معلومات عن عيد الفطر
يوجد الكثير من المعلومات عن عيد الفطر المبارك يجهل عنها البعض، حيث يحتفل به أكثر من مليار مسلم حول العالم بإتمام عبادة الصيام في شهر رمضان الكريم، فيأتي هذا العيد في اليوم الأول من شهر شوال، الذي يبدأ بعد غروب شمس اليوم الأخير من رمضان، ومن خلال موقع الملك سوف نتعرف على الكثير من المعلومات حول عيد الفطر المبارك بشيء من التفصيل.
معلومات عن عيد الفطر
قبل البدء في سرد مختلف المعلومات عن عيد الفطر المبارك يجدر بالمعرفة أن المدة التي شرعها الله تعالى للعيد هي يوم واحد، ليس كما هو شائع بين الناس حيث يعتبرون مدة العيد ثلاثة أيام كاملة، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية أنس بن مالك:
“قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ” صحيح أبي داود.
لذا فإن ما اشتهر بين الناس من كون مدة العيد ثلاثة أيام فهو أحد الأعراف الشائعة بينهم ولا يندرج تحت أي حُكم شرعي، ووفقًا لذلك فإنه من الممكن صيام اليوم الثاني والثالث منه.
تتعدد المعلومات التي يجب على كل مسلم التعرف عليها بشأن عيد الفطر وآدابه وأحكامه، ومن أهم تلك المعلومات أن زيارة القبور وتوزيع الأطعمة على روح المتوفى وما إلى ذلك من أفعال هي أحد البدع التي قام الناس بجعلها شائعة، لكن ليس لها أساس من الأحكام الشرعية، حيث يُفضل الدعوة للمتوفى في المنازل دون الذهاب إلى المقابر في مثل تلك المناسبات.
اقرأ أيضًا: دعاء الصباح مكتوب مفاتيح الجنان
عبادات عيد الفطر المبارك
في سياق التعرف على معلومات عن عيد الفطر جدير بالذكر أن هناك بعض العبادات التي تخص عيد الفطر دونًا عن غيره من الأعياد، وهي المذكورة في السطور التالية بشيء من التفصيل:
1- صلاة العيد
تأتي صلاة العيد كسنة مؤكدة من سنن عيد الفطر المُبارك، والتي يتم القيام بها بعد إتمام أحد أركان الإسلام، وهو صيام شهر رمضان كاملًا، وقد جاءت الدلالة عليها في السنة النبوية والكتاب والإجماع، كما أن هناك الكثير من أفراد الصحابة الذين نقلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاته في عيد الفطر.
جدير بالمعرفة أنه يُستحب حضور التجمع الخاص بصلاة العيد حتى ولو كان هناك عُذر شرعي يمنع من تأديتها، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية أم عطية نسيبة بنت كعب عن الرسول حينما قالت:
“أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا” صحيح مسلم.
تتمثل صلاة العيد في ركعتين تُشبهان صلاة الصبح، لكن يُسن في أول الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات، أما في الركعة الثانية فيكونوا خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، وبين كل تكبيرتين يُقال:
“سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”، ويُسن أيضًا خطبتان بعد الصلاة حيث يكبر الخطيب في الأولى تسع تكبيرات، أما الثانية فسبع تكبيرات.
يُفضل أن يمشي المسلم بدلًا من أن يركب وسيلة مواصلات وهو ذاهب إلى مكان صلاة العيد، وأيضًا أن يعود إلى المنزل من طريق آخر غير الذي ذهب منه، حتى يحصل على أكبر قدر من الحسنات في طريقه، وكذلك دائمًا ما يُستحب أن يتزين ويتطيب بما طاب من العطور، أما النساء فإن الخروج لصلاة العيد مزينات ومتطيبات أمر مكروه.
2- زكاة الفطر
تُعد أحد العبادات المفروضة على المسلم بعد الفطر من شهر رمضان الكريم، سواء كان المسلم ذكر أو أنثى، حرًا أو عبدًا، كبير في السن أو صغير، وقد شرعها الله تعالى من أجل إطعام الفقراء والمساكين وإغنائهم عن السؤال في يوم العيد المبارك، ويُمكن إخراجها عن الجنين، وتكون بمقدار الصاع.
قد جاء الدليل على ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم المروي عن أبو سعيد الخدري:
“كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ” صحيح مسلم.
واحدة من أهم المعلومات عن عيد الفطر المبارك أن إخراج زكاة الفطر يجب أن يتم قبل صلاة العيد وهو آخر موعد لإخراجها من قِبل كل مسلم عاقل وقادر، أما إذا تم إخراجها بعد الصلاة فإن الزكاة تعتبر صدقة ويختلف ثوابها في هذا الوقت عن زكاة عيد الفطر.
اقرأ أيضًا: مقدمة تعبير عن الاسراء والمعراج
آداب عيد الفطر
من أهم ما يُمكن للمسلم التعرف عليه بشأن عيد الفطر المبارك هو أن له بعض الآداب يجب على كل مسلم القيام بها استعدادًا لاستقباله والاحتفال به بشكل صحيح مثلما شرع لنا الله تعالى، فهناك منها ما يتم قبل الصلاة ومنها ما يتم القيام به بعدها، حيث تأتي تلك الآداب المختلفة على النحو التالي:
1- التكبير في العيد
يُستحب التكبير في العيد في كافة الأوقات، ولا يقتصر حدوثه على الصلوات فقط، بل إنه من الأفضل أن يكون في المساجد والمنازل والأسواق طوال أيام العيد، وهو ما يبدأ منذ غروب الشمس ليلة العيد وحتى خروج الإمام إلى مصلى العيد للصلاة.
جاء الدليل على أن التكبير سنة من السنن التي يجب اِتباعها في الأعياد في قوله تعالى:
{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الآية 185 من سورة البقرة.
اختلفت الآراء حول صيغة التكبير التي يجب اتباعها في العيد، لكن من أشهر الأقوال في هذا الشأن قول الشافعي أن التكبير يتم 3 مرات تِباعًا، فتكون:
“الله أكبر الله أكبر الله أكبر”
أما في منهاج الطالبين فإن الصيغة المُستحب هي
“الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.
2- الغسل للعيد
يتم اِتباع سُنة الغسل للعيد من قِبل الجميع، سواء كان رجل أو امرأة، طفل أو بالغ، كما جاء في رواية ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يغتسل يوم عيد الفطر ويوم الأضحى.
جدير بالذكر أن الغسل للعيد قبل الفجر أمر جائز، ومن الأدلة حول الغُسل للعيد رواية عبد الله بن عباس عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ هذا يومُ عيدٍ، جعلَهُ اللَّهُ للمسلمينَ، فمن جاءَ إلى الجمعةِ فليغتسل، وإن كانَ طيبٌ فليمسَّ منْهُ، وعليْكم بالسِّواك” صحيح ابن ماجه.
3- الإفطار قبل الصلاة
في ظل معرفة معلومات عن عيد الفطر المبارك يجدر بالذكر أنه من أهم السُنن التي على المسلم اِتباعها هو أن يفطر قبل أن يذهب ليؤدي صلاة العيد على تمرات يأكلهن وترًا، وجاء ذلك نقلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أنس بن مالك حينما قال:
“كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ، وقال مرجأ بن رجاء: ويَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا” صحيح البخاري.
اقرأ أيضًا: دعاء جميل جدا يريح القلب
الحكمة من مشروعية عيد الفطر
لا يقتصر الأمر على معرفة معلومات عن عيد الفطر المبارك فحسب، بل إنه من المهم أن يعرف كل مسلم الحكمة من مشروعية الله بهذا العيد، وهو ما قُمنا بتوضيحه في السطور التالية:
- ارتباط عيد الفطر بعبادة، وهي الانتهاء من صيام شهر رمضان الكريم.
- تهنئة الآخرين بالعيد وتشريع الخُطبة في العيد مع سُنة الاستماع لها.
- تبادل الزيارات والأفراح بين الناس وبعضها البعض، حيث يُسن في هذا العيد زيارات الأقارب وصلة الأرحام، كما من الشائع الإحسان إلى المحتاجين والتوسعة على الأهل والأقربين.
- التعرف على نعمة الله عز وجل على المسلم من خلال ارتداء أفضل الثياب وإظهار السرور بها، وهو أحد أهم أجزاء شعائر الإسلام، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية عائشة أم المؤمنين عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:
“دَخَلَ أبو بَكْرٍ وعِندِي جَارِيَتَانِ مِن جَوَارِي الأنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بما تَقَاوَلَتِ الأنْصَارُ يَومَ بُعَاثَ، قالَتْ: وليسَتَا بمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: أمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وذلكَ في يَومِ عِيدٍ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وهذا عِيدُنَا” صحيح البخاري.
- تمييز أعياد المسلمين عن غيرهم، مما يوضح حُرمة الاحتفال بغير تلك الأعياد التي تتمثل في عيد الفطر وعيد الأضحى، حيث عوض الله المسلمين بهذه الأعياد عن الأعياد التي كانت تُقام في الجاهلية.
بالرغم من أن عيد الفطر هو مناسبة احتفالية تخص المسلمين، إلا أن هناك الكثير من العبادات والواجبات المختلفة التي يجب على كل مسلم القيام بها في هذا الوقت.