علاج العقل الباطن من الوسواس

علاج العقل الباطن من الوسواس يمكن أن يتم بطريقة دوائية أو اجتماعية، الوسواس من الاضطرابات القهرية التي تظهر على المريض في شكل صورة ذهنية متكررة الظهور والإلحاح على التفكير، وعادةً ما يواجه المريض هذه الصورة بشكل قهري مثل وسواس النظافة أو حتى هاجس الموت، وعبر موقع الملك نعرفكم على أبرز طرق العلاج.

علاج العقل الباطن من الوسواس

النوع الأول من أشكال علاج الوسواس هو العلاج الدوائي الذي يستعمل فيه مواد كيميائية تهدف إلى التأثير على مستوى أداء النواقل العصبية وتحفيز إنتاج السيريتونين الذي يجعل المريض أكثر قابلية لمقاومة أفكاره السلبية أو الهواجس التي تعرض بشكل مفاجئ.

الشكل الثاني من العلاج هو العلاج الاجتماعي والبيئي الذي يعمد على تغيير مكان العمل أو البيئة المحيطة بالشخص المريض حتى يستطيع التخلص من ذاكرته المتعلقة بهذا المكان، تهدف فكرة العلاج الاجتماعي إلى وضع طرق مكافحة للظاهرة بناءً على تفسير أسبابها الظاهرة وطبيعة الأعراض التي يعاني منها.

اقرأ أيضًا: كيف اتخلص من وسواس المرض

أولًا: علاج الوسواس بالأدوية

يتساءل الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري عن مدة علاج الوسواس بالأدوية والإجابة الطبيعية والبديهية هي أن مدة العلاج تختلف حسب شدة المرض وقدرة العقل على التكيف معه، في حالة كان المريض غير مستجيبًا للوسائل العلاجية ويرفض فكرة أن الدواء سيساعده فهذا الإصرار يمنع أي تقدم ذهني أو نفسي في الحالة.

يصعب وضع مدة زمنية افتراضية بسهولة كونه مرضًا نفسيًا وذهنيًا يصعب توصيفه عضويًا، ويصف الطبيب الدواء حسب شدة الأعراض التي يصفها المريض بدوره.

تستغرق مدة العلاج أشهر حتى يتم ملاحظتها في الحالات المتأخرة، أما الذين يعانون من الوسواس المعتدل فإنهم يحتاجون إلى عشرة ساعات من العلاج النفسي مع ممارسة التمارين والمتابعة الطبية بين الجلسات.

يحتاج الشخص إلى مثبطات تعمل على تحديد نسبة استرداد السيروتونين بشكل انتقائي، وفي الحالات الأشد سوءًا فإن المريض يحتاج إلى العلاج لمدة عام على الأقل وبعضهم تستمر مدة علاجه إلى شهور.

1- كلومبيرامين لعلاج الوسواس

يحفز الدواء مادتي السيريتونين والنورأَبِينِفْرين بشكل رئيسي في الجهاز العصبي وهو ما يزيل الاكتئاب ويسهم في تحسين المزاج، يتسبب أيضًا في تغيير طبيعة القدرة الجنسية للمريض سواء بالزيادة أو النقصان ويدخل في نعاس وصداع واضطرابات هضمية.

يوصف العلاج للبالغين والأطفال أكثر من عشرة سنوات ولا يجب استعماله للمرضى الذين يعانون حساسية لأحد مكوناته، وللمرضى في الحالات المرضية الأخرى الآتية:

  • لا يجب تناوله مع مثبطات أكسيداز أحادي الأمين حتى بعد توقف استخدامه بأسبوعين.
  • لا يستخدم مع المرضى المتعافين أو الذين يعانون من احتشاء عضلة القلب.
  • الذين يعانون من حساسية من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.
  • الذين يحصلون على علاجات أخرى تؤدي إلى تداخل دوائي مثل:
  • السيمتدين.
  • عصير أو ثمرة الجريبفروت.
  • علاجات الذهان.
  • علاجات القلب وارتفاع ضغط الدم.
  • علاجات نظم القلب.
  • الغوانيثيدين.
  • الفينيتوين.
  • الميثيلفينيدات.
  • الوارفرين.

2- فلوكستين لعلاج الوسواس

مضاد للاكتئاب يعمل على خلق الموازنة بين المصابين بالاكتئاب وهو أحد مثبطات السيريتونين الانتقائية التي تحسن المزاج وتقلل من أعراض الاكتئاب، ويستخدم في حالات الوسواس القهري والمصابين بالهلع، ومن أعراضه الجانبية:

  • إسهال.
  • انخفاض الرغبة أو القدرة الجنسية.
  • التهاب الحلق.
  • جفاف في الفم.
  • صداع.
  • ضعف أو رجفة في العضلات.
  • قلق.
  • عصبية.
  • غثيان.
  • فقدان الشهية.
  • نعاس أو أرق.

لا يُنصح باستخدام الدواء للأطفال حتى مع الجرعات الصغيرة منه لمن هم في عمر السبعة سنوات وما دونها، كما توجد موانع أخرى لتعاطي فلوكسيتين مثل:

  • يمتنع تناول الدواء للمرضى الذين يعانون من فرط حساسية للفلوكسيتين.
  • يمنع في حالة الرضاعة الطبيعية.
  • يحدث تداخل دوائي إذا كان المريض يتناول مثبطات أكسيداز أحادي الأمين حتى إذا توقف عن استخدامه لمدة أسبوعين.

3- فلوفوكسامين لعلاج الوسواس

يوصف الدواء للأطفال بعمر 8 سنوات فما فوق، وتتغير الجرعة بتغير السن وحجم الجسم، حيث يتوفر الدواء في صورة كبسولات بتركيز يبدأ من 25 مغ وحتى 150 مغ، ويجب الاحتياط عند استعمال فلافوكسمين في الحالات التالية.

  • خلال فترة الحمل أو الرضاعة الطبيعية حيث يفرز في الحليب المادة الفعالة في الدواء ويؤثر على صحة الطفل.
  • يمكن أن تكون أعراضه الجانبية قوية عند كبار السن والذين يعانون من أمراض القلب والكبد.
  • يمنع مع وجود أمراض اختلاجية عند المريض مصاحبة لمرض الوسواس مثل الصرع.

4- سيرترالين لعلاج الوسواس

لا يستخدم مع الأطفال تحت 6 سنوات وهو يستعمل لزيادة نسبة السيريتونين في الجهاز العصبي، ويستعمل سيرترالين في علاج الاكتئاب واضطرابات الهلع والوسواس القهري، بالإضافة إلى مشكلات نفسية أخرى مثل الاضطرابات الناجمة عن الرهاب الاجتماعي والفترة السابقة على الطمث.

  • يمنع استخدامه مع مثبطات أكسيداز أحادي الأمين بسبب ترديات التداخل الدوائي.
  • يمنع إعطائه للمرضى الذين يتناولون البيموزايد ودواء الديسلفرام.

سيرترالين من أهم طرق علاج العقل الباطن من الوسواس في صورته الدوائية، وأهم ما يميزه هو توفره بصورة كبسولات فموية وأقراص بتراكيز مختلفة وأكثر من طريقة لتناولها.

  • يستغرق مدة من أسبوعين إلى ثلاثة للحصول على النتيجة المرجوة.
  • يمكن خلطه مع نصف كوب من الماء ليصبح محلولًا للشرب أو مع الزنجبيل والعصائر الأخرى.
  • يستعمل في الصباح لتقليل الأرق على معدة فارغة قبل الطعام.

ثانيًا: العلاج الاجتماعي للوساوس

يركز العلاج الاجتماعي أو البيئي على العلاج السلوكي المعرفي الذي يعمل على تقليل مخاوفهم وتركيز العلاج على تقليل الأفكار الغير مرغوبة وتحجيم آثار الأفكار الكارثية والمسببة للاضطراب النفسي والاكتئاب.

تنبني التدريبات التي يحصل عليها مريض الوسواس على تحفيز التركيز على الأفكار ومراجعة قضاياها مما يجعله يكسر الرابط بين الشعور المزعج الذي يصحب الوساوس وبين المواقف والأفكار المتولدة عنه؛ وهذه هي الخطوة الأولى لتخفيف آثار الانزعاج ومنع ممارسة الطقوس القهرية.

تتضمن خطة العلاج تعريض المريض لمسببات الخوف والقلق بشكل مستمر حتى يختبر العقل احتمالية عدم تأدية الطقوس القهرية ومعرفة عواقبها الحقيقية، كما يجب تدريب المريض على القيام بالممارسات المعادية لأعراض الاضطراب لمواجهة أفكار الوسواس.

ثالثًا: وسائل أخرى لعلاج العقل الباطن

  • العلاج بالأعشاب الطبيعية: توجد علاجات أخرى مبينة على أساليب الطب الشعبي مثل تناول مستخلصات نبتة سانت جون، عشبة حليب الشوك، وعشبة الكافا.
  • التحفيز العميق للدماغ: يمكن تحفيز الدماغ لعلاج الوسواس لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق، ويتضمن العلاج زرع أقطاب كهربائية لإحداث نبضات تضبط إيقاع النبضات الغير طبيعية، وهذا العلاج يختص به الذين لا يستجيبون للعلاج الدوائي أو الاجتماعي.
  • التحفيز المغناطيسي للجمجمة: يستخدم لتحفيز الخلايا العصبية عبر توجيه ملف كهرومغناطيسي إلى فروة الرأس، يهدف العلاج إلى تحسين استجابة الأعصاب إلى أعراض الوسواس، ويستهدف الفئة العمرية بين 22 وحتى 68 عامًا من البالغين.

اقرأ أيضًا: أثر الوسواس القهري على الدماغ

أنواع الوسواس القهري

مثلما تختلف مدة علاج العقل الباطن من الوسواس حسب شدة الأعراض فإن طريقة العلاج نفسها تختلف حسب نوع الوسواس الذي يصفه المريض، حيث تتنوع أشكال الوسواس حسب نوع الخلل النفسي أو الفكري الذي يعاني منه المريض.

  • وسواس الاجترار: يدل المصطلح على حالة وسوسة بالأسئلة الدائرية وغالبًا ما ترتبط بأزمات وجودية يعيشها الإنسان.
  • وسواس الأفكار: عبارة عن سيطرة الأفكار على ذهن المريض وتأثيرها على سلوكه وآرائه بصورة غير مقبولة.
  • وسواس الاندفاعات: عبارة عن تولد رغبة قوية تدفع المريض إلى أفعال لا يريدها أو لا يعرف سببًا أو دافعًا منطقيًا لفعلها؛ وعادةً ما يصاحب ذلك أعراض انتحارية وأفكار توسوس للمريض بإيذاء نفسه.
  • الوسواس الحركي: هو تأثير على الذهن يدفع صاحبه للقيام بأفعال بشكل قهري مثل غسل اليدين باستمرار أو التأكد من إغلاق الباب لأكثر من مرة وغيرها من السلوكيات القهرية.
  • وسواس الصور: يكون ذلك عبر ظهور صورة معينة في ذهن المريض باستمرار بصورة عنيفة تطغى على باقي الأفكار حتى وإن كانت صور وهمية لا أساس لها.

اقرأ أيضًا: هل فقر الدم يسبب الوسواس

نصائح علاج لعقل الباطن من الوسواس

قبل الإقدام على الحصول على علاج العقل الباطن من الوسواس سواء بصورة دوائية أو نفسية فهناك مجموعة من المحاذير والنصائح التي يجب وضعها على عين الاعتبار.

  • اطلاع الطبيب على الأدوية التي يتعاطاها المريض سواء علاجات لأمراض أخرى أو مكملات غذائية.
  • الاطلاع على النتائج المترتبة على التوقف المفاجئ عن جرعة أحد الأدوية لأن أغلب أدوية الاكتئاب تؤدي إلى أعراض انسحابية عند التوقف عنها بعد التحسن.
  • البحث عن طرق صحية لتوجيه الطاقة مثل الهوايات والأنشطة الترفيهية ووسائل تفريغ الطاقة الأخرى.
  • ممارسة التأمل والحصول على مساعدات للتخفيف من التوتر الناجم عن الوسواس مثل جلسات الحديث وبرامج التدليك والاسترخاء.
  • المتابعة مع الطبيب عند ظهور سلوكيات أو أفكار انتحارية بعد أخذ الدواء؛ يحدث ذلك مع المراهقين بصورة أكبر بسبب سهولة حدوث اعتلالات دماغية.

يجري البحث عن علاج العقل الباطن من الوسواس لمعرفة طرق العلاج الفعالة سواء السلوكية أو الدوائية، ويعاني أشخاص كثر حول العالم بسبب عدم درايتهم بأساليب عمل العقل الباطن وتأثيره على الوعي الحاضر.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.