قصص واقعية عن انتقام الله من الظالم

قصص واقعية عن انتقام الله من الظالم تؤكد أن عهد الظلم لا يدوم وإن لكل ظالم نهاية حتمية لا مفر منها فيقول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا) وسوف نقوم بذكر قصص واقعية عن انتقام الله من الظالم من خلال موقع الملك.

قصص واقعية عن انتقام الله من الظالم

هناك الكثير من القصص التي تؤكد أن الله سبحانه وتعالى ينصر المظلوم مهما طال الزمن فإن دعوة المظلوم مستجابة عند الله عز وجل فإن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، ويمهل ليعطي فرصة للظالم للرجوع عن ظلمه والتوبة إلى الله والرجوع إليه وحق المظلوم راجع لا محالة في ذلك.

يقول ابن عباس: “دعوتان أرجو إحداهما وأخاف الأخرى، أما التي أرجوها فدعوة مظلوم نصرته، وأما التي أخاف فهي دعوة إنسان ظلمته؛ لأن الله يقول لدعوة المظلوم: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين” فإن الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وعلى العباد.

قد تم ذكر الكثير من الظالمين الذين أخذهم عذاب الله في القرآن الكريم مثل فرعون الذي طغى وتجبر في البلاد فيقول الله عنه في كتابه العزيز:

(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [القصص].

كذلك قارون الذي منحه الله من الكنوز ولكنه طغى وتجبر وكانت نتيجة ذلك الظلم أن الله خسف به الأرض فيقول الله تعالى عنه:

(فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ [القصص81 ]

أبرهة الحبشي الذي قام ببناء كنيسة ويجعل الناس يحجون إليها بدلا من بيت الله الحرام ومن طغيانه جاء؟ بجيش كبير لهدم الكعبة وكانت نتيجة ذلك أن الله سبحانه وتعالى أرسل عليه طيرًا أبابيل أهلكته هو ومن معه.

هناك الكثير من القصص الحقيقة  الأخرى التى تم ذكرها عن عواقب الظلم ونصرة المظلوم والتي سوف نقوم بذكرها لأخذ العبرة والعظة.

اقرأ أيضًا: قصة حب قصيرة قبل النوم

قصة سعيد بن زيد رضي الله عنه

تلك القصة تؤكد استجابة دعوة المظلوم فيقص مسلم في صحيحه أن ذهبت امرأه إلى مروان ابن الحكم تشكو سعيد بن زيد رضي الله عنه أنه ظلمها وأخذ قطعة من أرضها من دون وجه حق، عندما حضر سعيد بن زيد رضى الله عنه نفى عن نفسه هذا الاتهام وقال فيما معناه ألا يمكن أن يقدم على فعلا كهذا وهو يعلم بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه إلى سبع أرضين” 

فرد عليه مروان ابن الحكم قائلا وهو يصدق قوله “وأنا لا أسألك بينة بعد هذا”

فقال سعيد بن زيد داعيا على المرأة وأسمها أروى بنت أويس  “اللهم إن كانت كاذبة فعم بصرها واقتلها فى أرضها .”

وفعلا فقدت المرأة بصرها  وفي يوم من الأيام وهي تسير في الطريق لا ترى وقعت في حفرة فماتت في أرضها.

هكذا هي دعوة المظلوم  تصيب ولا تخيب أبدا ،فالمظلوم حين يدعو يسلم أمره كله لله عز وجل هو المتصرف المقتدر .

من ضمن ما تم ذكره  عن دعاء المظلوم أيضا قصةٌ عن خالد بن عبد الله البَرمَكيِّ وولده في حوارٍ بينهما وهُما في السجنِ، فيقول له: “يا أبَتَاه: لقد كُنَّا بعد العِزِّ والمُلكِ صِرنا في القَيْدِ والحبس. فقال له: يا بُنيّ: دعوةُ مظلومٍ سَرَت بليلٍ غفَلنَا عنها والله لم يغفَل عنها.

قصة ظلم امرأة

تلك القصة أغرب من الخيال ولكنها تظهر مدى عدالة الله سبحانه وتعالى مع عباده فتروى القصة أنه كان هناك امرأة عجوز تعيش وحيدة في منزلها وعندما اشتد بها المرض حتى أصبحت قعيدة الفراش كما أنها فقدت بصرها فأخذها ابنها لتقيم معه هو وزوجته وأولاده ويرعاها في أيامها الأخيرة.

في أحد الأيام عندما دخل عليها ابنها الغرفة طلبت الأم من ابنها أن يحضر لها بعض اللحم فقد اشتهته فخرج الابن من عندها وذهب معاتبا زوجته وهو غاضب وقال لها كيف لا تضعي لأمي اللحم وأنا أحضره كل يوم فأقسمت زوجته أنها تقدم لأمه اللحم كل يوم ولكن يأتي طائر غريب الشكل يأكل منها اللحم.

لم يصدق زوجها ما تقوله وقرر أن يراقب الأمر بنفسه وفعلا عندما قدمت الزوجة اللحم للأم جاء طائر غريب وأكل منها اللحم كما ذكرت زوجته بالفعل .

دخل الابن على والدته وحكى لها ما رأى فأخذت الأم تبكي وتقول إن هذا أنتقام الله لأنها كانت تمنع اللحم عن حماتها وقد أرسل الله لها من يمنع عنها مثلما هي فعلت.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن التعاون

قصة الظالم والصياد

يبدأ صاحب القصة روايته وهو يقول (من رآني لا يظلمه أحد)، فيقول صاحب القصة أنه كان رجل ظالم يعمل عند أحد الملوك الطاغين الظالمين فكان يتجبر هو أيضا بسلطته ويظلم الناس لا يهمه أحد وفي ذات مرة كان يمشي بجانب النهر فرأى صياد يقف على الشاطئ يصطاد.

كان هذا الصياد رجلا فقيرا لديه أسرة وأبناء يخرج كل يوم ليصطاد قوت أولاده وإذا بالصياد يخرج سمكة كبيرة جميلة من النهر، طمع فيها الرجل الظالم واستكثرها على هذا الرجل الفقير فذهب إليه وأخذها منه عنوة، لم يستطيع الصياد منعه أو الاعتراض أمام تجبره وظلمه فهو رجل مسكين لا يقوى على الوقوف أمام هذا الظلم.

نتيجة ظلم الرجل للصياد

في الطريق عضت السمكة أصبع الرجل، فلم يكترث للأمر وذهب إلى المنزل وأكل السمكة وبعد عدة أيام شعر الرجل بألم شديد في أصبعه فذهب للطبيب فأخبره الطبيب أنه يجب أن يتم قطع أصبعه ولا علاج غير ذلك فوافق الرجل حتى يتخلص من الألم.

لكن عاوده الألم من جديد في ساعده  فذهب للطبيب مرة أخرى فأخبره الطبيب بضرورة قطع يده إلى المرفق وإلا سيزداد الأمر سوء وبالفعل قطع الطبيب يد الرجل إلى المرفق .

لكن عاوده الألم مرة أخرى فذهب للطبيب فأخبره الطبيب أنه يجب قطع يده إلى الكتف وأنه لم يرى في حياته أمرَا عجيبا مثل ما يحدث له فذهب الرجل إلى شيخ كبير وروى له ما حدث بعد أن كان تمت قطع ذراعه بأكملها فقال الشيخ له أنه إذا كان ذهب لصاحب السمكة وطلب منه السماح كان الأم انتهى.

بالفعل ظل الرجل يبحث عن الصياد الفقير وعندما رآه نزل على ركبتيه يطلب من السماح فعندما رآه الصياد على تلك الحالة سامحه.

عندما سأل الرجل صاحب السمكة هل دعا عليه فقال الصياد عندما أخذت منك السمكة؛ وهي قوت أطفالي الفقراء قلت (اللهم إن هذا تقوى على بقوته على ضعفي على ما رزقتني ظلما فأرني قدرتك فيه).

اقرأ أيضًا: حدوتة قبل النوم للكبار فقط

قصة شاب مع إنكار الدين

يروى صاحب القصة والدموع تملأ عيونه أنه كان شاب لا يكترث لأفعاله ولا يهمه شيء في الحياة، احتاج الشاب إلى بعض المال لإتمام مشروع خاص به فذهب إلى رجل كان يعرفه وطلب منه مائتي ألف ريال ووعده أنه سوف يقوم بسداد الدين.

وبالفعل أقرضه الرجل المال الذي يريده واتفقا على موعد السداد ولأن الرجل كان يستأمن الشاب اكتفى بالوعد القائم بينهما ولم يكتب الدين على ورقة، وبعد انتهاء المدة التي اتفقا عليها ذهب الرجل إلى ذلك الشاب يطالبه بسداد المال.

أنكر الشاب أنه أخذ المال منه وأنه يفترى عليه وقام بطرده من المنزل، فقال الرجل له أنه سوف يشتكيه ولكن الشاب رد عليه قائلا إن لن أحد يصدقه ولا جدوى من الشكوى فليس معه ما يثبت قوله، فنظر الرجل إليه والشعر بقلة الحيلة والقهر على ماله وقال له (حسبى الله ونعم الوكيل وكلت لله امري الذي لا يغفل ولا ينام) وذهب الرجل فما بيده حيلة أخرى واستعوض الله في ماله.

لكن بعد فترة ليست كبيرة خسر الشاب صفقة كبيرة كانت ستربحه الكثير من المال، نصحته زوجته حينها أن هذا بسبب المال الذي أخذه ولم يرده فهو مال حرام وظلم لصاحبه وطلبت منه أن يرد المال لصاحبه لكنه رفض ولم يكترث لقولها، تدهورت أحوال الرجل المادية وبدأت الخسارة تلاحقه في كل صفقاته.

لكنه فاق من ذلك ورجع إلى رشده بعد صدمة كبيرة حدثت له؛ فقد تعرض أولاده إلى حادث وفقدهم جراء ذلك الحادث فذهب الشاب للرجل وطلب منه السماح والعفو فهو يخاف غضب الله عليه أن يزيد أكثر من ذلك.

قصة المرأة والخادمة

تلك القصة المؤلمة ترويها صاحبتها وهي تبكي نادمة على ما قامت به فتروى أنها متزوجة ولديها أبناء وعندما كانوا الأطفال صغار كثير ما كانت تستعين بالدراسات والخادمات لتدبير شئون المنزل وتربية الأطفال ولكنهم لم يكونوا يستمرون لفترة طويلة بسبب سوء المعاملة منها ومن زوجها الضابط العسكري الذي كان شديد القسوة مع الخدم.

وفى يوم من الأيام أتى رجل فقير من معارف زوجها ومعه طفلته الصغيرة لتعمل لدينا في المنزل، تركها والدها وذهب وتحب المرأة أنهم كانوا يعاملون الفتاة بقسوة شديدة رغم صغر سنها فكان طعامها هو فول فقط وبدون زيت، كانت تأكل الفتاة وهي راضية غير قادرة على الأعتراض فهي من أسرة فقيرة جدا، وكانوا في الكثير من الأحيان يضربونها ويعذبونها عندما تخطيء أو ينكسر منها شيء.

تقول المرأة على لسانها (لا أنسى شكل الفتاة وهي تبكي من شدة الألم وتنظر إلينا بنظرة استعطاف لنرحمها، ولكن لا فائدة فالظالم في الكثير من الأحيان لا يشعر بكلمه).

تكمل المرأة حديثها أن الفتاة كانت هزيلة ضعيفة من كثرة الضرب وقلة الطعام، توفى والدها ولم يعد أحد يسأل عنها وزاد ظلمنا وتجبرنا عليها لدرجة أن زوجى كان في الكثير من الأحيان يصعقها بالكهرباء.

بدأت الفتاة في الذبول وأصبحت لا تقوى على حمل الأشياء كما أنها لم تعد ترى بشكل جيد ومع ذلك لم نرحمها أو نرعاها رغم مرضها، هربت مرة من المنزل ولكن زوجى أعادها وأذاقها من الضرب والعذاب حتى لا تقوم بذلك ثانية وكنت أنا أيضا وأبنى نضربها معه فكان أبني دائما ما يركلها بقدمه.

اقرأ أيضًا: قصص اطفال جديدة مكتوبة

نتيجة ظلم المرأة على الخادمة

بعد فترة ذهب نور عينها بسبب كثرة الصعق بالكهرباء وخرجت هذه المرة من البيت ولم تعد؛ ولم نكترث للبحث عنها فلم تعد نافعة بعد أن أصبحت عمياء.

بعد فترة تزوج أبن تلك المرأة الظالمة وكانت فرحتهم كبيرة عندما علموا بأن زوجة الأبن حامل، ولكن تلك الفرحة قد ذهبت عندما ولد الطفل كفيف فعرضوه على الكثير من الأطباء لكن دون فائدة، حزنوا جميعا وشعروا بكسرة الفرحة في قلوبهم، ولكنهم شجعوا زوجة ابنهم على إنجاب طفل آخر يعوضهم ورغم رفض زوجة الأبن وخوفها من أن تنجب طفل آخر مريض إلا أنها وافقت في النهاية.

أنجبت طفلة جميلة سليمة ولكن بعد فترة لاحظوا أن الطفلة تركز نظرها في اتجاه واحد، فعرضوها على الطبيب فقال لهم أن الطفلة تعاني من مشكلة في العين وأنها سوف تفقد بصرها هي الأخرى.

تعب الزوج وساءت حالته النفسية واضطر إلى دخول مصحة نفسية للعلاج، تذكرت المرأة ما كانوا يقومون به مع تلك الطفلة الخادمة ودعائها الدائم أثناء ما كانت تتعرض للضرب بأن الله سوف ينتقم منهم، فشعرت المرأة أن كل ما هم فيه بسبب تلك الأفعال والظلم الذي قاموا به تجاه تلك الفتاة، ولقد رد الله لها حقها ولو بعد حين.

تلك القصص التى تم أخذها من واقع الحياة تؤكد أن دعوة الظالم ليس بينها وبين الله حجاب فالله سبحانه وتعالى يرد حق المظلوم في الدنيا ويراه بعينه ليعرف أن الله سبحانه وتعالى لم ينساه.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا