القولون العصبي يسبب الخوف من الموت
هل القولون العصبي يسبب الخوف من الموت؟ وما هي أسبابه؟
يعد الإحساس بالخوف من صفات الأشخاص الذين يعانوا من التوتر في حياتهم اليومية، وهم يعانون من الفزع والخوف الدائم ومن أقل شيء يستطيعوا الدخول في حالة من الاكتئاب والقلق، الذي يصاحبه الخوف من فقدان الحياة من مرض ما أو مشكلة ما، لذا يتناول هذا الموضوع الإجابة على هذا التساؤل المطروح من خلال موقع الملك.
القولون العصبي يسبب الخوف من الموت
أصدرت منظمة الصحة العالمية إحصائيات تؤكد أن مرض متلازمة القولون (القولون العصبي IBS) يجعل 40% من المصابين به في حالة من الوسواس الدائم من الموت، وهنا تتفرع عدة نقاط يجب توضيحها للوصول إلى هذه النتيجة:
يرتبط الوسواس القهري بالقلق والخوف في العموم نظرًا لنشوئه من اضطرابات نفسية عند بعض المرضى، لذا فهو مادة خصبة للتخيل والسيطرة على صاحبه وصولًا به لمرحلة متقدمة من الاكتئاب أو الخوف من مفارقة الحياة.
يرى المتخصصون أن علاقة الإشارات الثنائية الاتجاه بين المخ والأمعاء هي سبب أساسي للقلق الذي يصيب مريض القولون العصبي.
فالمريض بالقولون العصبي دائمًا ما يكون مشتت الذهن لا يستطيع التركيز فيما يفعل مما يؤثر على قدراته في الحياة عمومًا، والعمل خصوصا، ويميل إلى الانعزال عن الناس، ويعد المرضى السابق لهم المرور بأزمات نفسية أو اجتماعية هم الأكثر عرضة للوصول لهذه الحالة من القولون العصبي.
بالرغم من وجود أنظمة علاجية لتفادى تفاقم هذه الحالة المرضية التي تصيب عدد لا بأس به من الناس، إلا أنها تسبب حالات من الهذيان والإدمان وتمهد الطريق للخوف من الموت، نظرًا لاعتمادها على المهدات التي يتسبب الكثير من تناولها الإدمان في بعض الحالات.
يتحول الإدمان بدوره لضرورة علاج نسب هذه المهدئات في الجسم مصاحبًا لعلاج القولون نفسه، والذي يسبب خلل للمريض فيما بعد، مما يدعوه للخوف والوسواس وصولًا للاعتقاد بقرب الموت أو الخوف المرضي من حدوثه.
اقرأ أيضًا: أعراض مرض السكر للرجال
أسباب تسمية القولون بهذا المسمى (العصبي)
يرجع المسمى المأخوذ عنه هذا الاسم حركة القولون العصبية نفسها والتي تتمثل في عرضين:
- إما التقلصات المستمرة والحركة الغير منتظمة لجدران الأمعاء الغليظة نفسها.
- أو المرض النفسي وخاصة الاكتئاب، فيعد مرضى الاكتئاب الأكثر عرضة من غيرهم لهذه المتلازمة العصبية التي تصيب القولون نفسه، ويعتبر مرضى الاكتئاب هم مصدر دراسة هذه المتلازمة.
أسباب الإصابة بالقولون العصبي
تعددت أسباب مرض القولون العصبي ولكن من أهمها وأشهرها في المجتمع نفسه، وبناء على دراسات العلماء في مجال أمراض الجهاز الهضمي الذي لم يحسم الأمر بعد.
نظرًا لوجود العديد من الضغوط الحياتية التي يعاني منها الفرد الواحد داخل أسرته الكبيرة (المجتمع) وأسرته الصغير ة (المنزل)، مما يؤدى إلى تدهور الحالة النفسية للفرد بأن يجعله يظن أن القولون العصبي يسبب الخوف من الموت أم هل هو مجرد مرض عادى.
يتبع هذا السبب العديد من الممارسات الخاطئة في حياة الفرد ومنها:
- عدم ممارسة أنشطة رياضية لتجديد خلايا الجسم من خلالها.
- تناول أطعمة مليئة بالعديد من المواد الضارة المسرطنة والهرمونية، الناتج عن عدم التأكد من المزروعات التي نتناولها وعدم وجود رقابة عليها، مما يؤدى إلى خلق بيئة نموذجية لحدوث المرض المختلفة ومنها القولون العصبي.
- تأثير القلق والخلل النفسي والمشكلات اليومية على الجهاز الهضمي، مما يؤدى على حركة المعدة والأمعاء وبالتالي يؤثر على القولون نفسه.
- نمط الحياة الخاطئ كاتباع أنظمة غذائية غير متوازنة العناصر، تناول أطعمة بها مواد حريفة أو حارة، تناول المثلجات وتحميل المعدة درجة حرارة أقل من المطلوب.
- تسمم الغذاء الناتج عن السالمونيلا والأميبا، مما يؤدى إلى حدوث إسهال ومغص واضطرابات شديدة بالقولون.
- تناول الأطعمة سريعة التحضير والمهيجة لجدار المعدة والأمعاء والتي تؤدى لإثارة القولون كالشكولاتة، والبقوليات كالفول والعدس، والأطعمة التي تسبب غازات البطن مثل البصل والكرنب والثوم.
أعراض القولون العصبي
تعد أعراض القولون العصبي كثيرة نظرًا لدرجة الحالة النفسية للمصاب به، وتعد إصابة النساء بالمرض أعلى من الرجال مما يجعل القولون العصبي يسبب الخوف من الموت عند الطرفين ومن هذه الأعراض:
- حرقة المعدة: والتي تتسبب في الإحساس بحرقة شديدة في فم المعدة، وحموضة بالمريء في بعض الأوقات.
- الشعور بالإعياء: وهو من الأعراض التي تكون ملازمة لمريض القولون معظم الأوقات.
- كثرة التبول: والتي تصاحب النساء المصابات بهذا المرض أكثر من غيرهم.
- آلام الجزء العلوي من البطن، والجزء السفلى تحت السرة قربا للحوض، وتعد النساء الأكثر إحساسا بهذا العرض.
- الإسهال او الإمساك أو كلاهما معا: ويعد هذا العرض من أشهر أعراض مرض القولون العصبي.
- التوتر والقلق الزائد: فمريض القولون العصبي ترتبط عنده الحالة النفسية والمزاجية بقلة او حدة الألم.
- الخلل الهرموني الذي تعاني منه بعض السيدات من ارتفاع نسب هرمونات عن غيرها، نظرا لوجود فترة الطمث التي تتسبب في تذبذب الهرمونات في جسم المرأة، لذا فهي الأكثر عرضة لهذا العرض عن غيرها.
- وجود رعشة في كامل الجسم وإفراز عرق بنسب كبيرة عن المعتاد، مع مصاحبة سرعة في دقات القلب.
اقرأ أيضًا: أسباب حرقان بعد العلاقة الزوجية للرجل
علاج وسواس الخوف من القولون العصبي
يعتقد البعض أن القولون العصبي يسبب الخوف من الموت، لذا يجب على المريض به تنظيم يومه سواء في النوم، وممارسة الأنشطة الرياضية على مدار اليوم، وحل المشكلات اليومية التي تؤدى إلى التوتر والضغط المستمر عليه.
يجب على مريض القولون العصبي المصاب بالاكتئاب أو بأحد الأمراض النفسية أن يتابع جلساته وإعلام طبيبه بإصابته بالقولون العصبي، حتى يتسنى له إعطائه الدواء المناسب لهذا المرض، ولكيلا يتم التعارض فيما بين الدوية التي يتناولها المريض.
يجب على مريض القولون العصبي البعد عن مسببات التوتر والقلق حتى يستطيع أن ينعم بحياة هادئة، مما يقلل من حدة أعراض ومسببات هذا المرض، حتى لا يصل به الأمر إلى حدوث وسواس قهري يودي به إلى الهلاك.
طرق علاج القولون العصبي
توجد العديد من الطرق والأساليب المستخدمة في علاج القولون العصبي نظرًا لكون هذا المرض مصاحب للإنسان في معظم أوقاته، منها ما هو بالأدوية الطبية وهو الأصل، ومنها ما هو بالأعشاب أو الوصفات المجتمعية القديمة.
من هنا سنستعرض هذه الطرق تفصيلا للوصول لما هو مناسب للمريض:
1- علاج القولون بالأعشاب الطبيعية
من أشهر الأعشاب والمشروبات التي ينصح بها من قبل البعض هي الأعشاب المهدئة مثل:
- الزنجبيل: الذي ينصح بوضعه على الطعام كالتوابل، أو بغليه واتخاذه كمشروب، نظرا لما يحتويه الزنجبيل على مواد مطهرة للأمعاء ومضادة لحالات الالتهاب.
- النعناع: الذي يعد من أكثر الأعشاب التي تساعد على تهدئة المعدة لذا ينصح بتناوله قبل الخلود للنوم من قبل المريض، وهو طارد الغازات الضارة من المعدة والأمعاء.
- الشمر والينسون والكمون: اللذان يحتويان على مواد مرخية لعضلات المعدة، مما يقلل معه حدوث حالات الإمساك المزمنة التي يعاني منها المريض.
- البابونج والكركم: كلاهما يحتويان على مواد مضادة للتأكسد والالتهابات، والتي تساعد على تهدئة حركة المعدة والأمعاء.
- الشاي الأخضر: الذي يحتوي على يساعد على تقليل نمو البكتريا التي تصيب القولون، والتي تتسبب في المشاكل المتعلقة بالعدوى البولية في بعض حالات القولون العصبي، كما أثبتت الدراسات بأن الشاي الأخضر من المواد التي تقلل نسبة حدوث سرطان القولون.
هذا بالإضافة إلى تواجد بعض الأمور التي يجب على الشخص مراعاتها والتي تتضمن ما يلي: - عدم الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على مواد منبهة كالقهوة والشاي.
- الإكثار من الأطعمة المحتوية على الألياف سواء كانت خضراوات كالجرجير، أو فواكه كالبرتقال والجوافة والكمثرى.
- عدم الإفراط في تناول منتجات القمح والشعير والمكرونة والخبز والبقوليات والتي تؤدى إلى تهيج بالمعدة والأمعاء الذي بدوره يؤثر على القولون العصبي نظرا لاحتوائهم على (بروتين الغلوتين).
- عدم الإكثار في تناول البروتين الحيواني الموجود في الأطعمة السريعة والتي يوضع بها العديد من المواد المحفزة لتهيج القولون.
- الإكثار من تناول الفاصوليا والفاكهة والمنتجات المشتقة من نبات الشوفان، نظرا لاحتوائهم على ألياف قابلة للتحلل في الماء والتي تعمل على تنظيم حركة الهضم.
اقرأ أيضًا: أسباب تساقط الشعر للرجال
2- علاج القولون العصبي طبيًا
أكد المتخصصون في مجال علاجات الجهاز الهضمي بأن أهم مسببات مرض القولون العصبي هي مرض الاكتئاب أو التوتر والضغط العصبي وعدم اتباع أنظمة غذائية متوازنة العناصر وعدم ممارسة أنشطة منتظمة، وجاءت العلاجات القائمة على الأدوية كالتالي:
- مضادات التقلصات التي تنتج عن تشنج القولون العصبي مما يؤدى إلى حدوث مغص شديد بالأمعاء.
- مضادات الإسهال أو مضادات الإمساك من الملينات ومكملات الألياف في حالة حدوث أحدهما او كليهما، والتي تعمل على إحداث تأثير على عضلات الجهاز الهضمي مما يعمل على تقليل الإحساس بالألم في حالة الإسهال، وعلى تسهيل عملية الإخراج في حالة الإمساك.
- مضادات الاكتئاب التي يكون معظمها معتمد على المهدات التي تعمل على الحد من توتر المريض من ناحية وإرخاء العضلات الجهاز الهضمي من ناحية أخرى، ولكنها تعطى بجرعات مختلفة طبقا لدرجة لحالة المريض.
عند اتباع هذه الإجراءات العلاجية بشتى أنواعها نستطيع القول بأن القولون العصبي يسبب الخوف من الموت في إذا ترك الشخص نفسه عرضة للضغوط والتوتر دون التغلب على هذه المسببات وعلاجها بالطرق السليمة.
هنا يتضح تفوق هذا المرض على العديد من أمراض العصر التي تواجه المجتمعات العالمية عموما والعربية خصوصًا، مما يؤدى إلى إطلاق جرس إنذار لهذه المجتمعات للوصول لحالة من الثبات الانفعالي النفسي حتى لا تزاد هذه الأمراض الخطيرة.