أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمرة

أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمرة؟ وما هي أفضل الصدقات الجارية عن الميت؟ يوجد بعض الأشخاص يحبذون التصدق عن المتوفي والبعض الآخر يفضلون العمرة، ومن هنا نشب الخلاف لذلك يقدم لكم موقع الملك في هذا المقال إجابة عن هذه التساؤلات وكل ما يتعلق بالعمرة والصدقة عن المتوفي مزودة بالإثباتات الدينية الصحيحة عليها وما إلى ذلك.

أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمرة

بسبب المودة الكبيرة والترابط الأسري الموجود بين الأهل والأبناء وغيرهم من الأشخاص فإنهم يميلون إلى وصل المحبة والود حتى وإن مات من يحبون، لم يتوصل الأهل والأقارب لطريقة يصلون بها الود مع المتوفي سوى الطرق التي تؤدى إلى جعل المتوفي ينال ثوابًا وأجرًا عظيمًا من خلال الشعائر الدينية المختلفة.

لكن يحتار البعض في معرفة ما هي الطريقة الأمثل لوصل المحبة بينهم وبين المتوفيين من حيث الشعائر الدينية، يتساءل البعض عن أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمرة؟ وجاءت الإجابة على هذا السؤال من قبل الفقهاء وذي العلم بأن الصواب هو أن إخراج الصدقات على المتوفي أفضل من الحج أو العمرة عنه ولكن لا مانع في أداء مناسك العمرة عنه إن كان لم يؤديها من قبل.

استدل أهل العلم والمشايخ في هذه الإجابة على أحد البراهين الدينية والتي يتم بها الاقتداء بالسنة النبوية وهو الحديث الشريف: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” [صحيح مجموع الفتاوى].

كما جاءت إجابة السؤال حسب الشريعة الإسلامية، فهناك أيضًا بعض العبادات والشعائر الدينية يمكن للمرء القيام بها للتودد إلى الشخص المتوفي مثل: قراءة القرآن والدعاء له فإن هذه العبادات تعطي الشعور بالسعادة وراحة القلب والتي بموجبها تمنح المتوفي نورًا وأجرًا كبيرًا بعد مماته.

اقرأ أيضًا: الدعاء للميت من الكتاب والسنة

أفضل الصدقات الجارية عن الميت

استكمالًا للحديث عن جواب سؤال أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمر، نذكر أن من أفضل الأعمال والعبادات الدينية التي يمكن أن تمنح للميت هي العتق والاستغفار والتصدق، حيث كلما كانت الصدقة جارية كلما كانت أفضل كما أن أجر هذه الأعمال يصل إلى المتوفي، وينتفع بها سواء جاءت من أقاربه أو أصحابه، ومن الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت هي قضاء دينه ونذره.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:

(أنَّ امْرَأَةً جاءَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ فَماتَتْ قَبْلَ أنْ تَحُجَّ، أفَأَحُجَّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ، حُجِّي عَنْها، أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَتَهُ؟، قالَتْ: نَعَمْ، فقالَ: اقْضُوا اللَّهَ الذي له، فإنَّ اللَّهَ أحَقُّ بالوَفاءِ).

اتفق أهل الفقه أن الصدقة الجارية عامًة سواء كانت؛ مال، أو دعاء، أو حج، أو استغفار فهي تصل إلى الميت: لقوله -تعالى-:

(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)

فهناك الكثير من الوسائل التي نستطيع بها التصدق على الميت ومن أشكال هذه الصدقة على الميت ما يلي:

  • سقي الماء من أفضل أنواع الصدقات مثل: حفر الآبار والعيون أو توصيل المياه لقرية غير موجود بها، أو التبرع بمبرد ماء في أحد الأماكن أو المساجد.
  • المشاركة في بناء مسجد.
  • توزيع المصاحف على الناس.
  • إطعام الناس والتبرع بالملابس.
  • مساعدة طلبة العلم وابن السبيل وإعطائهم ما يحتجون إليه من المال.
  • غرس الأشجار أو مساعدة الجيوش التي تجاهد في سبيل الله تعالى.

القرآن صدقة جارية للميت

أكدت دار الإفتاء المصرية أن أجر اجتماع الناس على تلاوة القرآن وختمه يصل إلى الميت حتى وإن كان من مسافة بعيدة، وذلك عن طريق وهبه له باستخدام سبع كلمات يقولها القارئ ألا وهما:

(اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان)

حيث إن وصول أجر قراءة القرآن يكون عن طريق تلك الكلمات السبع.

اقرأ أيضًا: هل يرى الميت أهله بعد موته

الاستغفار عن الميت

يحل للمسلم أن يستغفر عن الميت، وإن فعل ذلك يصل إلى الميت وينتفع به ويستفيد منه ويكون سببًا عند الله في المغفرة له والتخفيف عنه ذنوبه ولكن لا يوجد هناك برهانًا قاطعًا على زيادة أجر الميت باستغفار الأحياء له بل ينقص ذنوبه وإذا نقصت ذنوبه رجحت حسناته.

الدعاء كصدقة جارية للميت

أدعية المتوفي أو الدعاء بشكل عام يعتبر من النعم التي أنعم علينا بها الله -عز وجل- بالدعاء نناجي ربنا رب العالمين ونطلب منه أن يساعدنا ويعيننا على قضاء حاجتنا، بالرغم من اختلاف الناس بجميع أحوالهم وأساليبهم وطرقهم في التعبير عن حاجتهم إلا أنهم جميعًا يدعون إلى الله.

يتحقق فضل الدعاء للميت عند دعاء الإنسان له بالرحمة والمغفرة، ويخفف الله عن المتوفي بقدر ما يدعو الناس له وهذا ما يبرز فضل الدعاء للمتوفي، ومن بعض أدعية المتوفي ما يلي:

  • (استغفِروا لأخيكُم، وسَلوا لَهُ التَّثبيتَ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ).
  • (اللهم أنت ربها، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئنا شفعاء فاغفر له).
  • (اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه).
  • (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).
  • اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار.
  • اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله.
  • اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً.
  • اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته.
  • اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب.
  • اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته.
  • اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين.

جواز التصدق عن الميت من غير ماله

بعد أن أجبنا على سؤال أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمرة وبرزت الإجابة أن الصدقة أفضل، قد يطرح البعض سؤالًا آخر ألا وهو هل يحل التصدق عن الميت من غير ماله؟

حسب آراء الفقهاء وعلماء الدين ورد أن الصدقة عن الميت لا يشترط فيها أن تكون من ماله الخاص ولكن من الممكن أن يخرجها عنه ولده أو أي شخص غريب عنه بنية الصدقة عن هذا المتوفي، ومن ناحية أخرى لا يجوز التصدق على الميت من ماله بعد وفاته إلا بعد أخذ موافقة ورثته لأن المال أصبح مملوكًا لهم.

نية التصدق عن الميت

ورد في الأبحاث والدراسات الإسلامية أنه من الجائز أن نتصدق عن شخص توفي، كذلك اتفق أجمع العلماء على أن هذه الصدقة تحل من سواء من الأقرباء أو حتى غيرهم وذلك لأن المسلم أخ للمسلم حيث ورد الحديث:

(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).

ارتباطًا بذكر إجابة سؤال أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمرة، قد قال الفقهاء إن من الضروري وجوب النية الخالصة وهي نية الشخص وهو يتصدق، بأن يكون الأجر كله للشخص المتوفي، لأن أي عمل أو عبادة في الأساس يرتكز على النية وبذلك أجمع العلماء على جواز التصدق عن المتوفي ولكن بشرط حضور نية القلب الصادقة.

اقرأ أيضًا: أفضل دعاء للميت يوم الجمعة مكتوب مستجاب بإذن الله

فضل التصدق على المتوفي

عن عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- أن رجلًا أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:

يَا رَسُولَ الله إِنَّ أمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسَهَا وَلَمْ تُوصِ، وَأظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أفَلَهَا أجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قال: «نَعَمْ». متفق عليه، وثبت في البخاري عن سعد بن عبادة (أن أمه توفيت وهو غائب فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وأنا غائب فهل ينفعها إن تصدقت عنها فقال: نعم، فقال: أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها).

تدل هذه الأحاديث الشريفة على ضرورة الصدقة وفضلها العظيم على الميت وهي دلائل صريحة تثبت وجود الصدقة على الميت من أهله، حيث إن الصدقة تطفئ غضب الله تعالى وتساهم في نجاة الميت من دخول جهنم، حيث تكون صدقة الميت كظله في اليوم الآخر، لذلك فإن الجواب على سؤال أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمرة واضح ومفسر عن طريق القرآن ومسند بالأحاديث الشريفة.

تعتبر الصدقة عن الحي دواء من الأمراض الجسدية وحمد لله تعالى على نعمة الصحة ودوامها، فإن الله تعالى يذهب البلاء عن المتصدق سواء كان ظالمًا أو آثمًا أو غير ذلك، حيث يبارك الله للمنفق المتصدق كل يوم في رزقه أما الممسك فإن الله لا يبارك له في رزقه.

المال كله فاني بعكس المتصدق فإن الأجر الذي اكتسبه عندما تصدق هو ما سيبقى إلى يوم القيامة يستفيد به إذا كان ميت أو حي، ويدخل الجنة أصحاب الصدقات عن طريق باب في الجنة يسمى (باب الصدقة)، فالصدقة تشرح الصدر وتؤلف القلوب وتعتبر من أنواع الجهاد في سبيل الله عز وجل.

وهب الثواب عن المتوفي أحد أهم العبادات التي يمكن أن يقدمها المرء لمن فارق الحياة وهو يعز عليه لذلك لزم علينا الجواب على سؤال أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمرة لحسم الجدل.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا