حكم لبس الحرير للرجال

حكم لبس الحرير للرجال من أكثر الأمور التي يجب على الرجل المسلم الإلمام بها ومعرفتها، أحل الإسلام بعض الأشياء وحرم بعض الأشياء الأخرى ليس من أجل التضييق على البشر بل من أجل الالتزام بالحدود والنظام في الكون،  لذلك سوف يتم توضيح حكم لبس الحرير للرجال من خلال موقع الملك في الفقرات التالية حتى تكون الرؤية واضحة عند الرجال.

حكم لبس الحرير للرجال

يُحرم ارتداء الحرير عند مذهب الحنفية، الشافعية، الحنابلة، بالإضافة إلى مذهب المالكية، حيث إن هذا الحكم يتوقف على إذا كان الرجل يرتدي ثياب كاملة من الحرير المصمت أم يرتدي شيء يدخل في تصنيعه الحرير.

يحرم ارتداء الرجال للملابس المصنوعة من الحرير المصمت الذي يتم إنتاجه من دودة القز، أي الملابس التي يتم تصنيعها بشكل كامل من الحرير، حيث إن الحرير يعد رمز للزينة وصفات النعومة والرقة الزائدة ولا يعد هذا من الأمور الجيدة لوصف الرجال، بل تعد هذه الصفات مقترنة أكثر بالنساء.

لكن من المحتمل أن يقوم الرجل بارتداء الملابس التي يدخل في تصنيعها الحرير الصناعي، لكن لا يتجاوز الحجم المستخدم عن مقدار أربعة أصابع.

الدلائل على تحريم ارتداء الرجال للحرير

يجب التعرف على الأدلة التي توضح حكم لبس الحرير للرجال، حيث تتواجد مجموعة من الأدلة والبراهين الدينية التي تؤكد أن ارتداء الرجال للملابس الحريرية يعد من الأمور المحرمة، حيث إن ارتداء الرجال للملابس المصنوعة من الحرير الطبيعي أو حتى الجلوس والاستناد عليه، يساهم في نمو مشاعر زائدة من اللين والميوعة، مما يتعارض مع الصفات الجادة للرجال.

لذلك إليكم بعض الأدلة التي تؤكد عدم جواز ارتداء الرجال للملابس المصنوعة من الحرير الخالص النقي الذي يتم الحصول عليه من دودة القز:

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول:

لا تلْبَسوا الحريرَ، فإِنَّ مَنْ لَبِسَهُ في الدنيا لم يلبسْهُ في الآخرَةِ”.

يعد هذا الحديث تحذير للرجال من ارتداء الحرير في الدنيا، حيث يقوم الحديث بتوضيح أن من يرتدي الحرير في الدنيا لن يتمكن من ارتدائه في الآخرة، مما يدل على مدى تحريم ارتداء الرجال للحرير.

كما أنه عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال:

“إنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أخذ حريرًا فجعلَه في يمينِه، وأخذ ذهبًا فجعلَه في شمالِه، ثم قال: إنَّ هذيْنِ حرامٌ على ذكورِ أمتي”

يوضح هذا الحديث تحريم تداول الرجال للذهب أو الحرير، سواء عن طريق الزينة أو عن طريق اللبس، لكن يقتصر الحديث على الرجال دون النساء.

أدلة من السنة على تحريم ارتداء الحرير للرجال

يتواجد العديد من الأحاديث التي توضح حكم لبس الحرير للرجال، حيث يقصد هنا الملابس المكونة من الحرير الخالص دون أي إضافات ومن الأدلة نذكر ما يلي:

“نهى نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلَّمَ عن لُبْسِ الحريرِ إلَّا موضعَ إصبعينِ أو ثلاثٍ أو أربعٍ” رواه علي بن أبي طالب.

يوضح هذا الحديث الحد المسموح به لارتداء الرجال للحرير، حيث يجب ألا يتعدى حجم الحرير في لباس الرجال عن مقدار أربع أصابع، فقد يتمثل هذا المقدار في العلامات التي تتواجد في الملبس.

عن عبد الله بن عمر قال: “أرْسَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه بحُلَّةِ حَرِيرٍ -أوْ سِيَرَاءَ- فَرَآهَا عليه فَقالَ: إنِّي لَمْ أُرْسِلْ بهَا إلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا؛ إنَّما يَلْبَسُهَا مَن لا خَلَاقَ له، إنَّما بَعَثْتُ إلَيْكَ لِتَسْتَمْتِعَ بهَا. يَعْنِي تَبِيعَهَا”.

يوضح الحديث مدى تحذير الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ارتداء الرجال للحرير، حيث إنه من يقوم بارتداء الحرير من الرجال يعد من الرجال الأقل حظًا بالجنة، فمن يتمتع بذلك في الدنيا قد يحرم منه في الآخرة.

حكم ارتداء الرجال للحرير الصناعي

لم يحرم ارتداء الرجال للحرير الصناعي، حيث إن الغرض من التحريم هو ارتداء الحرير الطبيعي النقي من أي شوائب، لعدم اكتساب بعض الصفات الغير مرغوب بتواجدها في الرجال مثل الإحساس الزائد بالنعومة والمشاعر المرنة التي تتصف بها النساء.

أما في حالة الحرير الصناعي يعد الأمر ليس محرمًا مادام لم يتشبه الرجل بالنساء.

الحالات المباح فيها ارتداء الرجال للحرير

تعد الحالات التي يسمح فيها بارتداء الرجال للحرير جزء من حكم لبس الحرير للرجال، حيث إن الأصل في الدين توفير حياة كريمة يعيش بها الإنسان في سلام، لذلك يتواجد في كل حكم من أمور الدين بعض الاستثناءات التي تيسر الحكم، لذلك من الممكن أن يقوم الرجال بارتداء الحرير، لكن يتم ذلك في الأمور الضرورية.

كما في حالة إذا كان الشخص مريضا وشفائه يتعلق بارتداء ملابس الحرير أو أن لباس الحرير سوف يقلل من حدة المرض الذي يعاني منه، كذلك يمكن ارتداء الحرير للرجال في حالة إذا لم يمتلك الشخص غيره لستر عورته أو لحماية جسده من البرد.

تتنوع الأحكام في الإسلام وفقًا للحالة والوضع للأشخاص فبالرغم من تحريم بعض المأكولات فلا إثم على الشخص إذا اضطر لتناولها، هكذا هي أحكام الإسلام أجمع، حيث إن الدين يسعى لتسير الحياة لا تعقيدها.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.