صلاة الشفع والوتر جهرًا أم سرًا

صلاة الشفع والوتر جهرًا أم سرًا؟ وكيف يتم تأديتها؟ تعد الصلاة من أهم أركان الدين الإسلامي، وهي من أسباب استقامة الحياة للفرد المسلم، علاوةً على كونها أول ما يُسأل عنه المرء عند الحساب، لذا يقدم لنا موقع الملك تفصيلًا وتوضيحًا لصلاة الشفع والوتر جهرًا أم سرًا.

صلاة الشفع والوتر جهرًا أم سرًا

الأصل في حكم صلاة الشفع والوتر هو الجهر في صلاتها، جهرًا لا يضر مصلى أو نائم، والدليل على ذلك فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام في ذلك.

قد سئلت السيدة عائشة -رضي الله عنها- فقالت: “رُبَّما أوتَرَ أوَّلَ اللَّيلِ، ورُبَّما أوتَرَ مِن آخِرِه. قُلتُ: كيفَ كانتْ قراءتُه؛ أكانَ يُسِرُّ بالقراءةِ أم يَجهَرُ؟ قالتْ: كلَّ ذلكَ كان يَفعَلُ، رُبَّما أسَرَّ، ورُبَّما جهَرَ، ورُبَّما اغتَسَلَ فنامَ، ورُبَّما تَوضَّأ فنامَ”.

هذا لأن الصلوات الليلية تصلي جهرًا (الشفع –الوتر – التهجد) مع بعض أول مثنيات الصلوات (أول ركعتين في المغرب – أول ركعتين في العشاء) وهذا لبيان مشروعية الشفع والوتر جهرًا أم سرًا.

قد أجاز العلماء السر عند صلاة الشفع والوتر لإتمام الخشوع وسلامة القلب وقت الصلاة، لذا فكلاهما مباح فالسر جائز والجهر مشروع، وهذا يوضح حكم صلاة الشفع والوتر جهرًا أم سرًا على نحو دقيق.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة الاستخارة للزواج من شخص معين

الغاية من الجهر أو السر في الصلوات

يجب على المسلم اتباع النبي –صلى الله عليه وسلم- في كل قول أو فعل أو عمل أو تقرير ورد عنه، لأنه لا ينطق عن الهوى، وكل ما يأمرنا به مكلف به من عند الله، لذا تكون الحكمة من الأمور غير واضحة في عقول البشر للإكثار من التفكر والتدبر في أمور الدنيا.

قد تكون الحكمة من الجهر في بعض الصلوات زيادة الخشوع والتفكر والتركيز في الصلاة، فعندما يعلو صوت الإنسان يزداد تركيزه ويخفض صوت الوساوس أثناء الصلاة فتتحصل المنفعة من ذلك خاصة في الليل، وهذا يبين حكم الشفع والوتر أيكون جهرًا أم سرًا.

إن صلاة الوتر لغةً تعني العدد الفردي من الشيء، أما في الاصطلاح الفقهي تعنى صلاة التطوع التي تؤدى في الليل بعدد فردي من الركعات، وثبت ذلك في السنة قوله –صلى الله عليه وسلم- إِنَّ اللهَ وَتْرٌ يُحِبُّ الوَتْرَ” رواه البخاري، أي أن الله واحدًا يحب الصلاة الفردية.

كما تعني صلاة الشفع لغةً العدد الزوجي من الشيء، وفي الاصطلاح الفقهي هي الصلاة التي تؤدى بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الوتر.

صلاة الشفع والوتر

يتعلق بصلاة الشفع والوتر الكثير من الأحكام سواء في عدد الركعات أو في كيفية الأداء أو في وقتها، وترتيبها، ومن تفصيل هذا الأمر ما يأتي:

1- صلاة الشفع

تؤدى هذه الصلاة بعد صلاة العشاء مباشرة، ويكون عدد ركعاتها مثنى أو (2- 4 -6) وهكذا فكل عدد زوجي يسمى شفعًا وهذا وصفها، وعلى اعتبار استقلالها تسمى صلاة، وعلى اعتبار دوام اقترانها مع الوتر يدمجا في قول واحد وهو صلاة الوتر.

يجوز للمصلي آداء صلاة الشفع على صورة منفردة كصلاة الركعتين بعد العشاء منفردتين وهذا ما عليه السنة والإجماع، ويجوز دمجها مع صلاة الوتر في ثلاثية واحدة بتشهدين لفصل ثنائية الشفع عن الوتر أو بتشهد واحد للثلاث ركعات وهذا صحيح.

يمتد وقت صلاة الشفع من بعد الانتهاء من العشاء والتراويح في رمضان حتى آخر الليل لأنه وقت التهجد، والأفضل أن تتم صلاتها قبل الثلث الخير من الليل ليتفرغ المصلي لأداء صلاة التهجد حتى قرآن الفجر، لقول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ”.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الصلاة النارية

2- صلاة الوتر

تؤدى هذه الصلاة عقب الانتهاء من كل صلوات الليل (بعد العشاء – التراويح – سنة العشاء – الشفع) وقبل بداية التهجد أي قبل بداية الثلث الأخير من الليل، وهي صلاة فردية (ركعة واحدة – ثلاث ركعات …. حتى إحدى عشر ركعة).

اتفق العلماء على كونها سنة مؤكدة لفعل النبي –صلى الله عليه وسلم- وقوله: “مَنْ خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ” رواه مسلم.

اختلف الفقهاء في كيفية آدائها فيرى الأحناف: أنها واجبة، وأن طريقة صلاتها كالمغرب (ثلاث ركعات متصلات)، ويقرأ المصلى في كل ركعة الفاتحة وسورة يخشع بها (لا يوجد عن الأحناف صلاة شفع)، ويدعو في الثالثة بدعاء القنوط؛ أما المالكية: يرون أن حكمها انها سنة مؤكدة، لابد أن يسبقها شفع وتكون ركعة واحدة.

يرى الشافعية أنها سنة مؤكدة وأفضلها الثلاث لا يقل عن ذلك شيء، وتكون بصلاة مثنى ثم التسليم ثم يأتي بالثالثة؛ أما الحنابلة فيرون أنها سنة مؤكدة وأقلها ثلاث ركعات مجتمعين أو مثنى ويعقبه مفرد، وتصح عندهم الركعة الواحدة، وهذا يشير إلى حكم صلاة الشفع والوتر جهرًا أم سرًا.

اتفق جمهور الفقهاء في حكم صلاة الوتر على أنها سنة مؤكدة وليست واجبًا مستدلين على ذلك بدوام فعل النبي –صلى الله عليه وسلم-  لها، وورود الكثير من الأحاديث عنها وعن نص دعاء القنوط بها، ومنها ما كان يشير إلى حكم صلاة الشفع والوتر جهرًا أم سرًا.

اقرأ أيضًا: حكم صلاة الجماعة للرجال

فضل صلاة الشفع والوتر

إنَّ فضل وأجر صلاة الشفع والوتر كبير فهي من الصلوات التي كان يفعلها النبي – صلى الله عليه وسلم-  على الدوام وحث المسلمين على فعلها في سفر أو مكوث، في بيت أو مسجد، في فرد أو جماعة.

تعد صلاة الشفع والوتر من النوافل التي أمرنا أن نتقرب بها إلى الله عز وجل لأنها هي البنك الذي يخزن فيه العبد النوافل لدفعها نواقص الفروض، وذلك لأهمية الصلاة.

فقد ورد في السنة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فيقول الله تعالى لملائكته انظروا إلى صلاة عبدي أتمها أو نقصها، فإن أتممها كتبت له تامة، وإن كان قد انتقصها قيل انظروا هل لعبدي من نافلة تكملوا بها فريضته”.

تعد صلاة الوتر من الصلوات الهامة لأنها جزء من صلوات الليل التي تقرب العبد من ربه في أفضل أوضاع العبادة (السجود)، فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، لذا فهي صلاة محققة للتقرب من الله في أفضل أوقات الليل.

النوافل التي منها صلاة الشفع والوتر التي تتسبب في دخول العبد للجنة لما ورد في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة” رواه مسلم، لذا يكون أجر النوافل التي منها الشفع والوتر عظيم عند الله.

الصلاة عماد الدين وأول ما يحاسب به العبد أمام ربه، لذا يجب الإكثار من النوافل والصلوات خاصة صلاة الشفع والوتر جهرًا أم سرًا في الليل ليتحصل بها الأجر المطلوب.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا