حكم كشف عورة الرجل للمرأة

حكم كشف عورة الرجل للمرأة من الأحكام الدينية التي ينبغي التعرف عليها، حتى لا يختلط على الرجل الأمر، كون الدين أباح له أن يكشف العديد من الأماكن في جسده دون التقيد بضوابط معينة.

لذا ومن خلال موقع الملك، دعونا نتعرف على حكم الدين في كشف عورة الأجنبي للمرأة، وذلك من خلال السطور القادمة.

حكم كشف عورة الرجل للمرأة

ديننا الحنيف دين يسر وليس عسر، فلم يتم تشريع الأحكام إلا للحفاظ على المجتمع من الفتن وتفشي الفواحش، فقد شرع الدين الكثير وحرم الكثير أيضًا، حفاظًا على النفس البشرية المسلمة التي إن اتبعت الشريعة نجت، وإن تركتها هلكت.

الجدير بالذكر أن الله لا يعاقب من قام بعكس أوامره في الحالات الضرورية البحتة، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز:

(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة البقرة الآية رقم 173.

كانت الآية قد نزلت في أمر تناول الطعام، حيث إن اضطر الرجل إلى أكل ما حرم الله في حالة عدم إتاحة سبيل سواه، مما قد يلحق به الضرر، فأولى به تناوله دون الخوف من عقاب الله، حيث إن الله الغفور الرحيم يغفر للمضطر في تلك الحالات.
كذلك الأمر في حكم كشف عورة الرجل للمرأة، فإن عورة الرجل على المرأة الأجنبية تبدأ من ما بين سرته حتى ركبتيه، فلا يجب عليه أن يكشفهما أمامها، وإن كان مازحًا، فهذا إثم كبير يستوجب التوبة والاستغفار.

أما في حالة الاضطرار، وكان الأمر لزامًا لتلقي علاج مثل القسطرة البولية أو الحقن العضلية، فلا بأس مادام الأمر اضطراري، وخالي من الفتن، على أن تتقي المرأة الله، وتلتزم بقول الله تعالى في سورة النور، الآية رقم 31:

(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ..)

هنا نكون قد تعرفنا على حكم كشف عورة الرجل للمرأة بشكل واضح وصريح.

اقرأ أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة

حكم كشف العورة المغلظة

العورة المغلظة هي القبل والدبر، فبعد أن تناولنا حكم كشف عورة الرجل للمرأة، علينا أن نعرف أن للرجل عورة مغلظة التي لا يجب أن تراها إلا أمه في مولده، إلى أن يكبر ويقترب من سن البلوغ، فحينها لا يجب عليها النظر إلى مساوئه.

بعد ذلك يمكنه كشف العورة المغلظة أمام الزوجة وملك اليمين فقط، فقد قال معاوية بن حيدة القشيري، رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قلت يا رسولَ اللهِ عوراتُنَا ما نأتِي منها وما نذرُ قال احفظْ عورتكَ إلا من زوجتكَ أو مما ملكتْ يمينكَ فقال الرجلُ يكون مع الرجلِ إن استطعتَ أن لا يَراها أحدٌ فافْعَل قلتُ والرجلُ يكون خاليًا قال فاللهُ أحقّ أن يُسْتَحيا منهُ(صحيح).

من خلال الحديث نستشف أن هناك عورة أولى بالزوج ألا يريها حتى لزوجته إن استطاع، حيث إن ديننا دين الحياء، ومن شيم الرجل أن يحافظ على رجولته أمام المرأة التي اختار أن تشاركه حياته، فلا ترى منه إلا كل جميل وطاهر.

فإن استطاعت ألا تكشف سوأتها إلى زوجها خشية أن يكون ممن يشمئزون من ذلك على الرغم من كونه أمرًا حلالًا لا إثم فيه، فالأولى بها ذلك.

الجدير بالذكر أنه عندما قتل قابيل هابيل، وعجز عن أن يتخلص من جسده، جل ما أثر فيه حيال ذلك، أنه عجز عن أن يداري سوأة أخيه، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز:

(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) سورة المائدة، الآيتين 30،31.

من هنا يتضح لنا أهمية حفاظ الرجل على عدم كشف عورته على أي حال من الأحوال، حتى لا يأثم ويقع في ذنب يستحق عقاب الله، والذي لا تقوى عليه الأبدان البشرية.

أحكام كشف العورة

بعد التعرف على حكم كشف عورة الرجل للمرأة، كان علينا أن نلمك بكافة أحكام كشف العورة في ديننا الحنيف، فكما حرم الله نظر المرأة إلى عورة الرجل الأجنبي، وكذلك نظر الرجل إلى عورة المرأة التي لا تحل له.

إلا أن هناك مواضع من شأنها أن تبيح الأمر، والتي سنتعرف عليها من خلال ما يلي:

 1- المجالات الطبية

حيث أجاز الإسلام نظر الرجل إلى أجزاء جسد المرأة في حالة التشخيص لمعرفة المرض الذي أصابها، مما يخول له وصف العلاج الصحيح، على ألا يجوز له النظر إلا إلى موضع الداء، كما عليه أن يراعي الله في مصدر رزقه الذي من عليه به.

فلا ينظر لها بشهوة وأن يمتثل إلى أوامر الله تعالى في الآية الكريمة رقم 30 من سورة النور حيث قال:

(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).

كذلك الأمر في النساء، فلا يجب أن تتمعن المرأة النظر إلى عورة الرجل كونها تعمل على تطبيبه، والجدير بالذكر أنه في حالة توافر الطبيبة المسلمة، فلجوء المرأة لها أولى من الرجل، وكذلك في الرجال، فالطبيب المسلم أولى بتشخيص مرض الرجل من المرأة.

2- أداء الشهادة

اتفق الفقهاء وأهل العلم على جواز النظر إلى وجه المرأة التي تؤدي الشهادة في الجهات القضائية، على ألا تحمل النظرة أي غرض آخر، كذلك يجوز للمرأة النظر إلى الرجل في ذات الحالة، على أن تتقي الله في نفسها ولا تتمعن النظر، ولا تستعمل رخصة الله لها على النحو الخاطئ.

كذلك الأمر في الحالات التي تستدعي التحقق من الشخصية، كشراء الأشياء أو التحدث إلى أحد الأشخاص في العمل أو ما سواه، مع الالتزام بالضوابط الإسلامية، فقد ميز الله الإنسان بالعقل، والذي يخول له التفريق بين الحلال والحرام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الحلالُ بَيِّنٌ والحرامُ بَيِّنٌ وبينَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ فَمَنْ اتَّقَاهَا كَانَ أَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشبُهاتِ أَوْشَكَ أَنْ يَقَعَ في الحرامِ وهو لا يَشْعُر” (صحيح) رواه عبد الله بن عمر.

اقرأ أيضًا: حق الزوجة في مال زوجها

3- الرؤية الشرعية للخطبة

في حالة تقدم الشاب إلى خطبة الفتاة، فليس عليه حرج أن ينظر إليها، على ألا تحمل النظرة أي من أغراض الشهوة التي حرمها الله عليه في تلك الفترة، حيث لا ينبغي عليه سوى النظر إلى وجهها للتعرف على ملامحها، والكفين لمعرفة لون البشرة، وإن كانت سمينة أم نحيفة.

كذلك الأمر في الفتاة، فلا يجب أن تنظر إلى الخاطب بأي نظرة لا تحمل إلا النية الطيبة، كما لا يجوز لها النظر سوى لوجهه وكفه، وذلك للتعرف على ملامحه عن قرب ولون بشرته وطبيعة جسده.

كما رأينا في حكم كشف عورة الرجل للمرأة، فإن الدين لا ينزل من التشريعات إلا ما هو خير للمؤمن وللمجتمع أجمع.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا