تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها
تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها يساعد كثيرًا في رقي المجتمع، وذلك لأن التسامح من أرقى الصفات التي يمتاز بها الشخص لأنها ترفع من مكانته، يمكن تعريفه من خلال عدم الحكم على الآخرين بسبب اختلاف شكل حياتهم.
التسامح من أسمى الصفات فإنه يعبر عن القوة في عدم الرد الإساءة بالإساءة، تم ذكره في القرآن الكريم وفي الكثير من الأحاديث الشريفة، ومن خلال موقع الملك سنعرض تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها.
عناصر الموضوع
- المقدمة عن التسامح.
- تعريف التسامح.
- مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها.
- التسامح في المجتمع الإسلامي.
- أحاديث عن التسامح.
- رموز التسامح في المجتمعات الحديثة.
- الخاتمة.
اقرأ أيضًا: تعبير عن التسامح مقدمة عرض خاتمة
المقدمة
التسامح من أسمي القيم والأخلاق التي يتصف بها العرب، تظهر أهمية التسامح في بناء المجتمعات ورقيها، الدين الإسلامي يحث المسلمين على التسامح وكانت تلك الصفة من صفات النبي صلى الله عليه وسلم.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال» مَا رَأَيْتُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم رُفِعَ إِلَيْهِ شيء مِنْ قِصَاصٍ إِلاَّ أَمَرَ فِيهِ بِالْعَفْوِ «هذا الحديث يدل على سماح الرسول وعفوه الشديد، التسامح لا يدل على التنازل عن الحق بل العفو حتى لا يحدث صراعات وأن الإنسان بطبعه خطاء.
يجب تعليم أولادنا وغرز صفة التسامح فيهم، لكي يتم بناء مجتمع مليء بالتسامح والعفو للحفاظ على المجتمع والناس من قيام الحروب والصراعات بين الدول.
تعريف التسامح
في ظل أننا نعيش في مجتمع تكثر به الخلافات والاشتباكات التي تتطلب من الإنسان أن يتحلى ببعض الصفات التي تجعله يتعامل مع تلك الأمور بذكاء من أجل رفع شأن المجتمع ورقيه، يُعرف التسامح في الدين الإسلامي أنه قيمة أخلاقية تجعل الإنسان ينسى ما حدث له من ظلم.
مسامحة من يتسبب في الألم وعدم التفكير في الانتقام أسمى درجات التسامح، معرفة ألا يوجد إنسان معصوم من الخطأ فكل البشر خطائون، التسامح هو قدرة الإنسان على العفو ورد الإساءة بالحسنى، الاتصاف بالأخلاق الكريمة التي ذُكرت في كل الديانات السماوية.
كل ذلك له يد في بناء المجتمعات ورقيها والقدرة على تحقيق الوحدة بين الدول واحترام الثقافات المختلفة والعادات والتقاليد، وأن لكل فرد في المجتمع رأي يجب أن يُحترم، ليس بالضروري أن يكون مشابه لرأي الجميع.
مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها
في ظل العيش في مجتمع تكثر به الخلافات والحروب، أصبح المجتمع في حاجة إلى التسامح لحل المشكلات التي تتعلق بالحروب والصراعات بين المجتمعات وبعضها البعض، التسامح أساس أي مجتمع يقوم على العدل ويعيش الجميع في سلام وكل شخص له آراء ومعتقدات.
التسامح قوة للمجتمع ويعمل على توحيد المجتمع والدول، هناك ارتباط وثيق بين بناء المجتمع وبين التسامح، إذا وجد التسامح وُجد ايضًا التطور وبناء المجتمع ورُقيه، التسامح صفة من الصفات التي تم ذكرها في الأديان السماوية، تعمل على زيادة الترابط والوحدة في المجتمع الواحد.
يؤثر التسامح على المجتمعات الإنسانية، يعمل على التقليل من الحروب والصراعات، يقضي على الكراهية والأنانية بين الناس، يساعد على تكوين مجتمع متحضر يحترم أراء الغير ولا يقابلها بالسوء أو التقليل، يتم ولادة مجتمع قوي لا يوجد به صراعات أو فتن.
التسامح يظهر أثره على الفرد والمجتمع عند حدوث اختلاف في وجهات النظر بين الأشخاص، لا تحاول أن تفرض رأيك على الأخر بل عليك أن تحترم رأيه ولا تغير فيه، المتسامحون هم الأشخاص الأكثر عقلًا وقوة عن غيرهم، لأنهم يعلمون كيف يتعاملون مع اختلاف وجهات النظر.
التسامح يزيد من قدرة الشخص للانفتاح على العالم ومعرفة عادات وتقاليد الدول الأخرى، التعرف على أفكار الآخرين حول العالم، يأخذ الأفكار التي تعجبه ولا يعترض أو يقلل من التي لا تعجبه، ويتقبل أن هناك اختلاف في وجهات النظر والتفكير.
التسامح في المجتمع الإسلامي
هناك الكثير من الأمثلة التي تدل على وجود التسامح في الدين الإسلامي، وما ذكره الله والرسول صلى الله عليه وسلم من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، قال الله تعالى في القرآن الكريم “فمن عفا وأصلح فأجره على الله”.
من الآيات التي تدل على التسامح ايضًا قال تعالى “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”، قال رسول الله “ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزا” كما قال نبي الله “ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب”.
جاء التسامح بين الناس في الإسلام، أمر الله تعالى رسوله أن لا إكراه في الدين وأن يدعو رسول الله الناس للدخول في الإسلام باللين والحسنى، وعدم استخدام الشدة وإكراه الناس على الدخول في الإسلام، قام الإسلام بحفظ حقوق المسلمين والغير مسلمين وآمن لهم حياة كريمة.
نهى الله تعالى عن قتال الغير مسلمين، وعند الحكم عليهم يجب الحكم بالعدل، ورد في القرآن الكريم درجات التسامح “العفو والصفح والغفران” مما جاء في قوله تعالى “وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم”.
هناك بعض الآيات التي جاءت في القرآن الكريم تدل على أهمية التسامح في بناء المجتمعات ورقيها، يقول الله عز وجل في كتابه ما يلي:
- قول الله تعالى: (وليعفوا وليصفحوا ألا تُحبُون أن يغفر الله لكم)
- قول الله تعالى: (خُذ العفو وأُمر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين)
- قول الله تعالى: (قالُوا يا أبانا استغفر لنا ذُنُوبنا إنا كُنا خاطئين، قال سوف أستغفرُ لكُم ربي إنهُ هُو الغفُور الرحيمُ)
- قول الله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهُم ولو كُنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفُ عنهُم واستغفر لهُم وشاورهُم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يُحب المتُوكلين)
- يقول الله تعالى: (فاصفح الصفح الجميل)
أحاديث عن التسامح
قال الله تعالى أن المتسامحين من المسلمين لهم أجر عظيم، هناك الكثير من الأحاديث النبوية التي ترمز لأهمية التسامح وضرورة العمل به من أجل بنات المجتمعات ورقيها ومن تلك الأحاديث ما يلي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثَلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتعاطفِهم وتراحُمِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتَكى منْهُ عضوٌ تداعى لَهُ سائرُ الأعضاءِ بالحمَّى والسَّهَرِ”.
- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “أنا زعيمٌ ببيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقًّا وأنا زعيمٌ ببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا وأنا زعيمٌ ببيتٍ في أعلى الجنَّةِ لمن حسُن خلُقُه”.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “رحمَ اللهُ رجلًا، سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشترى، وإذا اقْتضى”.
رموز التسامح في المجتمعات الحديثة
من الشخصيات التاريخية التي كان لها دور هام في نفس التسامح في المجتمعات ما يلي:
1- الشيخ زايد
الشيخ زايد من دولة الإمارات العربية المتحدة، هو رمز من رموز التسامح في العالم العربي عمومًا وفي الخليج تحديدًا، أسمه زايد الكريم مجرد سماع أسمه يتم ذكر التسامح، ودوره الكبير في نشره في المجتمع العربي بأكمله.
كان من أولويات الشيخ زايد هو العمل على زرع التسامح في نفوس العرب والعالم، قام باستخدام التسامح كركيزة لوحدة العرب في التاريخ العربي الحديث، العالم بأكمله يحاول الاقتداء به حتى الآن من خلال النموذج التنموي الخاص به.
2- نيلسون مانديلا
يعد نيلسون مانديلا من أعظم الأمثلة التي يُقتدى بها في التسامح، تم وضع عقوبة على نيلسون بالسجن سبعة وعشرون عامًا بسبب التفرقة العنصرية بين السود والبيض، خلال تلك الفترة ذاق أشد أنواع العذاب داخل السجن، عندما جاء موعد خروجه ورجوعه لحياته.
لم تسيطر عليه فكرة الانتقام من المجموعة العنصرية التي ألقت به في السجن، بل اتصف بالتسامح وعفا عن تلك المجموعة العنصرية، أخذ حقة بدون انتقام عندما أصبح رئيسًا البلاد، أصبح نيلسون نموذج يُقتدى به في أفريقيا والعالم بالكامل، حصل نيلسون على جائزة نوبل العالمية للسلام سنة 1993ميلاديًا.
3- غاندي
غاندي كان رمز للتسامح في الهند خلال فترة الحكم البريطاني، وضع مبدأ “اللا عنف” وقام بالمحاربة من أجل استقلال الهند من الحكم البريطاني لأكثر من خمسين عامًا، رفض غاندي مبدأ العنف والقوة والدماء، حتى عند حدوث اشتباك بين القوات البريطانية وبين الهنود أمر غاندي بوقف أعمال العنف.
على الرغم من رفض غاندي لاستخدام العنف إلا أنه نجح في تحقيق استقلال الهند عن الحكم البريطاني، وأمر باحترام جميع الأديان السماوية، العمل على عودة الوحدة بين الهنود والمسلمين، رفض الاختلافات العنصرية سواء في الدين أو اللون.
كان غاندي يرفض العنف تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها، كان هناك بعض الهنود الذين رفضوا طريقة حكم غاندي ودفاعه عن المسلمين، مما أدى إلى مقتله على يد أحد الهنود سنة 1948 ميلاديًا.
4- محمد بن راشد آل مكتوم
الشيخ محمد هو نائب رئيس مجلس الوزراء في دبي، قد تم نشر مقال في شهر مارس 2016 عن إقامة وزارة تسمى وزارة التسامح، قال الشيخ محمد أن التسامح ليس مجرد كلمة بل أنها صفة يجب أن توجد في مجتمعنا ونمارسها باستمرار من أجل بناء المجتمع ورقيه والحفاظ على ما وصلت له كل المجتمعات من تقدم.
خاتمة تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها
تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها في تبادل الثقافات والعادات بين الناس، تأثيره على التقليل من الصراعات والحروب بين المجتمعات وبعضها البعض، بسبب احترام الشعوب لبعض وعدم الاستهزاء بعادات وتقاليد شعوب أخرى، وعدم الرد على الإهانة بالإهانة، ومعرفة أن الإنسان بطبعه خطاء لذا يجب علينا المسامحة والعفو دائمًا.
تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها قد يساعد بشكل كبير في نشر هذه الصفات الحميدة، وذلك لأنه يحمل الكثير من الأسباب التي تجعل الإنسان يمتلك هذه الصفات إلى الأبد مهما واجه من مشاكل.