أضرار الزعل في النفاس

أضرار الزعل في النفاس تنتج عن بعض الاضطرابات المصاحبة للأم في تلك الفترة، لها من الأعراض المتفاوتة في حدتها، إلا أنه يجب السيطرة عليها قبل أن تتفاقم، من هنا لا يجب الاستهانة بدور التغيرات الهرمونية بعد الولادة فهي من الأمور الطبيعية التي لا تختلف من امرأة إلى أخرى إلا أن التعامل مع الأمر هو الذي يمثل محور اختلاف علاوة على بعض العوامل المؤثرة في حدوث الاضطراب النفسي والحزن والكآبة في تلك الفترة، ومن خلال موقع الملك سنستفيض في الحديث عن الأمر بشيء من التفصيل.

أضرار الزعل في النفاس

بعد الولادة تعاني أغلب النساء من الحزن المستمر في فترة النفاس، ولا عجب في ذلك إن كان الأمر ناجمًا عن بعض التغيرات الهرمونية التي تمر بها المرأة في تلك الفترة، من الناحية النفسية والجسدية جراء القلق والتوتر الأمر الذي يصل إلى حد الاكتئاب، ويسمى باكتئاب ما بعد الولادة.

لأن تلك الفترة من الفترات الحساسة في حياة المرأة ينبغي ألا تتغافل عن أن الهدوء والراحة من الأمور الضرورية، فتبتعد كل البعد عما يزعجها أو بسبب لها التوتر.

يمكن الإشارة إلى أضرار الزعل في النفاس من خلال تلك الأعراض التي تتفاوت في خطورتها المصاحبة لدخول الأم في دائرة الزعل والاضطراب، من هنا كان علينا الإشارة إلى بعض الاضطرابات النفسية في فترة النفاس والتي نذكرها تفصيلًا فيما يلي:

أولًا: الكآبة النفاسية

تشهد الأم ألوانًا من الاضطرابات التي تحدث في فترة النفاس، ولكل منها أضرار إن لم يتم التعامل معها على النحو السليم، من أشهرها ما يعرف بالكآبة النفاسية التي تتضح أعراضها فيما يلي:

  • تقلب المزاج بشكل مستمر.
  • الأرق واضطرابات النوم.
  • البكاء غير المبرر.
  • القلق والتوتر.
  • فقدان الشهية.
  • انعدام التركيز.
  • العصبية دون أسباب.

اقرأ أيضًا: متى يمكن ممارسة العلاقة الزوجية بعد الولادة القيصرية

ثانيًا: اكتئاب ما بعد الولادة

عادة تشعر الأم بتلك الأعراض المذكورة سلفًا بعد مرور يومين من الولادة وتستمر حتى انقضاء ما يقرب من أسبوعين، لكن إن استمر الوضع لا تعد مجرد كآبة ملازمة للنفاس بل يمكن تسميته باكتئاب ما بعد الولادة، الذي يكون أشد في أعراضه وأكثر استمرارية، فنجد أن اكتئاب ما بعد الولادة تتضح أعراضه فيما يلي:

  • فقدان الطاقة.
  • الشعور بالتعب على الدوام.
  • عدم القدرة على النوم عدة ساعات متواصلة.
  • تناول الطعام أكثر من الطبيعي.
  • ربما تراود الأم أفكار سيئة حول أذية نفسها أو طفلها، وتلك من أشد الأعراض خطورة.
  • الإحساس بالذنب والخجل من النفس.
  • الشعور بالدونية، فقدان المعنى وعدم الرغبة في الذات.
  • القلق المصحوب بنوبات من الفزع.
  • بكاء مفرط.
  • الشعور باليأس والابتعاد عن الجميع.
  • ضعف الترابط بين الأم وطفلها.
  • ربما يصل الأمر إلى التفكير في الموت أو الرغبة في الانتحار، وهو الأمر الأكثر خطورة على الإطلاق.

من هنا كان اكتئاب ما بعد الولادة من ضمن الاضطرابات الوارد حدوثها في فترة النفاس، فوجب علاجه مبكرًا حتى لا تتفاقم أعراضه مسببة نتائج لا تحمد عقباها، فإذا تم إهماله تشهد الأم وتيرة متقلبة من تلك الأعراض قد تستمر لمدة شهور، الأمر الذي يؤثر عليها وطفلها.

ثالثًا: ذهان ما بعد الولادة

ربما يعد من أكثر الاضطرابات ندرة في حدوثها، إلا أنه من المحتمل أن يدخل في دائرة أضرار الزعل في النفاس لكونه يتراتب عليه مجموعة من الأعراض التي تشعر بها المرأة، على أنه يحدث بعد الولادة بأسبوع، وتلك الأعراض هي:

  • ينتاب الأم بعض الهلوسة والأوهام.
  • فقدان الذاكرة.
  • الإصابة بالبارانويا.
  • الشعور بالارتباك والارتياب.
  • الإحساس بوجود طاقة مفرطة.
  • تحاول الأم إيذاء نفسها أو طفلها.
  • كذلك يصل الأمر إلى جنون العظمة.
  • كما هو الحال بصدد اكتئاب ما بعد الولادة من الممكن أن يصل الأمر إلى الانتحار.

بناءً على ما سبق اتضح أن ذهان ما بعد الولادة من أكثر الاضطرابات الخطيرة التي تجعل الأم تنتهج سلوكيات معينة من الخطورة ما يمكنها من إيذاء طفلها دون دراية منها أو وعي بذلك، الأمر الذي يستتبع علاجًا فوريًا بمجرد ظهور تلك الأعراض.

نشير إلى أن تلك الحالة تعالج في المستشفى من خلال إعطاء الأم بعض مضادات الاكتئاب والذهان، وربما يصل الأمر إلى العلاج بالصدمات الكهربائية، هذا لتجنب أضرار الزعل في النفاس.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن معاشرة الزوجة

اضطرابات جسدية في فترة النفاس

علاوة على أضرار الزعل في النفاس، نذكر أن الأمر لا يتعلق بالمخاطر النفسية فحسب، بل ينطوي أيضًا على بعض المخاطر الجسدية التي لا يجب التهاون فيها، فعند العلم بها تستطيع المرأة أن تتخطى الأمر ببعض العلاجات حتى لا تؤثر عليها حدة الأعراض، ومن تلك المشكلات ما يلي:

  • حدوث قشعريرة بالجسم كله.
  • ارتفاع درجة حرارة النفساء.
  • الإحساس باحتقان في الحوض.
  • سرعة ضربات القلب.
  • آلام الصداع من آن لآخر.
  • وجود بعض التقرحات الجلدية.
  • الآلام المتعددة في جرح العملية القيصرية الذي لم يلتئم بعد في تلك الفترة.
  • الإرهاق الشديد.

بيد أن من أشهر ما تتعرض له الأم في فترة النفاس هو الإصابة بحمى النفاس، والتي لها أعراض معينة ما إن ظهرت يجب علاجها حتى لا يتفاقم الوضع، منها ما يلي:

  • انخفاض هرمون الحليب، مما يؤثر على قدرة الأم على الرضاعة الطبيعية.
  • وجود بعض الالتهابات المهبلية.
  • الإصابة ببعض الالتهابات في الثديين.
  • انقباضات الرحم.
  • التهابات في الكلى والمثانة.

أسباب اضطرابات النفاس

ذكرنا فيما سبق معظم الاضطرابات التي تصيب المرأة في النفاس إن لم يكن جميعها، بيد أنه لم يتم التوصل بعد إلى سبب محدد يجعل امرأة تتعرض لتلك الاضطرابات وامرأة أخرى لا تشهدها من الأساس، إلا أنه من الجدير بالذكر أن الشعور بالحزن والهم في تلك الفترة من شأنه أن يدخل الأم في تلك الاضطرابات دون إدراك كاف منها بخطورة الأمر.

على أن هناك بعض التغيرات التي ربما تحدث وتسبب تلك الاضطرابات أو واحدة منها، وهي ما يلي ذكره:

  • غنى عن البيان أن التغيرات الفسيولوجية في جسم المرأة من شأنه أن يكون له عظيم الأثر في حدوث اضطراب ما، فنجد انخفاض حاد في بعض الهرمونات منها هرمون الاستروجين وهرمونات الغدة الدرقية، الأمر الذي يصاحبه الشعور بالإعياء والتعب، علاوة على فقدان الطاقة، وتلك من الأعراض المسببة للاكتئاب.
  • قد لا تمتلك الأم لأي من الأسباب الخبرة الكافية للتعامل مع مولود جديد، فتجد صعوبة في الأمر برمته، من هنا ينتابها القلق والارتياب حيال أي مشكلة بسيطة.
  • كذلك ربما تشعر الأم بمجرد كونها أمًا حديثة العهد أنها أقل جاذبية في أعين زوجها عن ذي قبل، فتنتابها بعض المشكلات العاطفية، خاصة إن لم تستطع مساعدة نفسها أو السيطرة على الوضع.

لكن هناك أسباب تجعل الأم أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، تشكل بكونها العوامل الأكثر خطورة إن تواجدت ألا وهي:

  • إذا عانت الأم من مثل ذلك الاضطراب في حملها الأول.
  • في حالة ولادة المولود حاملًا بعض المشكلات الصحية.
  • عندما توجد مشكلات بين الأم وزوجها يزيد من حدة الإصابة.
  • إذا كانت الأم على علاقة غير سليمة بأسرتها أو أسرة زوجها.
  • إن وجد هناك تاريخ عائلي لإصابة الأمهات بالاكتئاب في فترة النفاس.
  • عند معاناة الأم من الاضطراب ثنائي القطب.
  • في حالة ولادة توأمين أو أكثر.
  • إذا كان هناك مشكلات مادية تقف عائقًا أمام اعتناء الأم بطفلها حديثي الولادة.
  • بينما إن كان الحمل غير مخطط له أو مرغوب فيه من الأساس تصاب الأم باضطراب جراء ذلك.
  • في حالة معاناة الأم من مشكلات صحية في فترة الحمل قد أرهقتها كثيرًا وتركت آثارًا بالغة.

اقرأ أيضًا: حكم نزول دم بعد العلاقة الزوجية بعد انتهاء الدورة

نصائح لتجنب أضرار الزعل في النفاس

لا ينبغي أن تهمل الأم فترة النفاس، فهي ضرورية تمامًا مثل فترة الحمل والولادة، فالأمر يؤثر بالغ التأثير على المولود والاهتمام بصحته، من هنا كان على الأم أن تتجنب اضطرابات النفاس قدر إمكانها، فما عليها سوى اتباع الآتي:

  • بمجرد ظهور أي من الأعراض الغريبة لا عليها أن تتجاهل ذلك، بل تسعى لمعرفة لم تظهر تلك الأعراض بالاستشارة مع الطبيب المعالج.
  • إن صاحب الأم أي أعراض جسدية منها حدوث نزيف حاد أو التعرض إلى القيء والغثيان باستمرار، ووجود مشكلات في التنفس علاوة على آلام الصداع الشديد، أو الإحساس بتورم ما في مكان جرح العملية القيصرية.
  • تجنب ممارسة التمارين الشاقة من أجل إنقاص الوزن، بل يجب اتباع التمارين الخفيفة حتى لا تؤثر على جرح العملية.
  • التزام البقاء في المنزل لمدة أسبوعين على الأقل بعد الولادة.
  • لا يجب التخلي تمامّا عن الرضاعة الطبيعية، فتلك من شأنها أن تجنب الأم أضرار الزعل في النفاس، فهي مفيدة لها ولطفلها.
  • الاهتمام بالنظام الغذائي الصحي وشرب كميات كافية من الماء، فهذا كله سيعود على الطفل بصحة وعافية.
  • أخذ الراحة الكافية والابتعاد عن الضوضاء قدر الإمكان، فلا تعطي الأم فرصة لنفسها أن تشعر بضغط نفسي قط، فهذا هو الطريق الذي يمهد لها الدخول في اضطرابات ما بعد الولادة، فعليها بالسكينة والاطمئنان قدر الإمكان.

لا يجب على الأم أن تنسى أهمية التواصل والرباط بينها وبين طفلها، فهذا من شأنه أن يبعدها كل البعد عن الزعل في النفاس مهما توافرت العوامل الأخرى، فإن وجودها إلى جانب طفلها لرعايته هو أهم ما تحتاجه في تلك الفترة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا