رواية يكون البطل قاسي وعصبي

رواية يكون البطل قاسي وعصبي نتيجة الضغوطات التي يمر بها في حياته، أو تكون هذه القسوة مكتسبة من قسوة أحظ الأشخاص عليه، أو بداعي الانتقام، ويوجد الكثير من الروايات لبطل قاسي، ويتضمن مقالنا واحدة من هذه الروايات البارزة من خلال موقع الملك.

رواية يكون البطل قاسي وعصبي

يوجد العديد من الروايات التي يتصف بها البطل بالقسوة والعصبية، ويوجد الكثير من الكُتَّاب الذين برعوا في تصوير هذه الشخصية من خلال كتاباتهم ونظرتهم المميزة، ومن أبرز الروايات التي لاقت إعجاب الجمهور ومن أبرز هذه الروايات هي رواية الجزار.

نبذة عن رواية الجزار

تعد رواية الجزار من أبرز الروايات التي يتصف بها البطل بالقسوة والعصبية، وتصنف ضمن روايات الرعب الأدبية الواقعية، حيث تحتوي على مواقف ومشاهد قاسية تعرض لها البطل، وكاتب هذه الرواية هو حسن الجندي، وتبدأ الرواية كما يلي:

إن شخصية آدم تتأثر بالظروف الصعبة التي مر بها في حياته، وتحوله لشخصية قاسية وعصبية، وقام الكاتب بتصوير هذا التحول بشكل كامل منذ بداية الرواية حتى يتعرف القارئ على سبب قسوته.

يواجه الصعاب ويمر بتجارب قاسية، وبسبب حادث مؤلم يتعرض له، يفقد آدم كل مبادئه الأخلاقية والرحمة الإنسانية، فيظهر الكاتب الجانب النفسي والعصبي للشخصية في مشاهد متعددة حتى يؤكد على عدم اتزان شخصية آدم.

إن شخصية آدم تتشابه مع كثير من الشخصيات في واقعنا، وهذا الأمر مخيف للغاية.

أثبت الكاتب أن عدم الوصول للأماني والأهداف يحول شخصية البطل من بشر إلى وحش يرغب في الانتقام.

أكثر ما ثبت قسوة البطل عندما قام بإيذاء خصمه، وجعله قاتل يقتل زملاءه وينتحر في نهاية الأمر.

ملخص رواية “الجزار”

في رواية “الجزار” أبرز الكاتب حسن الجندي قصة البطل البسيطة والذي يسمى آدم والتي تتقاطع مع حادث إرهابي بسبب تشابه في الأسماء، دون أن يكون له أي علاقة بهذه الجريمة.

حيث تتحول حياة آدم إلى جحيم عندما يقوم الضابط حسن باقتحام منزله واعتقاله وزوجته، ماركا نور الطفلة الوحيدة بمفردها في المنزل.

يعاني آدم من الألم نتيجة الظلم الذي تعرض له، حيث يُسجن ويُعذب في سجن مظلم، ويتعرض للتعذيب النفسي والجسدي، في حين يفقد حياته العائلية وتنهار أحلامه في الحصول على الأمان والسلام الاجتماعي.

قام الكاتب بتصوير الرواية بأسلوب واقعي وصادق، فتلك الحقيقة المرّة والمواجهة للظلم والقهر التي تعيشها الطبقة الفقيرة في المجتمع، وتسلط الضوء على قضية الاعتقال التعسفي والظروف القاسية التي يواجهها السجناء، وكذلك تأثيرها على حياة العائلة والأطفال.

تعرض آدم وزوجته لأبشع أشكال التعذيب والإهانة خلال التحقيقات، حتى يُجبر على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، حتى وصلت حالة التعذيب الوحشية إلى وفاة زوجة آدم، بتول التي لم تتحمل ما تعرضت له من ضرب المبرح من قبل الضابط حسن وهي تعاني من مرضها.

بعد إثبات براءة آدم وتبين أن القضية تم تلفيقها لشخص آخر، فقد فات الأوان وخسر آدم كل شيء، وفقدان حياة زوجته وتعرضها للعنف، واضطراره للمرور بمحنة بمن الظلم والاستبداد الذي تعرض له.

بعد تعرض آدم للصدمة الأولى، يواجه صدمة ثانية عندما يعود إلى المنزل ويجد ابنته الصغيرة، ميتة في أحد زوايا الغرفة، بسبب عدم الاهتمام برعايتها لمدة يومين، فيفقد آدم وعيه من الصدمة، ثم يستيقظ ويجد نفسه شخص مختلف تمامًا عن الطبيعة الطيبة والبساطة التي كانت تميزه في السابق.

يأتي المشهد التالي أثناء إقامته في المصحة النفسية وتلقيه العلاج، كان يزوره شخص واحد فقط، قبل أن يختفي بشكل غامض من المصحة، مما يدفعه للبدء في رحلة الانتقام.

بعد كل ما مر على آدم من صعاب كان نتيجته التحول الذي طرأ عليه، حيث أصبح يؤدي دور البطل القاسي والعصبي وقد فقد أي ارتباط بشخصيته السابقة الطيبة، وبدأ آدم سلسلة من الجرائم والقتل.

أول عملية قام بها حيث قتل الضابط لطفي، وهو أحد الضباط الصغار في الفريق المشارك في الجريمة التي ألحقت أذى بزوجته وابنته، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فقد بدأ آدم في تنفيذ تصرفات أكثر بشاعة حيث كان يقتل الأشخاص ثم يقطع أجزاء من وجوههم كنوع من الانتقام المريع.

توالت سلسلة جرائم القتل التي استهدفت كل المتورطين في الجريمة التي أفسدت حياة آدم، ولكن الغريب هو كيفية اكتشافه لعناوينهم السرية وتفاصيل مسار التحقيقات التي كان سامح هو من يتتبعها.

حاولت الشرطة القبض على آدم في غرفة الضابط حسن، الذي كان يشتبه فيه بأنه ضحية محتملة ومشارك آخر في الجريمة التي دمرت حياة آدم والذي لا يزال على قيد الحياة.

حدثت مفاجأة مثيرة للدهشة لم يكن أحد يتوقعها، حيث ظهر الضابط حسن والتظاهر بأنه آدم، ثم بدأ في تجسيد شخصيته حتى انتهى بقتل نفسه.

ظنّ الجميع أن حسن قام بكل هذه الأعمال، لكن الحقيقة المثبتة هي أن الضابط سامح تعرف على الشخص الحقيقي وهو آدم عندما اعترف له بالحقيقة، لكن في الحقيقة أن سر الواقعة هو أن آدم استخدم تقنية التخدير لإسكات حسن وجعله ينفذ جميع الجرائم بدلًا منه، بما في ذلك جرائم حسن نفسه.

نقد رواية الجزار

  • بالرغم من أن الرواية شيقة، وتحدث مثل هذه الأمور في أرض الواقع، إلا إن هناك بعض الأمور غير المنطقية مثل: أن يترك الضباط الطفلة وحيدة في المنزل، وهذا التصرف غير مبرر، بما أنه قاسيًا.
  • كما أن القتل عامةً غير مبرر، خاصةً للأطفال، يجب أن يكون له تبرير منطقي حتى لا يتحول الكاتب إلى الاستخفاف بمشاعر القراء من خلال اللجوء إلى الدراما الرخيصة واستغلال الدموع.
  • بالإضافة إلى أنه ينبغي للدراما ألا تعتمد على الحوادث المفاجئة أو الاعتماد على الأفعال الانتقامية على ما حدث مع البطل.
  • كما أن كثير من النقاد وجهوا نقد صريح على النهاية، فبالرغم من أن مشهد النهاية كان مشوقًا ومبتكرًا، إلا أنه لم يكن متقنًا ومتميز فنيًا ولم يلبي احتياجات القارئ من الناحية العقلية، ولم يقدم التفسيرات الكافية للأحداث.
  • بعد قراءة الرواية عدة مرات، يظهر انطباع سلبي بسبب قلة الأحداث فيها.
  • فالرواية مُقسمة إلى فصلين رئيسيين فقط، مما يؤدي إلى نقص التشويق وعدم توفر الاختلاف والترابط الكافي بين الشخصيات.
  • تعتمد الرواية بشكل كبير على علاقات إنسانية سطحية جدًا، مما يُفقد لها الملحمية التي تستحقها.

يوجد أكثر من رواية يكون البطل قاسي وعصبي، والتي يختلف بها أسباب هذه العصبية والقسوة، لكن جذب الجمهور لهذه الرواية يكون بناءً على مدة روعة الكتابة وترتيب أحداثها بطريقة مبهرة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا