كيف أعرف أن الطلاق خير لي

كيف أعرف أن الطلاق خير لي؟ وما المشكلات التي تؤدي إلى الطلاق؟ رغم أن الحديث القائل “إن أبغض الحلال عند الله الطلاق” فيه نظر وضعفه الألباني في إرواء الغليل، إلا أن معناه صحيح جدًا، فما من شيء حلال مباح يمكن أن يبغضه الله أكثر من الطلاق لما فيه من الأضرار.. ونوافيكم بحالاته من خلال موقع الملك.

كيف أعرف أن الطلاق خير لي

الطلاق تفريق وهدم للبيوت وتشريد للصغار، وفيه تربية لهم في بيئة ينقصها طرف من الطرفين الأب أو الأم، لتكون تربيتهم كتربية طائر ليطير بجناح واحد، فهل يمكن أن يكون الطلاق خير للمرأة ومتى؟

من منّا من لم يتكدر حين يسمع أنه تم التفريق بين زوجين ووقع الطلاق، معظمنا يغتم لذلك ويغتم أكثر حين يسمع عن المشكلات التي تأتي بعد الطلاق من الزوجين السابقين ومن الأسرتين، فكم ارتفعت بينهما الضحكات وتم تبادل البسمات، وإذا بهم اليوم يتبادلون السباب والاتهامات ولا يطيق أحدهما رؤية وجه الآخر.

حينها يقول بعض الناس للمرأة المطلقة لعله خير، وتسأل هي وتبحث كيف أعرف أن الطلاق خير لي.. فنحن لا ندرك الخير والشر إلا بالتجربة ولعل الانتظار قليلًا أن النظر للخلف جيدًا يمكن معرفة يقينية هل كان الزواج من هذا الزوج خيرًا أم شرًا، فإذا اكتشفت أن زواجها منه أو استمرارها فيه كان شرًا لها فيكون بالفعل الطلاق كان خيرًا لها.

هيا بنا نبحث في الحياة الزوجية لنتبين هل كان زواجها وطبيعة الحياة فيه كانت حياة طبيعية أو كانت بينهما من المشاكل والخلافات ما يجزم بأن الطلاق كان خيرًا لك من الاستمرار في الارتباط.. وحتى نعيد حساباتنا مع الطلاق هل كان حلًا سليمًا أم كان يمكن إصلاح الأخطاء بدون التعرض لسكين الطلاق الذي لا يخرج أحدًا سليمًا.

اقرأ أيضًا: شعور الرجل إذا طلبت زوجته الطلاق

المشكلات الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق

حينما تدرس المطلقة ظروف زواجها يمكنها أن تستخلص هل كان الطلاق خيرًا أم لا، فيمكنها أن تجد الإجابة التي لا يمكن أن تقولها لغيرها، فتجلس وحدها أو مع شخصية قريبة لها سواء من الأهل أو الأصحاب لتدرس وتقرر بدقة، ومن الأسباب التي تعرف الزوجة أن الطلاق كان خير لها:

أولًا: طباع الزوج المتطرفة

نعني بالتطرف في الطباع، تلك الطباع التي لا يُمكن للزوجة تحملها، وتكلفها فوق طاقتها، وهي ليست بالطباع الجيدة على الإطلاق.

دائما تكون الاضطرابات النفسية القوية كامنة ومختفية ولا تظهر إلا بعد الزواج بفترة.

1- الشك المفرط

من الأزواج من يعاني الشك المفرط في زوجته ويظل يبني في تصورات وتخيلات ويجمع أحداثًا غير مترابطة ليقنع بها غيره ويظل يلح عليها بها حتى يفقدها ثقتها بنفسها، وربما تتخيل أيضًا أن بها كل هذه المشكلات.. ويصبح الخلاص منه أملًا بعيد المنال ويعتبر الطلاق منه خيرًا لها.

2- العصبية الزائدة

من الأزواج من لا يستطيع السيطرة على غضبه فيتحدث ويتصرف تصرفات لا يمكن لإنسان أن يتحملها، فيمكن أن يثور فيضرب المرأة، ومنهم من يثور ثورة غير عادية فيطردها من بيت الزوجية في منتصف الليل!

منهم من يتعمد إذلالها خاصة أمام أهله أو أولادها أو أمام غيره عمومًا، فهل يمكن لأحد أن يندم لمفارقة مثل هذا؟

منهم من يثور غضبه ويتصاعد الشرر من عينيه ويتناثر الزبد من شدقيه لمجرد أن تأخرت زوجته في إحضار كوب الماء له، فيثور دائمًا لإبراز السيطرة عليها وكأنه الطاعم الكاسي لها، ومنهم من يضربها أمام أهلها وربما يضرب أهلها أيضًا ويهينهم!

ففي هذه اللحظة لا يمكن أن يقال لها في يوم أن تسمع خبر طلاقها إلا كلمة مبارك للتهنئة بالخلاص منه، فوجودها معه كان الخطأ بعينه، واليوم هو تصحيح لهذا الخطأ وتصويب له ولا يمكن أن تندم على قرارها هذا.

3- عدم الغيرة عليها

يمكن هنا إطلاق اللفظ الصحيح عليها وهو الدياثة، فمن الأزواج من لا يعتبر زوجته تخصه فقط بل يجعلها مشاعًا للجميع، ويجبرها أن تتواجد في سهرات أصدقائه ولا يمانع في حدوث أي شيء لها فهي لا تعني له شيئًا.

فزواجه منها ما هي خادمة سهرة فقط فهذه مشكلة ولكن تهدم الحياة الزوجية.. فمن كان على مثل هذا الخُلق هل تبكي الزوجة ندمًا عليه أم ندمًا على اللحظة التي شاهدته فيها وأعجبت به وتمنت معه أيام خير؟ فهل مثل هذا الزوج لا تعرف الزوجة أن الطلاق منه كان خيرًا لها؟

اقرأ أيضًا: حكم الزوجة التي تطلب الطلاق بدون سبب

ثانيًا: مشاكل صحية للزوج

مشكلة بالطبع لن تظهر قبل الزواج ولا يمكن لأحد أن ينتبه لها فهؤلاء من حيث المظهر لا يختلفون عن الأناس الطبيعيين تمامًا، وربما يكون مظهرهم يعطي إحساس بما هو فوق الطبيعي بمراحل.

لكن ما إن تدخل الفتاة بيت الزوجية ويغلق عليهما باب واحد حتى تكتشف أن الذي ينام بجوارها لا يقوم بمهامه البيولوجية والوظيفية التي فطر الله الناس عليها.

ربما يؤذيها بيديه لكي يجزم أنه طبيعي وأنها تتجنى عليه لو أخبرت أحدًا.. فبالتالي يصبح الأذى منه مضاعفًا فلا هو بالذي يفعل الشيء الصواب ولا هو بالذي ترك لكل إنسان على ما خلقه الله به.

فالعلاقة الزوجية الصحيحة بكل ما فيها حق شرعي للأزواج وللزوجات أيضًا، ولا يعتبر الزواج زواجًا بدونها، لأنه أحيانًا ما تتهم المرأة الساعية لذلك أنها تخلت عن الأدب والحياء.. لا فهي تدافع عن حق شرعي لها ولا يمكنها التنازل عنه فهي بشر، وتحتاج له لتعف نفسها كالزوج تمامًا.

فهل يمكن لعاقل أن يقول إنك أخطأت حين رغبت في التخلص من هذا الإنسان الذي يشبه الحيوان إلا في البطش؟ وبمثل هذا تعرفين كيف أعرف أن الطلاق خير لي.

ثالثًا: الإهمال المتعمد

مشكلة أخرى ونختم بها المشكلات لأنهم مشاكل كثيرة، مشكلة الإهمال المتعمد فحينما يهمل الزوج زوجته وأولاده ولا اقصد إهمال الحديث الجميل واللفتات المعبرة مع أنها حقوق زوجية معتبرة إلا أنني أتحدث عن إهمال أخطر يهدم الحياة الزوجية ويجعل منه زوجًا غير مأسوف عليه.

حينما يهمل بيته في حمايتهم من أي خطر وحينما يهمل زوجته ويتركها توجد في أماكن غير مرضية لها تخاف فيه على نفسها وعرضها وهو لا يريد أن يحمل نصيبه من الرعاية.

كما يهمل بيته لنجد أبنائه يضيعون في متاهات الحياة بشرب مخدرات أو ما أشبه.. فهل الزوج بصفاته هذه لا يستحق أن تحمد الزوجة ربها على خسارته؟

اقرأ أيضًا: الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد

مرحلة ما بعد الطلاق.. آلام وأعباء

قد تكون المشكلات الزوجية أو المتسبب بها من الزوج، وقد تكون من الزوجة ولكن معظم النساء يكن راغبات في استمرار الحياة الزوجية.. نظرًا للأعباء الكبيرة التي تتحملها بعد طلاقها مثل:

1- أعباء في حمل لقب مطلقة

عبء ثقيل جدًا على النفس فتتحمل النساء كثيرًا لمجرد فقط خوفهن من هذا الوصف القاسي، فليست كل امرأة مطلقة أنها فشلت فربما تخلصت من زواج فاشل أو من زوج لا يقدر مسؤولية الزواج ولا يعرف واجباته.

فلابد من تغير نظرة المجتمع الى هذا الموضوع ويكف عن تحميل المرأة العبء الإضافي بعد طلاقها بأنها كانت السبب في الطلاق فكل حالة تخصها فقط، وليست النساء مقصرات ومخطئات على طول الخط، ولسن بريئات مطلقًا فلكل حالة زواج ظروفها التي تخصها.

2- مشاكل في العودة لبيت الأهل

إحدى المشاكل الهامة التي تشعر بها المطلقة مشكلتها في العودة لبيت أهلها بعد خرجت منه بطبل وزغاريد وتهاني.. فتعود إليه محملة بالهموم وتتكاثر على رأسها كل الآلام وبين رحلات من بكاء الحزن تسير بها الحياة.

فكيف تعود لمنزل كان في فترة منزلها وبيتها لها الحق في أن تفعل فيه ما شاءت وترفع فيه صوتها وتشتبك جدًا أو هزلًا مع جميع من فيه؟ فإذا بها تعود إليه كسيرة مكتئبة حزينة لا يكاد صوتها يسمع من البكاء، وتتعامل فيه كالغرباء.

3- مشاكل مع من يخشون لقاءها

تشعر المطلقة بعد فترة من الطلاق أن رفقاءها لا يحبون زيارتها لهم ولا زيارتهم لها، فينظر الجميع إليها كتهديد محتمل على حياتهم الزوجية كلها ويخشون جميعًا منها، فكل زوج من أزواج أقربائها يمكن أن يفكر فيها كزوجة ثانية.

كما يمكن أن يكون زواجها سهلًا ميسورًا قليل التكاليف على أي زوج، وربما يقبل أهلها بالرجل وتقبله هي كزوجة ثانية، فظروفها الآن متغيرة وبالتالي أصبحت هي مصدر تهديد للجميع.. خاصة إن كان يعرف الجميع مدى دماثة خلقها أو طيب أسرتها فيصبح الخوف منها أشد.

إذا كنت تتساءلين كيف اعرف ان الطلاق خير لي فأنا أقول لك راجعي مواقف زواجك، واذكري مزاياه وقطعًا ستجدين.. واذكري عيوبه وإن وجدتِ عيب قادح للشخصية فتمسكي بطلاقك، سيكون الطلاق خيرًا وإلا فلا داعي فهو أبغض الحلول.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا