ما حكم الزوجة التي لا تحترم زوجها
ما حكم الزوجة التي لا تحترم زوجها؟ وما الدليل على ذلك من القرآن والسنة؟ إن الزوجة الصالحة هي التي ترعى زوجها وتحفظ له كرامته، فلا يخرج منها لفظ أو فعل مشين، ذلك لأن احترامها له نابعًا عن احترامها لذاتها، فإن كانت على قدر عال من الخلق لا يصدر منها ما يعد من قبيل عدم الاحترام أو الانتقاص من الآخرين، لذا من خلال موقع الملك سنذكر ما حكم الزوجة التي لا تحترم زوجها.
ما حكم الزوجة التي لا تحترم زوجها؟
إن الله -سبحانه وتعالى- قد أوصى النساء بضرورة احترام أزواجهن وأن للزوج حق الطاعة والمعشر الحسن، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل:
“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ” (الآية 34 سورة النساء).
كما أشار رسولنا الكريم في حديث شريف عن ضرورة احترام الرجل وطاعته، من خلال توضيح المكانة التي يجب أن يكون عليها الرجل في قلب زوجته، ومدى أهمية تقديره، فيقول صلى الله عليه وسلم:
“لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحدٍ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها“ (صحيح الترمذي).
هذا لا يعني السجود لغير الله والعياذ بالله، إنما يحمل الحديث دلالة ضمنية عن وجوب احترام الزوج وعدم الإنقاص من شأنه، وحفظ كرامته وحقوقه، فالاحترام بين الأزواج من أهم الأسس التي يبنى عليها الزواج في الدين الإسلامي.
بالتالي طالما هناك من الأدلة الشرعية ما يوجب احترام الزوج وطاعته، فإن نقيض الفعل يعد منهي عنه ومن يفعله آثمًا، ذلك فإن الإجابة المنطقية لسؤال ما حكم الزوجة التي لا تحترم زوجها نشير إلى أنها آثمة وجب عليها التوبة مما تفعل، حتى يغفر الله لها ويسامحها زوجها.
ذلك لأن المرأة التي لا تحترم زوجها تعد ناشزة، وهذا ما أوجب الله سبحانه وتعالى عليه العقاب، فنشير إلى قول الله تعالى في كتابه الحكيم:
“وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” (الآية 34 سورة النساء).
كما نستند إلى السنة النبوية عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامَت شهرَها، وحصَّنَتْ فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ” (صحيح الجامع).
اقرأ أيضًا: حكم الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة
علامات الزوجة التي لا تحترم زوجها
بعد العلم بما حكم الزوجة التي لا تحترم زوجها، نشير إلى أن المرأة الصالحة قرة عين لزوجها، يضعها تاجًا على رأسه لا يفرط فيها ولا يجرحها بالقول أو الفعل، بل يسعى جاهدًا إلى إسعادها، حتى إن كان هناك خلافات وبعض المشاحنات كطبيعة العلاقات الزوجية لا يشوبها انتقاص من احترام الطرفين لبعضهما البعض.
علاوة على أن المرأة المحبة لزوجها تهوى رؤيته سعيدًا، فلا تثير أعصابه بالسوء من القول، ولا تجعله يصطدم معها في خلافات سطحية يمكن تجاوزها بالقول اللين.
تجد أن الزوجة التي لا تكن لزوجها قدر من الاحترام يظهر عليها بعض الطباع وتقوم بتصرفات من شأنها أن تدل على عدم احترامها لزوجها وعدم حبها له، ومن تلك العلامات:
1– الخلافات مع أهل زوجها
دعونا نتفق على أن المرأة العاقلة لا يشغل بالها سوى زوجها، فلا تصطدم مع أهله جراء أمر ما لا يشغل أهمية كبرى في حياتهما الزوجية، فطالما كانت حياتهما معًا على قدر من الاستقرار لا يجب أن تشغلها مثل هذه الخلافات.
على الجانب الآخر نجد أن المرأة التي لا تحترم زوجها تعمل على ملء قلبه بالحقد والكره تجاه أهله وذويه، فسرعان ما تستثير أعصابه ليغضب منهم، فلا تعينه على بر والديه ولا تخاف عليه من إثم العقوق، بل تجعله قدر الإمكان بتصرفاتها السيئة أن ينفر منهم ويقطع الصلة معهم.
فالمرأة التي لا تحترم زوجها لا تحترم أهله، والتي لا تطيع زوجها في حدود ما أمرها الله نجدها لا تحسن معاملة أهله الأقربين، وتلك يجب أن يحذر منها الرجل.
2– كثرة مجادلة زوجها
فالمرأة التي لا تحترم زوجها هي التي تجادله مرارًا، ولا تطيعه إلا لمامًا، فتجعله يتنفس الصعداء بمجرد سماعها له، فهي لا تدخل نقاشًا إلا فارضة لرأيها متجاهلة إياه، فالجدال لا يعمل إلا على التنافر.
كما أن المرأة حينما تصرخ جراء غضب ما وهي على غير حق تفقد بذلك نصيبًا وافيًا من أنوثتها وجمالها الذي فطرها الله عليه، فطبيعة الأنثى لا تقترن إلا بالهدوء والخجل المعقول ويزيدها الاحترام جمالًا.
تلك التي تجادل أيضًا زوجها في ظروف معيشتهما مع علمها بضيق الحال ووسعه من الإنفاق، فتقوم بتحميله ما ترغب فيه من الكماليات دون أن تشعر بأن هذا يزيده تأففًا ونفورًا من وجودهما معًا.
اقرأ أيضًا: تصرفات الزوجة بعد الخيانة
3– لا تذكر محاسنه
إن المرأة التي لا تحترم زوجها تجدها لا تشكره مهما فعل لها، فلا تثني عليه في حضوره أو في غيبته، ولا تعيره اهتمامًا بكونه رجلًا يعتمد عليه أو يستحق الشكر.
4– تعيبه وتفشي سره
إذا وجدت امرأة تفشي أسرار بيتها وزوجها في الخارج هذا يعني أن تلك المرأة لا تحترم زوجها ولا تحفظ أسراره، خاصة إن دأبت على ذكر عيوبه، فهي تقول لهذا وذاك ما لا يسر عن زوجها، فتنقص من كرامته وهيبته.
5– تبخس حقوقه الزوجية
إذا كانت المرأة لا تحترم زوجها فهي لا تحترم رغباته ومشاعره، بل تنظر إليه نظرة استهجان، فهي لا تقدر ما يشعر به وما يريد، بل تكون امرأة أنانية لا تفعل إلا ما هو لصالحها فقط، فتتهرب من مهامها الزوجية إلا بما يحلو لها، وبالتالي تلك المرأة سيئة المعشر قاسية الطباع لا يطاق العيش معها.
6– الخروج دون إذن الزوج
فالزوجة الصالحة يجب أن تخرج باستئذان زوجها، فمن تخرج دون إذن منه تلعنها الملائكة حتى عودتها، كذلك فلا تذهب إلى بيت أهلها دون إذن زوجها.
حكم الزوجة التي لا تحترم حماتها
ارتباطًا بالحديث عما حكم الزوجة التي لا تحترم زوجها، نذكر أن الزوجة التي لا تحترم زوجها تجدها لا تحترم أيا من أقاربه وذويه خاصة والدته ووالده، فتكون لهما ندًا بند، متى وجدت تحقر من شأنهما وترفع صوتها دون مراعاة لحقوقهما احترامًا لزوجها.
هذا وقد وصانا الله تعالى بحسن معاملة المسلم لأخيه المسلم، فما بال الأقربون؟ كذلك فإن حب الزوج واحترام يقتضي احترام ذويه فهو منهم وكرامتهم من كرامته، فعلى الزوجة أن تعي ذلك.
كما أن الزوج لا يجوز أن يرى والدته تهان دون إنصاف حقها، فيعاقب زوجته إن هي فعلت أمر مشين كالسب أو أي ما يمثل عدم احترام لوالدته، ويكون العقاب كالخصام أو الهجر في المضاجع حتى تتعظ وترجع إلى الله تائبة عما فعلت.
اقرأ أيضًا: تطنيش الزوجة عند أهلها هل هو حل
كيفية التعامل مع الزوجة التي لا تحترم زوجها
عندما يعاني الزوج من عدم احترام زوجته له عليه أن يتصرف تبعًا لما ذكر في الشريعة الإسلامية، فيقوم بما يلي:
- بادئ ذي بدء أن يعمل على نصحها بحق الطاعة والاحترام بينهما.
- أن يحترمها ولا يبخسها حقها علّها تتعظ من معاملته معها.
- يحاول تعديل سلوكها وتقويمها إلى الصواب.
- إذا تمادت الزوجة ولم تستجب لطاعته ولم يبقى منها احترامًا بعد، يعزم على تأديبها، على أن يكون التأديب أنواع.
- من الممكن أن يمتنع عن الحديث معها، ويتجاهلها تمامًا فلا يشعرها بقيمة وجودها، وأنها لا تعد له شيئًا.
- إذا لم يشهد منها تغييرًا في طباعها، عليه أن يهجرها في الفراش، على أن يكون هجرًا كنوع من العقاب.
- كما يمكن للزوج الاستعانة بأقاربها ليحكموا بينهم، ويشهدهم على عدم طاعتها إياه، فقد قال الله تعالى: “وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا” (سورة النساء الآية 35).
- إذا لم تتعظ إثر كل ما سبق عليه بضربها ضربًا غير مبرح، هذا فإن ضرب الزوجة بعنف منهي عنه، لذا يجب اتباع ما أمر الله به الزوج من أحكام وحدود.
- في حالة استنفذ الرجل طاقته، ويأس من زوجته وعنادها، عليه أن يطلقها، ليكون فراقًا بإحسان دون بخسها حقوقها التي كفلها لها الشرع، على أن يكون طلاقه بعد تأني وتفكير مسبق دون عجلة من أمره أو حساب لعواقب الأمور.
هكذا فكان الاعتماد في ذلك على ما أتت به الآية الكريمة من نصائح للزوج الذي لا تكن له زوجته احترامًا، فيقول الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” (سورة النساء الآية 19).
على المرأة أن تكون عونًا للرجل سندًا له في الحياة، يسكن إليها وتسكن إليه، فالمرأة الصالحة هي عماد بيتها تبنيه بصلاحها، أما تلك التي لا تحترم زوجها تهدم بيتها ولا تلقى من الحب والاحترام نصيبًا.