نفسي عليك، ولكنّي أحسبها أنّها آمنة وتعمل عملاً صالحاً، فاجعل لي جنّتين ذواتي أفنان، بحقّ قولك: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [سورة الرحمن: 46] ،يا أكرم الأكرمين”.

اقرأ أيضًا: دعاء شكر لله على النجاة من مصيبة

نتائج المداومة على قول يا ذا الجلال والإكرام

في ليلة ظهور النتيجة عاد القلق يساورني، خاصةً بعد أن قرأت أن أقل نسبة نجاح للطلبة في العام الماضي كانت في مادتي الرياضة واللغة الإنجليزية، وهما الامتحانين الذي لم أبلي فيهم أحسن البلاء، وأشتد بي القلق وتذكري لحال أمي فبكيت، وكلما زاد القلق كان تردد الدعاء يزداد: يا ذا الجلال والاكرام.

كانت أمي تجلس في شرود أمام التلفاز تتبع مؤتمر إعلان الدرجات، وكنت أتابع شاشة الهاتف باستمرار في انتظار ظهور النتيجة، ومع كل مرة أصيب ببصري الشاشة أقول: يا ذا الجلال والاكرام، عندما ظهرت النتيجة كانت فرحتي بلا حدود، فقد حققت في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضة درجات مرتفعة أكثر حتى مما كنت أتمنى، ولا أستطيع وصف حال أمي ومدى البشر على وجهها إلا بأن عيني اغرورقت بالدموع وقلت:

“اللهم يا ذا الجلال والإكرام إني أسألك النعيمَ المقيم، الذي لا يحُول ولا يزُول، اللهم إني أسألك بعزَّتِك أن تُنجِيَني مِن النار، اللهم اغفِرْ لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به مني يا رب العالمين”.

لا يخلوا دعاءٌ أو مناجاة من ذكر معاني جلال الله وكرمه، وهناك الكثير من التجارب مع الدعاء الذي غير حياة من قاله وأنقذه من شرور الأعمال وهداه إلى فعل الصواب.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا