ماذا قال الرسول عن الذئب

ماذا قال الرسول عن الذئب؟ وما أهم المعجزات الحسية الحادثة مع الرسول؟ حيث حدث الكثير من المعجزات الحسية مع الرسول، والذي قام بإثباتها العديد من العلماء في كتب السيرة النبوية للرسول، ومن أهم هذه المُعجزات الظاهرة لقدرة النبي هو شهاد الذئب له بالنبوة.

قام الرسول بذكر الصورة الحقيقية له وهو ينطق ويشهد بالنبوة في الأحاديث النبوية الشريفة، ومن خلال موقع الملك سوف نتعرف على ماذا قال الرسول عن الذئب في الفقرات الآتية.

ماذا قال الرسول عن الذئب؟

توجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي قام الرسول بذكر الذئب بها، مختلفة الرواة والمراتب ونسبة صحتها بين الصحيح والموضوع، تتضمن الأحاديث أفعال الذئب مع النبي، وصفاته، وموافقة مع الرسول عليه السلام.

تعددت واشتهرت المُعجزات الأخرى التي يصعب على العقل تصديقها مثل: انشقاق القمر له، وحنين جزع النخل، ونبع الماء من بين أصابعه، وقدرته على سماع أهل القبور، ونزول القرآن الكريم فهو من أفضل وأعظم المعجزات الحادثة بالنسبة للمسلمين جميعًا.

قام أهل العلم بإثبات كافة هذه المُعجزات في كتب السيرة النبوية المُدونة، بالإضافة إلى إثباته بحدوث معجزات أكثر من ذلك والتي قد تصل إلى ألف مُعجزة يصعب حصرها، ومن أبرز هذه المعجزات هو نطق الذئب كالبشر وشهادته للنبي بالنبوة.

عام 1991 ميلاديًا اجتهد الإمام محمد متولي الشعراوي في الإلمام وحصر معجزات النبي وجمعها في كتاب يُسمي كتاب “معجزات الرسول”، تم ذكر حديث أبي سعيد الخدري في عدة كُتب أحاديث صحيحة وهذا ما يُثبت يقين علماء السنة من حدوثه وتصديقه وصحة سنده، وفيما يلي نذكر ماذا قال الرسول عن الذئب في الأحاديث النبوية.

أولًا: حديث تكلم الذئب عن النبي والشهادة له

روى أبي سعيد الخدري إحدى الأحاديث الصحيحة حيث قال: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: عدا الذئبُ على شاةٍ فأخذها، فطلبه الراعي فانتزعَها منه فأقعى الذئبُ على ذَنَبِه قال: ألا تتقِي اللهَ؟ تنزعُ مني رزقًا ساقه اللهُ إليَّ”، فقال: “يا عجَبي ذئبٌ مُقعٍ على ذنَبِه يكلِّمُني كلامَ الإنسِ”، فقال الذئبُ: “ألا أخبرُك بأعجبَ من ذلك؟ محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيثربَ يخبرُ الناسَ بأنباءِ ما قد سبق”…

… قال: فأقبل الراعي يسوقُ غنمَه حتى دخل المدينةَ فزواها إلى زاويةٍ من زواياها ثم أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبره فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فنُوديَ بالصلاةِ جامعةً ثم خرج فقال للرَّاعي: أخبِرْهم فأخبرَهم؛ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “صدق والذي نفسي بيدِه لا تقومُ الساعةُ حتى يكلمَ السِّباعُ الإنسَ ويكلِّمُ الرجلُ عذبةَ سوطِه وشِراكَ نعلِه ويُخبرُه فخُذْه بما أحدث أهلُه بعدَه“.

يبين هذا الحديث الشريف إثبات المعجزات الحسية الصحيحة للنبي –صلى الله عليه وسلم- أن الله -عز وجل- أكرم نبيه من خلال تأييد المُعجزات الحادثة له من خلال نطق الذئب، فهي من المعجزات التي لم تحدُث من قبل ولن تحدث أن الذئب يُحاكي البشر مثلهم.

اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن اختيار الزوجة

ثانيًا: قول الرسول عن الذئب وما نجى منه

ورد في صحيح ابن ماجه عن زيد بن ثابت أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنَّ ذئبًا نَيَّبَ في شاةٍ، فذبحوها بمروةٍ فرخَّصَ لَهُم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في أَكْلِها“.

في هذا الحديث يحاول النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبين الطريقة الشرعية لذبح الحيوانات، واللحوم الجائز أُكُلُها، والأدوات الصحيحة لاستعمالها أثناء الذبح، وكيفية التعامل مع الحيوانات في أوضاع ذبحها، ويحكى في الحديث أن الذئب حاول أن يغرس أنيابه في شاة “أنيابُه تعنى أسنانه الحادة التي تقع أمام الفك”، لكن على الرغم من غرس أنيابه ومحاولته افتراسها لم تمُت.

تمكن أصحاب الشاة من إلحاقها قبل أن تنفس أنفاسها الأخيرة وقاموا بذبحها بحجز أبيض صلب وحاد يُشبه السكين في وقتنا الحالي، وأباح النبي -صلى الله عليه وسلم- أُكُلِها لأنهم قاموا بذبحها قبل أن تموت على الطريقة الشرعية، وتم إدراج لحم الشاة من اللحوم المُباح أُكُلِها.

ثالثًا: حديث ما ذئبان جائعان

استكمالًا في التعرف عن ماذا قال الرسول عن الذئب، نذكر إحدى الأحاديث الصحيحة للإمام الترمذي، عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما ذِئبانِ جائعانِ أُرْسِلا في غنَمٍ، بأفسدَ لَها من حِرصِ المَرءِ علَى المالِ والشَّرَفِ لدينِهِ“.

في هذا الحديث قام النبي -عليه الصلاة والسلام- بضرب مثل لأمته عن فساد المسلم لدينه نتيجة حُب السلطة والمال، حيث يحرص الإنسان على الحصول على المال بأي طريقة، ولو كانت من خلال الربح من التجارة الفاسدة أو المُحرمة.

بهذا تمكن المال وحُب الجاه من إفساد دينُه وإبعاده عن الشريعة، كما جعلته لا يُميز بين الحلال والحرام وخسارة آخرته، وهذا ما يُقصد به ذئبان جائعان تُركا في قطيع الغنم سيبدأ في التهامهم وانتشار الفساد بين القطيع.

الأخطر من ذلك أن يطلب الإنسان العلو والرفعة بين الناس مُستخدمًا الدين والعبادة، ومحاولة لين قلبه من خلال الأمور الدينية وهذا خطأ، فإن أمور الدين والعبادة يتم استخدامهم للتقرب من الله -عز وجل- وليس للتقرب وكسب عاطفة الناس.

اقرأ أيضًا: طلع البدر علينا مكتوبة

رابعًا: حديث إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية

ورد عن الصحابي أبو الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ما من ثلاثةٍ في قريةِ ولا بَدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصلاةُ إلا قد استحوذَ عليْهِمُ الشيطانُ، عليكَ بالجماعةِ فإنَّما يأكلُ الذئبُ منَ الغنمِ القاصيةَ“.

في هذا الحديث الشريف قام الرسول –عليه السلام- بتوضيح أهمية صلاة الجماعة، في قول “ثلاثة في قرية” تعني ثلاثة من الرجال وذلك لأن صلاة الجماعة لا تتم إلا بثلاثة رجال فأكثر، لكن اختلف الفقهاء في ذلك منهم من أيد قول ثلاثة فأكثر، والإجماع حصل على أنها لإثنين فأكثر.

كما بين أن القوم الذين يتركون الصلاة وينفرون من أداء صلاة الجماعة قد استحوذ عليهُم الشيطان وسيطر على عقولهم وتمكن من إبعادهم عن أداء أركان دينهم، وتناسوا الشريعة الإسلامية.

كما بين الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن الشيطان يستحوذ على عقل الإنسان مثلما يستحوذ الذئب المفترس على الشاة المنفردة بعيدًا عن باقي القطيع ليلتهمها ويحصل عليها، وهكذا يُشبه المُسلم الذي يبتعد عن أداء أعمال دينُه ويترك صلاة الجماعة يُصبح فريسة للشيطان.

خامسًا: حديث إقْعاءَ الذئْبِ على العَقِبَيْنِ

من خلال التحدث عن ماذا قال الرسول عن الذئب، نجد أنه ورد أحد الأحاديث الضعيفة عن إحدى الصفات الذي تعلمها أبي هريرة –رضي الله عنه- وهي الإقعاء، أي رفع القدمين أثناء السجود في الصلاة، فقد تم تشبيه أبي هريرة بالذئب وهذا ليس صحيح ويشير إلى الإسناد الضعيف.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ” نَهاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أُقْعيَ في صَلاتي إقْعاءَ الذئْبِ على العَقِبَيْنِ“، وتصحيح الحديث المقصود به يرجع إلى إقعاء أبي هريرة على العقبين، وليس الذئب لأن الذئب ليس لديه عقبين.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع حسبي الله ونعم الوكيل

سادسًا: قول الرسول عن قتل الذئب

في إطار معرفة ماذا قال الرسول عن الذئب وقتله، قد ورد أحد الأحاديث عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال:يَقتُلُ المُحرِمُ الذِّئبَ والغُرابَ والحِدأةَ والفأْرةَ“.

في هذا الحديث يبين الرسول أنه على الرغم من تحريم قتل الصيد، أي حيوانات الصيد ويُحرم أكُلِها، إلا أنه يُحل قتل الصيد الحيوانات الضارة التي قد تتسبب في ضرر وأذى في حال هجومها أو تعرضها له مثل: الغراب، الفأرة، الذئب، الحدأة، الكلب المفترس.

بالإضافة إلى ورود حديث آخر حول ذلك عن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خمسٌ فواسقُ يُقتَلْنَ في الحِلِّ والحَرَمِ: الحيةُ والفأرةُ والغرابُ الأبقعُ والكلبُ والحِدَأَةُ“، يوضح الحديث كُل جنس يُمكنه الضرر وأذية الإنسان يُحلل قتلُه.

شهدت فترة النبوة الكثير من المعجزات التي لا يُمكن حصرها، والتي تُعد أبرزها نُطق الذئب وشهادته بالنبوة للرسول عليه السلام.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا