موضوع تعبير عن شخصية إسلامية عظيمة

موضوع تعبير عن شخصية إسلامية عظيمة ودورها في نشوء وتطور الدعوة الإسلامية، الإسلام ثقافة شاملة كان لها السيادة في ميادين الفكرة والعلم خلال حقبة العصور الوسطى، وحمل لواء الدين خلال هذه القرون المديدة جملة من خير أهل الأرض الذي رفعوا راية الدين ولم يخشوا في سبيله الردى، وعبر موقع الملك نحدثكم في موضوع منسق عن أحد أبرز هذه الشخصيات.

مقدمة عن شخصية إسلامية عظيمة

الحديث عن سيرة أبو الحسن والحسين مشوب بالعاطفة، فهو حديث ذا شجون أضفته عليه أيام الفتنة جعلت عليّا شهيدًا وجعلت أبناءه شهداءً.

حياة عليّ في طورها الأخير باتت سلسلة متتابعة من الصراع والنزاع والانهزام في الحروب، وفيما يلي نعرض لهذه الشخصية العظيمة في التاريخ الإسلامي بشكل خاص وفي التاريخ الإنساني بعامة.

صفات عليّ عليه السلام

كان عليّا أول هاشمي لأب وأم من بني هاشم، مما جمع له صفات الكرم والخصال التي اشتهرت بها هذه الأسرة وهذا الأصل الكريم، ومن القصص المذكورة أن أمه اختارت له اسمًا آخر هو “حيدرة” وهو من تسميات الأسود، تيمنًا باسم أبيها “أسد”.

استقر أبوه على تسميته بلقب العلية والرفعة وسماه عليّا، فكان عليّ ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.

ولد عليّ مع ثلاثة أخوة أكبر منه هم جعفر وعقيل وطالب، وكان يفرق بين كل أخ فيهم عشرين عامًا.

وصف عليّا وهو في سن الرجولة بأن كان أميل إلى القصر، شديد السمرة، أصلع الرأس أبيض اللحية، ثقيل العينين، حسن الوجه بشوش، طويل العنق عريض الأكتاف، وكان إذا مشى كان كالسبع لا يبدو مرقه من ساعده، وكأنهما اندمجا.

كان عليّا ممتلئ الجسد بغير إفراط، وكان ذراعه وساقه ضخمتين، وكان إذا أقٌدم في الحرب يتقدم في غير إبطاء في حركة أقرب إلى الهرولة، وكان إذا مشي يتكفأ فيشابه مشية الرسول.

كانت خليقة عليّ الكبرى هي الشجاعة والمنعة، فكان إذا خرج إلى مبارزة لم يلبس قناعًا او درعًا على جسده، فكان قليل التكلف يخرج سلوكه ناصعًا من معدنه.

يناظره في صفات الشجاعة والفروسية ما اشتملت عليه خصاله من التقوى والإيمان، فلم يعرف أحد من الخلفاء أزهد من عليّ ولا أكثرهم ذمًا في الدنيا وتهميشًا لها، فنراه وهو بعد أميرًا للمؤمنين لا يشبع من الشعير.

اقرأ أيضًا: أقوال الإمام علي عن الأخلاق

مفتاح شخصية علي كرم الله وجهه

يصف عباس العقاد مفتاح شخصية علي ابن أبي طالب بأنها “آداب الفروسية”، وفي هذه الصفة يجمع كل صفات عليّ النبيلة ويكثفها في عبارة بليغة واحدة.

آداب الفارس هي المواجهة والصراحة في العلانية، فلا يحسن بالفارس فعل ما يشينه في الخفاء، طالما يسوؤه إذا خرج للعلانية.

كان عليًّا إذًا مثالًا إلى اكتمال النخوة وتمام الفروسية، فكان لا يستضعف امرأةً أو طفلًا، وكان لا ينتهز الفرصة أمام قرينه في النزال متى واتته، فكان لا يعرف عدوًا أيام الفتنة إلا في ميدان الحرب.

علي في عصر النبوة

حضر عليّ دعوة النبي كاملةً وشهد معه كل المشاهد باستثناء يوم تبوك عندما ولاه النبي على المدينة لدى خروج الجيش للقتال، وسار بين الناس أن منع عليّ يوم تبوك يجعله في مكان المفضول، فلما علم الرسول قال له: “يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟”، فقال علي: “رضيتُ.. رضيتُ”.

1- علي في الميدان والدعوة

من مآثر عليّ في زمن النبوة أن الرسول أرسل إلى أهل اليمن خالد بن الوليد يدعوهم إلى الإسلام، فلبث فيهم ستة أشهر لم تثمر بشيء، فأفاد الرسول إليهم أبو الحسن والحسين وهو في عمر الاثنين والثلاثين فأسلموا من فورهم.

يذكر في تاريخ عليّ يوم بدر حينما اختاره الرسول من بين ثلاثين فارسًا لمبارزة فرسان قريش، ويذكر له حمله للراية يوم أحد بعد مصعب بن عمير الذي استشهد، فكان من المحيطين بالرسول يوم فر عنه أصحابه ومكر بهم خالد بن الوليد.

2- مبارزة علي مع عمرو بن ود

تعد أيضًا مبارزة عليّ لعمرو بن عبد ود فارس الجزيرة العربية الشهير يوم الخندق أحد أبرز المواقف التي تحسب لعلي في سيرته، وتروي القصة أن عليًّا خرج لعمرو وهو يحتمي بقناع من الحديد وينادي في المسلمين المبارزة.

صاح عليّ للرسول: أنا له يا نبي الله … قال النبي وبه إشفاق عليه: إنه عمرو، اجلس، ثم عاد عمرو ينادي: ألا رجل يبرز؟ … وجعل يؤنبهم قائلًا: أين جنتكم التي زعمتم أنكم داخلوها إن قتلتم؟ … أفلا تبرزون إليَّ رجلًا؟ … فقام عليّ مرةً بعد مرة وهو يقول: أنا له يا رسول الله، ورسول الله يقول له مرةً بعد مرة: اجلس، إنه عمرو، وهو يجيبه: وإن كان عمرًا … حتى أذن له فمشى إليه فرحًا بهذا الإذن الممنوع كأنه الإذن بالخلاص.

لما برز عليّا إلى عمرو استصغره الأخير وسأله عن هويته، فقال إنه: عليّ ابن عبد المناف، فقال له عمرو: “يا ابن أخي … من أعمامك من هو أسن (يقصد بني هاشم)، وإني أكره أن أهريق دمك، فقال له عليٌّ: لكني والله لا أكره أن أهريق دمك، فثار عمرو وهجم على عليّ لكنه تفاداه وباغته بضربه في رأسه، فأخذ عمرو يتمخض في الأرض، ولما انقشع الغبار انشق عن عليّ وهو يكبّر وعن عمرو وهو قتيل.

اقرأ أيضًا: كم استغرق نزول سورة البقرة

علم عليّ وفصاحته

روي عليّ عن الرسول ما يداني 600 حديث، وذلك أكثر حصيلة مجموع ما رواه الخلفاء الثلاثة، وكان عبد الرحمن السلمي يقول: “ما رأيت أحدا كان أقرأ من علي”. وقال ابن سعد في طبقاته: “سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل“.

يعد أبو الشهيدين على غرار علمه من أبلغ العرب وأفصحهم في العصر النبوي، فكان خطابه مشبعًا بنفحة من الأدب القرآني وكان كلامه مستقى من حكمة الحديث النبوي غير الناضبة.

يمتلك عليًّا أيضًا سجلًا مؤثرًا من الكتابات والمرويات التي امتد تأثيرها من أيام خطب الكوفة إلى يومنا هذا في مناهج التعليمية التي جعلت من كتاب نهج البلاغة مقررًا دراسيًا إلزاميًا لتعلم اللغة العربية.

إمامة عليّ عليه السلام

كان عصر علي في الخلافة الذي بدأ يوم قتل عثمان عصرًا غير مسبوق في تاريخ الإسلام، فكان العالم الإسلامي منقسمًا إلى شقين.

شق راضِ تمام الرضا عن النظام الاجتماعي وهو فريق الشام الذي يحكمه معاوية بن أبي سفيان، وشق في مكة يشوبه التذمر ويميل إلى الثورة والإحلال.

شهد لعلي بالعزة يوم قتلَ عثمانَ ثوار مكة وحرقوا منزله، فما أن نفضوا أيديهم من دفنه ذهبوا يطلبون عليًّا للخلافة، واشترط أمير المؤمنين أن المبايعة بالمسجد النبوي بالمدينة، فصار في الثامن عشر من ذي الحجة عام 35 خليفًا للمؤمنين.

أراد عليًّا أن يبرز للناس يوم البيعة محسور الرأس لا يخشى لومة لائم، فيما أشار عليه ابن عباس أن تكون البيعة بمعزل عن المرأى وفي مكان لا يصله الثوار والمتمردين في مكة، خوفًا من أن يلقى عليًّا ما يسوئه منهم على الملأ، أو أن تصيب الناس فتنة ودائرةً بينهم أسوء من مقتل عثمان.

وفقًا لابن حزم الأندلسي فإن عدد الثوار والرافضين لولاية علي كان مماثلًا يومها لعدد المبايعين، وهم نفسهم الذين طالبوا بمنع البيعة ريثما يُدفع بقتلة عثمان للاقتصاص منهم.

تولى عليًّا خلافته في أكثر فترات الانفلات في الدولة الإسلامية، حيث أهل شبه الجزيرة منشقون إلى مبايعين تشيعوا لعلي، ومطالبين بثأر عثمان تشيع لهم أهل الشام الذي تعلل معاوية بهم وجرت فتنة الإسلام الكبرى على إثره.

أمير المؤمنين وقت الفتنة

حسب ابن تيمية فقد انشق أهل الإسلام يوم تولي عليّ ثلاثة فرق: صنف قاتلوا معه، وصنف قاتلوه، وصنف لا قاتلوه ولا قاتلوا معه، والفريق الأخير هم معتزلو الفتنة الذين أبوا القتال وكرهوا الفتنة ومثالبها، وكثر عددهم مع بلوغ الفتنة ذروتها، خاصةً بعد معركتي الجمل وصفين.

كان الاعتزال، والذي أخذت فرقة المعتزلة الكلامية عنه اسمها، موقف الكثير من الصحابة الذي تركوا العمل السياسي وقت هاجر عليّ بعاصمة الدولة الإسلامية من مكة إلى الكوفة، وكان منهم سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وأسامة بن زيد، وانضم إليهم في الأخير أبو موسى الأشعري بعد واقعة التحكيم المذلة.

1- الارتحال إلى العراق

يبقى لنا فريقين غير معتزلة الفتنة، وهم المقاتلين مع عليّ الذي ساروا معه إلى الكوفة لملاقاة معاوية، وفريق قاتل ضده وهم الذين أرادوا إنفاذ حكم بني أمية للحصول على القصاص، وكان على رأسهم الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وعائشة أم المؤمنين.

خرج الفريق الطالب للقصاص من قتلة عثمان في إثر فريق عليّ الذي ابتغى الكوفة والشام ونواحي الشمال ليتم بيعته، وتوجه فريق طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة إلى البصرة حتى يجمعوا الكلمة، فيما خطب عليًّا في أهل الكوفة مستنفرًا: “وقد دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة، فإن يرجعوا فذاك ما نريد، وإن يلجّوا داويناهم بالرفق وبايناهم حتى يبدؤونا بظلم، ولن ندع أمرا فيه صلاح إلا آثرناه على ما فيه الفساد إن شاء الله”.

2- تدابير الخيانة بين المعسكرين

كان الفتنة لتضع أوزارها لولا اندساس المندسين وتحالف الخونة في كلا الجيشين، فكان فريق الثوار من قتلة عثمان يخشون الصلح بين الفريقين، وكان الأشتر النخعي وهو من رؤوس قتلة عثمان يقول: “فإن كان قد اصطلح (يعني عليا) معهم (يعني طلحة والزبير) فإنما اصطلحوا على دمائنا”.

ظل فريق قتلة عثمان يشنون هجمات متفرقة على معسكر الفريقين، ليوقعوا بينهم، ويظنوا ظن السوء بالفريق الآخر، وزاد الاحتقان مع مرور الأيام حتى جاءت موقع الجمل، فقدر عدد القتلة بعشرة آلاف مسلم من الجانبين.

3- موقع صفين وواقعة التحكيم

ارتحل أمير المؤمنين بعد يوم الجمل طالبًا الشام، فخرج له معاوية على رأس جيشه، طلب الأول المبايعة لإخماد الفتنة، وطلب الثاني الدفع بقتلة عثمان من الثوار القابعين بمكة.

التقى الجيشان في منطقة قريبة من مدينة الرقة السورية تسمى صفين، وقدر القتلى يومها بسبعين ألف مسلم من الفريقين، وبعد أيام من السجال أشار أرطبون العرب عمرو بن العاص على قائده معاوية بحيلة عرفتها التاريخ الإسلام باسم رفع المصاحف.

كانت الغلبة تسير بخطى وئيدة أخذة في الاتساع إلى عليّ وأصحابه، فما كان من فريق معاوية إلا أن رفعوا المصاحف على أسنة الرماح داعيين إلى الاحتكام لما جاء في كتاب الله من نهى عن الحرب ودعوة للجنوح إلى السلم متى تأتى.

قال نفر من فريق معاوية يوم نشبت الرماح في الصحف المرفوعة: هذا بيننا وبينكم.. قد فنيَ الناس.. فمن للثغور؟ ومن لجهاد المشركين والكفار؟ وبذلك طلب التحكيم والاحتكام.

سار من فريق علي أبو موسى الأشعري، وكان نظيره من فريق علي هو الداهية عمرو بن العاص، واتفق الرجلان على ” أن يحكما بين هذه الأمة ولا يرداها في حرب ولا فُرقة حتى يعصيا“.

الواقع أن التحكيم لم يقدم جديدًا بل أشعلت فتنة أخرى، حيث اتفق الرجلين سرًا على أن يعزل كل منهما صاحبه (أي أن يعزل أبو موسى وعمرو كلًا من عليّ ومعاوية) اتقاءً للفتنة، وقد أشار طه حسين في كتابه عن الفتنة عن خداع عمرو بن العاص لأبي موسى وإيقاعه به.

طلب ابن العاص أن يبدأ أبو موسى الحديث، فأعلن أنه يعزل عليًّا اتقاء شرور الفتنة وانتظارًا لعمرو أن يعلن مثلما أعلن وأن يجري على معاوية مثلما أجرى على عليّ، فأبا عمرو وأسقطت خصمه بذلة لسانه.

سار المسلمين على هذا الحال بدون تقدم بين معسكري العراق والشام، وظل عليّ يراود طائفة الخوارج بالحسنى ويدعوهم، إلا أنهم أبوا فما كان إلا أن اجتمع الفريقان في شعبان سنة 38 من الهجرة فقتل عليّ معظمهم وأخمد فتنة الخوارج إلى اليوم.

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا سليمان كاملة

استشهاد عليًّ عليه السلام

مقتل أمير المؤمنين من المآسي التي يشيب لها الولدان وتكمن فيها جوهر مأساة الفتنة الكبرى في التاريخ الإسلام، كان ذلك يوم عزم عبد الرحمن بن ملجم المرادي، والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكر التميمي إلى تنفيذ جريمتهم الغادرة.

اجتمع رجال الخوارج الثلاثة في مكة، وفاضت عليهم الذاكرة بما جرى يوم النهروان من قتل عليٍّ لإخوانهم، فما كان منهم إلا تدبير خطة لقتل رجال يوم التحكيم، وهم: علي، معاوية، عمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري.

كان الأخير قد نفر إلى مكة بعد موقعة التحكيم فلم يبقَ إلا ثلاثة رجال يتولى أمرهم ثلاثة رجال من الخوارج على ترتيب ذكرهم.

اتجه عبد الرحمن بن ملجم المرادي إلى موقع عليّ في الكوفة، وانضم إليه رجل آخر من شيعة الخوارج هو شبيب بن بجرة الحروري، وتحين له في صلاة الفجر، فكان عليًّا يوقذ أهل المدينة وينادي فيهم: الصلاة، الصلاة.

فبرز الرجل ليه وضربه شبيب بالسيف فهوى عليًّا، ثم ضربه ابن ملجم في جبته فأصاب السيف جانب رأسه، وكان ملجم حينها يستشهد بالآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾: 207″، ويقول: لا حكم إلا لله، ليس لك يا علي ولا لأصحابك.

خاتمة عن شخصية إسلامية عظيمة

علي بن أبي طالب شخصية أثرت التاريخ الإسلامي والإنساني بمواقفه وشخصيته البارزة على الصعيد الأخلاقي أو دوره في ميدان المعركة الذي برزت فيه نخوته وفروسيته.

لدى تعرضنا إلى موضوع تعبير عن شخصية إسلامية عظيمة يلمع في الذهن ما أثارته شخصيات العالم الإسلامي من ثورة فكرية وسياسية غيرت مجرى أحداث الحضارة والحياة المعاصرة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا