حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام

حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام من الأحكام التي على المرأة الإلمام بها حتى تفرق بين ما يستوجب طهارتها وبين الأمور الأخرى، حيث إن فترة الحيض بها الكثير من الأحكام التي تلتزم بها المرأة بناءً على معرفتها الواضحة بالأمر نظرًا لكون الطهارة من الأساسيات التي يجب الحفاظ عليها كونها مسلمة، من هنا من خلال موقع الملك سنشير إلى بعض الأحكام المتعلقة بالدورة الشهرية بشيء من التفصيل.

حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام

إذا كانت المرأة تعتاد على مجيئ دورتها الشهرية سبعة أو ثمانية أيام، أو ربما ستة أيام في بعض الأحيان، ولكن تلك الفترة زادت لتصل إلى تسعة أو عشرة أو إحدى عشر يومًا كاملًا، فما حكم هذا الأمر؟ نشير إلى أنه وجب على المرأة في تلك الحالة ألا تصلي وتنتظر حتى انتهاء دورتها كاملة ومن ثم تتطهر، ذلك لأننا لم نجد في السنة النبوية الشريفة حدًا معينًا للحيض.

فقد قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)”، من هنا لم يتم تحديد مدة معينة بل ذُكر في القرآن أنه أذى.

فطالما كان دم الحيض لا يزال موجودًا فإن المرأة تظل على حالها حتى يزول الحيض ويمكنها حينئذٍ أن تتطهر وتغتسل من الحدث الأكبر حتى يتسنى لها أداء الفرائض من صلاة وصوم وما إلى ذلك من العبادات، على أننا نشير إلى أن المرأة ربما لا تنتظم دورتها الشهرية جراء عدة أمور فأحيانًا تطول وأحيانًا تقصر على غير إرادة منها في الأمر، فهي ليست آثمة في ذلك.

جدير بالذكر أن نشير إلى أن أقل مدة ممكنة في الحيض تكون ما بين اليوم والليلة، وأقصاها 15 يومًا، ولا عجب في ذلك إن علمنا مدى التغيرات الهرمونية التي تمر بها المرأة والتي تختلف من امرأة لأخرى، على أن هناك مجموعة من الأمراض من شأنها أن تؤثر في هذا الصدد، من هنا انتهينا من توضيح حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام.

اقرأ أيضًا: متى يبدأ القلق من تأخر الدورة الشهرية عند الفتيات

ماذا لو استمر دم الحيض عن 15 يومًا؟

علمنا مما سبق من خلال توضيح حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام أن العادة الشهرية من شأنها أن تستمر إلى 15 يومًا، فما هو الحال إن استمر دم الحيض بعد انقضاء تلك المدة؟ وهل يعد في تلك الحالة حيضًا أم نزيف يجب علاجه؟

حينها يجب على المرأة أن تغتسل وتقوم بالعبادات من صلاة وصوم، مع مراعاة أن تبحث في علاج النزيف وتبحث أيضًا عن أسبابه، فربما ينم عن إصابتها ببعض الأمراض، هذا لأن ما زاد عن 15 يومًا لا يعتبر من قبيل العادة الشهرية بل يعد من صور الاستحاضة التي لا تمنع الصلاة والصيام ولا تجعل المرأة مفطرة، بل عليها أيضًا أن تقضي كل ما فاتها من الصيام.

اقرأ أيضًا: هل قلة دم الدورة يدل على ضعف التبويض

انتهاء الحيض

استكمالًا لتوضيح حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام نشير إلى قول عائشة -رضي الله عنها-: “لا تعجلْنَ حتَّى ترينَ القَصَّةَ البَيضاء”، من هنا يُمكن معرفة المرأة انتهاء حيضها، حيث إن طهر المرأة من الحيض يكون بانقطاع الدم، ولا يكون لذلك مدة أكثر من 15 يوم كما ذكرنا سلفًا إلا أنه ينقطع بزوال صفاته المتعارف عليها.

يجب العلم أن هناك دم يسمى بالاستحاضة، وهو كما أشرنا يكون مختلفًا عن دم الحيض فيمكن تمييزه من خلال ما يلي:

  • دم الحيض: أسود غليظ كريه الرائحة ولا يتجمد إن ظهر.
  • دم الاستحاضة: أحمر رقيق ويعد دم عرق عادي لا ينتج رائحة كريهة، ويتجمد.

فالحيض يمنع الصلاة، بيد أن الاستحاضة لا تمنع الصلاة وإنما يكون فيها التحفظ من خلال متابعة الوضوء بين كل صلاة وأخرى، فإذا ما كثر الحيض عن 15 يوم تكون المرأة بصدد دم الاستحاضة، وهذا ما قمنا بتوضيحه أثناء ذكر حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام.

كذلك من الممكن أن تتعرف المرأة على انتهاء حيضها من خلال أمرين:

  • جفاف المهبل، ما نعنيه هنا إن قامت بتمرير قطنة بيضاء فتخرج نظيفة دون دماء، هنا عليها الاغتسال لوجوب الطهارة، بيد إن خرجت القطنة بدم أحمر أو بنيّ أو أصفر فلا عليها الاغتسال بعد.
  • أما الأمر الثاني فيُمكن استدلالها بالقَصَّة، وهي الماء الأبيض الذي يخرج من المرأة عند انتهاء الحيض، يكون من الرحم و به علامة على الطهر ووجوب الاغتسال.

هنا وجب علينا الإشارة إلى أمر هام، إن تطهرت المرأة من حيضها بعد أن تأكدت من انتهائه، وظهر ماء يشبه الصفرة أو الكدرة، فالصفرة هي الماء الأصفر أما الكدرة فهي الماء البني، ففي تلك الحالات لا عليها أن تترك صلاتها، فلا تعد تلك الأمور من الحيض، وبناءً على ذلك فهي لا تستوجب الغسل إنما الوضوء فقط.

بينما إن تم اختلاط تلك الصفرة أو الكدرة بدم الحيض المتعارف عليه، فهو يعد حيضًا يستوجب الغسل بعد انتهائه لوجوب الطهارة، وهنا نستند إلى حديث أم عطية -رضي الله عنها-: “كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرةَ والصُّفْرةَ شَيئًا” (صحيح البخاري).

اقرأ أيضًا: أيام الدورة الشهرية للرجال

أسباب الدورة الشهرية الطويلة

ارتباطًا بحديثنا عن حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام نشير إلى أن بعض النساء يتعرضن إلى دورة شهرية طويلة، ربما تنتج عن أسباب طبيعية أو تشير إلى حالة مرضية يجب علاجها، بيد أن الحالة الطبيعية للدورة ما يتراوح من 3 أيام إلى 5 أو ست أيام، فإن تعدت ذلك فمن الممكن أن تشير إلى واحدة من الأسباب التالية:

  • إن كانت المرأة في فترة الحمل، وجاءتها حيضة طويلة غزيرة لا تدرك سبب مجيئها، يجب أن تتابع مع الطبيبة المختصة بالأمر، فربما ينم عن حدوث إجهاض مبكر.
  • قد تشير زيادة مدة الدورة إلى تعرض الفتاة إلى زيادة في الوزن بشكل ملحوظ ومفرط، فعند زيادة الدهون ترتفع مستويات هرمون الأستروجين عند المرأة، الأمر الذي يستتبع غزارة الدورة الشهرية وزيادة أيامها.
  • هناك بعض الأدوية التي تتسبب بدورها في حدوث خلل بهرمونات الجسم، فربما يؤثر الأمر على الدورة الشهرية، خاصة تلك الأدوية التي تؤخذ دون وصفة طبية مسبقة.
  • عندما تبذل المرأة مجهود مضني، مع مزامنة ذلك إلى معاناتها من التوتر والإجهاد الذهني، علاوة على الضغط العصبي، فإن هذا له عظيم الأثر في عدم مجيء الدورة الشهرية بصورتها المعتادة، فتطول أو تقصر.
  • إن السيلان أو الكلاميديا تصنف تحت قائمة الأمراض المنقولة جنسيًا، والتي من الممكن علاجها في حالة التعرف عليها مبكرًا، إلا أنها تتسبب بدورها في زيادة مدة الدورة الشهرية عند المرأة.
  • بعض الأنواع من حبوب منع الحمل تؤثر بالسلب على الدورة الشهرية فتجعلها في زيادة مستمرة نتاجًا عن الخلل الحادث في الهرمونات جراء استخدام الحبوب.
  • من ضمن الأسباب الأقل انتشارًا لحدوث دورة شهرية طويلة هو ما يعرف بالتجلط عند المرأة، إلا أن الأمر يستوجب علاجه.
  • من أكثر الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى حدوث خلل في هرمونات المرأة بشكل عام هو إصابتها بتكيس المبايض، الأمر لا يستدعي القلق لكنه يجب علاجه نظرًا لتأثيره الملحوظ على الدورة الشهرية في زيادة مدتها عن الحد المعتاد أو في عدم مجيئها من الأساس لفترات طويلة.
  • إن وجود خلل في الغدة الدرقية يستتبع خللًا في الهرمونات فربما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية فتكون غزيرة طويلة تارة، وقصيرة خفيفة تارة أخرى.
  • عندما يكون هناك نمو بشكل غير طبيعي للأنسجة يسبب أورامًا حميدة، في أي منطقة بالجسم، من هنا إن تمت إصابة المرأة بأورام حميدة في الرحم فإن الدورة الشهرية قد تزداد مدتها جراء هذا الأمر.

يجب على المرأة المسلمة أن تحرص كل الحرص على الطهارة بمجرد الانتهاء من حيضها فالتأخير عن قصد في هذا الصدد تعد آثمة عليه.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا