إعراب بسم الله الرحمن الرحيم

إعراب بسم الله الرحمن الرحيم وفقًا لما حدده العلماء والفقهاء، البسملة هي قول بسم الله الرحمن الرحيم، ودائمًا ما تكون على لسان كل مسلم، وهي تستخدم لتعميم بركة الله تعالى، وجلب الخير فيما يفعله، يتم ذكر البسملة عند استفتاح القراءة بسورة من القرآن الكريم، كما يبدأ الخطيب على المنبر بالبسملة، ومن خلال موقع الملك سوف نتعرف على إعراب البسملة.

إعراب بسم الله الرحمن الرحيم

بدأ قول بسم الله الرحمن الرحيم منذ زمن بعيد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كتبت أول مرة في رسالة شهيرة وهي رسالة نبي الله سليمان إلى ملكة بلقيس، حينما كان يدعوها للدخول في الإسلام، حيث قال الله -تعالى- في سورة النمل في الآية التاسعة والعشرون (قالت يا أيّها الملأ إنّي ألقي إليّ كتابٌ كريم، إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم).

قيل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكتب باسمك اللهم، إلى أن نزل قول الله تعالى (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (هود: 41).

الأصل في كلمة بسم أن تكتب باسم لأنها من المصدر اسم، ولكن حذفت الألف منها لأنها همزة وصل، فهي تسقط في وصل الكلام، والدليل على ذلك حين نقوم بتصغير كلمة اسم نقول، سُمي فلا نكتب الألف، وكذلك الحال في كلمة الله، والرحمن، والرحيم، فألفهما تسقط وصلًا.

لا يتم ذكر حرف اللام في كلمتي (الرحمن، الرحيم) لأن اللام أدغمت في الراء وتدغم اللام أيضًا في ثلاثة عشر حرفًا وهم (التاء – والثاء – والراء – والزاي – والدال – والذال – والسين – والشين – والصاد – والضاد – والطاء – والظاء – والنون).

سوف نعرض لكم فيما يلي إعراب بسم الله الرحمن الرحيم كاملة، حتى يمكننا أن ننطقها بشكل صحيح.

اقرأ أيضًا: أمثلة على همزة الوصل والقطع

الإعراب الكامل للبسملة

يتم إعراب بسم الله الرحمن الرحيم إعرابًا صحيحًا بالشكل التالي:

الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.

اسم: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة أسفل حرف الميم، ولا يتم لفظ الهمزة لأنها همزة وصل فسقطت، وموقعها من الكلمة مضاف.

الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة؛ لأن كلمة (اسم) أُضيفت إلى لفظ الجلالة (الله).

جملة (بسم الله): في محل رفع خبر المبتدأ المقدر عنه تقدير ابتدائي، ومنهم من أضمر المبتدأ فعلًا، مثل قول (أبدأ بسم الله) أو (افعل بسم الله)، ولكن استٌغنيّ عن الفعل المضمر بالباء التي دخلت على كلمة اسم، بسبب كثرة استعمالها.

الرحمن: صفة مجرورة أو نعت مجرورة بالكسرة الظاهرة؛ لأنها صفة من صفات الله -جل وعلا- والصفة تتبع الموصوف في الإعراب.

الرحيم: صفة مجرورة أو نعت مجرورة بالكسرة الظاهرة وهي صفة من صفات الله -جل وعلا-، والصفة تتبع الموصوف، فهي تجري مجرى الاسم في الرفع، والنصب، والجر، وكلمة الرحمن وكلمة الرحيم، تعد صفة لأن الصفة تعرف بشرطين.

الأول: إذا كانت الصفة، والموصوف معرفين الألف واللام مثل قولنا اشتريت الكتاب المفيد.

الثاني: إذا كانت الصفة والموصوف منونان مثل قولنا اشتريتُ كتابًا مفيدًا.

فضل قول بسم الله الرحمن الرحيم

بعدما عرضنا إعراب بسم الله الرحمن الرحيم لا بد أن نعلم بأن المسلم عليه بدء يومه وأموره ببسم الله الرحمن الرحيم، فقد شرع الله لنا قولها في جميع الأوقات، سواء في العمل، أو في الجامعة، أو في المدرسة، ويجب ذكرها عند قراءة القرآن، وعند ذبح الأضحية، فهي ذكر لله تبارك وتعالى يطيب به فم الإنسان، وهي تجلب البركة للإنسان في كل شيء، كما أن الله -تعالى- لا ينسى عبدًا ذكر اسمه.

  • قد أوصانا النبي -صلى الله عليه وسلم- بذكر اسم الله قبل البدء في كل الأمور حتى في الطعام، حيث روى عمر بن أبي سلمة عن رسول الله -صلى لله عليه وسلم- قال (كُنْتُ في حِجْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لِي: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بيَمِينِكَ، وَكُلْ ممَّا يَلِيكَ) حديث صحيح، مصدره صحيح مسلم.

فقول بسم الله تكثر البركة في الطعام والشراب، وقول بسم الله الرحمن الرحيم عند طهي الطعام لها مميزات عديدة في زيادة الخير، والبركة، كما أنها زيادة في ميزان حسناتك.

  • أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بقول بسم الله الرحمن الرحيم قبل جماع الزوج لزوجته، لأنها تجنبهما من فتن الشيطان وإن رزقا بمولود لم يمسه الشيطان بضر، وهذا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أَما إنَّ أحَدَكُمْ إذَا أتَى أهْلَهُ، وقالَ: بسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وجَنِّبِ الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنَا، فَرُزِقَا ولَدًا لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ) حديث صحيح رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، ومصدره صحيح البخاري.
  • قول البسملة عند قراءة القرآن من الأمور المهمة، فيجب استفتاح القراءة بذكر الله -تعالى-، وهذه تعد سننًا من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- وروى أنس بن مالك قال (سُئِلَ أنَسٌ: كيفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فَقالَ: كَانَتْ مَدًّا، ثُمَّ قَرَأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]؛ يَمُدُّ بـ{بِسْمِ اللَّهِ}، ويَمُدُّ بـ{الرَّحْمَنِ}، ويَمُدُّ بـ{الرَّحِيمِ}) حديث صحيح، مصدره صحيح البخاري

اقرأ أيضًا: مواقع الربح من الإنترنت باللغة العربية

أمور يجب فيها قول بسم الله

أوصانا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نذكر اسم الله في عدة أمور لازمة في حياتنا حتى يرزقنا الله البركة فيها ويجنبنا أذى شياطين الإنس والجن، سنتعرف على هذه الأمور فيما يلي ضمن موضوع مقالنا إعراب بسم الله الرحمن الرحيم.

  • يجب قول بسم الله عند الخروج من البيت حتى يحمينا الله -جل وعلا- من شر الشيطان، ومن شر الطريق، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من قال إذا خرج من بيتِه بسمِ اللهِ توكلتُ على اللهِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ يقالُ له هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطانُ) حديث حسن، رواه بن القيم، مصدره، زاد المعاد.
  • كذلك عند دخول الخلاء يجب قول بسم الله فهي تحفظ عورة بني آدم من أعين الجن، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (سترُ ما بين أعيُنِ الجنِّ وعَوراتِ بني آدمَ: إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ) حديث صحيح، رواه علي بن أبي طالب، مصدره تخريج مشكاة المصابيح.
  • يجب قول بسم الله عند الدخول والخروج من المسجد حيث روت فاطمة الزهراء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت (كان إذا دخل المسجِدَ يقولُ: باسمِ اللهِ والسَّلامُ على رَسولِ الله، اللهُمَّ اغفِرْ لي ذنوبي، وافتَحْ لي أبوابَ رَحمتِك، وإذا خرج قال: باسمِ اللهِ والسَّلامُ على رَسولِ الله، اللهُمَّ اغفِرْ لي ذُنوبي، وافتَحْ لي أبوابَ فَضلِك) حديث حسن، مصدره الجامع الصغير.
  • عند ركوب المواصلات يجب ذكر اسم الله -تعالى-، فقد روى جابر بن عبد الله قال (كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ فَتَخَلَّفَ نَاضِحِي وَسَاقَ الحَدِيثَ، وَقالَ فِيهِ: فَنَخَسَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قالَ لِي: ارْكَبْ باسْمِ اللَّهِ. وَزَادَ أَيْضًا قالَ: فَما زَالَ يَزِيدُنِي ويقولُ: وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ) حديث صحيح، مصدره صحيح مسلم.
  • وجب عند الذبح أن يذكر الإنسان اسم الله -تبارك وتعالى- حتى تقبل ذبيحته، وذلك لقول الله -جل وعلا- في سورة الأنعام في الآية رقم 118 (فكلوا ممّا ذُكر اسمُ الله عليه).

حكم البسملة في القرآن الكريم

تعددت أقوال العلماء والفقهاء فيما إن كانت البسملة آية في كل سور القرآن أم في سور معينة فقط، وفيما يلي استكمالًا لموضوع مقالنا إعراب بسم الله الرحمن الرحيم، سوف نتعرف على حكم البسملة في القرآن وفقًا لأقوال العلماء، وأصحاب المذاهب الأربعة.

  • رأي مذهب الإمام مالك: قال الإمام مالك أن البسملة ليست آية من آيات القرآن الكريم سوى في سورة النمل فهي جزء من الآية، وقد ذهب إلى هذا القول قراء المدينة والبصرة والشام.
  • قول الشافعية: قال الإمام الشافعي في مذهبه أن البسملة تعد آية في كل سور القرآن الكريم عدا سورة التوبة أو براءة، وقد ذهب إلى هذا الرأي قراء مكة والكوفة.
  • رأي الحنابلة: قال الإمام أحمد بن حنبل أن البسملة آية في سورة الفاتحة فقط.
  • قول الإمام أبو حنيفة: قال الإمام أبو حنيفة في مذهبه أن البسملة آية مستقلة من القرآن الكريم وليست آية من سورة، ولكنها فقط تستخدم للفصل بين السور، وهذا ما ذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل في بعض آرائه.

اقرأ أيضًا: طلع البدر علينا مكتوبة

حكم قراءة البسملة في الصلاة

اختلفت آراء العلماء، وأصحاب المذاهب الأربعة في حكم قراءة البسملة في الصلاة والجهر بها في الصلوات الجهرية، وسوف نعرض لكم فيما يلي آراء المذاهب الأربعة، وذلك في إطار موضوع إعراب بسم الله الرحمن الرحيم.

1- المذهب المالكي

قال الإمام مالك، أنه يكره قراءة البسملة في الصلوات المفروضة، حتى إن كان قراءتها سرية او جهرية، ولا تقرأ حتى في استفتاح سورة الفاتحة أو غيرها من السور.

دل الإمام مالك على قوله، بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، روى أنس بن مالك قال (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ ب {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} [الفاتحة: 2])، ولكن الإمام مالك أجاز قراءة البسملة في النوافل فقط.

2- المذهب الحنفي

رأى الإمام أبو حنيفة أن البسملة تقرأ سرًا مع سورة الفاتحة في كل الركعات، وإن قراءة البسملة مع السور الأخرى أمر حسن.

3- المذهب الشافعي

رأى الإمام الشافعي بوجوب قراءة البسملة مع سورة الفاتحة ومع كل السور عدا سورة التوبة (براءة) وتقرأ جهرًا في الصلوات الجهرية وهما المغرب والعشاء والفجر، وسرًا في الصلوات السرية، وهما الظهر والعصر.

4- المذهب الحنبلي

قال الإمام أحمد بن حنبل أن البسملة تقرأ مع كل السور سرًا، عدا سورة التوبة، ووضح أنه ليس من السنة أن يجهر الإنسان بها.

اقرأ أيضًا: تمارين على جمع المؤنث السالم

أوجُه قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في القرآن

توجد خمسة أوجه لقراءة البسملة في القرآن الكريم، وقد اتفق العلماء والفقهاء على أربعة أوجه وحرموا الوجه الخامس، واستكمالًا لموضوع مقالنا إعراب بسم الله الرحمن الرحيم، سوف نعرض لكم في الأسطر القادمة الخمسة أوجه لقراءة بسم الله الرحمن الرحيم في القرآن.

  • الوجه الأول: قال بعض العلماء أن تقرأ البسملة للفصل بين نهاية السورة السابقة، وأول السورة التالية، وهو مثل قول (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدْ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
  • الوجه الثاني: تقرأ البسملة للجمع بين نهاية السورة السابقة، وأول السورة التالية، وهو عن طريق وصل آخر سورة بالبسملة، ووصل البسملة بالسورة التي تليها، مثل (ويَمْنَعُونَ الْمَاعُون) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر).
  • الوجه الثالث: قالت مجموعة أخرى من العلماء أن البسملة تقرأ عن طريق فصل آخر السورة عن البسملة ووصل البسملة بالسورة التي تليها مثل قول (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ).
  • الوجه الرابع: أجاز بعض العلماء بعدم قراءة البسملة بشكل كلي.
  • الوجه الخامس: هو الوجه الغير جائز قوله وهو وصل آخر السورة بالبسملة وفصل البسملة عن السورة التي تليها مثل قول (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ).

ذكر اسم الله -تبارك وتعالى- من أعظم العبادات التي أنعمها علينا، فهي لا تكلف وقتًا ولا جهدًا، فقط حركة لسان بسيطة، ويجب أن يبدأ الإنسان يومه ببسم الله الرحمن الرحيم؛ لأنها تجلب الخير لصاحبها.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا