صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج

صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج تعتبر مدعاة لاتخاذ القرار الصائب، حيث يلجأ العبد إلى الاستخارة عندما يحتار في أمر من أمور الدنيا، فلا يدرك ما يُمكن فعله ليكون صائبًا، فيتوكل على الله في أمره واختياره حتى يشهد الصواب، فهي الخيرة الإلهية التي تبعث في نفسه الطمأنينة والرضا، ومن خلال موقع الملك سنذكر كيفية أداء صلاة الاستخارة ودعاء الاستخارة.

كيفية صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج

إن الاستخارة في أمر الزواج تعتبر من أهم ما يُمكن فعله، فالزواج هو القرار المصيري الذي ليس من السهل اتخاذ القرار الصائب بشأنه، فعادة ما يطلب العبد من الله أن يلهمه الصواب.

لا تختلف الكيفية التي يسير عليها المسلم في صلاة الاستخارة للزواج أو لأي حاجة من الحوائج الأخرى، فالاستخارة أن يطلب العبد من الله أن يجعل خطاه سديدة ويوفقه إلى ما يرجو ويرشده إلى الطريق الأمثل الذي يحمل له الخير والصلاح، مما لا يتعارض مع أي من الأمور المباحة.. على أن صلاة الاستخارة من السنن، يتم تأديتها كما يلي:

  1. الوضوء مع توافر نية صلاة الاستخارة.
  2. الصلاة تكون ركعتين ليلًا أو نهارًا.
  3. بعد السلام من الصلاة يتم ترديد دعاء الاستخارة والذي ذكرناه سلفًا.
  4. يستحب قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وقراءة سورة الإخلاص في الركعة الثانية (لأن مضمون السورتين مناسب مع غاية الاستخارة).
  5. على العبد أن يظهر عجزه وحاجته إلى الله أثناء تأديته الصلاة.
  6. الصلاة على أشرف الخلق بأي صيغة كانت، بعد الانتهاء من الصلاة.

من الجدير بالذكر أن الإمام ابن حنبل ذهب إلى تفضيل بعض الآيات القرآنية لتتلى بعد الفاتحة في ركعتي الاستخارة، على أن العبد له أن يقرأ ما يشاء دون تخصيص لسور بعينها، إلا أن الآيات التي أشار إليها المذهب الحنبلي هي قول الله تعالى:

  • في الركعة الأولى يُمكن قراءة الآيات من سورة القصص: “وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)”.
  • في الركعة الثانية يُمكن قراءة الآيات من سورة الأحزاب: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)”.

يجب بعد تأدية صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج الأخذ بالأسباب، تزامنًا مع الثقة بالله والتوكل عليه سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة الاستخارة للزواج من شخص معين

دعاء صلاة الاستخارة

توجد عدة صيغ لدعاء الاستخارة يمكن الاستعانة بها في صلاة الاستخارة، لأي غرض كان لا للزواج فحسب، وهو: عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان يقول:

“إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ…

… اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» (صحيح البخاري).

فلا يعلم الخير إلا الله -سبحانه وتعالى- وهو وحده من يُقدر الخير أو الشر للعبد، من هنا كان لزامًا على المؤمن الصادق ألا يقصد شيئًا إلا ويستخير الله فيه، ويسأله ان يكتب له فيه الخير، افتقارًا إلى الله وإذعانًا لقدرته واتباعًا لسنة أشرف الخلق والمرسلين.

كما أن تأدية صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج فيها اقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، استنادًا إلى الحديث الشريف عن جابر بن عبد الله:

“كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ”..

وهذا بيان لأهمية الاستخارة وشدة حاجة المؤمنين إليها تمامًا مثل قراءة القرن في الصلوات، لما فيها من النفع على المرء، فهي طلب الخير من الله، وتدخل في المباح والمستحب والواجب.

اقرأ أيضًا: هل تكفي ركعتين في قيام الليل

أفضل توقيت لصلاة الاستخارة للزواج

إن أفضل توقيت لأداء صلاة الاستخارة هو الثلث الأخير من الليل وقبيل الفجر، فهناك حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن أبي هريرة قال:

يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟(صحيح البخاري).

فلما كان العبد عند تأدية الاستخارة أكثر إلحاحًا في دعائه راغبًا في الاستجابة عليه انتقاء أفضل أوقات استجابة الدعاء، وبإمكانه أن يدعو في السجود بما يشاء فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.

كما يجب الابتعاد قدر الإمكان عن الأوقات غير المستحب فيها صلاة الاستخارة، وهي ما بين صلاة العصر والمغرب، وبين الفجر وطلوع الشمس، وقبيل صلاة الظهر.. مع العلم أن صلاة الاستخارة ليس لها وقت بعينه، إنما تكون عند رغبة المسلم بطلب الخيرة من الله متى همّه أمر من أمور الدنيا.

اقرأ أيضًا: صلاة الشفع والوتر جهرًا أم سرًا

دعاء الاستخارة للخطبة

الأمر لا يتعلق فقط بصلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج إنما الخطبة من الخطوات الهامة التي نتخذها في حياتنا عندما يقع الاختيار على شخص بعينه، فعندما تجده مناسبًا ولكنك ما زلت في حيرة محققة في أمر الموافقة على الخطبة، تلجأ إلى الله بالاستخارة.

فإن كان فيه خيرًا لك ستجد أن الأسباب ميسرة أمامك لاستكمال الخطبة، وأن قلبك قد ملأته السكينة والطمأنينة تجاه هذا الشخص، وعلى النقيض في حال لم يكتب الله لك فيه خيرًا، ستجد أن الأبواب مغلقة ولا تيسير فيها، وأنك لم تجد الراحة والقبول في حضرته، فتحجم عن تلك الخطبة ارتضاءً بمشيئة الله.

فالاستخارة تحمل معنى التوكل على الله والاستعانة به لينير القلب والبصيرة، ويضع لنا في عقولنا شيء من الحكمة نهتدي به إلى القرار الصائب، على أن يكون دعاء الاستخارة للخطبة كما يلي:

اللّهمّ إن كنت تعلم أنّ زواجي من (فلانة بنت فلان أو فلان بن فلان) خيرٌ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فأقدره لي، ويسّره لي، ثمّ بارك لي فيه، اللّهمّ وإن كنت تعلم أنّ زواجي من (فلانة بنت فلان أو فلان بن فلان) شرٌّ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عنّي، واصرفني عنه، وأقدر لي الخير حيث كان، ثمّ ارضني به، وفي رواية ثمّ رضّني به”

على أن تلك الصيغة هي ذاتها التي يتم ترديدها في دعاء الاستخارة للزواج.

كذلك يُمكن ترديد بعض الأدعية الأخرى والتي تتشابه مع دعاء صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج، ومنها ما يلي:

  • “اللهمّ يا دليل الحائرين، يا رجاء القاصدين، يا كاشف الهم، يا فارج الغم، اللهم زوجنا، واغننا بحلالك عن حرامك، يا الله، يا كريم، يا رب العرش المجيد يا فعالا لما تريد”.
  • “اللهم إني أسألك باسمك الأعظم، الذي إذا سألك به أحد أجبته، وإذا استغاثك به أحد أغثته، وإذا استنصرك به أحد استنصرته، أن تزوجني يا رب، يا أرحم الراحمين، يا ذا الجلال والإكرام”.
  • “اللهم إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت، الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، اقض حاجتي وفرج كربتي، واجعل لي رفيقًا صالحًا كي نسبحك كثيرًا، فأنت بي بصير يا مجيب المضطر إذا دعاك، احلل عقدتي وآمن روعتي، وفرج كربتي”.
  • “يا إلهي هب لي من لدنك زوجًا صالحًا، واجعل بيننا المودة والرحمة، إنك على كل شيء قدير، يا من تقول للشيء كن فيكون”.

من المستحب اللجوء إلى الاستخارة في كافة أمورنا التي نشهدها ونرى فيها خيارات شتى فتصيبنا الحيرة إزاء أي قرار نهتدي.. من هنا جاءت أهمية الاستخارة فهي مثال الاستعانة بالله عز وجل في شتى الحاجات.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا