حقوق الزوجة بعد الطلاق بدون أطفال

هل حقوق الزوجة بعد الطلاق بدون أطفال موجودة أم لا؟ وما رأي دار الإفتاء في ذلك؟ تظن الكثير من النساء أنهن بمجرد أن يطلقن من أزواجهم ولا يوجد لديهم أطفال، فلا يوجد لديهم أي حقوق يجب أن يحصلوا عليها، لكن هذا خطأ ومنافي للشرع والقانون.

حفظت الشريعة الإسلامية والأحكام القانونية حق المرأة سواء كانت مع أو بدون الأطفال، ومن خلال موقع الملك سنتعرف على حقوق الزوجة بعد الطلاق بدون أطفال.

حقوق الزوجة بعد الطلاق بدون أطفال

تُعاني الكثير من النساء بعد طلاقها وهي بدون أطفال، بحقها الذي يستبد عليه الزوج ويسلبه منها ويعاملها على أنها لا يوجد لها أي حق عنده، ويجب أن تكتفي بأنه أطلق صراحها وطلقها، ولكن هذا الشيء غير صحيح، وهذا الزوج ما هو إلا زوج مستبد وظالم ولكن القانون أوفي لها حقها وكذلك الشرع.

لذلك سيتم توضيح جميع التفاصيل الخاصة بتلك الحالة من الطلاق، وكيف يمكنها أن تحصل على جميع حقوقها، ولكن يجب العلم أن حالات الطلاق تختلف في طريقة الطلاق، حيث إن هناك ما يسمى بالطلاق الودي، وهذا النوع من الطلاق يتم بالتراضي بين الطرفين عند مأذون.

بينما النوع الآخر يكون من خلال المحاكم، ونلاحظ ان حالات الطلاق تختلف بسبب اختلاف الأسباب والروايات الحادثة بين الطرفين، لذلك في كل حالة إما أن تحصل فيها الزوجة على حقها أو بيدها أن تضيعه، لذلك سنتحدث بالتفصيل عن كل حالة من خلال النقاط التالية:

1- الطلاق عن طريق القضاء

هذا النوع من حالات الطلاق تلجأ فيه الزوجة إلى القضاء من أجل الطلاق، عندما يمتنع الزوج عن طلاقها ويطلب منها إبرائه من جميع حقوقها، لذلك الحل الوحيد من أجل أن يرجع إليها حقها هي إقامة دعوة طلاق في المحكمة.

تسمى تلك الدعوة بـ “دعوة طلاق للضرر” ومن خلال تلك الدعوة تستطيع الزوجة أن توضح ماهية أسباب طلاقها من الزوج، وفي حالة أن الأسباب التي تم ذكرها تكون متوافقة مع القانون والشرع يمكن في ذلك الحالة أن يُعتد بها.

فهي الحالة الوحيدة التي تتمكن فيها المرأة المطلقة من حصولها على حقوقها الشرعية كلها، أما الطلاق بالضرر فيتم إذا تعرضت الزوجة خلال فترة زواجها إلى أي ضرر سواء كان نفسي أو مادي.

بالتالي وفقًا لقانون الأحوال الشخصية تقوم الزوجة برفع الدعوة القضائية من أجل الطلاق، ولكن يجب أن يكون لديها أي أثبات على هذا الضرر الواقع عليها.

سواء كان تقارير طبية موثقة أو حتى شهادة شهود على الواقعة ويكون بهم صفات الشاهد الذي يُعتد بها، بعد ذلك تتطلق المرأة بشكل رسمي، ومن تلك الحقوق التي تحصل عليها المرأة ما يلي:

  • نفقة العدة: وهي عبارة عن نفقة لمدة ثلاثة أشهر وتبدأ من وقت الطلاق مباشرة، وتلك النفقة يجب أن تكفي متطلبات الزوجة الأساسية من ملبس ومأكل ومسكن ولكن هذا يتوقف على حالة الزوج المادية، وتبدأ العدة منذ تاريخ إيقاع الطلاق.

لكن يجب العلم أن هناك حالات يسقط فيها حق النفقة للزوجة ومنها ارتدادها عن الإسلام أو أن المطلقة توفت بعد طلاقها خلال تلك الفترة أو نشوز الزوجة.

  • نفقة المتعة: تحسب بنفس مقدار النفقة الشهرية للزوجة، والحد الأدنى منها يكون عامين وفي ازدياد أى أنها بمعدل حوالي 24 شهر من النفقة الشهرية.
  • مؤخر المهر والصداق: وهو الذي تم إثباته في عقد الزواج او أي عقد آخر تم الاتفاق عليه مسبقًا، ويجب أن يكون شهد عليه الشهود والدليل الإمضاء والرقم القومي لهم على الورق.
  • نفقة الزوجية: لأن الطلاق خلال المحكمة يستغرق وقتًا طويلًا، فحتى تتمكن المرأة من العيش، يحكم للزوجة النفقة الزوجية تلك لكي يحدث الطلاق بشكل رسمي، وتحصل على النفقات الأخرى.

اقرأ أيضًا: القضايا التي يرفعها الزوج ضد الزوجة

2- الطلاق الودي عند مأذون

هو عبارة عن طلاق متفق عليه بين الزوجين بالتراضي وهو يتم على يد مأذون، ولكن للأسف هذا النوع من الطلاق يظلم الكثير من الزوجات، ذلك بسبب أنهم يتفاجآن بعد تمام الطلاق وإمضاء العقد أنها قد تنازلت عن جميع ممتلكاتها ومستحقاتها من غير رغبة منها.

لذلك يجب التأكد قبل إتمام الطلاق من أنك ستحصلين على كافة مستحقاتك من مؤخر ونفقة شهرية ونفقة متعة وأيضًا من مهر، قبل الشروع في الطلاق وضياع ذلك الحق، أي يجب عمل عقد من أجل التأكيد على حقها.

لكن في حالة الطلاق بدون أخذ أي حقوق من الزوج يطلق عليها “طلاق على الإبراء”، أي أنها تنازلت بشكل كامل عن كافة حقوقها الشرعية بكل معنى الكلمة.

لذلك يجب الحذر قبل التوقيع على أي شيء، والقراءة جيدة، ويرجي ان يكون مع الزوجة من يستطيع فهم تلك الأمور حتى لا تقع الزوجة في الخطأ.

3- دعوة الخلع من الزوج

من الأخطاء الشائعة أن الكثير يظنون بأن دعوة الطلاق العادي هي نفس دعوة الخلع، وان النتيجة لكلاهما واحدة، لكن هذا الكلام غير صحيح، حيث إن دعوة الخلع هي عبارة عن إحدى دعوات الطلاق ولكن تتنازل فيه الزوجة عن جميع مستحقاتها من نفقة العدة والمؤخر ونفقة المتعة أيضًا.

لكن الشيء الوحيد الذي يمكنها أن تحصل عليه هو مقدم الصداق، وذلك يكون مكتوبًا من قبل فيما يُعرف بـ “القايمة” قبل الزواج، وتحصل عليه من خلال دعوى قضائية تقوم برفعها على الزوج.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة عند الخلع

الزوجة المطلقة بشكل غيابي

ما هي حقوق الزوجة بعد الطلاق بدون أطفال إذا قام زوجها بطلاقها بشكل غيابي؟ الكثير من الرجال يظنون أنه من الذكاء أن يطلقن زوجاتهم غيابي، أي بدون علم الزوجات بطلاقهن في وقت وقوع الطلاق.

لأنهم يعتقدون أنهم بذلك الطريقة تخلصوا من إعطاء الزوجة جميع مستحقاتها، ولكن هذا الشيء غير صحيح، حيث إننا نجد أن الشرع قد حفظ حق المرأة بالكامل في تلك الحالة.

ذلك لأنها بالفعل تعرضت إلى كسر الخاطر بشكل كبير، وفقًا للشرع جاء دور القانون أيضًا الذي أنزل قانون يُدعم فيه رأي الشرع، بأن الزوجة تحصل على جميع ممتلكاتها.

مع العلم أن الزوجة تبدأ الحصول على حقوقها من تاريخ إعلامها بالطلاق على يد محضر وهي تمضي عليه من أجل أن تُثبت أنها علمت بطلاقها بالفعل.

نص قانوني خاص بحقوق الزوجة بعد الطلاق بدون أطفال

في ظل التعرف على حقوق الزوجة بعد الطلاق بدون أطفال يوجد النص القانوني في المادة رقم 18 من القانون المصري الذي رقمه 25 لعام 1992 ميلاديًا، والذي تمت إضافته أيضًا بالقانون رقم 100 لعام 1985 ميلاديًا على الآتي:

” الزوجة المدخول بها في زواجٍ صحيح إذا طلقها زوجها دون رضاها أو بسببٍ من قبلها تستحق فوق نفقة عدتها متعة تقدر بنفقة سنتين على الأقل، وبمراعاة حال المطلق يسرًا أو عسرًا وظروف الطلاق …”.

شروط حصول الزوجة على مستحقاتها الشرعية

الزوجة من حقها أن تحصل على جميع الحقوق التي ذكرت أحقيتها لها في الشرع والقانون، لكن يجب أن يتوفر مجموعة من الشروط وهي التالية:

  • أن يكون الطلاق وقع بالفعل بين الزوجين.
  • أن يكون الطلاق قد وقع من غير رضا الزوجة على هذا الطلاق، أو تم الطلاق برضاها في حالة الطلاق بضرر مع وجود سبب شرعي لطلب الطلاق.
  • الطلاق الواقع بين الزوجين تم بدون أن تكون الزوجة هي السبب في المشكلة أو أن هناك عيب فيها.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق بالتراضي

رأي دار الإفتاء المصرية في حقوق الزوجة بعد الطلاق

حيث إننا نجد أن مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام ذكر بأن الزوجة التي بدون أطفال وقام الزوج بالدخول بها، لها كافة المستحقات الشرعية، مثل المهر المُتفق عليه من قبل الزواج، في حالة كان المهر مؤخر او حتى مقدم.

كما أن الزوجة لها الحق أيضًا في نفقة المُتعة، والتي تتوقف على الحالة المادية للزوج والتي يستقصي منها جيدًا، وهناك نوع آخر من النفقات التي يمكن للزوجة أن تُطالب به وهو النفقة القضائية، ولكن تلك النفقة يجب أن تُطالب بها الزوجة قبل مرور عام طلاقها.

يجب العلم أنه إذا كان الطلاق الواقع بينهم لا يرجع سببه إلى الزوجة بأي شكل من الأشكال، فيمكنها الحصول على متعتها كاملة.

من الواجب عليك الاطمئنان بأن حقك حفظه الله لك كاملًا، ثم جاء القانون وذكره من أجل ضمان ذلك الحق، لذلك لا تخافي إذا كنت تريدين الطلاق وأنتِ بدون أطفال.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا