من يرث الأخ بعد وفاته

من يرث الأخ بعد وفاته؟ وهل الأمر يختلف سواء كان الأخ متزوج أو أعزب؟ أحكام الميراث متنوعة وعديدة بل قد تسبب الكثير من المشاكل الأسرية، إذا تدخلت النفس البشرية ورغبة الدنيا بها، لذا فقد يسر الإسلام من خلال القرآن الكريم أحكام الميراث كافة لعدم أكل الحقوق والظلم، لذا وعبر موقع الملك سنجيب على سؤال من يرث الأخ بعد وفاته في السطور التالية.

من يرث الأخ بعد وفاته

يقول الله تعالى في سورة النساء في  الآية رقم 12 عن أحكام الميراث: وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أزواجكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ“.

لخصت هذه الآية الكريمة كل قواعد الميراث وتوزيع التركة بعد وفاة الأخ، ومن المهم الإلمام بأن أبناء الأخ لا يرثون التركة بشكل كامل إذا تواجد أخوة للمتوفى سواء أشقاء أو من الأب، وفقًا للعصبة فإن توزيع الميراث يبدأ بالقرابة ثم القوة.

أما عن إجابة سؤال من يرث الأخ بعد وفاته فسنوضحها باستفاضة في السطور التالية وفقًا لما ورد في الآية الكريمة:

1- ميراث الأم من أبنائها

ترث الأم الثلث إذا لم يتواجد وارث للميت من ابن أو ابنة وأحفاد، وإذا لم يتواجد أكثر من أخين أو أختين سواء أشقاء أو من أحد الوالدين، أما إذا كان للمتوفي أبناء أو أحفاد فترث الأم السدس.

إذا ترك المتوفي أبويه وزوجته فقط فترث الأم ثلث التركة بعد أن يأخذ الوالد والزوجة الميراث الخاص بهم.

اقرأ أيضًا: كم نصيب الزوجة من ميراث زوجها

2- ميراث الأخ من أخيه

لا يترك الأخ أولاد ذكور وفي هذه الحالة يرث الأخ نصف التركة بعد توزيع الميراث على أصحاب الفروض والمتمثلين في: الزوجة والأولاد، الأشقاء الذكور من الأب، الأحفاد، الأب والأم حال حياتهما.

3- ميراث الأخت من أخيها

ترث الأخت النصف من أخيها إذا كانت شقيقته الوحيدة وذلك لما ورد في قوله تعالى: “إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ” سورة النساء الآية 176، وهذا في حالة عدم وجود أبناء أو أحفاد ذكور، أو في حالة موت الأب.

4- ميراث الأب من ابنه

كإجابة على سؤال من يرث الأخ بعد وفاته فإن الوالد يرث السدس إذا لم يترك الميت ابنًا، وإذا تم إثبات وجود أصحاب فروض الإرث يأخذ الوالد السدس وما زاد عنه بعد توزيع التركة على الجميع.

تكمن أهمية الميراث وفقًا للشرع في عدة أمور أساسية تتضمن ما يلي:

  • يعمل توزيع الميراث وفقًا للشرع للعدل والمساوة بين الرجال والنساء الأقارب.
  • ينظم العلاقات الأسرية ويمنع الخلاف بين أفراد العائلة والأسرة بعد وفاة ولي الأمر.
  • قد تساهم التركة في حل العديد من المشاكل المادية الواقعة بها الأسرة.
  • تساهم بشكل كبير إذا تمت وفقًا للشرع ودون تدخل النفوس البشرية في القضاء على الكراهية.

اقرأ أيضًا: كم نصيب الزوج من ميراث زوجته

ميراث العصبات

العصبات هم الأشخاص الوارثين لما يتبقى من التركة، ولا يملكون نصيب محدد كأصحاب الفروض وإذا لم يتواجد وارث للمتوفى من الممكن أن يرثوا الميراث كله، والعصبة تتكون من نوعين أساسيين هما:

1- العصبة السببية

هي العصبة التي تكمن عن سبب مثل العتق، فإن المعتوق يرث من يعتقه إذا لم يتوافر وارث له.

2- العصبة النسبية

استكمالًا لإجابة من يرث الأخ بعد وفاته من المهم الإشارة إلى أن العصبة النسيبة للمتوفى تنقسم إلى ثلاثة أنواع أساسية تتمثل فيما يلي:

  • العصبة بالنفس: هم الأقارب الذكور الذين لا توجد أنثى بينهم هؤلاء يمكنهم أن يرثوا الميراث أجمع إذا لم يتواجد وارث من أصحاب الفروض، وتسقط التركة للعصبة بالنفس إذا انتهى الميراث مع أصحاب الفروض.
  • العصبة بالغير: وتتمثل هذه العصبة في الإناث الوارثين للنصف من أصحاب الفروض إذا كانت الوحيدة الوارثة، وترث الأنثى الثلثين عندما تشاركها أخت أو أكثر، أما إذا تواجد أخ ذكر فهي تأخذ معه ما تبقى من الميراث بعد توزيعه، وفي هذه الحالة يكون للذكر مثل حظ الأنثيين.

تتمثل إناث هذه العصبة في: الأخت سواء كانت شقيقة أو من الوالد، الابنة، الحفيدة.

  • العصبة مع الغير: وفقًا لإجابة سؤال من يرث الأخ بعد وفاته، فالعصبة مع الغير تتمثل في الأنثى التي تكون بحاجة لوسيط لتكون عصبة معه مثل: الأخت الشقيقة أو الأخت من الوالد تتعصب بابنة المتوفي أو حفيدته ويأخذن ما فاض من الميراث بعد أخذ أصحاب الفروض.

اقرأ أيضًا: ماذا يحدث لجسد الميت بعد 40 يوم من وفاته

أسباب توزيع التركة

هناك أسباب رئيسية أو شروط لتوزيع التركة، وهي أربعة أساسية اتفق جمهور الفقهاء والعلماء على ثلاثة منهم، واختلفوا في سبب، وتلك الأسباب تتمثل فيما يلي:

  • الزواج والمصاهرة: يعتبر هذا السبب من الأسباب الأساسية في الإرث الذي اتفق عليه كافة الفقهاء، فيرث الزوجين بعضهم البعض بمجرد إثبات صحة الزواج، حتى عند موت شخص منهم دون حدوث العلاقة الزوجية وهذا لقوله تعالى: وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْسورة النساء الآية رقم 12، كما ترث المطلقة في فترة العدة زوجها وهو يرثها إذا كان الطلاق رجعيًا، أما إذا كان الطلاق بائنًا فلا يقع حكم الإرث.
  • النسب والقرابة: هذا السبب من الأسباب المتفق عليها جمهور العلماء أيضًا، والقرابة هنا هي القرابة الحقيقة والتي تشمل: الآباء، الأشقاء، الأجداد والأبناء والأحفاد، وقد تصل إلى الأعمام وأبنائهم، وهذا لقوله تعالى: وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِسورة الأنفال الآية رقم 75.
  • الإسلام: والمقصود هنا بأن الشخص إذا مات ولم يتواجد له أقارب يرثونه، فإن ميراثه يذهب لبيت مال المسلمين ويصرف لنصرة الدين وخدمة العامة من فقراء ومحتاجين في الأمة الإسلامية، فمن الممكن من خلاله بناء مساجد أو مشفى وغيرها من أعمال الخير.

هذا لما ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “مَن ترَك كَلًّا فإلينا ومَن ترَك مالًا فلورثتِه وأنا وارثُ مَن لا وارثَ له أعقِلُ عنه وأرِثُه والخالُ وارثُ مَن لا وارثَ له يعقِلُ عنه ويرِثُه” (صحيح) رواه: المقدام.

  • الولاء: فمن مات ولم يتواجد من يرثه فمن الممكن أن يرثه من عتق من الرجال، ويعد هذا السبب من الأسباب التي اختلف على صحتها العلماء، واتفق مع هذا الرأي الحنفية فقط.

حقوق المتوفى قبل البحث في الميراث

في البداية يجب الإلمام بأنه لابد من إخراج الحقوق والديون الوارد تواجدها على المتوفي قبل البدء في البحث عن إجابة من يرث الأخ بعد وفاته، وهذا لقوله تعالى: “مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ سورة النساء الآية رقم 12، ومن أهم حقوق المتوفى قبل توزيع التركة ما يلي:

  • يجب قبل البدء في توزيع ما تركه المتوفى من إرث بعد تجهيزه للدفن من أمواله الخاصة من شراء للكفن وتجهيز تكلفة الغسل والقبر دون الإسراف في الأمر، وهذه أبسط حقوق للمتوفي بعد مفارقته للحياة.
  • في رأي الشافعي فإن من مات وعليه رهن لم يسده من الأولى تسديد الرهن حتى قبل التجهيز للدفن.
  • بعد ذلك يجب سداد الديون المتعلقة بالميت سواء كانت هذه الديون متعلقة بدينه من زكاة، نذر، كفارة يمين، أو ديون للعباد من قروض أو ديون مالية، فيتم سدادها بعد سداد الرهانات.
  • بعد سداد الديون كافة يتم الاتجاه للوصية التي تركها المتوفي، حيث تكون الوصية بثلث ما يتبقى من المال إن وجدت.

شروط توزيع التركة

يتم البدء في توزيع التركة بعد إثبات ثلاثة شروط أساسية، وتتعلق هذه الشروط بالوارث والمورث على حد سواء، ومن ضمن هذه الشروط ما يلي:

  • في البداية يجب التأكد من موت المُورث سواء بشهادة رجلين معروفان بالعدل والأمانة، أو بالمشاهدة العينية.
  • التأكد من أن الوارث حي خلال فترة موت المُورث، وإن كان الوارث صحة حياته مجهولة أو مفقود كالغريق أو المحروق، فإنه لا يرث حتى لو كان من أصحاب الميراث، وينطبق هذا على الجنين أيضًا فهو في حكم الحي إن مات المُورث.
  • وجود سبب من الأسباب الأساسية للميراث سواء قرابة أو نكاح أو ولاء، ويجب عدم توافر أي موانع للإرث.

موانع إرث التركة

في سياق الإجابة عن سؤال من يرث الأخ بعد وفاته، وعند ثبوت وجود الموانع لا يتمكن الوارث من أخذ التركة حتى لو كان من أصحاب الفروض، وموانع الإرث ثلاثة أسباب رئيسية تتمثل فيما يلي:

  • اختلاف الأديان: إذا كانت ديانة الوارث تختلف عن ديانة المُورث، فإذا كان يهوديًا أو نصرانيًا فلا يرث، وهذا لما ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:” لَا يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ وَلَا الكَافِرُ المُسْلِمَ”(صحيح) رواه: أسامة بن زيد.
  • القتل: فإن قتل أحد الورثة مُورثهم بالخطأ أو عمدًا فيحرم القاتل من التركة، وهذا لكيلا يتخذ الجميع من القتل وسيلة للحصول على الميراث.
  • الرق: المقصود بالرق هو العبد المملوك لسيد ما، ولا يمكن للرقيق أن يرثوا ولا يُورثوا، وهذا لأنهم ملكًا لسيدهم.

هل من الممكن تنفيذ وصية الميت إذا خالفت الشرع؟

أفتى الفقهاء بصحة تنفيذ الوصية إذا لم يكن بها مبالغة في التبرع أو الإحسان، كما أن شرط تنفيذ الوصية أن تكون في ثلث ما تركه المتوفي، إلا إذا سمح الورثة بأكثر من ذلك وهذا وفقًا لما جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “الثُّلُثُ كَثِيرٌ، أنْ تَدَعَ ورَثَتَكَ أغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِن أنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ(صحيح) رواه سعد بن أبي وقاص.

كما أن الوصية لا تصح إذا كانت مخالفة للشرع فلا يصح المساواة بين الأبناء والبنات مثلًا، لذا فالوصية المخالفة للشرع لا يصح تنفيذها.

اقرأ أيضًا: دعاء الميت العفاسي مكتوب

هل يحق للأبناء المطالبة بتقسيم الإرث في حياة الأب؟

اجتمع جمهور الفقهاء على عدم جواز تقسيم الورث في حياة المُورث، لأن المُورث طوال حياته هو المسئول عن الأموال ولا يحق لغيره التصرف بها، كما أن من الأسباب الأساسية لتوزيع التركة هو موت المُورث.

قضايا الميراث من القضايا المهم الإلمام بكل خفاياها قبل الإقدام على توزيع التركة حتى لا يقع الورثة في شبهة محرمة، وخاصةً الإلمام بمن يرث تركة الأخ بعد وفاته.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا