حوار بين شخصين عن الأخلاق
من خلال موقع الملك سنقوم بعرض حوار بين شخصين عن الأخلاق من وحي الخيال، فالأخلاق الحميدة من أساسيات نشأة مجتمع سليم، فالنظم الأخلاقية هي ما تحدد كيفية تصرف الأفراد في المجتمع، والفضائل الحسنة هي المكون الداخلي والخارجي الأساسي للإنسان، لذا من خلال السطور التالية سنعرض أفضل نقاش بين فردين عن الأخلاق.
حوار بين شخصين عن الأخلاق
في هذه الفقرة سنذكر حوار بين شخصين عن الأخلاق وهما إسراء وندي، وسنوضح من خلال هذا الحوار كيف يمكن أن تكون الأخلاق هي الأساس في تكون الشخصية وقوتها أو ضعفها، وهذا من خلال ما يلي:
إسراء: صباح الخير، كيف حالك اليوم يا ندى؟
ندى: بخير والحمد لله، كيف صار يومكِ الدراسي؟
إسراء: اليوم حدثتنا المعلمة عن الأخلاق ومدى أهميتها وأخذنا الكثير من الدروس الجدية واستمتعت كثيرًا بممارسة الأنشطة الاجتماعية مع الأصدقاء.
ندى: هذا رائع، أنت معروفة بين الجميع بأخلاقكِ الحسنة والود والطيبة والجميع يحبونك، ما رأيك أن تأتي إليَّ منزلي اليوم لنذاكر سويًا؟
إسراء: لا مانع لدي، سآخذ الإذن من والديَّ وإن وافقا بإذن الله سآتي إليكِ بعد صلاة العصر، هل من الممكن أن أحضر صديقتنا سعاد معي؟
ندى: لا أفضل هذا كثيرًا.. فأنا لا أعرفها وليست صديقتي.
إسراء: هذا غريب وليس من عادتكِ فكنتُ أراكِ في بعض الأوقات تمضين الوقت بالقرب من سعاد.. ما خطبكِ؟ هل من مشكلة حدثت بينكما؟
ندى: لم يحدث ولكني لم أعد أراها طيبة حسنة الأخلاق ولهذا أتجنب التعامل معها فحسب.
إسراء: يبدو أن هذا الحوار سيتحول إلى حوار بين شخصين عن الأخلاق، هل من الممكن أن أعلم ما حدث؟
ندى: لقد رأيت من سعاد الكثير من الصفات التي تدل على سوء الخلق، حيث إنها تستعمل يدها كثيرًا في التعبير خلال الحديث، وتتحدث بصوت مرتفع وغير مهذب في كثير من الأحيان، كما أنها لا تحترم الأكبر سنًا منها، وغالبًا ما تقطع الحوار مع معلمتها.
هذا بالإضافة إلى أنها لا تقدر مشاعر الآخرين، ودائمة المزاح حتى بشأن حزن الآخرين، ولهذا السبب أن لا أرها صديقة طيبة الأصل.
إسراء: أصبتِ في طريقة تفكيركِ يا ندى، فهذه الصفات تحدد شخصية الفرد، وهي ما تحدد مدى صلاحية أن يكون صديق وفي أم لا، ولكن من واجبنا أن ننصحها ونرشدها إلى الأخلاق الحميدة، وإذا لم تستجب نبدأ في الابتعاد عنها.
الاستفادة من حوار إسراء وندى
يمثل الحديث السابق حوار بين شخصين عن الأخلاق، ويظهر قيمة الأخلاق الحسنة والحميدة في تكوين الشخصية الإيجابي أو السلبي، وأن طبيعة الأشخاص الذين سينجذبون إلى الشخص تتحدد وفقًا لأخلاقه.
ظهر في الحوار بعض الصفات التي تعبر عن سوء الخلق مثل:
- استعمال اليد كثيرًا أثناء الحديث.
- عدم احترام وتقدير كبار السن.
- عدم تقدير مشاعر الآخرين.
- التحدث بصوت مرتفع.
كما يوضح هذا الحديث أن الأصدقاء ربما يبتعدون عن أصدقائهم في حالة حدوث تغيرات سلبية في الشخصية، ولكن من واجب الصديق على صديقه أن ينصحه ويحاول إرشاده إلى الطريق الصحيح.
لهذا السبب يجب على أولياء الأمور أن يربوا أبنائهم على الأخلاق الحميدة والتمسك بها مهما واجهوا في حياتهم.
حوار بين شخصين عن الأخلاق الحسنة
هذا حوار بين شخصين عن الأخلاق يدور بين معاذ وأحمد، ووقع هذا الحوار عندما رأى معاذ صديقه أحمد حزينًا وحيدًا يجلس شاردًا على أحد كراسي الحديقة، وقد كان الحديث كالتالي:
معاذ: مرحبًا، كيف حالك؟ لماذا تجلس شريد الذهن هكذا؟
أحمد: أهلًا بك يا معاذ، أنا بخير حال الحمد لله لكني أفكر كثيرًا في الحال الذي وصلت إليه أمتنا وأحزن كثيرًا على ما أصبح عليه الأمر فلم يعد احترام الكبير أو الصغير أمرًا ورادًا في مجتمعنا هذه الفترة.
معاذ: أنت محق يا صديقي، بدأت الأخلاق تندثر مع مرور الأيام لدى البعض من أفراد المجتمع، بل وأصبحت الأخلاق السيئة المستحبة والمرغوب تعلمها.
أحمد: ليس البعض فحسب يا معاذ، هل تعلم ما حدث معي الآن؟
معاذ: ماذا حدث معك يا صديقي؟
أحمد: منذ مدة وأنا أحاول ادخار المال لأقوم بإيداعه في البنك رجاءً من الله عز وجل أن يرزقني الحج هذا العام، ذهبت إلى البنك ووقفت لساعات وساعات في طابور الانتظار حتى أتمكن من التحدث مع موظف البنك، جاء دور للتحدث معه بشأن فتح حساب خاص بي.
بينما اسأل واستفسر عن الإجراءات والأشياء التي أرغب بمعرفتها كثُرت الأسئلة قليلًا، فوجدت هذا الشاب يصرخ في وجهي قائلًا لماذا تسأل كل هذه الأسئلة لقد استغرقت وقتًا طويلًا، ولن أجيب عليك مجددًا، لقد صدمتُ يا معاذ صدمة بالغة، كيف نشأ هذا الفتى ليصرخ بي بهذه الطريقة؟ متى انعدمت الأخلاق لهذا الحد يا معاذ؟
معاذ: كيف كانت ردة فعلك يا صديقي؟ هل تركته يصرخ هكذا ولم توبخه؟
أحمد: ماذا أفعل يا صديقي؟ لقد أصبح شابًا طويل القامة في هذه المكانة الرفيعة، هل سأربيه أنا من جديد؟ ولكن أنا أرى أن أهله مسؤولين لما وصل إليه هذا الشاب من سوء خلق، فكيف لم يزرعون فيه الأخلاق الحميدة منذ الصغر؟
الأخلاق الحميدة يا معاذ تشبه النبتة إذا لم تروي البذور في الأرض مع الوقت ستذبل وتموت، فإذا لم تُغرس الأخلاق الحميدة في الشخص منذ الصغر وترويها بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والمواقف المعبرة لن تنمو أبدًا.
معاذ: معك حق يا صديقي، ولكن لا تحزن نفسك عسى الله أن يهدي شباب الأمة جميعًا، وأن تتمكن من زيارة بيت الله الحرام قريبًا بإذن الله.
أحمد: آمين، وأنا وأنت وسائر المسلمين.
الدرس المستفاد من النقاش بشأن الأخلاق السابق
لابد أن يزرع الآباء الأخلاق الحميدة في أطفالهم منذ الصغر، ويجب تعلم احترام الكبير لكيلا ينفر الجميع من حولك، كما أن الكلمات كالسيف يمكن أن تسبب الحزن للأشخاص لفترة من الزمن دون علاج، فلقد استمر أحمد حزينًا شارد الذهن فترة من الزمن بسبب ما قاله هذا الشاب سيء الأخلاق في بضع دقائق.
لذا على الإنسان أن يحسن من تصرفاته ويتقبل الآخرين واستفساراتهم خاصةً في أوقات العمل.
حوار بين طفل وابنه عن الأخلاق
يعتبر هذا الحوار بين شخصين عن الأخلاق، من الحوارات التي تعزز فكرة النقاش بين الآباء والأبناء وطريقة التربية الصحيحة، وبدأ الحوار بالشكل التالي:
الفتى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف حالك يا أبي؟
الوالد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أنا بخير يا صغيري، كيف تمضي أيامك أنت؟
الفتى: بخير حال والفضل لله، أود أن أطرح عليك بعض الأسئلة يا والدي هل الوقت متاح الآن؟
الوالد: بالطبع يا صغيري، كلي آذانٌ صاغية اسأل ما شئت.
الفتى: ما معنى الأخلاق يا أبي وما هي أشكالها؟
الوالد: لقد نضجت يا ولدي كثيرًا، الأخلاق هي القيم والطباع التي يتعامل بها الأفراد مع بعضهم البعض، وتكون هذه القيم هي المسؤولة عن كل الصفات والتصرفات التي يقوم بها الفرد، وهي أيضًا صفات راسخة في قلبه تظهر مهما حاول إخفائها أو تجاهلها.
أما عن أشكال الأخلاق يا صغيري فهي تتمثل في نوعين أساسيين وهما الأخلاق المحمودة أو الأخلاق السيئة أو المذمومة.
الفتى: حسنًا يا أبي، ولكن ما هي الصفات التي يجب أن تتواجد في الشخص لكي يصبح حسن الأخلاق؟
الوالد: هناك الكثير يا ولدي من الأخلاق المحمودة التي يجب على الفرد أن يتحلى بها، ومن هذه الصفات: الأمانة، الصبر، الشجاعة، الصدق، الوفاء والإخلاص، العفو عند المقدرة وعدم الاستسلام للغضب، العدل، الرجولة والمروءة، احترام الكبير والعطف على الصغير.
من ضمن الأخلاق المحمودة أيضًا يا ولدي: التعاون، الكرم، حب الخير للآخرين وعدم الاستسلام لوساوس النفس السيئة، الحياء.
الفتى: هذا رائع، وهل من مصادر لهذه الأخلاق يا أبي؟
الوالد: بالطبع يا صغيري، هناك مصدرين لهذه الأخلاق أولهما الأخلاق الفطرية التي يولد بها الإنسان، بالإضافة إلى بعض الأخلاق المكتسبة وهي تنشأ من خلال التعليم والنشأة الصحيحة والتربية الحسنة.
الفتى: حسنًا يا أبي، وما معنى الصفات الإسلامية؟
الوالد: إنها الصفات التي تهدي الإنسان للإيمان بالله عز وجل، وهي الصفات التي يتصف بها المؤمنون، ويكتسبها الشخص من قراءة القرآن وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي الصفات التي يقتدي بها الأفراد بالنبي والصالحين والتعامل مع الأخيار.
أما عن خصائص الأخلاق يا ولدي تتحقق عند التوازن بين رغبة الإنسان وشهوته، بالإضافة لتمسكه بفرائض الله عز وجل والإيمان بالشريعة الإسلامية.
الفتى: لقد استفدتُ كثيرًا يا أبي، شكرًا لك على وقتك.
فضائل الخلق الحسن في حياة الإنسان
بعد أن عرضنا الحوار بين شخصين عن الأخلاق، فيجب الإشارة إلى أهمية وفضائل حسن الخلق على النفس البشرية والمجتمع، وهذا ما أثبتته السنة النبوية، فنبينا صلى الله عليه وسلم هو المثال الواقعي عن حسن الخلق ومن فضائل حسن الخلق نذكر ما يلي:
- الأخلاق الحميدة من أسباب الدخول إلى الجنة، وهذا لما ورد في الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه: (سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثرِ ما يُدخِلُ الناسَ الجنةَ؟ تقوى اللهِ وحسنُ الخُلقِ وسُئِل عن أكثرِ ما يُدخِلُ الناسَ النارَ؟ فقال الفمُ والفرجُ.)
- مكارم الأخلاق تُثقل الميزان يوم القيامة وترفع الإنسان إلى مكانة عالية وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من شيءٍ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسنِ الخُلُقِ).
- الأعمال والأخلاق الحسنة تجعل مكانة الإنسان بالقرب من الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، أما المتكبرون ذوي الأخلاق الفاسدة يبغضهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
هذا ما وضحة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ، والمتشدِّقون والمتفَيهِقونَ. قالوا: يا رسولَ اللهِ! قد علِمنا الثَّرثارونَ والمتشَدِّقون، فما المتفَيهِقونَ؟ قال: المتكبِّرونَ).
- الأخلاق الحسنة والصفات الكريمة تكون سببًا في تقرب العبد من ربه وحب الله لعبده وهذا لما جاء في قوله تعالى: (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) سور البقرة- الآية 195، تتمثل هذه الصفات الحسنة في العدل والإحسان والصبر وغيرها من الصفات.
فقد قال تعالى أيضًا: (وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)، (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطين).
- كما تضاعف الأخلاق الحسنة الأجر والثواب، وتعمر الدار وتعتبر من علامات الإيمان وحب الشخص لله عز وجل.
الأدلة القرآنية على أهمية حسن الخلق
في ظل ذكرنا حوار بين شخصين عن الأخلاق، نجد أن أكبر دليل على أهمية حسن الخلق في الحياة هو ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية من آيات وأحاديث تحث على حسن الخلق، ومن الآيات القرآنية نذكر ما يلي:
- قال تعالى: (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) سورة النور – الآية 54
- بالإضافة إلى قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) آل عمران – الآية 15
هذه الآية تعبر عن رحمة الله بالبشر فقد أرسل الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليدعو إلى دين الإسلام بلين وإحسان من الله عز وجل، ولو كان نبينا صلى الله عليه وسلم غليظ اللسان والقلب لابتعد الجمع من حوله وتفرقوا.
نزلت هذه الآية في أحداث غزوة أحد عندما تخلف بعض الصحابة عن الغزوة فبرحمة من الله عز وجل يقول لرسوله الكريم أن يستغفر لهم ليشفع لهم.
- قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة القلم – الآية 4
الأخلاق هي ما يحدد طبيعة المجتمع ورفعة مكانه، فكلما انتشرت الأخلاق الحميدة ساد العدل والأمان والسعادة في المجتمع.