ما الفرق بين الحج والعمرة

ما الفرق بين الحج والعمرة؟ وما الأحكام الخاصة بهما؟ إن المؤمن الحق يكون حاله بين الخوف والرجاء.. الخوف من المعصية ورجاء الغفران، فيعزم على أداء العبادات والقيام بصالح الأعمال رغبةً في نيل رضا الخالق ورحمته، وما أجلّ من فضل يجزى به المسلم من أن يؤدي الفرائض، والتي منها الحج، الذي شبهه أشرف الخلق بالجهاد في سبيل الله، وهنا يعترينا من خلال موقع الملك ذكر أمر هام في هذا الصدد، وهو ما يعني بالفرق بين الحج والعمرة.

ما الفرق بين الحج والعمرة

في بداية توضيح ما الفرق بين الحج والعمرة وجب علينا الإشارة إلى أن الحج هو الفرض أما العمرة لا تعتبر من قبيل الفروض الواجبة، حيث إن الحج من أركان الإسلام التي وجبت على كل مسلم بالغ عاقل مع توافر شرط الاستطاعة والقدرة على أدائه، أما عن العمرة فهي من السنن المؤكدة.

فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في حديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:

أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فَقالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ. قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ” (صحيح البخاري).

هناك من يخلط بين الحج والعمرة نظرًا لتشابه كيفية أدائهما، لكن على سبيل التوضيح المبسط لإجابة سؤال ما الفرق بين الحج والعمرة.. نذكر أن الحج أوسع من العمرة وأشمل، فهو من أركان الإسلام الخمسة وهو ما يطلق عليه البعض الحج الأكبر.

فقد قال الله تعالى في سورة التوبة:

“وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)”، بيد أن العمرة هي الحج الأصغر وهي الأقل شمولًا.

استكمالًا لجواب ما الفرق بين الحج والعمرة نشير إلى أن الحج في اللغة هو القصد، يحج معناها يقصد، من هنا كان تعريفه بأنه قصد بيت الله الحرام لأداء الفريضة في مكة المكرمة، أما عن العمرة فهي الزيارة في اللغة، وتعني بذلك الذهاب إلى بيت الله الحرام بنية الزيارة والاعتمار.. وقد قال الله تعالى في سورة آل عمران:

فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)“.

عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ” (صحيح البخاري).

على أن المسلم له أن يعتمر في أي وقت من العام، أما إن أراد الحج فلا يجب عليه الذهاب إلا في شهر ذي الحجة، فهو الوقت المحدد لأداء مناسك الحج، وهذا ما يسعنا ذكره في طرح سؤال ما الفرق بين الحج والعمرة.

اقرأ أيضًا: أسعار رحلات النقل الجماعي

مناسك العمرة

ارتباطًا بتوضيح ما الفرق بين الحج والعمرة نشير إلى قول الله تعالى: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ“، وهنا بوسعنا أن نشير إلى مناسك العمرة كما يلي:

  • الإحرام: يكون بنية الاعتمار لبيت الله.
  • الطواف: يطوف المسلم ٧ أشواط حول الكعبة تبدأ بالركن ناحية الحجر الأسود وتنتهي عنده.
  • السعي: ٧ أشواط بين الصفا والمروة.
  • التقصير: حلق الشعر كله أو بعضه.

مناسك الحج

قال الله تعالى في سورة البقرة: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)”، ومناسك الحج تتشابه مع العمرة، إلا أن الحج يزيد عنها ببعض المناسك، وفيما يلي توضيح لإجابة سؤال ما الفرق بين الحج والعمرة من حيث المناسك كما يلي:

  • الإحرام: ارتداء ملابس الإحرام واشتراط نية الحج.
  • الطواف: يكون ٧ مرات كالعمرة، فعن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال:مَنْ طافَ بِهذا البيتِ أُسْبُوعًا فأَحْصاهُ كان كَعِتْقِ رَقَبَةٍ وسَمِعْتُهُ يَقولُ لا يَضَعُ قَدَمًا ولا يَرْفَعُ أُخْرَى إِلَّا حَطَّ اللهُ عنْهُ خَطِيئَتَهُ وكُتِبَ له بِها حَسنةٌ” (صحيح الترمذي).
  • السعي: بين الصفا والمروة.
  • التقصير أو الحلق كاملًا.
  • الوقوف على جبل عرفة والدعاء لله تعالى وأداء الصلاة.. في يوم الوقفة وهو الذي يسبق عيد الأضحى، فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ (صحيح مسلم).
  • المبيت ليلة واحدة بعد النزول من جبل عرفة في المزدلفة.
  • المبيت في أيام التشريق في منى، أما عن تلك الأيام فهي (١١،١٢،١٣) من شهر ذي الحجة.
  • رمي الجمرات الصغرى والوسطى والكبرى.

قد يستغرق الحج أسبوعًا أو عشرة أيام حتى تتم تأدية مناسكه كاملة على خلاف العمرة التي يمكن أن تُؤدى في ساعة واحدة.. وهذا نذكره في إطار توضيح ما الفرق بين الحج والعمرة.

اقرأ أيضًا: قراءة سورة الفيل 41 مرة

أيهما يؤدى أولًا بعد الوصول إلى مكة؟

قال الله تعالى في سورة البقرة: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)”

، ربما يتساءل البعض -ممن توافر فيهم شرط الاستطاعة والقدرة على أداء المناسك- عن أي من العمرة والحج له الأولوية في تأديته عند الذهاب إلى مكة، على أننا نشير إلى أن هذا الأمر يتوقف على النية.

فمن كانت نيته عند الإحرام أنه متمتع ففي تلك الحالة عليه أن يبدأ بالاعتمار ثم يتحلل، أما في حالة جاء الحج، عليه أن يحرم من مكان سكنه بمكة ويؤدي الحج، وإن أحرم مفردًا فعليه أن يؤدي الحج أولًا، فإن أتمه له أن يعتمر.

أما في حالة القيام بالإحرام جامعًا الحج مع العمرة فهنا تكون أعمال العمرة قد دخلت في أعمال الحج، فيطوف طواف القدوم لمكة ويسعى للعمرة والحج ويبقى على ما أحرم.

فضل الحج والعمرة

استكمالًا لذكر ما الفرق بين الحج والعمرة نشير إلى أن الله -سبحانه وتعالى- أمر بالإسراع إلى فعل الخير والمبادرة في أداء العبادات والطاعات، مع عدم التهاون في الفروض، فمن يفعل ذلك يكن من المتقين ويُجازى بأفضل منازل الجنة.

كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في أكثر من حديث ما يدلل به على ضرورة المبادرة على الطاعات طالما كان هناك استطاعة لها، فلا يجب أن يشغل المرء أمر من أمور الدنيا فلا يفتتن فيها ويغتنم ثمار الوقت فيما أمر الخالق جلا وعلا.

فمن لم يعبد ربه في وقت تقل فيه شواغله ويقوى فيه بدنه وصحته وييسر فيه حاله ورزقه.. كيف يعبده وهو في كثرة الشواغل وضعف القوى وضيق الحال؟ لذا فإن المكلفين بالمسارعة في الطاعات ليس عليهم التقصير أو التهاون.

في هذا الصدد نذكر أن الحج والعمرة من أهم وأفضل العبادات والطاعات التي على المسلم السعي إلى مبتغاها في دنياه، فما باله بجزاء تلك العبادات؟ فلو علم بالفضل العظيم من ورائها لهمّ بأدائها، من هنا كانت الحكمة من قرار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بفرض الجزية على كل مسلم لديه من المقدرة أن يحج ولم يفعل.

عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: جِهادُ الكبيرِ، والصَّغيرِ والضَّعيفِ والمرأةِ: الحجُّ والعُمرةُ (صحيح النسائي)، وهنا يتبين لنا مدى أن رحمة الله وسعت كل شيء، فقد كتب أجر الحج والعمرة كأجر الجهاد في سبيل الله لمن لا يقدر عليه، كالضعيف والعاجز والمُسن.

من يحج بيت الله تعالى فهو بذلك يكفر عن ذنوبه السابقة، خاصة إن كان خالصًا لوجه الله تعالى يريد التوبة والاستغفار عن كل الخطايا والآثام صغيرها وكبيرها، فيُدخل مؤديه الجنة بإذن الله تعالى، أما عن العمرة فكذلك جزائها عظيم عند الله سبحانه وتعالى، فيكون جزائها كفارة لما صدر عن المسلم بين العمرتين.

هنا نستند إلى حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ” (صحيح البخاري).

في حديث آخر عن عمر بن العاص –رضي الله عنه-: فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإسْلامَ في قَلْبِي أتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ، قالَ: فَقَبَضْتُ يَدِي، قالَ: ما لكَ يا عَمْرُو؟ قالَ: قُلتُ: أرَدْتُ أنْ أشْتَرِطَ، قالَ: تَشْتَرِطُ بماذا؟ قُلتُ: أنْ يُغْفَرَ لِي، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ الإسْلامَ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ؟ وأنَّ الهِجْرَةَ تَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَها؟ وأنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ؟ (صحيح مسلم).

حكم أداء العمرة

قيل في أداء العمرة أنها واجبة عند توافر القدرة والاستطاعة بأن تكون مرة واحدة في العمر، وهذا على أغلب ما جاء به أهل العلم، خاصة المذهب الشافعيّ والحنبليّ.. على أن الإمام النووي ذهب إلى أن العمرة من الفروض كما هو الأمر في الحج، كذلك قال البهوتي: أن العمرة واجبة على من بمكة وغيره.

ففي إطار ذكر ما الفرق بين الحج والعمرة نرى أن هناك ثلاثة أحوال في العمرة نشير إليها فيما يلي:

  • القدرة البدنية والمالية على أداء العمرة.. وهنا إن أخرّها المسلم ولم يؤدها حتى وفاته فإنه يتم إخراج ما يعتمر به عنه من تركته قبل تقسيمها.
  • القدرة المالية دون توافر القدرة البدنية بسبب عجز ما أو الإصابة بمرض أو كبر السن.. وهنا يمكن أن ينيب من يعتمر عنه، فإن لم ينب أحدًا عنه، يتم كما في الحالة الأولى إخراج ما يعتمر به عنه من تركته، ففي الحالة الأولى والثانية تعتبر العمرة في ذمة المسلم ثابتة نظرًا لتوافر الاستطاعة.
  • عدم توافر القدرة المالية أو البدنية، الأمر الذي يعفي المسلم عن كونها في ذمته، فلا تصبح عليه واجبة، ولكنه على الرغم من ذلك إن اعتمر فله عظيم الأجر من عند الله.

صفة العمرة

إن صفة العمرة يُمكننا ذكرها في الحديث عن إجابة سؤال ما الفرق بين الحج والعمرة، وهي.. أن تُحرم من الميقات الذي تمر عليه، على أن المسلم قبل الإحرام عليه أن يُقلم أظافره، وينتف شعر إبطيه، ويحلق العانة، ومن ثم يقوم بالاغتسال.

كما عليه أن يتطيب ويستتر بثياب يغطي بها أسفل جسده، ورداء يستتر به من الأعلى، ويقوم بالإحرام.. يُستحب أن يكون بعد أداء الصلاة على أن يقول: لبيك اللهم لبيك.. ثم يقوم بما يلي:

  • يطوف بالبيت الحرام سبعة أشواط.
  • الشوط الأول يبدأ من الحجر الأسود ويقبله إن استطاع.
  • ينتهي الشوط عند الحجر أيضًا.
  • يُسرع في مشيه في أول ثلاثة أشواط مع تقارب خطاه.
  • يُظهر كتفه الأيمن من الرداء في أثناء السبع أشواط.
  • يُصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام.
  • يشرب من ماء زمزم.
  • السعي بين الصفا والمروة.
  • ينتهي الشوط السابع عند المروة.
  • يُكثر من الدعاء والذكر عند الطواف.
  • يُحلق شعره أو يقصره.

اقرأ أيضًا: دعاء التوبة من الذنب المتكرر

هل يجوز أن تسبق العمرة الحج؟

من لا يخشى من تأدية تكاليف الحج، فإن أدائه للعمرة قبل الحج جائز، ولا خلاف فيه، فإنه من الممكن أن يذهب ليعتمر، ومن ثم يقوم بالحج في ميقاته، طالما توافرت القدرة المالية لهذا وذاك، أما من لا يقدر على تكاليف الاثنين معًا، ويخشى العجز عن تكاليف الحج، فالأولى ألا يعتمر حتى يحج، ذلك لأن الحج هو الفرض.

فقد قال الله تعالى في سورة آل عمران: “فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)”.

كذلك ليس هناك مانعًا أمام من اعتمر أن يحج حج تمتع، بأن يقوم بالإحرام لعمرة في أشهر الحج الموقتة، ثم يأتي بها ويتحلل ومن ثم يُحرم بالحج من مكة، ولكن يلزمه أن يذبح شاة ويقوم بتوزيعها على الفقراء في الحرم، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة:

“وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)”.. حيث إن هدي التمتع يُلزم من أحرم لعمرة في ظل أشهر الحج وقد حج في نفس العام.

حكمة مشروعية الحج

في كل فرض فرضه الله تعالى على العباد عظيم الأجر والثواب، وما الأمر إلا لحكمة بالغة ربما تكون خفية على البعض إلا أنه من اليقين أنها لحكمة لا يعلمها سوى الخالق، ففي الحج يقوم العبد بإظهار التذلل والخضوع إلى الله سبحانه وتعالى، فيتجرد من كل مشاغل الدنيا التي تلهيه عن العبادة، وكذلك يزهد في ملذاتها لفترة يقوم فيها بوقفة مع نفسه ليخلص عبادته لوجه الله.. حتى ينال مغفرته ورضوانه.

على أن العبد في أثناء تأديته لفريضة الحج يشكر ربه على كافة النعم العظيمة التي وهبه إياها، فالمال والصحة والسلامة النفسية والبدنية من عظيم النعم التي يجب شكر الله عليها كثيرًا.

فالحج يقوم بجمع كثيرٌ من المسلمين من كافة أقطار العالم في كافة البلدان، لا فارق بين جنس أو عرق أو نسب، فهم يناجون ربهم يسعون إلى رضاه يقومون بنفس المناسك لا تمييز بينهم إلا بتقواهم، وهذا من فضل الحج.

كذلك وكما ذكرنا سلفًا أن بالحج تطهير للنفس، علاوةً على تطهير المال، فالنفس تُطهر من الذنوب والمعاصي السالفة ليرجع المرء كما كان في السابق على الفترة السليمة القويمة التي لا يشوبها شائبة، وتلك من أجلّ الحكم في مشروعية الحج.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الطارق

كيفية أداء الحج

ختامًا للحديث عما الفرق بين الحج والعمرة.. بوسعنا تفصيل كيفيات أداء الحج التي بإمكان المسلم اتباع أيًا منها وفقًا لاستطاعته، فهي تتحدد وفقًا إلى:

  • الإفراد: أن يقوم المسلم بنية الحج عند الإحرام، ويؤدي الحج فقط ويقوم بمناسكه.
  • القران: فيما يعني الاقتران بين أداء الحج والعمرة معًا وهذا يكون في النية أيضًا، شريطة أن يذبح هديًا.
  • التمتع: أما عن المقصود بحج التمتع فهو ما يوجب على المسلم أن يؤدي العمرة في أشهر الحج، فيقوم بتأدية مناسكها ويتحلل، ومن ثمَّ يقوم بالإحرام للحج، على أن يؤدي مناسكه، وهنا أيضًا يشترط ذبح الهدي.

إن أداء الحج والعمرة يستوجب مخالفة الهوى والابتعاد عن العادات والمألوفات استجابة لأوامر الله تعالى رغبة في التقرب إليه، وقد وعد الله مؤديهما بخير الجزاء.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا