هل الخوف من الموت دليل على قربه
هل الخوف من الموت دليل على قربه؟ وما الفرق بين وسواس الموت وقرب الأجل؟ الموت هو إحدى الحقائق الجلية لنا في اختبار الدنيا وليس هناك مفر من الهروب منه، فهو أمرًا سيلحق بشتى مخلوقات الله بشكل قطعي، ولكن من الطبيعي الشعور بالقلق والخوف عندما يتطرق الحديث إلى الموت، لكن هناك بعض الحالات التي يتضاعف فيها الخوف إلى درجات الفزع، لذا من خلال موقع الملك سنتعرف على دلالات الخوف من الموت.
هل الخوف من الموت دليل على قربه
الوجود البشري بلا استثناء يرهب الحديث عن فكرة الموت وأن أجله يمكن أن يأتي في أي لحظة، مهما تحدث البعض عن عدم خشيتهم من الموت إلا أن النازع الخفي بداخل النفس البشرية يغلب على ما نتلفظ به.
حيث إن الموت حقيقة لا غنى عنها، مهما طالت بنا الأعمار ومرت علينا الصعاب فإن المحتم في النهاية هو الموت، وهو التمهيد لبداية حياة أخرى عند الله عز وجل، إن كانت دنياك بما تخشاه من الله فهنيئًا لك الجنة ونعيمها، وإن كنت ممن ضل الله عليهم فقد هلكت وباتت النار مثواك.
إلا أن هناك فئة من البشر ترهب الموت إلى حد الفزع والخوف الشديد من فقدان الأحبة والبقاء منفردًا بالقبر، وهو ما يؤدي إلى منفذ للعمل الشيطان، حيث ينصب دور الشيطان هنا في الوسوسة لدى الإنسان بالأفكار السلبية المخيفة التي تتسبب في الشعور بالاكتئاب وزيادة القلق والاضطراب.
فيلزم عند الشعور بمثل هذه الأمور أن نستعيذ بالله العليم من الشيطان الرجيم وأن نلجأ إلى الله ونتقرب منه، ونترك تلك الأفكار الذميمة وننعم بأمان الله سبحانه وتعالى، إذن يمكننا القول إن الشعور بالموت ليست إشارة أو دلالة على قرب قدومه إنما هي وسواس الشيطان.
اقرأ أيضًا: الفزع من النوم والشعور بالموت
الخوف من قرب الموت من عمل الشيطان
لمتابعة الرد على سؤال هل الخوف من الموت دليل على قربه، نذكر أنه من المؤكد أن الشيطان يسيطر على فكر العديد من البشر حتى يعكر صفوهم ويلهيهم عن طاعة الله، واللجوء إلى الحزن والاكتئاب، فقد جاء في قول الله تعالى في سورة ص:
“قال فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين إلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣)”.
الآية الكريمة السابقة تشير إلى أن الشيطان عمله هو الوسوسة في عقول البشر وإفشاء السلبية والإحباط ولكن الآية الكريمة تؤكد أن عباد الله المخلصين لا يمكن أن تسيطر عليهم أهواء الشيطان، فهم يعيشون في معية الله وكنفه، فلا يمكن أن يكون هناك مخلوقًا واحدًا يمكن أن يؤثر عليهم.
لذا فعند وسوسة الشيطان إليك كل ما ينبغي عليك فعله هو التوسل والخضوع إلى الله تعالى ليشملك برعايته وفضله.
الفرق بين وسواس الموت وقرب الأجل
نستكمل معكم الرد على سؤال هل الخوف من الموت دليل على قربه، حيث إن هناك اختلاف بين وسواس الموت وقرب الأجل، فوسواس الموت هو من عمل الشيطان وسيطرته على التفكير بكامل قوانا العقلية، مما يتسبب في الشعور بالاضطراب والقلق خشية من الموت.
قد تعرفنا ما الذي يجب أن نقدم عليه عند الوصول إلى هذه المرحلة ألا وهو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، أما قرب الأجل فإن الموت قادم لا محال ولكن هو أمر مقدر ومكتوبًا عند الله لا يعلمه أحدًا سواه.
أما بالنسبة لرأي الشريعة الإسلامية فقد جاء في قول الله تعالى في سورة لقمان:
“إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير (٣٤)”.
تشير الآية الكريمة أن موعد الموت لا يعلمه أحدًا سوى الله سبحانه وتعالى، حيث إن الله يعلم ما يسكن داخل رحم الأم وأن الأمر كله بيد الله وليس بيد العباد، لذلك ثق في الله وتوكل عليه واستعن به واترك كل هواجس الشيطان من رأسك وانعم بحياتك تفز بمماتك.
أما فيما يتعلق برأي العلم فإن هذه الحالة التي تنتج عن الوسوسة ما هي إلا هواجس من الشيطان لا تمت للواقع بصلة، فهي مجرد فترة من الاكتئاب تصيب الإنسان.
مدى علاقة المس بالخوف من الموت
نستكمل معكم الرد على سؤال هل الخوف من الموت دليل على قربه، ونشير إلى أن هناك بعض الأقوال التي تندرج حول أن الخوف من الموت هو إشارة على وجود سحر أو مس شيطاني، ولكن الأمرين لا يوجد بينهما أي صلة، فكما سبق الذكر أن الموت أمرًا محتوم لا مفر منه، والسحر ليس سببًا للخوف من الموت.
فيجب إدراك أن الموت أمرًا قد كتبه الله علينا للانتقال إلى الحياة الأبدية، فما الدنيا إلا مجرد اختبار من الله -عز وجل- ونتائجها إما الثواب وإما العقاب، لذلك ينبغي أن تشغل تفكيرك دائمًا في كيفية التقرب إلى والوصول إلى أعلى مراتب الإيمان حتى تنال رضا الله سبحانه وتعالى، ومن ثم تفوز بالجنة ونعيمها.
اقرأ أيضًا: علامات الموت عند مريض الغيبوبة
الربط بين الاضطراب من الموت وبين الحسد
نستأنف معكم الرد على سؤال هل الخوف من الموت دليل على قربه، فقد أشرنا إلى أن الخوف من الموت لا علاقة بينه وبين موعده، وذلك مثل عدم وجود أي صلة بين الموت والحسد.
فلا يمكن الإقرار بأن الشخص المصاب بالحسد أن موعد موته قد اقترب أو أن أثر عين الحاسد على المحسود من شأنها أن تلحق به إلى الموت، فجميعها أفكار من عمل الشيطان لا علاقة بالواقع بشأنها إنما هي مجرد هواجس خاوية.
الخوف من الموت لكثرة الذنوب
لعل كثرة تفكيرك فيما تقوم به من ذنوب هو دلالة على صحو ضميرك وأنك لا تغفل وجود الله -عز وجل- في دنياك، لذا فيمكنك الرؤية من منظور أن الله يلهمك التفكير بالموت وأنت ترجحها إلى كثرة الذنوب هو إشارة من الله تعالى حتى تتقرب منه وتتدبر في خلقه وتتفقد في مخلوقاته.
فقد جاء في قوله تعالى في سورة الزمر:
“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣)”.
تعبر الآية الكريمة عن مدى رحمة الله -سبحانه وتعالى- في غفران الذنوب لعباده وألا نقنط من رحمة الله، فمهما تعاظمت ذنوبك فقط عليك اللجوء إلى الله واستغفر لذنبك وسيغفر الله لك كما جاء في وعود الله الربانية.
كيف يمكن التخلص من الشعور بالخوف تجاه الموت؟
نتابع معكم الرد على سؤال هل الخوف من الموت دليل على قربه، فبإمكانك التخلص من هذا الشعور ببعض الارشادات التالي ذكرها:
- اللجوء إلى الله والتقرب إليه حتى تنزل السكينة على قلبك وتشعر بالأمان.
- أداء الفرائض والعبادات دون تأجيلها، مثل الصلاة على وقتها.
- أن تتقبل فكرة الموت الحتمي وأنه لا مفر منه وأنه مجرد أمرًا طبيعيًا سيحدث للبشر جميعًا.
- الانشغال بذكر الله ومداومة الاستغفار.
اقرأ أيضًا: القولون العصبي يسبب الخوف من الموت
دعاء يزيل الخوف من الموت
الدعاء هو أصل العبادة، هو حديثك مع الله سبحانه وتعالى، فعند الشعور بالخوف من الموت يمكنك أن تردد ما يلي:
«اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ».
ادعُ الله بكل ما يدور بعقلك وكل ما يملأ قلبك، بكل ما ترغب به حتى ينزل الله عليك السكينة والأمان والراحة التي ترغب في الشعور بها.
الموت أمر طبيعي.. لا داعي للفزع الشديد من التفكير به، وعند الشعور بأن هناك بعض الأفكار التي يمكن أن تتغلب عليك وتجلب الاكتئاب إليك، فيجب أن تلجأ إلى الله.