أحاديث عن معاشرة الزوجة

أحاديث عن معاشرة الزوجة متعددة الأحكام فيما يخص حقوق الزوجة وحسن المعشر وما إلى ذلك في إطار العلاقة الزوجية المستقرة، تلك الأحكام التي لا ينبغي على الزوج إغفالها أو التهاون فيها، ومن خلال موقع الملك سنشير إلى بعض الأحاديث عن معاشرة الزوجة والتفسيرات التي تنطوي عليها.

أحاديث عن معاشرة الزوجة

هناك العديد من الأحاديث التي نقلت بإسناد ضعيف ويرددها البعض، لكن ما ينبغي ذكره أن تلك الأحاديث ليس لها أساس بيّنًا من الصحة، ففيها افتراء على ما قاله رسول الله.

لذا حريٌ بنا ذكر بعض الأحاديث التي ثبت إسناد صحتها، فهي أحاديث عن معاشرة الزوجة بها العديد من الأحكام التي ينبغي أن يتبعها الرجال اقتداءً برسولنا الكريم، ضمانًا لاستقرار الحياة الزوجية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا، وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم(صحيح)

في الحديث حثٌ من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- للمؤمنين بحث الخلق، علاوةً على ترغيبهم في معاملة النساء معاملة حسنة، أي أن أفضل الرجال من يُحسنون التعامل مع نسائهم ومعاشرتهم بالحسنى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“ألا واستَوصوا بالنِّساءِ خيرًا، فإنَّما هُنَّ عوانٍ عندَكم، ليسَ تملِكونَ مِنهنَّ شيئًا غيرَ ذلِكَ إلَّا أن يأتينَ بِفاحِشةٍ مبيِّنةٍ، فإن فعَلنَ فاهجُروهُنَّ في المضاجِعِ واضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مبرِّحٍ، فإن أطعنَكم فلا تبغوا عليهنَّ سبيلًا، ألا وإنَّ لَكم على نسائِكم حقًّا، ولنسائِكم عليكم حقًّا، فأمَّا حقُّكم على نسائِكُم فلا يوطِئنَ فُرُشَكم من تَكرَهونَ، ولا يأذَنَّ في بيوتِكم لِمن تَكرَهونَ، ألا وإنَّ حقَّهُنَّ عليكُم أن تُحسِنوا إليهِنَّ في كسوتِهنَّ وطعامِهِنَّ(صحيح الترمذي).

وصى الرسول المسلمين بالإحسان على النساء، والعمل على إطعامهنّ وتوفير خير السكنى لهم، وأن يعاشروهنّ بالمعروف، مع عدم إباحة الضرب أو التوبيخ أو التقبيح إليهنّ.

إلا في حالة ارتكاب النساء الفواحش فيجب أولًا العمل على النصح والإرشاد باتباع الصواب، وإن لم يتعظنّ فيجب تهذيبهنّ من خلال الهجر في الفراش، ويبقى الحل الأخير هو اللجوء إلى الضرب غير المربح.

قد تناول الحديث أيضًا وجوب الإنفاق عليهنّ قدر المستطاع، كما يحمل الحديث وصية للنساء والرجال معًا على الوفاء بحقوق بعضهما البعض، وهو يعد من الأحاديث عن معاشرة الزوجة بالحسنى.

أحاديث عن جماع الزوجة

ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث الشريفة ما يخص أمر جماع الرجل لزوجته، حتى يسيران على نهجه القويم دون مخالفة للشرع أو الخروج عما نهى عنه سبحانه وتعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“أَمَا لو أنَّ أحَدَهُمْ يَقولُ حِينَ يَأْتي أهْلَهُ: باسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطانَ، وجَنِّبِ الشَّيْطانَ ما رَزَقْتَنا، ثُمَّ قُدِّرَ بيْنَهُما في ذلكَ، أوْ قُضِيَ ولَدٌ؛ لَمْ يَضُرَّهُ شَيطانٌ أبَدًا” (صحيح البخاري).

إن ترديد الدعاء المذكور في الحديث من شأنه أن يرفع البلاء ويقي من وساوس الشيطان، ويُنصح بترديده قبل بدء الجماع، هذا ليرزق الله الزوجين من الذرية الصالحة ما يرغبان، ويحفظ الله أبنائهما من الشيطان ووساوسه.

في الحديث بيان عن أهمية قراءة الأدعية في الأمور والمواقف المختلفة ومنها ما يخص جماع الرجل لزوجته، فالله يحفظ العباد وذريتهم إن استعانوا به واستعاذوا به من الشيطان الرجيم، ومن الأحاديث عن معاشرة الزوجة:

“سمعتُ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم- يومًا يذْكرُ النَّاقةَ والَّذي عقرَها فقالَ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا انبعثَ لَها رجلٌ عارمٌ عزيزٌ منيعٌ في رَهطِهِ مثلُ أبي زَمعةَ ثمَّ سمعتُهُ يذْكرُ النِّساءَ فقالَ إلامَ يعمِدُ أحدُكم فيجلِدُ امرأتَهُ جلدَ العبدِ ولعلَّهُ أن يضاجعَها من آخرِ يومِهِ قالَ ثمَّ وعظَهم في ضحِكِهم منَ الضَّرطَةِ فقالَ: إلامَ يضحَكُ أحدُكم مِمَّا يفعلُ” (صحيح البخاري).

يشير الحديث إلى ضرورة معاملة النساء معاملة حسنة طيبة، بأن تكون العلاقة بين الزوج والزوجة علاقة محمودة تملؤها المودة والألفة لا علاقة بهيمية مرتبطة بغرض بعينه.

ذلك فلا يجب أن يعامل أحدهم زوجته معاملة سيئة، ومن ثمّ يجامعها متى شاء حتى وإن كانت غاضبة منه وتنفر من وجوده، فهذا بعيد كل البعد عن الشريعة السمحة.

أحاديث موضحة لشروط الجماع

من الأحاديث عن معاشرة الزوجة بالحسنى أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال:

إذا أتَى أحَدُكُمْ أهْلَهُ، ثُمَّ أرادَ أنْ يَعُودَ، فَلْيَتَوَضَّأْ، زادَ أبو بَكْرٍ في حَديثِهِ: بيْنَهُما وُضُوءً، وقالَ: ثُمَّ أرادَ أنْ يُعاوِدَ” (صحيح مسلم).

يرشدنا الرسول الكريم في هذا الحديث عن أمر فيه تعاليم حسنة عند جماع المرأة، حيث يشير إلى أن الرجل إن جامع زوجته، ومن ثم أراد أن يجامعها ثانيةً لكنه لم يغتسل بعد، فعليه أن يجعل بين الجماعين فترة يتوضأ فيها، فذلك أفضل له وأكثر نظافة من ناحية أخرى.

كما أن الوضوء الذي يُنصح به هنا يشتمل على غسل العضو الذكري، حتى يزيل كل ما هو مفسد للجماع التالي، فعن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت:

“إذا جاوزَ الختانُ الختانَ وجب الغسلُ، فعلتُه أنا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فاغتَسَلْنا

فكانت زوجات النبي –صلى الله عليه وسلم- يقومون بتعليم الناس أمور دينهم، فيما فقهوه وعلموه من تعليم الدين الإسلامي تأثرًا بالرسول الكريم ونقلًا عن أقواله وأفعاله.

فكنّ ينقلن ما يخص العلاقة الزوجية دون حرج، لأن هذا من العلم النافع الذي يجب أن يدركه الناس أحكامه، ومن ضمن ما نقلوه ما يخص الجماع وأحكامه وكيفية الاغتسال.

هذا فإن دخل عضو الرجل في فرج زوجته حتى إن كان غير مصاحبًا لنزول المني، هنا يجب الغسل غسلًا تامًا للجسد، وهذا من شروط الطهارة، ليدرك الناس أمر وجوب الغسل أنه بمجرد الإيلاج سواء كان في حالة نزول المني أم عدم نزوله.

 

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:

“من أتى كاهِنًا فصدَّقَهُ بما يقولُ أو أتى امرأةً حائضًا أو أتى امرأةً في دُبُرِها فقد برئَ ممَّا أنزلَ اللَّهُ على محمَّدٍ(صحيح الترمذي).

في الحديث الشريف نهى الرسول عن مجامعة المرأة أثناء فترة الدورة الشهرية، لما في ذلك من أذى يجب الاغتسال منه، لأن فيه من الاستكراه ما ينفر ويسبب حدوث الضرر، كما أنه لا يُحدث التمتع بين الطرفين، بل على العكس نجده يسبب الاشمئزاز.

أحاديث تتناول أحكام الزواج

من ضمن تقديم الأحاديث عن معاشرة الزوجة نجد أن هناك من الأحاديث الشريفة ما تناول الأحكام التي يجب على المرأة اتباعها عند الزواج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ” (صحيح البخاري)

فالزواج هو تلك العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة التي يتضح فيها حقوق وواجبات كلًا منهما، وهنا قد تبين حكم امتناع المرأة عن مجامعة زوجها إن أرادها، فهي تصبح آثمة إن لم يكن لديها سبب وافي مما يحرم الجماع.

كحالة الحيض أو النفاس، لكن إن غضب منها زوجها جراء فعلتها تلك فإن الملائكة تلعنها حتى الصباح، لأنها منعت زوجها من حقه الشرعي، فعليها أن تتوب عن فعلتها، ولا تبخس زوجها حقه، ومن خير الأحاديث عن معاشرة الزوجة:

اتَّقوا اللهَ في النساءِ؛ فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ الله، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ الله، وإنَّ لكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحًدا تكرهونَه، فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسوتُهنَّ بالمعروفِ (صحيح).

فهذا ما قاله الرسول –صلى الله عليه وسلم- في حسن معاملة الزوجات، فيجب على الأزواج أن يؤدون حق زوجاتهم، ما بين الحقوق المالية وغير المالية، فالأمر يُبنى على التقوى والصلاح.

وصايا الرسول في المعاشرة الزوجية

إنه من المعلوم عدم جواز أي علاقة حميمية دون الزواج، فهو الميثاق الغليظ الذي أحله الله وأباح من خلاله تمتع كلا الزوجين بالآخر، أما عن تلك العلاقة بين الجنسين فهي تهدف إلى:

  • التكاثر وإنجاب الذرية الصالحة بما يفي بالحاجة إلى تعمير الأرض.
  • أن يتبادل الزوجان الحب والمودة والألفة، فلا زواج يقوم على مصالح أو إكراه.
  • يعمل كلا الزوجين على إشباع رغبتهما، من خلال التمتع بالطرف الآخر، مما يشبع الرغبة الغريزية التي فطرت عليها الأجناس، ويعف من الوقوع في الحرام.
  • أن تتم العلاقة الزوجية في إطار من المداعبة واللطف، وخير الكلام وأحسنه، مع مراعاة الاستعداد النفسي والعاطفي حتى يصل الزوجان إلى إشباعهما.
  • لا يجوز إفشاء ما يحدث بين الزوجين خارجهما، فالعلاقة الزوجية من الأسرار التي لا يجوز لأحد معرفتها.
  • يراعي كلًا منهما حق الآخر عليه، فلا يبخسه حقوق ولا يمنعه من ممارسة ما أحله الله.

قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:

أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ” (صحيح مسلم)

فكما أن الزنا من المحرمات التي ينتج عنها الوزر والإثم نجد أن العلاقة الجنسية بين الزوجين يؤجران عليها ثوابًا.

من الأحاديث النبوية الشريفة ما يرشدنا إلى الخير والصلاح اقتداءً بسنة النبي العطرة وسيرته التي نتخذها منهاجًا في التعاملات وأهمها ما يخص الحياة الزوجية.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا