حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت

حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت اتفق عليه فقهاء الشريعة الإسلامية دون استثناء، فقد انتشرت الخيانة في العلاقات الزوجية بصورة ملحوظة بعد التقدم في وسائل التكنولوجيا وتطورها، فيمكن أن تتم الخيانة من خلال شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مما يتسبب في شيوع حالات الطلاق بين الأزواج وبعضهم، لذا من خلال موقع الملك سنتعرف على أحكام الشريعة الإسلامية في الزوجة الخائنة لزوجها على الإنترنت.

حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت

الخيانة الزوجية واحدة من أكثر الصفات الذميمة التي يمكن أن تلحق بالزوج أو الزوجة، فيمكن أن تتعد أشكال الخيانة إلى أن تصل إلى حد الزنا وهي أكبر الكبائر والآثام التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى.

قبل أن نتطرق للتعرف على حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، فينغي القول إن الزواج هو رابطة الأمن والأمان بين الزوجين، حيث إن الزوج يستأمن زوجته على ماله وعرضه وشرفه وأبنائه وكل ما يملك بالحياة.

لذا فإن الزوجة عليها أن تضفي الأمن والسكينة على الزوج وأنها جديرة بثقته بها، أما فيما يخص بالتحديد خيانة الزوجة لزوجها عن طريق الإنترنت فهناك بعض الزوجات التي يوسوس إليهنّ الشيطان في ارتكاب المعاصي واللجوء إلى الخيانة بالكثير من الطرق وأشهرها مواقع التواصل الاجتماعي.

فإن الأمر هنا قد يتسبب في إنهاء العديد من العلاقات الزوجية، وتدمير الأسرة وتشتيت الأبناء، حيث إن التكنولوجيا وتقدمها في هذا الحين هي سلاح ذو حدين، فبالرغم من إمكانياتها في التعرف على الكثير من الأمور الجديدة في حياتنا إلا أنها تسببت في هلاك الكثير من الأشخاص ولا سيما بين الأزواج.

نظرًا لأن الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي من شأنه أن يؤدي إلى الخيانة الزوجية، فيمكن أن تلجأ الزوجة إلى شبكات الإنترنت بداعي التسلية أو قضاء الوقت لحين اقتراب موعد مجيء زوجها من عمله، ومن ثم تنخرط الزوجة في العديد من الأفعال الغير شرعية من خلال حديثها مع رجل آخر عن طريق الإنترنت.

اتفق الفقهاء في تحديد حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، أنه محرمًا شرعًا لأن الخيانة تعد من قبيل الزنا الذي هو من الكبائر.

اقرأ أيضًا: ما حكم الزوجة التي لا تحترم زوجها

الخيانة الزوجية من الزنا

حيث إن الزوجة التي تخفي عن زوجها ما تفعله، فإن كان الأمر مباحًا فلم تسعى لإخفائه؟ لذا فقد استند فقهاء الشريعة الإسلامية إلى قول الله -عز وجل- في سورة الحج الآية 38: “إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ.

يقصد بالآية الكريمة أن الله في عون عباده المؤمنين الصالحين يدافع عنهم ويظهر لهم الحق جليًا، وأن الله يبغض الخيانة ويذمها، وهذه الآية هي خير دلالة على أن الخيانة محرمة وتلحق البغض من الله على الخائن.

استند أيضًا فقهاء الشريعة الإسلامية إلى قول الرسول الكريم، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُه” (حديث صحيح رواه البخاري).

يقصد بالحديث الشريف أن الزنا لا يمكن حصره في ممارسة العلاقة الجنسية فقط بين الرجل والمرأة دون وجود علاقة زوجية تربط بينهما، فإن النظر إلى كل ما حرمه الله فهو زنا، والتلفظ بالأقوال الغير حميدة أو المتصلة بالأحاديث المحرمة فهو أيضًا زنا، وهو أكبر المعاصي التي يمكن أن يرتكبها الإنسان.

لذا فإن خيانة الزوجة لزوجها على الإنترنت هو أمر يتعلق بالزنا، حكمه التحريم تحريمًا كاملًا من الله ورسوله واعتباره فاحشة وعصيان لأوامر الله، فقد أمرها الله بطاعة زوجها وتجنب ما حرمه الله ورغم ذلك قد أقدمت عليه.

الأمر هنا لا يقف عند ندم الزوجة فقط أو غفران الزوج لها، إنما تلتزم الزوجة بالإقلاع عن الذنب والتوبة إلى الله توبةً نصوحة بسبب تعديها أوامر الله عز وجل، ومعاهدة الله بعدم الرجوع مرة أخرى لما اقترفته في حق الله وحق نفسها وزوجها.

أسباب خيانة الزوجة لزوجها عن طريق الإنترنت

بعد أن تطرقنا إلى حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، فسوف نتعرف الأن على الأسباب التي جعلتها تصل إلى هذا الأمر، وذلك من خلال ما يلي:

1- عدم وجود الزوج في المنزل بصورة مستمرة

بعد أن تعرفنا على حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، فسنذكر الآن واحدة من دوافع خيانة الزوجة لزوجها، وهي عدم وجود الزوج في مسكن الزوجية بصورة دائمة، وذلك بسبب طبيعة وظيفته أو مغادرته للمنزل لفترات طويلة للبحث عن الرزق أو للسعي وراء تحصيل الأموال.

مما يدفع الزوجة إلى اعتقادها بأنها ضحية للوحدة التي تركها زوجها إليها، وألا يوجد مفر إلا من خلال أن تلجأ إلى قضاء الفراغ والوحدة الذي تشعر بهما من خلال الإنترنت.

حيث يبدأ الأمر بمجرد الاستطلاع وإضافة بعض الأصدقاء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ثم الحديث لفترات طويلة حتى يصل الأمر إلى ارتكاب الكبائر الفواحش.

اقرأ أيضًا: حكم الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة

2- العلاقات المحرمة قبل الزواج

بعد أن أشرنا إلى حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت وأن هناك بعض الدوافع التي أدت للخيانة، من هذه الدوافع أن الزوجة كانت على صلة أو ارتباطات محرمة قبل الإقدام على الزواج، لذا فيمكن أن تلجأ إلى هذا الامر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بنية التودد إلى الشخص الذي كانت تعرفه.

من ثم فيمكن أن تتطور العلاقة وتمتد إلى معاصي والكبائر وتعدي لحدود الله، ويكون الدافع الداخلي لها الرغبة في التودد إلى المقربين لها أو أنها تشعر بالملل والرتابة مع زوجها فيمكنها أن تتخذ أحدًا من معارفها صديقًا لها إلا أن الأمر يصنف كبند من بنود الخيانة الزوجية.

3- استخدام مواقع الإنترنت بصورة خاطئة

سبق وأن وصفنا التقدم التكنولوجي بأنه سلاح ذو حدين، فيمكن استخدامه لتحقيق الفوائد والمنافع ويمكن استخدامه لإلحاق الضرر وافتعال الذنوب.

هذا هو ما تقوم به الزوجة من حيث اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتكوين صداقات والتطرق إلى أمور جديدة لا تتناسب مع دينها، ومن ثم تنجرف نحو الرذيلة وارتكاب أكبر الكبائر والمعاصي.

4- خيانة الزوج لزوجته

واحدة من الدوافع التي تستخدمها الزوجة في خيانة زوجها، هو بأن الزوج قد سبق له الخيانة مع امرأة أخرى، فتشعر الزوجة بأنها لابد من استرداد كرامتها ورد الصاع صاعين إلى زوجها بغض النظر عن الوسيلة التي ستقدم عليها لخيانة زوجها.

لذا فقد تلجأ الزوجة إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإقامة علاقات غير شرعية مع رجل آخر دون زوجها حتى ترد له ما فعله بها، لكن الأمر في حقيقته ليس سباقًا أو منافسة غنما هي علاقة زوجية كريمة ينبغي على كلًا من الطرفين تقديم أفضل ما لديه لتحقيق الثقة والأمان للطرف الآخر.

5- الشعور بعدم الثقة في النفس

قد أشرنا إلى حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، ومن هنا نذكر أن هناك بعض الزوجات بعد أن تتقدم في السن ويظهر عليها علامات الشيخوخة، فيكون لا حيلة لها إلا أن تلجأ إلى خيانة زوجها حتى تجد من يعيد لها ثقتها بنفسها حتى وإن كان الأمر يحمل وراءه المكائد والخدع.

لذا فإن عدم الثقة بالنفس هي واحدة من الدوافع التي تجعل الزوجة تقدم على خيانة زوجها من خلال البحث على مواقع التواصل الاجتماعي عن الأصدقاء وإقامة علاقات غير شرعية معهم.

اقرأ أيضًا: ما حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته العاملة

وسائل علاج الزوجة التي تخون زوجها على الإنترنت

قد تعرفنا على حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، لذا فسوف نقدم إليكم أفضل الوسائل العلاجية التي تعيد مسار الأخطاء التي تقدم عليها الزوجة، ومن أهمها ما يلي:

  • وضع منظومة صحيحة للتعامل بين الزوج وزوجته ولا ينبغي أن يخل بها أحدًا من الطرفين.
  • معاملة الزوج لزوجته بالحسنى والاهتمام بها.
  • مراعاة الزوجة لزوجها وأن تجعل كل اهتمامها منصبًا على تحقيق العناية به وبأولادها.
  • إقلاع الزوجة عن الخيانة والتوبة إلى الله والابتعاد عن الكذب والتحلي بالصدق والأمانة.
  • إزالة حسابات جميع وسائل التواصل الاجتماعي أو الحد من استخدامها قدر الإمكان، طالما أن أضرارها أكثر من نفعها لتجنب التعرض للخيانة.

الخيانة الزوجية واضحة باختلاف أساليبها ووسائلها، فينبغي على كل من الزوج والزوجة المحافظة على العلاقة الزوجية بقدر الإمكان وتحقيق الترابط الأسري بينهما، حتى لا يقع الأبناء ضحية لهم.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا