مزايا التسامح في بناء المجتمعات
مزايا التسامح في بناء المجتمعات متعددة بشكل كبير، حيث يعد التسامح من مكارم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان، فليس من السهل التحلي بهذه القيمة، ولكن يمكننا بذل الكثير من الجهد لكي نتحلى بهذه القيمة على المستوى الفردي أو المجتمعي، لذا سنعرض لكم من خلال موقع الملك مزايا التسامح في بناء المجتمعات بشيء من التفصيل.
مزايا التسامح في بناء المجتمعات
تتعدد المزايا التي تساعد على بناء المجتمعات بشكل كبير وجعله أمة واحدة، ومن أسمى تلك المزايا هو التسامح حيث يعد من أرقي الصفات التي يمكن أن يتصف بها مجتمع، وذلك لأن المجتمع التي يتصف بالتسامح يسود فيه الترابط بين أبنائه.
كما أن التسامح من الصفات التي تجعل المجتمع بعيدًا عن الجرائم ومشكلات الأخذ بالثأر، وذلك لوجود المودة والرحمة بين أبناء هذا المجتمع ، حيث دعت جميع الأديان إلى التسامح، وذلك يعد أمر من الله عز وجل بالتسامح، لذا تتمثل مزايا التسامح في بناء المجتمعات فيما يلي:
- يساعد التسامح الدول على إنشاء علاقة مودة مع الدول الأخرى، مما يترتب عليه تنشيط حركة التجارة والاقتصاد والصناعة، وتنوع الثقافة وغيرها.
- لا تدعو ديانة محددة إلى التسامح حيث تدعو مختلف الديانات إلى التسامح مع الغير حتى وإن كان ليس تابع لهذه الديانة.
- انتشار قيمة التسامح في المجتمعات يقلل من العنف والجرائم، لأنه تسود بين هؤلاء الأشخاص المودة.
- يساعد التسامح على التعرف إلى الأنماط والثقافات في مختلف المجتمعات.
- ينمي التسامح حرية التفكير خاصة عند الأطفال، وتعد تلك من أهم مزايا التسامح في بناء المجتمعات.
الدليل على دعوة الله سبحانه وتعالى عباده إلى التسامح قوله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظًا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلًا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) [المائدة: 13].
كما يوجد أحاديث نبوية شريفة تدل على التسامح، حيث يقول رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف: “أحب الله عبدًا سمحًا إذا باع وسمحًا إذا أشترى وسمحًا إذا قضى وسمحًا إذا اقتضى“، كانت تلك الأدلة هي أمثلة بسيطة عن أهمية ومزايا التسامح في بناء المجتمعات.
اقرأ أيضًا: موضوع عن التسامح مقدمة عرض خاتمة
دو التسامح في المجتمع
يعد التسامح رمز القوة وعنصر الترابط الذي يتم من خلاله بناء المجتمعات، حيث من الواضح أمامنا عبر العصور التي مرت أن الدول التي يسود بها التسامح تكون على قدر كبير من القوة والتقدم.
عكس الدول التي تفتقد هذه القيمة مما ينتج عن ذلك حدوث العديد من المشكلات بين أفراد الأمة، حيث يعد التسامح من القيم التي تعمل على تقوية العلاقة بين أبناء الوطن الواحد.
يمنح التسامح القوة للدولة التي تسود بها هذه القيمة، لأن التسامح هو الأساس الذي يقوم عليه التقدم، كما يوفر التسامح انتشار الأمان في المجتمع لأن أبناء هذا المجتمع تقوم علاقتهم على المودة والمحبة.
ما المقصود بالتسامح؟
التسامح يعني معرفة قيمة الاختلاف بين الآخرين واحترام هذه القيمة، لأنه يكون دلالة على حرية الرأي والعقيدة، حيث يساعد التسامح على تقبل هذه الاختلافات، ويعمل على القضاء على التعصب بين أفراد المجتمع.
سواء تعصب في العرق أو الدين أو الرأي، كما يساعدنا التسامح على التعامل مع الآخرين من حيث الشخصية والذات وليس على أساس ديني أو عرقي، حيث يتم التعامل مع الآخرين دون فرض رأى أو عقيدة.
نماذج في الإسلام تدل على التسامح
يعد التسامح هو أسمى القيم التي من الممكن أن يتحلى بها مجتمع أو إنسان، لذا هناك بعض هذه النماذج التي تحلت بأفضل الصفات وهي التسامح ومن هذه النماذج:
- قيام السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بإنصاف حسان بن ثابت.
- يعد موقف الرسول يوم فتح مكة من أفضل المواقف التي تدل على التسامح حيث قال الرسول لأهل مكة (اذهبوا فأنتم الطلقاء) حيث كان يستطيع الثأر على ما فعلوه.
كما أنهم قاموا بطرد الرسول، واتهموه بالسحر وغيرها من الاتهامات الغير صحيحة، حيث كانوا يقومون بأذية الرسول واتباعه، ولكن رغم كل هذه المشكلات التي تسببوا بها أهل مكة للرسول لم يقم بأخذ بالثأر.
- كان يجلس الرسول تحت شجرة وقام بوضع سيفه على الشجرة، فقام رجل من القوم المشركين الذين يحاربون الرسول في تلك المعركة، وقام بأخذ سيف الرسول من فوق الشجرة، ثم قال الرجل وكان يدعى الإعرابي: أتخافني قال رسول الله: لا.
قال الرجل إذا ما الذي يمنعك من قتالي، قال الرسول: الله، مما أدى إلى وقوع السيف من يد الرجل، فعندما حدث ذلك قال الرسول للإعرابي: ما يمنعك مني، قال الأعرابي: كن خير أخذ.
قال له الرسول: الشهادة، قال الإعرابي: لا أدخل الإسلام، ولكن قام بوعد الرسول أنه لن يحاربه، أو يكون مع قوم يحاربونه، ثم جاء الصحابة لكي طمأنوا عن الرسول فقال لهم: جئتكم من عند خير الناس.
- كان هناك رجل يهودي يسكن بجوار الرسول كان يكره الرسول ويتمنى أن يقوم بأذيته، ولكنه كان يخشى صحابة رسول الله، لذلك كان يقوم بوضع القمامة أمام منزل رسول الله كل يوم.
كان رسولنا الكريم يضع القمامة جانبًا ويمضي في طريقه، في أحد الأيام تعرض الرجل اليهودي إلى مرض شديد، لذلك لم يقم بوضع القمامة عند منزل رسول الله، قام الرسول بزيارة الرجل لكي يطمأن عنه.
استغرب الرجل من كيف عرف الرسول بمرضه وسأله قال له الرسول: أنه لم يجد القمامة أمام منزله اليوم، فبكى الرجل اليهودي من كرم أخلاق الرسول وتسامحه، وقال الرجل اليهودي الشهادة ودخل في الإسلام.
اقرأ أيضًا: تعبير عن التسامح مقدمة عرض خاتمة
ماذا يترتب على عدم وجود التسامح في المجتمع؟
عدم وجود التسامح في المجتمع يترتب عليه الكثير من المشكلات والكراهية ويترتب على ذلك ما يلي:
- ظهور العنصرية بين أفراد المجتمع.
- وجود عدد كبير من المرضى والأمراض النفسية.
- عدم وجود التسامح في المجتمع يؤدي إلى عدم وجود تسامح في قلوب الناس.
- انتشار مشكلة الأخذ بالثأر وانتشار الجريمة والإرهاب.
- ضعف العلاقات بين أفراد المجتمع.
- سقوط هذا المجتمع حيث يترتب على عدم وجود تسامح بين أفراد المجتمع، يقضي على الأساس التي تقوم عليه المجتمعات وهو المودة والحب وحسن مكارم الأخلاق.
اقرأ أيضًا: تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها
أبيات من الشعر تدل على التسامح
التسامح من الفضائل التي تعمل على تنقيه المجتمع وقلوب الناس من الحقد والكراهية، لذا تحدث الكثير من الشعراء عن قيمة التسامح وهم:
- قال الموصلي: سامح فإنك في النهاية فان وأجعل شعارك كثرة الغفران
- قال المعري: إذا عثر القوم فاغفر لهم فأقدام كل فريق عثر.
- قال الموصلي: ما أحسن العفو عفو عند المقدرة عن أقبح الذنب الكفر بعد إيمان
كما يوجد العديد من الأبيات الشعرية التي تحدثت عن قيمة التسامح.
يعد التسامح من القيم التي يجب أن يتحلى بها كل فرد في أي مجتمع، لأن التسامح يمنح القوة للمجتمع ويمنعه من السقوط ويجعله متقدم، لذا يجرب غرس قيمة التسامح في أطفالنا لأنهم شباب المستقبل.