أسرار سورة يس الروحانية

ما أسرار سورة يس الروحانية؟ وما سبب نزول السورة؟ تُعد سورة يس واحدة من السور من السور التي لها أهمية وفضل عظيم من بين سور القرآن الكريم لِما فيها من أسرار استجابة الدعاء ونصرة للمظلوم، كما كان نزولها نصرة للنبي -صلى الله عليه وسلم- فضلًا عن ثواب قراءتها أو استماعها، سوف نتعرف على أسرار سورة يس الروحانية وشرح بعض آياتها من خلال موقع الملك.

أسرار سورة يس الروحانية

سورة يس من السور المُحببة لقلوب المسلمين لِما جاء فيها من نصرة للمظلوم والتحدث عن قدرة الله -عز وجل- في خلق الكون وإحياء الموتى، وما أجلّ من ذلك ما يُعبر عن أسرار سورة يس الروحانية، يقرأ العبد السورة بنية التقرب إلى الله ونيل الأجر والثواب، وقد تحدثت السورة الكريمة عن الإيذاء النفسي والجسدي الذي تعرض له الأنبياء والرسل في سبيل تبليغ دعوتهم للناس.

جاءت تحذير للمشركين الذين يعصون الله ورسوله بالعذاب الأليم وأنه يجب عليهم التوبة، كما جاءت أيضًا بُشرى للمؤمنين الموحدين بالله الذين يتقون الله في أعمالهم بالجنة وما فيها من خيرات، فضلًا عما يُقال فيها من استجابة الدعاء وتفريج الهم والحزن، يكفي عظيم ثوابها عند الله مثلها مثل كل السور في القرآن الكريم التي جاءت شفاءً للصدور والتقرب بها إلى الله لعظم أجرها.

كما أن سورة يس مكية نزلت على النبي في مكة المكرمة بعد سورة الجن، وترتيبها رقم ستة وثلاثون بين سور القرآن، الجزء الثالث والعشرون، عدد آياتها ثلاثة وثمانين آية نزلت جميعها في مكة ماعدا آية واحدة وهي الآية الخامسة والأربعون نزلت بالمدينة المنورة.

اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

أسباب نزول سورة يس

نزلت سورة يس في مكة المكرمة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم بين المشركين الذين شككوا أن الله لا يستطيع أن يُحيي الإنسان بعد موته، حيث جاء أحد مشركي مكة إلى النبي وفى يده عظام رجل ميت وقال للنبي ساخرًا أن ربك لا يستطيع إحياء هذه العظام بعد موتها، فرد عليه النبي أن الله يستطيع أن يحيي هذه العظام ويُدخلك النار، كما جاء في قوله تعالى:

“أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)”.

اقرأ أيضًا: فضل سورة البقرة لتحقيق الأمنيات

شرح بعض آيات يس

إنَّ سورة يس بها بعض الآيات التي تتحدث عن قدرة الله عز وجل في إحياء الموتى وجزاء المشركين بالله في الآخرة وإنذارًا لهم مما قد يُلحق بهم قبل توبتهم وجزاء المؤمنين الموحدين بالله، فجاء في قوله تعالى:

إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8)

يتحدث الله في هذه الآية عن المشركين الذين يعصون الله ورسوله وأنه حُكم عليهم بالشقاء في الدنيا وشبههم بالشخص الذي يوجد غل في عنقه ويمد يديه لفك هذا الغل ولا يستطيع.

أما في قوله تعالى:

“(8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)”.

يقول الله في هذه الآيات أنه جعل للمشركين سدًا بين الهدى وفعل الخيرات أي أغشينا أبصارهم عن الحق فلا فائدة منهم، بل الفائدة من المؤمنين الموحدين بالله إذا عصوا الله عليك إنذارهم للرجوع إلى الله، وتوضح الآية أيضًا أن المشركين لم يروا الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو خارج من بيته على الرغم من أنهم يقفوا أمام باب البيت حيث جعل الله غشاوة على أعينهم حتى لا يقتلوه.

أما عن قوله تعالى:

“إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم” فيتحدث الله في هذه الآية عن قدرته في إحياء الموتى وتسجيل كل فعل يفعله الإنسان سواء خير أو شر.

في قوله تعالى: “(64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)“، توضح الآية لِما سوف يحدث يوم القيامة وأن الأرجل والأيدي سوف تُشهد على المشركين بكل شيء كانوا يفعلوه في حق الله.

جاء قوله تعالى: “والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليمتوضيحًا أن الشمس تسير تحت عرش الرحمن وليست في الأرض هي وجميع المخلوقات، وقت الظهيرة تكون في أقرب موضع إلى العرش أما في نصف الليل تكون أبعد ما يكون عن العرش.

أما في قوله تعالى: “(76) أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)

في هذه الآيات دلالة على قدرة الله في تكوين الإنسان الذي يكون نطفة في البداية ثم إحيائه بعد مماته، وذكر قصة الرجل الذي جاء للنبي محمد ليطلب منه أن يعيد الله هذه العظام البالية إلى الحياة ورد الرسول الكريم عليه بأن الله قادر على فعل ذلك دون شك.

اقرأ أيضًا: تحضير درس المجاز اللغوي

جاءت أسرار سورة يس الروحانية لبيان قدرة الله على إحياء الموتى وعلى خلق المخلوقات وبشرى للمؤمنين بنعم الله عليهم وعذاب المشركين في الآخرة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا