عدد تكبيرات صلاة العيد

ما هو عدد تكبيرات صلاة العيد؟ وهل يجوز التكبير بعد فوات محلها في الصلاة؟ حيث أمرنا الرسول بإحياء الشعائر الدينية كالفرحة بالعيد والتكبير والتهليل في أيامه، كما قام بذلك في حياتهم مع التكبير قبل البدء في صلاة العيد والذي اختلف العلماء في حكمه، ولذلك ومن خلال موقع الملك  سوف نتعرف على عدد التكبيرات في صلاة العيد لكل مذهب، ورأي الشرع فيها.

عدد تكبيرات صلاة العيد

تكبيرات العيد من الشعائر المهمة والتي لا يستغنى عنها في كلا العيدين الفطر والأضحى، ولكن اختلف العلماء في عدد التكبيرات في كل ركعة، وسوف نتعرف على رأي كل مذهب من المذاهب في ذلك من خلال السطور التالية:

1- مذهب الحنابلة والمالكية

في سياق التعرف على عدد تكبيرات صلاة العيد يجب ذكر أن العلماء في كلا المذهبين قد اتفقوا على أن التكبيرات العديدة تكون قبل البدء في قراءة السور القرآنية في الصلاة بما فيهم الفاتحة، كما اتفقوا على أن تكون سبعة تكبيرات في الركعة الأولى مع تكبيرة الإحرام، أما في الركعة الثانية يكون عدد التكبيرات ستة مع الاحتفاظ بتكبيرة القيام.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة عيد الفطر

2- مذهب الحنفية

اختلف أمر التكبيرات عند مذهب الحنفية كثيرًا عن غيره من المذاهب، حيث يرون أن عدد التكبيرات في الركعة الأولى يكون ثلاث تكبيرات ولكن استثنوا من ذلك تكبيرة الإحرام، كما يرون أن التكبيرات في الركعة الأولى تكون قبل البدء في قراءة الفاتحة، أما بالنسبة للركعة الثانية فقالوا إنها تتشابه مع الركعة الأولى وتكون ثلاثة.

لكنها تختلف في كونها تتم بعد القراءة، باستثناء أيضًا تكبيرة الركوع، ويجب التنبيه على أن الحنفية أقروا على ضرورة السكوت بين الركعتين فترة قصيرة من الوقت على أن تكون بقدر ثلاثة تسبيحات.

3- مذهب الشافعية

استند مذهب الشافعية إلى حديث ورد عن الرسول الكريم عن التكبيرات على لسان الصحابي عوف المزني يقول فيه: (كبَّر في العيدينِ: في الأولى سبعًا قبلَ القراءةِ، وفي الآخرةِ خمسًا قبلَ القراءةِ)، ولذلك قال اتفق علماء الشافعية على أن عدد التكبيرات في الركعة الأولى سبعة تكبيرات بغير تكبيرة الإحرام.

كما أن عددهم في الركعة الثانية يكون خمسة بغير تكبيرة القيام، من الجدير بالذكر أنه لا يوجد اختلاف بين علماء المذاهب على أن عدد ركعات صلاة العيد ركعتين فقط.

رأي الشرع في تكبيرات صلاة العيد

في إطار التعرف على عدد تكبيرات صلاة العيد يجدر الإشارة إلى أنه من المتعارف عليه أن علماء المذاهب قد اختلفوا في وجوب صلاة العيد ذاتها، فمنهم من قال إنها سنة مؤكدة عن الرسول الكريم، ومنهم من أكد على أنها فرض.

كذلك الأمر في التكبيرات العيد فقد قالت الحنفية أنها واجبة، وأكدت المالكية على أنها سنة مؤكدة عن الرسول، بينما اتفق كلًا من الحنابلة والشافعية على أنها سنة فقط عن الرسول، ويجدر الإشارة إلى أن حكم التكبير قبل القراءة أو بعده من الأمور التي اختلف فيها العلماء أيضًا.

تكبيرات العيد وما يُقال بينها

اتفق العلماء على أنه يفصل بين التكبيرات فترة من الوقت ولكنهم اختلفوا في مدتها وما يُقال فيها، وسوف نتعرف على ذلك بشيء من التفصيل في الفقرات التالية:

1- رأي الشافعية في تكبيرات العيد

علماء الشافعية اتفقوا على أن الباقيات الصالحات هي أفضل ما يُقال بين التكبيرات، وهي (الله أكبر، والحمد لله، ولا إله إلا الله، وسبحان الله)، كما أن جماعة من العلماء قد أجازوا قول غير ذلك على ألا يكون به إطالة، بما في ذلك قول (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

قد استندوا في قولهم ذلك على الآية 46 من سورة الكهف: (وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا).

اقرأ أيضًا: قيمة زكاة الفطر في السعودية

2- رأي الحنفية في صلاة العيد

في صدد عرضنا عدد تكبيرات صلاة العيد ينبغي التنبيه على أن الحنفية رأت أنه يجب على المؤذن والمصلي السكوت ما بين التكبيرات، ولكن في حال أراد قول شيء يمكنهم قول الباقيات الصالحات المذكورة في الفقرة السابقة.

3- تكبيرات في نظر الحنابلة

اتفق علماء الحنابلة على أنه يجوز للمصلي ذكر الله بين التكبيرات الأولى على أن يتوقف عن ذلك في التكبيرة الأخيرة، ويجب التنبيه على أنهم لم يحددوا ذكر معين فقد أجازوا قول الأذكار جميعها، ولكنهم رأوا أن أفضل الأذكار هو قول:

(اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيمًاوذلك لقول ابن مسعود أنه يجوز (تحميد الله، والثناء عليه، والصلاة على النبي) عندما سألوه عما يُقال بين التكبيرات.

4- رأي المالكية

ذهبت المالكية إلى كره قول الأذكار بين التكبيرات أو أي شيء آخر، كما رأوا أن التكبيرات تكون متتالية لا يفصل بينها شيء، ولكن أجازوا للإمام السكوت لفترة قصيرة من الوقت حتى يتسنى للمصلين التكبير من بعده.

اقرأ أيضًا: معلومات عن عيد الفطر

أوقات بدء التكبير

من خلال الحديث عن عدد تكبيرات صلاة العيد يجدر بنا ذكر أن العلماء قد تطرقوا إلى الأوقات التي يستحب فيها التكبير فرأوا أنه يستحب التكبير قبل حلول عيد الأضحى بشهر تقريًبا، وفي يوم عرفة.

قد قيدوا التكبير على أن يكون بعد كل صلاة في أيام التشريق كلها وأيام العيد نفسه، ولكنهم أيضًا أطلقوه بعد في كل أوقات أيام العيد وقبلها على أن يتوقف فور أن يحل غروب اليوم 13 من أيام التشريق.

حكم وقت التكبيرات

كما اختلف العلماء في عدد التكبيرات في كل ركعة في الصلاة اختلفوا أيضًا في أوقاتها بين كل صلاة، وسوف نتعرف على رأي كلًا منهم في الآتي:

  • مذهب المالكية: قالوا إنها تكون قبل قراءة سورة الفاتحة.
  • مذهب الشافعية: أكدوا على أنها تكون بعد البدء في الصلاة بقول دعاء الاستفتاح، وقبل البدء في قراءة السور الفاتحة والسور القرآنية.
  • مذهب الحنابلة: ترك الحنابلة الحرية للمصلي بأن يقول التكبيرات قبل دعاء الاستفتاح من الصلاة أو بعده.
  • مذهب الحنفية: اتفقت الحنفية مع المالكية في رأيها، على أن تكون التكبيرات بعد دعاء الاستفتاح.

اقرأ أيضًا: ماذا تفعل في عيد الفطر

حكم فوات التكبيرات على المصلي

بعدما تعرفنا على عدد تكبيرات صلاة العيد، ينبغي ذكر أن رأي المذاهب الأربعة في حكم على من فاته التكبيرات بُني على كون صلاة العيد واجبة أم سنة، حيث إن الحنابلة والشافعية قد رأوا أن حكمه بأن لا يعود إليها أي إذا دخل المصلي على الصلاة بعد أن انتهى الإمام من الكبير فلا يجوز له التكبير منفردًا بل يقيم الصلاة فورًا.

بينما في رأي المالكية أنه في حال تذكر المصلي التكبير بعد الركوع في الصلاة فلا يجوز له التكبير، أما في حال تذكره قبل الركوع أي في وقت مثل وقت القراءة أو بعدها فيجوز له التكبير.

بينما اختلفت الحنفية مع المذاهب الثلاثة الباقية حيث رأوا أنه في حال أدرك المصلي الإمام بعد التكبير فعليه أن يبدأ في قول تكبيرة الإحرام ويتبعها بالتكبيرات، ففي تلك الحالة يكون مسبوق، بينما في حال كان الإمام لم يبدأ في التكبيرات بعد وبدء في الصلاة فيجب عليه متابعة الصلاة مع الإمام، أما إذا أدرك المصلي الصلاة والإمام في الركوع فيمكنه قول تكبيرة الإحرام وتكبيرات العيد معًا.

لكن في حال خشي أن يرفع الإمام من الركوع فعليه قول تكبيرة الإحرام فقط ومن ثم يقول تكبيرة الركوع، حيث إن الركوع يماثل حكم القيام، ينبغي التنبيه على أن الإمام أبو يوسف قد اختلف في ذلك وقال إنه في حال أدرك المصلي الإمام في الركوع فلا يجوز له التكبير.

ذلك لفوات محله، كما يجب التنبيه على أنه في حال رفع الإمام رأسه من الركوع فلا يجوز التكبير للمصلي من بعده، كما في حال كانت الصلاة منفرة وكان المصلي في حالة الركوع، فيجب عليه معاودة التكبير والركوع مرة أخرى، بشرط ألا يعيد قراءة الفاتحة والسور القرآنية.

يؤكد التكبير على عظمة الله سبحانه عند خلقه، كما أنه يختلف بحسب عدد الركعات في الصلاة، بما فيها تكبيرة الإحرام، ولكنها تختلف في عدد تكبيرات صلاة العيد.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا