تفسير سورة الأعلى للأطفال
تفسير سورة الأعلى للأطفال وفقًا لِما ورد في كتب تفسير المأثور، حيث أمرنا الله تعالى بحفظ الكتاب وتدبر معانيه، فيجب على الآباء التدبر مع أولادهم تلك السورة لِما له من فضل ومعرفة سبب نزولها وما القصص التي تحتوي عليها وفوائد حفظها لإثراء وتنمية مهارات وقدرات طفلك، وتسهيلًا عليهم نقدم لكم من خلال موقع الملك تفسير سورة الأعلى للأطفال بطريقة سهلة وبسيطة.
تفسير سورة الأعلى للأطفال
سورة الأعلى من السور المكية ترتيبها في القرآن رقم (87) وعدد آياتها (19) آية، كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقرأ سورة الأعلى في صلاة الوتر وصلاة الضحى، فتبدأ الصورة بالتسبيح وتتحدث السورة عن واحدة من صفات الله تعالى ألا وهي الكمال بكل ما تشمله تلك الكلمة من معاني.
حيث إن الله سبحانه وتعالى منزه عن كل ناقص وهو خالق كل شيء، ومن ثم تتكلم عن بعض النعم التي رزقنا الله بها، وفي آياتها ما يدل على حفظ الله للقرآن الكريم من اندثاره أو نسيانه، ثم يتكلم الله عز وجل في الآيات عن الشقي والسعيد في الدنيا ومصير كل منهما، ونوضح تفسير سورة الأعلى للأطفال تفصيلًا للآيات من خلال السطور الآتية:
1- شرح الآيات من 1 إلى 5
بعد أن بينا تفسير سورة الأعلى للأطفال بشكل عام ونشرح الآيات شرحًا مفصلًا، ولنبدأ في الخمس آيات الأولى من السورة، قال تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (٤) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (٥)).
فالكلام موجه لسيدنا محمد خاصةً وللناس عامةً، في قول الله سبح يا محمد تسبيحًا يليق بعظمة الله، أنه خلق كل شيء ولديه القدرة على تغيير تلك المخلوقات من حالٍ إلى حال، فبعد أن كانت الأرض جدباء لا زرع فيها ولا ماء فالله قادر على تبديلها وإخراج الزرع منها، وقادر على إعادتها لسابق عهدها مرة أخرى بجفاف زرعها.
معاني الآيات
في صدد تعرفنا على تفسير سورة الأعلى للأطفال بدءً من الخمس آيات الأولى، وبعد أن قُمنا بالتعرف على المقصود بوجه عام، نذكر معاني الآيات مفصلًا للتمعن في مقاصده الكريم، وذلك من خلال اتباع الآتي:
- سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى: أي سبح بحمد ربك ونزه اسم ربك عن كل شريك وناقص لا يليق بعظمته سبحانه.
- الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى: أي خلق كل المخلوقات التي تراها وتدركها بنظرك والتي لا تدركها بنظرك، فقد خلقها الله وأتقن خلقها، فسوى التسوية التعديل، أي جعل الخلق في أحسن صوره.
- وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى: أن الله خلقنا وأرشدنا لكل الطرق الخير والشر، وأرشدنا لسبل الطاعة والعصيان، وأرشدنا لكيفية الحصول على الطعام والشراب، فقد خلق الله جميع مخلوقاته وقدر وهدى كل مخلوق إلى ما يناسبه.
- وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى: أي أخرج من الأرض الزرع لتأكل الأنعام من جميع أنواع النباتات والحشائش، وقيل معناها أنه أخرج من الأرض من النباتات ما هو أصفر وأخضر وأبيض.
- فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى: أي غير النباتات فمن بعض ما كانت خضراء مزدهرة تصبح يابسة من الجفاف، حيث يتغير اللون الأخضر للون الأخضر المائل للسواد، أو غيره من اللون الأحمر للون الأحمر المائل للسواد والأبيض للأبيض المائل للسواد.
اقرأ أيضًا: إعراب بسم الله الرحمن الرحيم
2- شرح الآيات من 6 إلى 9
مازلنا نستكمل معًا تفسير سورة الأعلى للأطفال، ونتطرق إلى استكمال التفسير للخمس آيات التالية، قال تعالى: “سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى (٦) إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (٧) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (٨) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (٩)”، فيقول الله تعالى لا تخاف يا محمد من نسيان القرآن، سنحفظ القرآن في قلبك فلا تنساه أبدًا.
إلا أن يشاء الله بذلك، فالله يعلم بما يقول رسول الله للناس وما يخفي داخل صدره، وما يحدث به نفسه، وادعِ إلى سبيل ربك فلا تقلق سنهيئ لك طرق الدعوة، فالله يعلم بما تخبر به عنه، وذكر الناس بالله وبالدنيا الفانية وبالآخرة التي هي دار الخلود فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
معاني الآيات
بعد التعرف على المعنى المراد بوجه عام في الخمس آيات، نوضح من خلال النقاط التالية تفسير وبيان معنى كل آية:
- سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى: أي سنحفظك يا محمد هذا القرآن فلن تنساه أبدًا.
- إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ: أي حين يشاء الله بنسيانه، ويكون نسيان القرآن علامة من علامات يوم القيامة حيث يختفي القرآن في آخر الزمان من المصاحف، ويظل محفوظًا فقط في قلوب المؤمنين الحافظين لكتاب الله.
- إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى: فالله سبحانه وتعالى مطلع على كل شيء قلته سواء قلته بالجهر أي بصوت عالٍ، أو قلته في الخفاء إما بصوت منخفض أو حدثت به نفسك، ويوجه في الآية تحذير لسيدنا محمد أن يقول مالم يأذن به الله فسيعلم الله ويجازيه على ذلك.
- وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى: أي أن الله يسهل سيدنا محمد لأعمال الخير ويفتح له كل الطرق، ليتلقى العبادة ويعلمها للناس بيسر، وأن الله جعل الدين يسر ليس عسر.
- فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى: أي يا محمد بلغ أمتك بالرسالة وانصحهم بالإيمان وذكرهم بالله فهذا واجبك فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
3- شرح الآيات من 10 إلى 13
في سياق عرضنا لتفسير سورة الأعلى للأطفال، نوضح المعنى المراد من قوله تعالى: “سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (١٠) وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى (١١) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (١٢) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (١٣)”، المقصود أنه سيتذكر فقط من يحب الله ويعمل على مرضاته ويخشى أن يراه الله وهو على معصيه.
أما من أهمل التذكرة واستهزأ بعذاب الله ولم يؤمن بالله سيحصل على عذاب شديد في النار الكبرى جهنم التي سيعذب فيها ولن يموت فيها أبدًا ولن يشعر بحياة فيها أيضًا.
معاني الآيات
في إطار التعرف على طريقة مبسطة لتوضيح تفسير سورة الأعلى للأطفال الصغار، للإدراك المعنى المقصود من الآيات، إليك بيان المعاني للآيات المتمثلة في النقاط الآتية:
- سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى: أي سيتذكر الله من يخاف الله ويحبه ويخشى من غضب الله عليه.
- وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى: أي سيهمل التذكرة من أرد إهمالها واستهزأ بها ليشقى في الآخرة بلقاء العذاب الذي استهزاء به.
- الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى: أي الشقي الذي لم يؤمن بالله وعبد الأصنام سيدخل النار ذات الحر الشديد ليلقى عذابه الذي استهزأ به.
- ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا: فلا يموت في الآخرة فيظل يتعذب فيها إلى الأبد.
4- شرح الآيات من 14 إلى 15
في الآيتين: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥)“، يقصد الله تعالى من فاز في الدنيا والآخرة ومن عمل بكلام الله واتبع أوامره واجتنب نواهيه، وأقام الصلاة وآت الذكاة وذكر الله كثيرًا، فسوف يفلح، أي عمل عملًا صالحًا.
معاني الآيات
نوضح من خلال النقاط الآتية بيان معنى الآيتين السابقتين، لتوضيحها بشكل مبسط للأطفال الصغار، لنتابع:
- قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى: أي فاز من اتبع كلام الله وكلام نبيه -صلى الله عليه وسلم- وعمل بالتذكر، واتبع الأخلاق الحميدة واستغفر الله من كل ذنوبه وسيئاته.
- وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى: أي ذكر اسم الله وعمل بما يرضي الله وأقام صلاته في أوقاتها ابتغاء مرضات الله، وتنفيذًا لِما أمر الله.
اقرأ أيضًا: فضل سورة البقرة لتحقيق الأمنيات
5- شرح الآيات من 16 إلى 19
خلال عرض تفسير سورة الأعلى للأطفال، نوضح المقصود في قوله تعالى: “بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٧) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (١٩)”، وهو أن الحياة الدنيا الفانية وملذاتها وملهياتها أفضل عندكم من الآخرة التي هي دار البقاء وستخلدون فيها.
كما تحصلون فيها على كل النعم التي تريدون، فعبادة الله وعدم الإشراك به ليس شيء جديد أتى به محمد عليه الصلاة والسلام، بل أنزل في الصحف التي نزلت على سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى.
معاني الآيات
نوضح في النقاط التالية بيان وتفسير معنى كُل آية من السابق ذكره:
- بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا: أي أنكم تفضلون الدنيا الفانية على الآخرة ونعيمها والتمتع بجناتها.
- وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى: هي بيان يوضح مدى جمال ونعيم الجنة لمن يحاول أن ينالها، والابتعاد عن ملهاة الدنيا، وقد حاول النبي وصف الجنة لكن أوضح قائلًا: “إن فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فالآخرة أفضل من الدنيا”.
- إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى: أي أن هذا ما أخبر به الله الناس قبل سيدنا محمد منذ إرسال الرسل والأنبياء لهداية الناس وتعليمهم أن الله حق ولا شريك مع الله في عبادته.
- صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى: أثبت هذا في الصحف التي أنزلها الله على سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وعلموها لقومهم، لكن قومهم جحدوا بتلك التعليمات وتناسوا إلى أن نسوها.
أرسل الله سبحانه وتعالى لنا القرآن لفهم قوانين الإسلام والعمل بها حتى الفوز بمرضات الله في الدنيا والآخرة، ولله المثل الأعلى في القرآن.