متى يأخذ الأب حضانة البنت

متى يأخذ الأب حضانة البنت؟ وما هي شروط حضانة الطفل؟ أكثر الأطراف تأذيًا بعد الطلاق هما الأطفال، حيث يجب أن يعيش الأولاد مع أحد الأبوين دون الآخر، وذلك طبقًا لعدة شروط سنتعرف عليها من خلال الفقرات القادمة، إلا أنه في أغلب الأحيان ترجع الحضانة إلى الأم، إلى وقت معين، ثم يمكن للأب أخذ الأطفال إن أرادوا ذلك، وسوف نتعرف على الأمر بشيء من التفصيل عبر موقع الملك.

متى يأخذ الأب حضانة البنت

في حالة التفكير في الطلاق، يكن العائق الوحيد هو وجود الأطفال، والذين مهما حاولنا يكن لهم نصيب من دفع ثمن فشل تلك العلاقة، إلا أن تربيتهم في مناخ جيد يخلو من العصبية والنزاع من شأنه أن يكون أفضل لهم.

كذلك تحصل الأم بعد الطلاق على الحضانة بشكل مباشر دون الحاجة إلى عمل أي من الإجراءات تبعًا للقوانين، حيث تكون لها الولاية عليهم إلى أن يصلوا إلى سن 15 عام، بعد ذلك يمكن للأب أن يخيرهم إما البقاء مع الأم، أو العيش معه.

كما أنه من الممكن للأب أن يأخذ البنت أو الولد بالاتفاق مع والدتهما، دون الحاجة إلى تقنين الأمر ما دام هناك تفاهم بين الطرفين، على أن يوفر لأي منهما الدعم الكامل والراحة النفسية قدر المستطاع، وألا يحرم أي منهما من رؤية والدته، مهما وصلت بينهما العلاقة من كراهية.

فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة الطلاق الآية رقم 2:

فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا”.

لذا يجب على متولي رعاية الأطفال ألا يقوم بحرمانه من رؤية الأم أو الأب، لما في ذلك من آثار نفسية سلبية على الأطفال، فهم ليسوا عرضة للمتاجرة بمشاعرهم، بذلك نكون قد أجبنا على سؤال متى يأخذ الأب حضانة البنت، فدعونا ننتقل إلى الكثير من الأحكام التي تخص أمر الحضانة من خلال السطور التالية.

اقرأ أيضًا: إجراءات طلاق الزوجة الأجنبية

شروط نيل الحق في حضانة الأطفال

في إطار التعرف على الجواب الصحيح لسؤال متى يأخذ الأب حضانة البنت، يجب أن نعلم أنه لا فرق بين الولد والبنت في تلك الأثناء، فكلاهما فلذة أكبادنا، لكن في حالة الاختلاف على أمر الحضانة بعد الطلاق، فإن ذلك يرجع إلى توافر الشروط التالية لدى الراغب في تولي حضانة أيًا منهم:

  • أن يتوفر المسكن المناسب لهم، والذي يحتوي على الوسائل التي تضمن لهم الحياة الكريمة، وقد كفل القانون للأم الحصول على مسكن الزوجية من أجل تربية الأطفال، إلا الوصول إلى سن انتهاء فترة الحضانة، ففي تلك الحالة يحق للأب المطالبة بمسكنه، سواء بشكل ودي أو من خلال إقامة دعوى.
  • أن يكون الأطفال في سن صغير، أي قبل وصولهم على عمر 15 سنة، حيث لا تعتبر بعد ذلك فترة حضانة، ومن شأن الأطفال في تلك المرحلة العيش أينما يريدون، سواء مع الأم أو الأب.
  • في حالة زواج الأم، تنتقل الحضانة منها إلى أمها إن كانت على قيد الحياة، فإن كانت متوفاة، تنتقل إلى أم الأب، كما أنه من الممكن أن يقيم الأب دعوة في تلك الحالة لأخذ الأطفال بغض النظر عن الترتيب، وفي أغلب الأحوال يكون حكم القاضي مؤيدًا لرغبته.
  • أن يقوم الأب بتوفير كافة النفقات للأطفال، سواءً عاشوا معه أو مع الأم، فإن مصروفاتهم من مسكن ومأكل وملبس من اختصاصاته، وليس للأم شأن بها، فقد قال الله -عز وجل- في سورة النساء الآية رقم 4:

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ “.

  • أن يكون الحاضن عاقلًا واعيًا لا يعاني من أي من الأمراض التي قد تعوقه عن تقديم الرعاية الشاملة للأطفال.
  • أن يكون الأب أو الحاضن على درجة عالية من تقوى الله، فيحفظ حقوق الأطفال، ويكون أمينًا عليهم.
  • كذلك ينبغي أن يكون قادرًا على التعامل مع الأطفال وتربيتهم وتنشئتهم على النحو السليم.

اقرأ أيضًا: إذا طلبت الزوجة الطلاق ماذا يحق لها

حالات سقوط الحضانة عن الأب

هناك بعض الحالات التي تسقط حق الأب في الحصول على حضانة الأطفال، وبالتالي تعود الحضانة إلى الأم مرة أخرى حال إثباتها لذلك، حيث أتت تلك الحالات على النحو التالي:

  • إن كان يعيش في بلد غير موطن الأم، مما يمنعها من الوصول إلى أطفالها، ومتابعتهم باستمرار.
  • في حالة تعاطي الأب أي من العقاقير المخدرة التي تذهب العقل، وتمنعه من متابعة الأطفال كما يجب أن يكون، كما أنه في تلك الحالة من الممكن أن يتعلم الأبناء منه تلك العادة السيئة.
  • تدخين الأب لأي من المخدرات مما يتسبب في إيذاء صحة الأطفال إن بقوا معه.
  • إذا قام الأب بارتكاب أي من الأعمال المنافية للآداب، واستطاعت الأم إثبات الأمر عليه، خاصة إن كان الفعل متعلق بالعادات والتقاليد التربوية.
  • إذا أصيب الأب بأي من الأمراض النفسية أو العضوية التي تمنعه من تقديم الرعاية الكاملة للأطفال.
  • إذا تم إثبات أن الأب يقوم بممارسة العنف الجسدي مع الأطفال دون داعي.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق بالتراضي

حالات سقوط الحضانة عن الأم

في إطار الجواب على سؤال متى يأخذ الأب حضانة البنت، فإن هناك بعض الحالات التي من شأنها أن تسقط حق الأم في الحضانة، وبالتالي يحق للأب المطالبة بأخذ الأطفال، إن استطاع إحضار ما يثبت سبب انتقال الحضانة إليه، حيث تشكلت حالات سقوط الحضانة عن الأم على النحو التالي:

  • قيام الأم بتعذيب الأطفال جسديًا، مما أدى إلى نفورهم منها.
  • ارتكاب الأم لإحدى الجرائم التي تستوجب العقوبة.
  • إذا كانت الأم قد أصيبت بأي من الامراض النفسية أو الجسدية التي تمنعها من تقديم الرعاية الكاملة للأطفال كما يجب أن يكون.
  • إن لم تقم الأم بطلب حضانة الأبناء بعد الطلاق لمدة أقصاها 6 أشهر.
  • إن كانت لا تتبع التعاليم الدينية وتتقي الله في سلوكها، مما يجعل الأب يخشى على أبناءه من التربية السيئة.
  • إن كانت تتعاطى أي من أنواع المشروبات الكحولية أو المواد المخدرة التي تفقدها الوعي، مما يعرض الأبناء للخطر لغياب الرقابة عليهم، كما أن ذلك من شأنه أن يعلمهم السلوك غير السوي، فتكون النتيجة غير محمودة على الإطلاق.
  • إذا تزوجت المرأة من رجل آخر، دون موافقة الزوج في استمرار حضانتها للأولاد.
  • عدم بلوغ الأم سن الرشد، أو إصابتها بأي من الأمراض العقلية.
  • عدم قدرة الأم على تكريس الوقت لأبنائها، وخروجها إلى العمل، مما كان سببًا في ترك الأطفال بمفردهم، وهو الأمر الذي يعرضهم للخطر الداهم.
  • رغبة الأم في السفر إلى غير موطن الأب، مما يمنعه من الاطمئنان على أولاده ومتابعة كافة أمورهم عن كثب.

يجب على كلًا من الأب والأم أن يحرصا على تقديم كل الدعم للأولاد في حالة الطلاق، فليس لهم أي ذنب فيما قد وصل إليه الحال، كذلك عليهما أن يضعا مستقبل الأنجال أمام أعينهما إلى أن يصلا بهم إلى بر الأمان.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا