حكم الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة

حكم الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة من الممكن أن يتعرض له الزوج، وهو لا يدري ما الحقوق التي عليه سدادها في تلك الحالة؟ وما رأي الدين في ذلك؟ لذا ومن خلال موقع الملك، سنقدم لكم كل ما يدور حول حكم الدين في طلب الزوجة الطلاق قبل الدخول بها، حيث إنه من الأمور التي شاعت مؤخرًا والتي يجب تسليط الضوء عليها.

حكم الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة

بعد عقد القران وإتمام الزواج من الممكن أن يتعرض الزوج إلى طلب الزوجة التطليق منه، دون أن يحدث بينهما الخلوة الشرعية، حيث لم يتمكن من الدخول بها بعد، فما حكم الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة؟

الطلاق جائز بشكل عام، لكنه أبغض الحلال عند الله عز وجل، لذا يجب على الزوجة أن تتحرى صدق السبب الذي ترغب في الطلاق من أجله، حتى لا تقع في إثم.

فإن كان الطلاق لسبب عظيم اكتشفته الزوجة قبل الخلوة بها، يحق لها أن تطلب الطلاق، على أن ترد له ما دفعه في الزواج، وفي حالة رفضه لذلك يمكنها اللجوء إلى الجهات القضائية المعنية بالأمر.

حيث تقضي في أغلب الأحوال بأن يتم الطلاق على أساس رد نصف المهر والمؤخر إلى الزوج مع تنصيف ما قد تم دفعه في إقامة المنزل للزواج.

اقرأ أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة

حقوق الزوجين عند الطلاق قبل الدخول

بعد التعرف على حكم الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة بشكل عام، حري بنا أن نسرد عليكم كافة الأحكام المتعلقة بالطلاق وحقوق كلا الزوجين قبل الدخول، والتي تتلخص فيما يلي:

1– عدم فرض العدة

حال تطليق الزوجة قبل الدخول بها، فإنها ليس لها عدة، وهي المدة التي تقضيها المطلقة دون زواج على أن تستمر مدة 3 أشهر، وقد أوجبها الله على المطلقة حتى يتبين حدوث الحمل من عدمه في تلك الفترة، حيث قال الله -عز وجل- في ذلك ما يلي في سورة الأحزاب الآية رقم 49:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا“.

2– أحقية المهر

في سياق ذكر حكم الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة فإنه يتم تنصيف المهر بين الزوجين إن لم تحدث الخلوة الشرعية بينهما، بينما في حالة الدخول بالزوجة فلها المهر كاملًا لا ينقص منه شيئًا.

الجدير بالذكر أن المهر هو ما يتقدم ويتأخر، أي أنه الصداق الذي يدفع في بداية الزواج ومؤخر الفتاة التي تتقاضاه في حياتها أو في حالة الطلاق، وعفو أحد الزوجين أولى، امتثالًا لقول الله تعالى في سورة البقرة الآية 237:

وإن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ“.

3– هدايا فترة الخطوبة

في حالة طلب الزوجة الطلاق قبل أن يتم الدخول بها، وكان هناك هدايا قد تلقتها في فترة الخطوبة، يتم النظر في شأنها، فإن كانت من الأدوات التي يتم استعمالها في المنزل، يتم تقسيمها بين الزوجين بالعدل.

أما إن كانت غير ذلك فلا ينبغي على الزوجة ردها أو تقسيمها، ولا إثم عليها في ذلك.

شروط الطلاق للمرأة التي لم يتم الدخول بها

من خلال ما سبق تعرفنا على حكم الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة بشكل تفصيلي، كما أننا سنتناول شروط صحة الطلاق في تلك الحالة، والتي من دون أي منها لا يتم التطليق، حيث تلخصت فيما يلي:

  • النية في الطلاق من أهم الشروط الواجب توافرها، فلا يتم الاستناد إلى وقوع الحلف بالطلاق، بل يؤخذ على محمل القسم العادي، ويتم التكفير عنه بصيام ثلاثة أيام أو إطعام عشرة مساكين.
  • التأكد من استيعاب المرأة للفظ الطلاق، كما يجب التأكد من حالة الرجل العقلية حال النطق به، على أن تكون الصيغة واضحة ومفهومة، وفي حالة تعذر الزوج عن التحدث، فيمكنه اللجوء إلى المكاتبة أو الإشارة إلى الزوجة، فهذا كفيل بالأمر.
  • إذا كان الزوج مريضًا أو غاضبًا أو في حالة سكر، وقام بتطليق الزوجة، حتى قبل أن يدخل بها، فإن الطلاق باطل بإجماع الفقهاء، كونه لا يعني ما يقول.
  • اتفق أهل العلم على أن الطلاق على سبيل المزاح واقع بنص الحديث النبوي الشريف، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثٌ هزلُهنَّ جدٌّ وجَدُّهنَّ جَدٌّ الطَّلاقُ والنِّكاحُ والعِتاقُ” (صحيح) رواه ابن حزم.
  • يجب أن يكون الزوج بالغًا عاقلًا رشيدًا لا يعاني أي من الأمراض العصبية التي أفقدته قواه العقلية، كما يجب ألا يكون قد تعرض للإصابات الدماغية التي تفقده صوابه في تلك الفترة، حيث لا يعتد بطلاقه آنذاك.
  • من الضروري في حالة تطليق الزوجة قبل الدخول بها، أن يكون الزواج شرعيًا عن طريق برم العقد على يد مأذون بحضور الشهود وتنفيذ كافة إجراءات الزواج على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: حق الزوجة في مال زوجها

أسباب طلب الزوجة للطلاق قبل الدخول

نحن الآن بصدد التعرف على مسببات طلب الزوجة الطلاق من الزوج قبل أن يدخل بها بعد أن تناولنا أحكام الطلاق الخاصة بذلك الأمر، كما تعرفنا على حكم الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة، حيث تتلخص الأسباب فيما يلي:

  • معاناة الزوج من مرض ما، حيث تكتشف الزوجة قبل الدخول بها أن الزوج يعاني من إحدى الإصابات الجسيمة التي قد تؤثر على قدرته الزوجية أو الإنجابية، فتمنع الزوجة من تحقيق حلم الأمومة، فمن شأنها في تلك الحالة أن تطلب الطلاق ولا حرج عليها.
  • كما أنه من الممكن أن تقوم الزوجة بطلب الطلاق إن رأت أن الزوج بخيل ولن يستطيع أن ينفق عليها كما يجب، مع توفر القدرة المادية لذلك، فبطريقة أو بأخرى حال اكتشاف الزوجة شح الزوج، يمكنها النقاش معه في الأمر، فإن لم تتوصل معه إلى حل، فالطلاق أولى بها.
  • خيانة الزوج، من الممكن أن تلجأ الزوجة إلى طلب الانفصال في هدوء إن افتضح أمر الزوج واكتشفت أنه يقوم بخيانتها، إلا أنه في تلك الحالة عليها التحري والتأكد قبل طلب الطلاق.
  • بغض الزوجة، قد تكون المرأة قد أجبرت على تلك الزيجة لسبب ما، وهي تبغض الزوج ولا تطيق العيش معه، يحق لها في تلك الحالة أن تطلب الطلاق، على أن ترد له كل ما قدم لها، امتثالًا لما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:

“أنَّها [أيِ امرأةَ ثابتِ بنِ قيسٍ] قالت: لا أُطيقُه بُغضًا؛ فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أترُدِّين عليه حديقتَه؟ قالت: نعم؛ فأمره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يأخذَ الحديقةَ ولا يزدادُ” (صحيح) رواه عبد الله بن عباس.

  • إن تعرضت الزوجة للضرب المبرح أو السب من الزوج قبل الدخول بها، ففي تلك الحالة يجدر بها طلب الطلاق ولا حرج عليها في ذلك.

على كلا الزوجين أن يفكرا في الأمر مليًا، فجواز الطلاق لا يمنع كونه من أبغض الحلال عند الله عز وجل، الذي يستوجب التريث قبل التفوه به.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا