رأي العلماء في إخراج زكاة الفطر نقدا

ما هو رأي العلماء في إخراج زكاة الفطر نقدا؟ ومن هم الواجب عليهم إخراج الزكاة؟ أكد الإسلام على أن إحساس المسلم بأخيه من الأمور الواجب عليه فعلها، سواء في شهر رمضان أو في بقية الأشهر، ومن خلال موقع الملك سوف نتعرف على رأي العلماء في الزكاة وإخراجها نقدًا أم طعامًا.

رأي العلماء في إخراج زكاة الفطر نقدا

قبل البدء في ذكر رأي العلماء في إخراج زكاة الفطر يجب التأكيد على أنها موجبة، كما تعتبر دلالة على شُكر العبد ربه على إتمام شهر رمضان المبارك، وتكملةً له، حيث إنها تكمل النقص الحادث في صيامه في رمضان من قول الكلام البذيء.

كما تعتبر تطهيرًا له من كل فعل سيء قام به في وقت الصيام، ولكن ما رأي العلماء في إخراج زكاة الفطر نقدا؟ قد اختلف العلماء فيه على ثلاثة آراء، وتتمثل في السطور التالية:

1- رأي الحنفية وبعض علماء السلف

رأت الحنفية أنه يجوز للمسلم إخراج زكاته نقدًا وذلك استنادًا إلى المقصود الأصلي من الزكاة وهو إخراجها لإغناء الفقراء والمساكين عن الحاجة، والذي يمكن أن يتحقق بالطريقتين إخراج الزكاة وإخراج قيمتها نقدًا.

كما يرون أن إخراج الطعام كما ذُكر في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام: (فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ) على سبيل المثال ليس أكثر، بالإضافة إلى أن الأموال يمكن أن تغني الفقراء من الحاجة أكثر من الطعام في عصور مختلفة.

اقرأ أيضًا: قيمة زكاة الفطر في السعودية

2- رأي المذاهب الثلاثة الباقية

هم الحنابلة والشافعية والمالكية، أكدوا على أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا بل يجب أن تكون طعام فقط وذلك للحديث السابق ذكره في النقطة السابقة، بالإضافة إلى الحديث الذي أخرجه سعيد الخدري والذي ذكر الإمام مسلم في كتابه:

(كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ).

3- رأي الإمام ابن تيمية

رأى الإمام ابن تيمية وهو أحد الأئمة الكبار في الإسلام أنه يمكن إخراج زكاة الفطر نقدًا في حال كانت للضرورة أو لحاجةٍ ما، ولكنه أكد أيضًا على أن الواجب بها هو الطعام وليس النقد، ولكن يتم الاستغناء عنه أيضًا في حال وجدت مشقة في إخراج زكاة الفطر طعام.

وقت إخراج زكاة الفطر

نحن في صدد عرضنا لرأي العلماء في إخراج زكاة الفطر نقدا، ويجب ذكر أن العلماء قد اختلفوا في الوقت المخصص لخروج زكاة الفطر في رمضان، وسوف نوضح رأي كلًا منهم في الآتي:

  • رأي الحنابلة والشافعية: قد أكدوا على أن وجود زكاة الفطر يبدأ بعد أن تغرب شمس آخر يوم في رمضان.
  • رأي المالكية والحنفية: رأوا أنه يجب إخراج زكاة الفطر فور أن يطلع فجر يوم العيد ويمتد إلى ما قبل القيام بصلاة العيد.

الجدير بالذكر أنه لا يجب تأخير إخراج الزكاة بغير عذر من المُخرج، كما ذلك استنادًا إلى قول عمر رضي الله عنه: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بزَكَاةِ الفِطْرِ قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ)، ينبغي التنبيه على أن بعض الصحابة قد أخرجوا زكاة العيد قبل البدء فيه بيوم أو يومين مما يتيح لنا إخراجه بالمثل استنادًا لفعلهم هذا.

إثبات حكم زكاة عيد الفطر

في سياق التعرف على رأي العلماء في إخراج زكاة الفطر نقدا نذكر أن كل علماء المذاهب قد اتفقوا على أن زكاة الفطر واجبة ولا يوجد شك في ذلك استنادًا لقول عبد الله بن عمر:

(فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ)، كما أنها واجبة على كلا الجنسين الصغير منهم والكبير.

لكن يجب التنبيه على ألا يجوز إخراج زكاة الفطر على الجنين في حال كانت ولادته بعد مغرب ليلة العيد، ولكن يمكن إخراج كنوع من الزكاة المستحبة، ويشترط لإخراج الزكاة أن تكون زيادة عن طعام المسلم في بيته وطعام أهله ومن تلزمه إخراج النفقة عنهم.

من يُشترط عليه زكاة الفطر؟

ذهب العلماء إلى أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم صغير كان أو كبير، صحيح أو مريض أو مسافر حتى وإن لم يصم شهر رمضان، ما دام قد حضروا رمضان.

اقرأ أيضًا: كم نصاب المال الواجب فيه الزكاة

حكم زكاة الفطر على الميت

أكد العلماء على أنه في حال مات أحدهم قبل أن تغرب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك، لا يجوز لأهله إخراج الزكاة عنه، حيث إنه بذلك خرج من وجوب إخراج الزكاة.

لم يفرض الإسلام أي أمر على المسلم إلا في حال كان مفيد له، كما أنه لم ينهاه عن أمر إلا إذا كان فيه ضرر له، لذلك يجب علينا الانصياع لكل أوامره وتنفيذها بكل شروطها.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا