دعاء التوبة من الذنب المتكرر
يُمكن ترديد دعاء التوبة من الذنب المتكرر أملًا في أن يغفر الله ما تقدم وما تأخر من السيئات، رغبةً في العودة إلى الله وتهذيب النفس لتُحجم عن المعصية، وهنا لزامًا على العبد ألا ييأس من رحمة خالقه، فالله يُحب التوابين الذين يرغبون دومًا في الالتحاق بمصاف الصالحين والصادقين، شريطة أن تكون تلك التوبة نصوحة خالصة لوجه الله تعالى، ومن خلال موقع الملك سنقدم لكم أكثر من دعاء في هذا الصدد.
دعاء التوبة من الذنب المتكرر
من طبيعة بني البشر كثرة الغفلة والوقوع في الأخطاء فالنفس البشرية من الضعف ما يجعلها تقع في ما تهوى، فتدخل في دائرة المعاصي والآثام، بيد أن الإيمان والتقوى هما حصن المسلم من الانجراف في تلك الخطايا، حيث إن المرء طالما يستعين بالله حتى يذهب ما في قلبه من التلذذ بالمعاصي، فيجعله مؤنبًا لذاته على الدوام، لائمًا على أفعاله العاصية لله تعالى.
إن الله سبحانه وتعالى أمر بالرجوع إليه دومًا فهو لا ييأس من عباده أبدًا بل يجعل لهم طريق التوبة وبابها مفتوحًا دائمًا يستقبل العبد التائب النائب ويجعله برحمته كمن لا ذنب له.
من رحمة الخالق أنه جعل وسع رحمته وغفرانه أكبر أضعاف من حجم المعاصي التي يقترفها العبد، فقال سبحانه وتعالى لعباده ألا ييأسوا من رحمته، فمن الإيمان بالله ألا يقول العبد أن ذنبه أكبر من المغفرة، بل رحمة الله وسعت كل شيء.
على أن المعاصي والذنوب التي اقترفها العبد مرارًا وتكرارًا لا يجب تعظيم حجمها، فالتوبة النصوح كفيلة أن تجعل الله يمحو تلك الذنوب والآثام وكأنها لم توجد، فالله سبحانه وتعالى عظيم كريم يقبل عباده التائبين، وهنا بوسعنا أن نقدم لكم دعاء التوبة من الذنب المتكرر في النقاط التالية:
- “اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعاً، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ”.
- “اللهم فكما أمرت بالتوبة وضمنت بالقبول وحثت على الدعاء ووعدت الإجابة فصل على محمد وآله و أقبل توبتي ولا ترجعني مرجع الخيبة من رحمتك إنك أنت التواب على المذنبين والرحيم للخاطئين المنيبين”.
- “اللهم يا من لا يصفه نعت الواصفين، يا من لا يجاوزه رجاء الراجين، يا من لا يضيع لديه أجر المحسنين، يا من هو منتهى خوف العابدين، يا من هو غاية خشية المتقين هذا مقام من تداولته أيدي الذنوب وقادته أزمة الخطايا و أستحوذ عليه الشيطان فقصَّر عما أمرت به تفريطًا وتعاطى ما نهيت عنه تعزيزًا كالجاهل بقدرتك عليه.“
- “اللهم نقني من الذنوب والخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت يا رحمن بين المشرق والمغرب، اللهم أسألك أن تثبت قلبي وتثقل ميزاتي وترفع درجتي وأن تقبل صلواتي وأن تفغر خطاياي، وأسألك الدرجات العليا في الجنة، يا ودود يا كريم يا جبار السماوات والأرض يا هادي القلوب أهدى قلبي، يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني”.
- “يا إلهي في محكم كتابك إنك تقبل التوبة عن عبادك وتعفو عن السيئات وتحب التوابين فأقبل توبتي كما وعدت وأعف عن سيئاتي كما ضمنت وأوجب لي محبتك كما شرطت ولك يا رب شرطي ألا أعود في مكروهك وضماني ألا أرجع في مذمومك وعهدي أن أهجر جميع معاصيك “
- “اللهم إني أتوب إليك من كل ما خالف إرادتك أو زال عن محبتك من خطرات قلبي ولحظات عيني وحكايات لساني توبةً تسلم بها كل جارحةٍ على حيالها من تبعاتك وتأمن مما يخاف المعتدون من أليم سطواتك”.
- “اللهم أغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير”.
لا يوجد ما يسمى بالكمال البشري، ومن يطلب الكمال سيظل يطلبه حتى يفنى، فالكمال لله وحده ليس لبشر، لذا كل بني البشر خطّاء، ودرجات الخطأ تتفاوت بين أشدها قبحًا وأقلها، فالذنوب منها الصغائر والتي ربما يرتكبها البعض سهوًا ومنها الكبائر والتي جزائها عند الله عظيم.
من هنا كلما كان العبد خطّاءً يسعه أن يلجأ إلى الله ويرجع إليه تائبًا بصدق وإخلاص، ويندم على ما اقترف إيمانًا منه بأنه كان عاصيًا لله مرتكبًا لما نهى عنه، ويعزم على العودة واتباع أوامر الله والسير على طريقه المستقيم.
فالتوبة من الذنب المتكرر تتضمن كل ما سبق ذكره بالإضافة إلى الدعاء وكثرة الإلحاح فيه، أن يرجع العبد إلى الله وهو مذعن معترف بما اقترف من آثام، راغبًا من الله أن تُقبل توبته، ومن هنا كانت أهمية ترديد دعاء التوبة من الذنب المتكرر.
اقرأ أيضًا: دعاء قيام الليل للزواج
أدعية التوبة من الكبائر
من استعظم ما اقترف من الذنوب وعزم أن يمكث في ارتكابها اعتقادًا منه أنها من الكثرة والفداحة ما لا يمكن لله غفرانها، فذلك هو الذنب بعينه، ألا يدرك المرء كم هي عظمة الخالق وكيف أن رحمته عظيمة من شأنها أن تسع من كان أشد الناس كفرًا.
إن الكبائر هي تلك المعاصي التي على الأغلب يقع فيها المرء وهو يعلم مدى فداحتها، لكن نفسه تهواه وتسيطر عليه فتكون أقوى من عقيدته وإيمانه، وهو الضعيف الذي لا يجمح ملذاته، ورغم فداحة الكبائر ومدى جزائها إلا أن الله يغفر لمرتكبها ما اقترف إن لجأ إلى الله صادقًا مخلصًا لا يرغب سوى التوبة النصوحة، مع اشتراط الندم على ارتكاب تلك الكبائر.
لا توجد صيغة واحدة لدعاء التوبة من الذنب المتكرر، لذا نقدم لكم مجموعة أخرى من صيغ هذا الدعاء فيما يلي:
- “أستغفرك من كلّ سنّةٍ من سنن سيّد المرسلين وخاتم النبيين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم تركتها غفلةً أو سهواً أو نسياناً أو تهاوناً وجهلاً أو قلّة مبالاة بها، أستغفر الله وأتوب إلى الله ممّا يكره الله قولاً وفعلاً وباطناً وظاهراً، اللهمّ صلّ وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيّبين الطّاهرين”.
- “اللهم إني أسألك باسمك الأعظم، الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي جميع ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم”.
- “اللهم فأرحم وحدتي بين يديك وأجيب قلبي من خشيتك واضطراب أركاني من هيبتك فقد أقامتني يا رب ذنوبي مقام الخزي بفنائك فإن سكت لم ينطق عني أحد وإن شفعت فأنت بأهل الشفاعة”.
- “اللهم صل على محمد وآله وشفِّع في خطاياي كرمك وعد على سيئاتي بعفوك ولا تجزني جزائي من عقوبتك و أبسط عليَّ طولك وجللني بسترك وأفعل بي فعل عزيزٍ تضرع إليه عبدٌ ذليلٌ فرحمه أو غنيٍّ تعرض له عبدٌ فقير فنعشه”.
- “اللهم لا خفير لي منك فليخبرني عزُّك ولا شفيع لي إليك فليشفع لي فضلك وقد أوجلتني خطاياي فليؤمنّي عفوك فما كل ما نطقت به عن جهلٍ مني بسوء أثري ولا نسيان لما سبق من ذميم فعلي ولكن لتسمع سماؤك ومن فيها وأرضك ومن عليها ما أظهرت لك من الندم ولجأت إليك فيه من التوبة”.
- “اللهم إن حسناتي من عطائك، وسيئاتي من قضائك، فجد بما أنعمت علي، جللت أن تطاع إلا بإذنك، أو تعصى إلا بعلمك، اللهم ما عصيتك حين عصيتك استخفافاً بحقك، ولا استهانة بعذابك، لكن لسابقة سبق بها علمك، فالتوبة إليك، والمغفرة لديك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
- “اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه”.
- “ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا وأغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم”.
- اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار.
- ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا أصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا، أنت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين.
لا يجب أن يقنط العبد من رحمة الخالق، فالله وعد عباده بأنه سيقبل توبتهم مهما كانت ذنوبهم كثيرة لا تعد ولا تحصى، فالله يغفر الذنوب جميعًا، ومن أسمائه سبحانه وتعالى أنه الغفور الرحيم.
اقرأ أيضًا: دعاء جبريل عليه السلام
أدعية التوبة النصوح
مع التطور التكنولوجي الذي نشهده في العصر الحالي كثرت المحفزات على ارتكاب المعاصي والآثام، ولم لا أمام ضعاف الأنفس المنغمسون في ملذات الدنيا لا يخافون الله ولا يعملون لآخرتهم، فتلك المحفزات يسرت على هؤلاء الأمر بأن يعصوا الله في السر والخفاء كما شاءوا، فالسبل كثيرة لا حصر لها وأصبحت يسيرة، ولا يتعرض العاصي للنقد اللاذع كما كان يخشى من قبل فيحجم عن الذنب قبل التفكير فيه.
فعند غياب العقاب يستحل المرء أن يفعل ما يشاء طالما ليس هناك رقيبًا يوجه له ما يستحق، بيد أن الأرجح أن يكون المرء رقيبًا على ذاته، فضميره الداخلي يوجب عليه الصواب دون انتظار الرقابة الخارجية، وعلاوة على الضمير.. أين العقيدة والإيمان الذي من شأنه أن يحجم المرء عن كافة المغريات الدنيوية ويجعله يتمسك بطريق الحق رغم قلة سالكيه؟
فمن يرى أن نفسه تغلبه ولا يقوى على تجنب تلك المغريات التي يشهدها كل يوم في كل وقت وكل مكان، عليه أن يحصن نفسه بذكر الله تعالى، ويلجأ إلى الله دومًا بالدعاء، في سبيل عفة نفسه من الشرور والآثام، ومن تلك الأدعية دعاء التوبة من الذنب المتكرر وهو:
- “اللهم إن حسناتي من عطائك وسيئاتي من قضائك، فجد بما أنعمت علي، جللت أن تطاع إلا بإذنك، أو تعصى إلا بعلمك، اللهم ما عصيتك حين عصيتك استخفافًا بحقك، ولا استهانة بعذابك، لكن لسابقة سبق بها علمك، فالتوبة إليك، والمغفرة لديك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
- “اللهم أخرج حب المعاصي من قلوبنا، فكلما تبنا عدنا، وكلما ندمنا كررنا، وكلما عاهدناك نقضنا، ربي اهدنا وردنا إليك ردًا جميلاً، اللهم وثبّت في طاعتك نيتي، وأحكم في عبادتك بصيرتي، ووفقني من الأعمال لما تغسل به دنس الخطايا عني، وتوفني على ملتك وملة نبيك محمد عليه السلام إذا توفيتني”.
- “اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد”.
- “اللهم إنِّي أتوب إليك توبةً صادقةً من الذنوب والمعاصي والآثام، اللهم أبعدني عن كلِّ شرٍّ واحفظ بصري عن الحرام وسمعي عن الحرام ويدي عن الحرام يا الله برحمتك أستغيث، فأصلح لي شأني كلّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
- “اللهم إني أتوب إليك ودموعي شاهدةٌ على ذلك، اللهم إنَّك توابٌ رحيم تغفر لعبادك الذنوب والمعاصي، أسألك يا من تخضع لعظمته السموات والأرض وما بينهما أن تغفر لي وترحمني وتعفو عني وتسامحني ولا ترهقني بالخطايا والذنوب”.
- “اللهم إنّي أشهد أنَّك الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، فاللهمّ أسألك أن تبعدني عن النظر الحرام وأن تشغل قلبي بذكرك يا رب السموات والأرض وما بينهما”.
- “اللهم إنَّ الذنوب ثقيلةٌ على عنقي، اللهم إنّ قبري حفرةً من حفر جهنَّم إلا أن تشاء وترحمني وتجعله روضةً من رياض الجنة، اللهم باعد بيني وبين الخطايا كما باعدت يا ربي بين المشرق والمغرب”.
- “اللهم وعليَّ تبعاتٌ قد حفظتها وتبعاتٌ قد نسيتهن وكلهن بعينك التي لا تنام وعلمك الذي لا ينسى فعوِّض منها أهلها وأحطط عني وزرها وخفف عني ثقلها وأعصمني من أن أقارب مثلها”.
يتطلب عدم تكرار الذنب الإقلاع عنه نهائيًا، مع عدم القنوط من رحمة الخالق، فالله يعفو عن السيئات ويقبل توبة عباده الحريصين على التوبة وعدم الرضوخ إلى المعاصي مرة أخرى.. خشية من عقاب الله وتعظيمًا وإخلاصًا له سبحانه وتعالى.
فالله عند حسن ظن العبد به دومًا، لذا يجب الحرص على ترديد دعاء التوبة من الذنب المتكرر، فينال العبد الصادق مع ربه التوبة النصوحة إرغامًا للشيطان.
اقرأ أيضًا: دعاء الميت العفاسي مكتوب
أدعية للرجوع إلى الله
هناك من الأشياء ما تجعل المرء بإرادته أو دون إرادته يقع في الذنوب والمعاصي، لذا يجب الحرص على تجديد الإيمان من خلال ترديد دعاء التوبة من الذنب المتكرر مرارًا وتكرارًا.
تنتشر العادات السيئة بين الشباب على وجه الخصوص، ويعكفون عليها دون العلم أنها من المعاصي ومما نهى الله سبحانه وتعالى عنه، لذا وجب اللجوء إلى الأدعية التي تجعلهم يبتعدون عن تلك العادات مستبدلين إياها بالعادات الحسنة المتوافقة مع الأوامر الإلهية والسنة النبوية الشريفة.
كما قدمنا فيما سبق دعاء التوبة من الذنب المتكرر يُمكننا تقديم المزيد من الأدعية التي يبتغي بها المرء الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ومنها:
- “اللهم يا حقُّ يا لطيف، يا ناصر كلِّ ضعيف، انصرني على نفسي، واهدني من المعاصي وجنِّبني إيَّاها، إنَّك أنت الحسيب الرشيد”.
- “اللهم يا سامع الشكوى، يا شاهد كلِّ نجوى، اهدني من المعاصي وجنِّبني إيَّاها، واسترني في دنياي وآخرتي، إنَّك أنت اللطيف الخبير”.
- “اللهم إنِّي لم أعصِك استخفافًا بك أو بعذابك، ولكن لحظة ضعف أنت على غفرانها قادر، وعلى هدايتي من كلِّ معصية إن شئت فاعل، فاغفر لي واهدني، يا رحيمًا بعبادك”.
- “يا مجيب المضطرِّ إذا دعاه، اغفر لي ذنبي واهدني، وجنِّبني المعاصي، إنَّك أنت البرُّ الرحيم. اللهم يا منزل سورة التين، يا قويُّ يا متين، اهدني وجنِّبني المعاصي، واغفر لي، إنَّك أرحم الراحمين”.
- “اللهم يا رحمن يا رحيم، يا مَن خلقت الإنسان بأحسن تقويم، حسِّن سريرتي كما حسَّنت خلقي، واهدني وأبعدني عن المعاصي، واغفر خطيئاتي، إنك أنت العليُّ الكريم”.
- “أستغفرك من كلّ سنّةٍ من سنن سيّد المرسلين وخاتم النبيين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم تركتها غفلةً أو سهوًا أو نسيانًا أو تهاونًا وجهلًا أو قلّة مبالاة بها، أستغفر الله وأتوب إلى الله ممّا يكره الله قولًا و فعلًا وباطنًا وظاهرًا، اللهمّ صلّ وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيّبين الطّاهرين”.
- “أستغفر الله العظيم واتوب إليه.. لي ولوالدي ولذوي الحقوق علي، وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين، والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، وصلّ اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين”.
- “اللهم يا بارئ البريات، وغافر الخطيات، وعالم الخفيات، المطلع على الضمائر والنيات.. يامن أحاط بكل شيء علماً، ووسع كل شيء رحمة، وقهر كل مخلوق عزة وحكماً.. اغفر لي جميع ذنوبي، وتجاوز عن سيئاتي، إنك أنت الغفور الرحيم”.
- “اللهم إني أعوذ بك من الذنوب والمعاصي، التي تنغص عيشي وتضيق صدري وتكدر يومي، اللهم أبعدني عن الحرام ما ظهر منه وما بطن، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم”.
- “اللهم إني أقرُّ أنَّ مشاهدة الأفلام الإباحية هي من المحرمات، اللهم اصرف قلبي عنها، اللهم إني لا أجاهر بمعصيتك وأنت سترتها عليَّ، فأسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت أن تصرف عني مشاهدة الأفلام الإباحية يا رب العالمين”.
كثير من المغريات حولنا تدفعنا إلى ارتكاب الأخطاء في حق أنفسنا، فيظل الرجوع إلى الله هو الملجأ والمنأى الوحيد عن كل تلك المعاصي، وما يكون الرجوع إلى الله إلا بالتقرب إليه من خلال ترديد الأدعية كدعاء التوبة من الذنب المتكرر، وذكر الله والاستغفار على الدوام.. هذا ما يؤدي إلى نيل رضا الخالق وهو الطريق للفوز بالجنة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء ربي أني مغلوب فانتصر
الاستغفار والتوبة من تكرار الذنب
إلى جانب ترديد دعاء التوبة من الذنب المتكرر يوصي بالإكثار من الذكر والاستغفار، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، والشكر والحمد والثناء على الله، فعليك بترديد:
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
- سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم.
هذا ومع الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، ففيه طمأنينة القلب وراحة النفس وهداها، ومن آياته يدرك المرء رحمة خالقه وعاقبة عصيانه، فيتعلم ما ينفعه.. فضلًا عن الصوم، فله جزاء عظيم ويهذب النفس ويروضها ويجعلها تتنزه عن الشهوات والملذات.
اقرأ أيضًا: دعاء يخلي الحبيب يتصل
أدعية قرآنية للتوبة من الذنب
إن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة العبد العاصي أكثر من فرحة العبد بنفسه، رغم أن جميع العباد بحاجة إلى التوبة والرجوع إلى الله من الذنوب المتكررة التي أرهقت النفس.. فالتوبة من شأنها أن توطد الصلة بين العبد وربه، فينال من الرضا والفلاح في دنياه ما يجعله من العباد الصالحين الصادقين الذين قد وعدهم الله بجنات النعيم.
تتطلب التوبة الندم على ما مضى من ذنوب وهفوات، مع العزم الصادق على عدم العودة مرة أخرى، شريطة أن تكون النية لله وحده فتكون التوبة خالصة نصوحة لوجه الله.
من تمام التوبة أن يلزم العبد العائد إلى الله صحبة الأخيار ويبتعد عمن يأخذه إلى طريق المعصية، وتلك من أسباب بقاء التوبة في قلب العبد، وحتى تتم التوبة وتكتمل على العبد أن يزيل ما عنده من آثارها.. على أن التوبة تكون مقبولة طالما استوفت الشروط.
فإن ترك العبد الذنب من أجل أهله أو لأنه تسبب في إلحاق الضرر لنفسه أو غيره، أي لم يقم بتركه إخلاصًا لله، فتلك لا تكون توبة نصوحة، فلا يغتفر ما سبق عنها حتى وإن أقلع العبد من الذنب تمامًا.
أما عن الذنب المتكرر بعد التوبة النصوحة فإن العبد يحاسب على الذنب الأخير لا على ذنوبه السابقة، فما فات قد مضى وغفر الله له، وتم محوه بالتوبة الصادقة.. من هنا كان الحرص على ترديد دعاء التوبة من الذنب المتكرر.
بيد أن التوبة إن كان محلها اللسان فقط لا القلب، وكان القلب مصرًا على المعصية، فتلك التوبة لا تجدي ولا تغفر ما سبق عنها من خطايا، ومن الأدعية القرآنية المستجابة في هذا الصدد التي يُمكن اتخاذها صيغة لدعاء التوبة من الذنب المتكرر ما يلي:
- رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ.
- قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي*وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي
- رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ
- رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
- وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
- رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
- رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار
- رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ
- عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا
- رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً
- رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
من هنا كان لزامًا على التائب إقران العمل الصالح إلى توبته وأن يستكثر من فعل الخير حتى تستقيم توبته وتستمر، أملًا في أن يبدل الله سيئاته حسنات.. فقال الله تعالى في محكم التنزيل:
“وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى” سورة طه الآية 82
إن التوبة درجات والناس تتفاوت في تلك الدرجات حتى وإن اشتركوا في أصل تحقيقها، لكن يختلفوا بطبيعة الحال في مدى الالتزام بها وإظهار الانكسار والندم على الذنوب.
اقرأ أيضًا: أفضل دعاء للميت يوم الجمعة مكتوب مستجاب بإذن الله
شروط التوبة الصادقة
حتى يتم قبول التوبة هناك من الشروط الواجب اتباعها، ومن أهمها أن تكون النية خالصة لله تعالى ليس فيها من التظاهر أو الرياء، فالصدق مع النفس في هذا الأمر من أهم ما يجب توافره، حيث إن حرص المرء على عدم تكرار الذنب هو ما يدفعه إلى عدم تكراره والتوبة النصوحة.
علاوة على أن الحرص على الاستغفار والصلاة وترديد دعاء التوبة من ذنب المتكرر من شأنه أن يحجم المرء عن العودة مرة أخرى إلى الذنوب والآثام، فهو يكون أشد حرصًا على فعل كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
ففي حال كان الإثم هو ترك الصلاة تكون التوبة بأداء الصلاة والحرص عليها مستقبلًا علاوة على الندم على ما سلف من تركها، على أنه ليس عليه قضاء ما سبق وفاته من الصلاة، شريطة توافر العزيمة على عدم العودة إلى مثل هذا الذنب، والحفاظ على الصلاة في ميقاتها، لأن التوبة من شأنها أن تمحي ما قبلها.
أما عن ذنب آخر وهو ما جعل المرء يترك الشهادتين، فعليه أن يرددهما مرة أخرى، والاغتسال ليتطهر من إثمه وكأنه سيبدأ من جديد في العهد والإيمان، والعزم على الصلاة ألا وهي سنة الوضوء.
من يستمر على الكفر حتى موته هو من ليس له توبة، أما من آمن ثم كفر ثم آمن ثم عاد إلى الله تائبًا، يغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيخفف الله عنهم العذاب المنتظر ويجعلهم تائبين لينالوا خير الجزاء.. حيث أكد الله سبحانه وتعالى أن حدوث العذاب ولعنة الله لا تتحقق إلا على الكافر الذي يموت على الكفر، فيكون قد حبط عمله.
فلما كان المرء لا يعلم ميقاته ولا يدرك متى سيلقى ربه، عليه أن يبادر بالتوبة الصادقة التي لا تشوبها شائبة، مع الإلحاح والصدق في دعاء التوبة من الذنب المتكرر، والاستعاذة بالله من نزغات ووساوس الشياطين، ومحاولة الثبات على الحق وطريق الصواب الذي لا يتخلله انحرافًا.
من رحمة الله بالعباد أنه هداهم إلى باب التوبة عند الوقوع في المعاصي والرغبة في العودة إلى الله، ومما يوصي به هو ترديد دعاء التوبة من الذنب المتكرر.. فالله يحب التوابين المتطهرين.