حقوق الزوجة في الفراش

حقوق الزوجة في الفراش يجب على الزوج مراعاتها لتجديد رباط الحب فيما بينهما، فالعلاقة الزوجية من أجلّ ما يحافظ على صلة الزوجين إن كانت علاقة سوية لا يشوبها حرمان أو هجر، فكلًا منهما له حق الاستمتاع بالآخر، ومعرفة ما يُمكن فعله من أجل الإحساس بالرضا والاكتفاء، هذا ومن خلال موقع الملك سنشير إلى حقوق الزوجة في الفراش وما يدور حول هجرها في الفراش.

حقوق الزوجة في الفراش

من الأساسيات الحاكمة للعلاقات الزوجية أن يغمرها المودة والألفة بين الزوجين، فيجمعهما السكن المشترك والراحة والسكينة، ويجتمعان على السراء والضراء معًا، متجاوزين لبعضهما الهفوات والزلات.

لا تخلو علاقة زوجية من المشكلات، فهي طبيعة الحياة التي تستدعي الخلاف ووجود العقبات، لذا فإن كان الميثاق الغليظ بين الزوجين من القوة ما يؤهلهما إلى التغلب عن تلك المشكلات، كانت حياتهما سوية مرنة.

على أن الرغبة الفطرية الجنسية تساعد بدورها على بقاء تلك العلاقة سوية، لأن نفور الزوجين من بعضهما البعض لا يُقترن مع المودة والألفة، حيث إن العلاقة الحميمة تدعم روابط الحب والرحم، نشير إلى قول الله تعالى:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الآية 21 سورة الروم).

لا ضير في أن تكون الزوجة طالبة لزوجها في الفراش، فقد أحل الله لهما الزواج لصيانة فروجهما واستمتاع كلًا منهما بالآخر، فإذا لم يجد الزوج المتعة في زوجته فأين يجدها؟ والعكس صواب، فمن الحق الزوجة الاستمتاع بحقوقها مع زوجها مما يبعدها عن الحرام.

هنا يتضح أن حقوق الزوجة في الفراش تتسنى عند معرفة الرجل بطبيعة زوجته، وما سيثيرها ويسعدها، وما يسبب لها النفور، وعليه أن يسعى إلى إبعاد الملل والرتابة عن علاقتهما الزوجية، وما إن أحس من ناحيتها بفتور عليه بفعل قدر من التغيير لاسترجاع تفاهمها الروحي ثانية، وذلك من خلال بعض الخطوات البسيطة التي يجب على كل زوج أن يكون مطلعًا عليها، وتتمثل فيما يلي:

1- إظهار الإعجاب بالزوجة

يجب على الزوج أن يُشعر زوجته برغبته في ممارسة العلاقة الجنسية معها، فهي أجمل امرأة وهي الوحيدة التي تُسعده، على أنه يجب أن يستعد لملاقاة زوجته في الفراش، فهذا الاستعداد النفسي والبدني لا يرتبط بها فقط، بل يخصه أيضًا ولا يجب التغافل عنه.

من حقوق الزوجة في الفراش أن تشعر بزوجها معجبًا بها يحبها ولا يرغب فقط في ممارسة العلاقة معها دون السعي إلى إرضائها، وهذا من شأنه أن يجعل الزوجة متلهفة على زوجها راغبةً في ممارسة العلاقة.

يجب أن يسمع الزوج كلمات المدح والتغزل في زوجته، ولا يقسو عليها، ولا مجال للعنف المبالغ فيه أثناء العلاقة حتى لا يتسبب لها في الضرر النفسي والبدني.

اقرأ أيضًا: تجاهل المرأة للرجل يزيد من تعلقه بها

2- إرضاء رغبات الزوجة في الفراش

إذا لاحظ الزوج أن وضعية الجماع لا تُرضي زوجته، ولا تعجبها أو لا تسبب لها الراحة وقدر من المتعة، يجب عليه تغييرها، أو مشاورتها في الأمر بقليل من المداعبة والمرح حتى تعبر عن رغبتها ورأيها في ممارسة أمر ما، ولا يحتاج الأمر من الزوج الكثير من المجهود ليعرف كيفية إسعاد زوجته، فهذا سيلاحظه عليها مباشرةً.

مع مراعاة الزوج عدم إكراه زوجته على أمر ما خاصة في ممارسة العلاقة الحميمة، فهذا من شأنه أن يسبب لها النفور، فلا يجبرها على وضع ما أو ممارسات مكروهة بالنسبة لها، فإذا رجعنا إلى الشرع نجد أن تلك الممارسات الزوجية يجب أن تنال رضا الطرفين لا أحدهما دون الآخر.

كما أن استمتاع الزوجة بالتصرفات الصادرة عن زوجها في الفراش يزيد من ألفة العلاقة فيما بينهما، خاصةً عندما يحاول زوجها بدوره إضفاء الأجواء المثيرة في غرفة النوم، ليفاجئها في كل مرة بأن الأمر غير اعتياديًا.

3- الاهتمام بالحالة النفسية للزوجة

إن حقوق الزوجة في الفراش متنوعة فلا تقتصر فقط على تعاملاتهما معًا أثناء العلاقة الحميمة، بل يشمل الأمر أيضًا مراعاة الزوج لحالة زوجته النفسية التي تؤهلها إلى العلاقة راغبة وليست مُرغمة.

فهناك فترات تمر على المرأة كالحمل والولادة تجعلها تعاني من نوبات اكتئاب متفرقة، ويؤثر هذا على رغبتها في الجماع، لذا لا ينبغي إهمال الزوج لزوجته عاطفيًا، فلا ينبغي أن يكون الزوج من الأنانية ما يجعله راغبًا في حاجته منها دون الالتفات إليها ولمشاعرها.

مع مراعاة الحالة النفسية والجسدية للزوجة عند مرورها بمتاعب وتقلبات مزاجية وهرمونية، وعدم تجنبها في تلك الأوقات بل احتوائها حتى إن لم تكن قادرة على ممارسة العلاقة.

ما أحله الزواج للطرفين

جدير بالذكر ارتباطًا بالحديث عن حقوق الزوجة في الفراش الإشارة إلى أن الإسلام قد أكد على حقوق الزوجة في هذا الصدد، بأن يراعيها الزوج ولا يهجرها، علاوةً على جواز التفريق بين الزوجين إن كان في الزوج ما يمنعه من إمتاع زوجته بألا يصل إليها، أو عند امتناعه عنها دون سبب مرضي.

فإتيان الزوجة يأتي في إطار الحرص على عفتها، ذلك حتى وإن كان الزوج ليس لديه رغبة في وصالها، إلا أننا نذكر هنا أن رغبة الزوج في الجماع يجب ألا تخالفها الزوجة ما دام لا يوجد ما يمنعها من الجماع كفترة الحيض.

أما إن كان الأمر على النقيض فالزوج غير ملزم بوصال زوجته متى أرادت، شرط أن يسعى إلى ذلك جاهدًا، وهذا أمر منطقي متعلق بالتركيب العضوي والسلوك الجنسي لكليهما، فالمرأة تستجيب لللإثارة في أي وقت، أما الزوج فالأمر ليس بوسعه عن إجابة زوجته في كل الأوقات حتى في حالة رغبته في ذلك.

بأي حال، يجب الحرص على إرضاء كليهما الآخر مادام ليس هناك مانعًا، فالرسول الكريم أنكر امتناع الصحابة عن الجماع لسبب العبادة، فالعبادة ذاتها لا تعد سببًا كافيًا للحرمان أو لترك الواجب.

لا يقف الأمر على مجرد الجماع، وإنما يصل إلى وجوب الإشباع، هذا بإنزال ماء الرجل حتى تسكن زوجته ولا يفارقها إلا بالجماع الصادق، الذي لا يجعلها في حالة الشبق الشديد والذي يعود عليها بالضرر النفسي والبدني، على أن درجة الإشباع بينهما تؤدي إلى استمرار الألفة.

كما منع الإسلام كل ما يعوق استيفاء حقوق الزوجة، وحرم الإتيان في الدبر، لأنه لا يُحدث نسلًا الذي هو الهدف الأسمى من النكاح، على أن هذا لا تأتي نتائجه إلا بكل قبيح ولا يجعل الزوجة تصل إلى الإشباع.

اقرأ أيضًا: أمراض الجهاز التناسلي للرجال

هجر الزوجة في الفراش

قد جعل الله المرأة سكنًا للرجل، خاصةً إن كانت لطيفة المعشر حريصة على راحة زوجها وتوفير احتياجاته واتباع ما أمرها الله به، هكذا وعلى الجانب الآخر لا ينبغي على الزوج أن يهجر زوجته إلا عند تمردها ونشوزها، وهذا يكون من قبيل العقاب وتلقينها درسًا حتى تنصاع لطاعته.

على أن هجر الزوجة في تلك الحالة لا يعد علاجًا في ذاته، بل من النساء ما يجدي معها اللين والرحمة دون الهجر والفراق، فربما يصبح الحوار بينهما أفضل من الدخول في أمر الهجر في الفراش، إنصافًا لعدم الجور على حقوقها.

لكن إن كان هناك أسباب للخلاف بينهما أو دون وجود أسباب من الأساس لا ينبغي على الزوج أن يهجر زوجته ولا يترك بيته، فهذا مُحرم بأي حال.

على أنه في تلك الحالة للمرأة الحق في طلب التفريق بينها وبينه، فربما تحصد أضرارًا جراء هذا الهجر والفراق، وعلى الجانب الآخر نجد أن هجر الزوجة لزوجها مُحرم أيضًا.

على الرغم من ذلك، هناك حالات يحدث فيها الهجر رغمًا عن كليهما، وهنا من الممكن أن يحدث فراقًا عن تراض بينهما، ولا يوجد إثم عليهما، كذلك من حق الزوجة التي هجرها زوجها في الفراش أن تطلب الطلاق، بسبب الضرر الواقع عليها.

مع العلم أن الزوج الذي لا يراعي حقوق زوجته يعد آثمًا، خاصة من لا يراعي حقوق الزوجة في الفراش، وفي السكن.. وما إلى ذلك، فعليه إزالة تلك الوحشة بينهما، وأن يستعيد المودة والألفة باللين في التعامل، لأن إهمال الزوجة يترتب عليه من المفاسد ما حرم الله.

في أي حال من تلك الحالات ينبغي الابتعاد عن الظلم والعدوان في تعامل كل طرف مع الآخر، كذلك الابتعاد عن العصيان والنشوز والهجر، فكلا الأمرين غيٌ من عمل الشيطان.

إن حقوق الزوجة في الفراش مرهونة بعمق علاقة زوجها معها، ومدى تفهمه لها، وكلما كان هناك حب وتفاهم بينهما كلما كان سعي الزوج لإسعادها أكبر، فلا يكون لقائهما معًا إلا وهي راضية.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.