شعور الفتاة التي لم تتزوج
شعور الفتاة التي لم تتزوج يعبر عن الحزن، ولكن من المهم أن تعرف الفتاة أن الله يرزق الناس على حسب ما يتناسب معهم، ولأن الرزق لا يعتبر مال فقط، بل إن الزواج من الأرزاق التي كتبها الله على عباده يرزق من يشاء منهم بغير حساب، وهذا ما يوضحه موقع الملك.
شعور الفتاة التي لم تتزوج
قد تشعر الفتاة التي لم تتزوج أن هناك قطارًا قد فاتها، وأنها قد استنفدت فرصة كانت تحتاج إليها، ربما قد تشعر الفتاة أيضًا باستصغار النفس، أو تشعر وكأنها على قارعة الطريق، أُهملت وتركت ولا تعلم ما السبب.
يجب على الفتاة التي لم يرزقها الله بعد بالزواج أن تصبر وتحتسب ذلك في ميزانها عند الله، وأن الله يرفع عنها أذى، أو يحط به خطيئة، فتركن إلى أن الله لا يسبب الأسباب إلا كما يتناسب مع العبد.
سواء كانت الفتاة كبيرة في السن أو صغيرة، فلا تظن أن الله ناسيها، وأنه قد مضى عليها الحول ففاتتها فرصة إيجاد السكن، السكن الحقيقي لا يأتي في سن معينة، بل إنه يأتي عندما يأذن الله بذلك.
عزيزتي، حاولي أن تتذكري كم النعم التي أنعم الله عليك بها، وكم التوفيق الذي رزقك الله إياه والنجاح الذي حصلت عليه في حياتك المهنية وغيرها، كلها من رزق الله وكرمه، وإذا رضيتي أعطاكِ الله المزيد، فمن رضي فله الرضا.
أنعم الله علينا بنعمة الصبر، نستخدمها عند وقوع البلاء، وتكون العون لنا عند وقوع المصيبة، فيجب أن يستخدمها المؤمن من أجل أن يرخي الله على قلبك الصبر والسلوان، ومن أجل أن تبصري الخير في الأمور التي تحسبينه شرًا وهو الخير عند الله.
بمعايير الإنسان في الدنيا قد تكونين زوجة مثالية، لكنك حتى الآن لم تجدي وليفك، الذي يعوضك عن جفاء العالم، وقسوته، وهذا لا يعيبك في أي شيء، بل يزيد من قدرك ويرفع من قيمتك بين نفسك، ولا يهم ماذا يرى الناس.
اقرأ أيضًا: شعور غريب في القلب
كيفية التخلص المشاعر السلبية للفتاة التي لم تتزوج
على الرغم من تقدير المشاعر السلبية والحزن الذي يمكن للفتاة أن تشعر به بسبب عدم الزواج ونظرة المجتمع المجحفة لها.
إلا أن هناك الكثير من المسؤولية على الفتاة للتخلص من هذه المشاعر، لأن المجتمع لن يأتي عليه وقتٌ ويتوقف عن التجريح أو قول الكلمات السخيفة، ولكن يجب أن تأخذ الفتاة القرار الذي يساعدها في التخلص من الحزن الذي تشعر به.
أولًا: ارضيّ بقضاء الله وقدره
من المهم عليك أن تعرفي أن الله قد سبب الأسباب من أجل حكمة لا يعلمها غيره، لذلك من المهم الرضاء بقضاء الله وحكمه، ومعرفة أن الله لا يرضى لعباده الأذى والحزن، أو أن يواجهوا المشكلات التي تقف العقبة الكبيرة في حياته.
إذا كان الزواج مناسبًا لك في الوقت الحالي، لكان الله يسر لك الأمر ورزقك الزوج الذي تبحثين عنه، ومنع عن قلبك الحزن والهم الذي يصيبه في الوقت الحالي.
لأن الله يعلم أن هذا الوقت غير مناسب للحصول على استجابة الدعوة فإنه أجلها وأعطاكِ الخير عنها، ولكن حزنك ويأسك يمنعك من إبصاره.
ساعدي نفسك من إبصار الخير الذي ساقه الله إليك، وستجدي أن الله قد أحاطكِ من كل ناحية، وأعانك على كثير من الأمور لم تكن تتخيلي أن الله قد يرزقك إياها.
ثانيًا: ابنِ العادات الجديدة
من المهم التخلص من جميع العادات السيئة التي تورث المشاعر السلبية، أو الأحاسيس غير المرغوب فيها، وبناء العادات الجديدة التي تساعد في تجديد الطاقات والشعور بالمشاعر الإيجابية، وكل ذلك يساعد في تغيير نمط الحياة.
يساعد تغيير نمط الحياة على النظر إلى الدنيا نظرة مختلفة، والشعور بالمشاعر الجديدة التي تساعد على التخلص من الأحزان أو الأزمات بسرعة والنهوض سريعًا والبحث عن نقاط القوة التي تمتلكها مرة أخرى.
كل هذه الأمور من الأمور الطيبة التي يمكن من خلالها تفادي شعور الفتاة التي لم تتزوج، أو الشعور بأي من المشاعر السلبية الأخرى.
ثالثًا: غيرِ البيئة المحيطة بك
من أولى الخطوات التي يمكن أن تساعد من التخلص سريعًا من أي من المشكلات التي تعيقك عن ممارسة الحياة، أن تغيري البيئة المحيطة، توقفِ عن سماع كل من يسأل عن تأخر الزواج، ولا تقومِ بالموافقة على أي من العبارات التي تؤثر على حالتك النفسية.
إذا كانت هذه العبارات صادرة عن الأقارب خاصة من كبار السن، يمكن بكل بساطة تجنب هذه التجمعات العائلية لحين إشعار آخر، أو لحين التوقف عن هذا السيل.
أما إذا كانت هذه العبارات صادرة عن أشخاص من نفس عمرك، فما الذي يمنعك من أخذ حقك، أو التصدي لمثل هذه الكلمات، بكل بساطة يمكنك أن تعبري عن رفضك لمثل هذه الكلمات.
اقرأ أيضًا: متى تتحقق الرؤيا المبشرة بالزواج
رابعًا: أعيدي ترتيب الأوراق من جديد
رتبِ أوراقك مرة أخرى، وحددِ أهدافك والغاية من الحياة، كلها أمور تساعدك على نسيان هذا الأمر بالكلية.
حيث أخبرنا الله في كتابه العزيز أن الزواج رزق يمكن أن يرزق الله به أحدًا من عباده ويمنعه عن غيره، لذلك تأكدي أن هذا الرزق لم يكن لك، على الأقل في هذا الوقت.
كلما حاسبتي نفسك مرارًا، وجعلت الله نصب عينيك، ساعدك ذلك على ترتيب الأوراق من جديد، وإيجاد الثغرات التي تعينك عن الخروج من هذه الأزمات.
يرفع الله الذين آمنوا، والذين أوتوا العلم درجات، ولم يقل الذين تزوجوا، لذلك ساعدي ذاتك على الأمور التي ترفعك الدرجات عند الله، وإن رزقك الله الزوج في الدنيا فهو خير لك، وإن رزقكِ إياه في الآخرة فهنيًا لك.
خامسًا: اطلب المساعدة
من أهم الأمور التي يجب ألا تغفلي عنها، أو تشعري بالحرج منها، فلا بأس بطلب العون والمساعدة من الخبراء أو المختصين، سوف يساعدك على نسيان الأسباب التي تعطلك عن تحقيق أحلامك، أو الوصول إلى المكانة التي تحلمين بها.
عند التحدث إلى المختصين، سوف تجدِ نفسك تتمتعين بالكثير من الأمور الأخرى التي يمكن بسهولة أن تلفت انتباهك وذاتك عن تأخير الزواج، وسوف يكون الزواج من آخر أولوياتك.
اعلمي أن طلب المساعدة من المختصين وأهل الخبرة من الأمور التي تساعدك بشكل كبير عن التخلص من كل ما أهم بك، ولا تحط من قيمتك أمام نفسك، بل ذلك يجب أن يكون الدافع لك لتصلي إلى أفضل الأماكن أو أحسن الحالات النفسية.
اقرأ أيضًا: لماذا يرفض الرجل الزواج من حبيبته
سادسًا: أحبي ذاتك وارفعي منها
حبك لذاتك لن يجعلك تبحثين عن الحب في الآخرين، وتتساءلين عن تأخر قدوم الشخص الذي يمكن أن يقدم لك هذا الحب، الحب لن يأتي من أي شخص ما دام الحب لم ينبع من ذاتك لنفسك.
حبك لذاتك يجعل كل الأمور صغيرة أمام عيناك، ويجعلك تركنين إلى كل الحلول التي تساعدك على الراحة النفسية، والدخول إلى أبسط الطرق التي تمنعك من الشعور بالضغط النفسي.
لا تظني أن احدًا قد يشعر بقدر ما تشعرين أنت، حتى من تأخر زواجها، فلا تظني أن هناك حالة عامة قد تشرح شعور الفتاة التي لم تتزوج بعد، بل لكل فتاة حالة خاصة بها، لا يمكن لأحد مهما كانت صفته أن يشعر بها.
هوني على نفسك، واعلمي أن هذا الأمر ليس بيدك، وأنك لا تعاقبين على أي شيء، بل إن الله لم يأذن حتى الآن في أن تطأ قدماك الخير الذي تظنين.
من خلال معرفة شعور الفتاة التي لم تتزوج، لا بأس بالترأف بالنفس، لأن الله لا يكلف النفس إلا ما يسعها، وأنه على علم بكل الأمور التي يغفلها العبد منا، ويعرف الخير من الشر.